مع الإبداع التقني تأتي تحديات غير متوقعة، ويمكننا النظر كمثال إلى التحديات التي طرحتها الأجهزة المزودة بشاشات تعمل باللمس؛ فمن المعلوم أنه يجري تصنيع أجهزة الاستشعار داخل آلات الصرف الآلي وأجهزة «آي باد» و«بلاك بيري» على نحو يجعلها تستجيب للإشارات الكهربية المنقولة عبر الجلد. ولكن، وحال ارتداء القفازات التقليدية، فإن هذه القفازات تتدخل لتعوق هذا الأمر. والآن لم يعد لزاما عليك وعلى أصدقائك من حاملي الأجهزة الحديثة التحرك من دون قفازات، حيث نجح مصنعو القفازات في ابتكار سبل لإكمال دائرة الاتصال، حتى عندما تكون الأصابع مغطاة.
عمدت شركة تعنى بتصميم ملابس النزهة تدعى «180s» إلى زرع نقاط إلكترومغناطيسية في القفازات، وبالتحديد نقطة واحدة على القفاز في إبهام اليد وأخرى في السبابة، وأطلقت على القفازات اسم «تك تاتش» TecTouch.
وتتميز هذه النقاط بصغر حجمها، وهي غير واضحة على نحو لافت، ويمكن دمجها على نحو دقيق بالقفازات كبيرة الحجم المخصصة للتزلج، وكذلك بالقفازات الخفيفة المخصصة للاستخدام اليومي العادي. وتبدأ أسعار القفازات من هذا الطراز من 20 دولارا.
وتتوافر القفازات القادرة على التعامل مع الشاشات العاملة باللمس بمتجر «ساكس فيفث أفنيو» وechodesign.com الأميركي، وتعتمد في عملها على رقعة صغيرة من النسيج الموصل، موجودة على إصبعين من كل يد. ويعادل حجم الرقعة نحو نصف حجم رأس الإصبع. وتتميز هذه القفازات بأنواعها الحريمي والرجالي، والأخرى المخصصة للأطفال بتصميمات وألوان أنيقة، وتتراوح أسعارها بين 25 و80 دولارا.
وسعيا للحصول على أسعار أعلى، استحدثت شركة «غاسبار غلوفز» خط إنتاج «غاسبار غلوفز تك تاتش»، الذي يتميز بقدرة كاملة على التوصيل على الأصابع وراحة اليد. وعن ذلك، قال تيبور بالاز، مدير شؤون المبيعات والتسويق بالشركة: «يتميز الجلد ذاته بالقدرة على محاكاة الجسم البشري».
يذكر أنه حتى الآن لم تجر معالجة سوى الجلود السوداء لمنحها هذه القدرة على التوصيل، لكن بالاز أشار في حديث لصحيفة «نيويورك تايمز» إلى أن الشركة تعمل على تكرار التجربة مع المزيد من الألوان. ويبلغ سعر قفازات مغطاة بقشرة تحمل لون حجر الراين 290 دولارا. وتتوافر قفازات أخرى أقل سعرا ولفتا للأنظار للرجال والنساء.
أما «إيه غلوفز» فتوفر منتجات أرخص، حيث يضم نسيجها الرقيق أليافا فضية تجعل القفاز بأكمله قادرا على التوصيل. يبلغ سعر «إيه غلوفز» 18 دولارا وتتسم بطراز واحد لكلا النوعين، ولا تحمل سوى اللون الأسود.
وبالنظر إلى عبقرية بعض المفتونين بالمجال التقني، من غير المثير للدهشة أن نجد أن أحد الأشخاص تمكن بالفعل من توفير حل تقني مصنوع في المنزل لمسألة التعامل مع الشاشات العاملة باللمس مع ارتداء قفازات، ففي عام 2009، استعان ستيف هوفر، من سان فرانسيسكو، الذي يطلق على نفسه وصف «مبتكر تقني حر»، بخيط موصل، وهو منتج يستخدمه مستهلكون لإضافة ضوء للأنسجة، ودمجه في رؤوس أصابع قفازات عادية.
وقال هوفر: «إذا عجزت عن العثور على طراز القفازات القادر على التعامل مع شاشات اللمس على نحو أنيق ترضاه، يمكنك بسهولة تعديل القفازات المتوافرة لديك بالفعل بحيث تعمل مع شاشات اللمس».
ولو كان البعض يرون في مثل هذا المجهود أمرا مجهدا، فإن «فري هاندز» تطرح حلا أيسر يتمثل في قفازات تتميز برؤوس أصابع يمكن طيها للخلف وربطها بمشابك معينة، مما يترك إبهام اليد والسبابة بحرية تمكنهما من التعامل مع الشاشات العاملة باللمس. تتوافر قفازات «فري هاندز» بتصميمات وألوان متنوعة للرجال والنساء بأسعار تتراوح بين 16 و40 دولارا، أو يمكنك استخدام المقص في تحقيق ذلك في القفازات التي تملكها بالفعل.