خدمات سحابية تتيح للأجهزة المحمولة ممارسة الألعاب المعقدة

ثورة في عالم التسلية والتجوال

TT

الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية من أكثر المعدات شعبية، لكنها تختزن قوة كومبيوترية ضئيلة مقارنة بالكومبيوترات المكتبية العادية. لكن شركتين تأملان في تغيير كل ذلك عن طريق وصل الأجهزة الجوالة والمحمولة ذات القوة المتواضعة إلى خوادم الإنترنت القوية التي تستطيع إنجاز الأعمال الكبيرة والمكثفة عوضا عنها.

وقامت هاتان الشركتان مؤخرا، وهما «أون لايف» التي مقرها بالو ألتو في كاليفورنيا، و«غايم سترينغ» في مدينة سياتل في ولاية واشنطن، بعرض أجهزة تحمل في اليد تستطيع تشغيل ألعاب متطورة وغيرها من البرمجيات العالية التعقيد. ومنذ انطلاقة شركة «أون لايف» في العام الماضي وهي تستخدم خوادم قوية لبث الألعاب الكومبيوترية إلى مشتركيها المالكين لأجهزة «بي سي». وقد أطلقت مؤخرا علبة صغيرة لهذه الألعاب خفيفة الوزن من شأنها نقل هذه الخدمات إلى الأجهزة التلفزيونية، كما أنها وضعت نصب أعينها نقل هذه الخدمات أيضا إلى الأجهزة المحمولة والجوالة.

* نقل الألعاب

* وقامت هذه الشركة قبل أسبوعين بإطلاق تطبيق لـ«آي باد» يستخدم التقنية ذاتها لجلب هذه الألعاب إلى أجهزة «أبل» اللوحية. وجرى تحويل العمليات من الخوادم إلى التطبيق عن طريق استخدام الحلول الحسابية الخوارزمية المضغوطة التي تضمن نقلا سريعا للبيانات عبر الوصل اللاسلكي والإنترنت.

«وفي الواقع فإننا نقدم فقط القدرة على مراقبة اللاعبين المتواصلين مع (أون لايف) عن طريق كومبيوتر (بي سي)، لأن هذه الألعاب لم تصمم لتشغيلها على شاشات تعمل باللمس»، كما يقول ستيف بيرلمان، مؤسس «أون لايف» ومديرها التنفيذي في حديث لمجلة «تكنولوجي ريفيو» الأميركية. ويضيف «لكنني متأكد أن ناشري الألعاب مهتمون بأن يصبح هذا الأمر ممكنا بغية تقديم ألعاب ذات أداء عال على الجهاز اللوحي، وإننا سنعمل على تحقيق ذلك».

وحال قيام مطوري الألعاب بإطلاق اللعبة التي يمكن تشغيلها بواسطة الأصبع بدلا من لوحة المفاتيح والماوس، ستقوم «أون لايف» بجعلها قابلة للتشغيل على «آي باد»، على حد تأكيده.

أما «غايم سترينغ» فقد أطلقت لعبتها الفيديو قبل أسبوعين أيضا بحيث يمكن استخدام هاتف «أندرويد» الذكي لتشغيل لعبة «وورلد كرافت» المتعددة اللاعبين. وقد جهز تطبيق «أندرويد» عن طريق استخدام منصة «إير» من «أدوبي» من أجل تطبيقات الشبكة، مع طاقم عدد وأدوات البرمجيات الذي أنتجته «غايم سترينغ» لمساعدة مطوري الألعاب.

* بث الألعاب

* ألعاب قوية تعمل جزئيا على الجهاز الجوال، وجزئيا على الخادم السحابي.

ويقول كريس بوثرويد، مؤسس «غايم سترينغ» ومديرها التنفيذي: «إن الشبكات اللاسلكية، وأجهزة الخوادم، والبرمجيات، والأجهزة الجوالة والمحمولة، باتت كلها من التطور والتعقيد بحيث تمكن من إجراء التحول الكبير في كيفية نقل الألعاب وتسليمها، فهم الآن يلاحقون الموسيقى والأفلام السينمائية الموجودة على الشبكة».

لكن بث الألعاب هو أكثر تعقيدا من بث الفيديو، أو الموسيقى. فبرمجيات الفيديو تقوم عادة بصقل عدة ثوان من شريط الفيديو مسبقا قبل أن يراها المشاهد في أي وقت، خشية حدوث مشكلات بالتوصيل، أو الاتصال. لكن هذا لا يمكن حدوثه مع الألعاب، نظرا إلى أن ذلك يعتمد على ما سيقوم به اللاعب في الزمن الحاضر، وهو أمر لا يمكن توقعه مسبقا. من هنا لا بد أن يكون الضغط من الكفاية لضمان عدم تأخر بث البيانات كثيرا وتأثير هذا التأخير على سير اللعب.

وكان مهندسو «أون لايف» قد طوروا حلولا حسابية خوارزمية جرى توليفها وفقا إلى لعبة معينة، وحتى إلى مستخدم معين لتواصل إنترنتي. «ويمكن حتى للحلول الخوارزمية المضغوطة التي نستخدمها أن تختلف بين مشهد وآخر»، كما يقول بيرلمان. وتابع يقول: «إن الأماكن المظلمة، والتفاصيل، ونمط الحركة الثلاثية الأبعاد في الإطارات تسبب كلها بعض الفروقات». وإذا ما ضاع بعض البيانات، أو المعلومات أثناء النقل، يحاول برنامج «أون لايف» إخفاء هذا العيب عن طريق الاستقراء مما هو معروف، على حد قوله.

* برامج سحابية

* وتتم جميع هذه الأعمال عن طريق برنامج يعمل على خوادم بعيدة في السحاب. والبرنامج المركب في جهاز المستخدم هو بسيط للغاية بحيث لا يرسل أكثر من عمليات التنسيق بين ماوس المستخدم، وتوقيت العمل على لوحة المفاتيح والنقر على الأزرار.

ويقول بيرلمان إن لهذه التقنية تطبيقات خارج الألعاب، وقد قام مؤخرا بعرض تطبيق لم يكتمل بعد يقوم بجلب نظام «ويندوز 7» المكتبي برمته إلى «آي باد»، «فكل شيء يعمل على أساس أنه محلي، حتى التطبيقات المتطورة كتحرير الفيديو الخاص بالمحترفين، أو تطبيقات التصميم بمساعدة الكومبيوتر التي تستخدم عادة في محطات العمل»، كما يقول.

وتعتمد «غايم سترينغ» على الضغط أيضا، وإن كانت تتبع مسارا مختلفا قليلا. إذ يقوم برنامج الشركة بتشغيل أجزاء أكثر من اللعبة على الجهاز الجوال، وغالبيتها تتعلق بالأزرار، ولوائح المهام، والأجزاء الأخرى الخاصة بواجهات التفاعل، «فالمادة الصعبة يجري تنفيذها على الخادم، في حين يقوم الهاتف، أو الجهاز اللوحي بالاهتمام بواجهة التفاعل الغرافية الخاصة بالمستخدم (GUI) وبتفاعلك معها»، كما يوضح بوثرويد. وهذا يعني أن عملية المعالجة على الخادم تكون أكثر تخصصا، وأن الألعاب الحالية للهواتف الذكية المركبة على الأجهزة كتطبيقات يمكن تكييفها لاستخدام طاقة الخادم الكبيرة. ويقول بوثرويد إنه لا يسعى إلى تحويل مستخدمي الهواتف الذكية إلى لاعبين بالألعاب المعقدة، بل إلى تمكين الألعاب الجوالة لتتضمن عناصر قوية مجسمة أي ثلاثية الأبعاد، «فقد تستطيع أن تحصل على واقعة ضمن اللعبة الاجتماعية. أو إضافة معارك إلى لعبة (حروب المافيا)»، كما يقول. ومثل هذه المميزات قد تكون مثمرة نظرا إلى أن الكثير من المستخدمين يكونون على استعداد لدفع ثمن العدد والأدوات الخاصة بهذه الألعاب.

بيد أن محدودية الشبكات اللاسلكية تمثل تحديا للخدمات مثل تلك التي تقدمها «غايم سترينغ» و«أون لايف» وفقا إلى سوجيت داي، من جامعة كاليفورنيا في ساد دييغو. فكل عروض الشركتين تم عن طريق اتصالات «واي فاي»، وليس عبر الشبكات الجوالة، على الرغم من ادعاء الطرفين أن اتصالا عبر شبكة «3 جي» قوي جدا من شأنه أن يعمل. فالشبكات اللاسلكية تعاني من التقلبات في عرض النطاق أكثر بكثير من الشبكات السلكية، بالإضافة إلى التقلبات الكبيرة في الكمون والاندفاعات، على حد توضيحه. ولتذليل هذه العقبة يعمل داي ورفاقه على تقنيتهم الخاصة بالألعاب الجوالة السحابية. وإحدى خواص هذا التصميم هو قيام الأجهزة اليدوية بتأمين تغذية معلوماتية مستمرة حول الاتصال، بحيث إن أي تغيرات قد تعرقل سير اللعب، يمكن تعويضها أثناء ممارسته.