تلفزيون الإنترنت سيغير من عادات وسلوك المشاهدة

لأنه أرخص كلفة وأكثر بساطة

TT

إذا كنت تملك جهازا تلفزيونيا، وصندوق ألعاب، ومشغل أقراص «بلو - راي»، أو مسجل فيديو رقميا خاصا بأيام العطلات، فقد ترعب المديرين التنفيذيين الذين يديرون استوديوهات الإنتاج التلفزيوني والسينمائي، والمحطات الإذاعية، وقنوات الكابلات، ومنظومات الأقمار الصناعية، لأن الكثير من هذه الأجهزة قد يسهل على الأشخاص الذين يملكون شبكات منزلية بالنطاق العريض تغذية أجهزتهم التلفزيونية بالمحتويات من الإنترنت، كالأفلام السينمائية من هوليوود والبرامج التلفزيونية. وما يخشاه أقطاب الوسائط المتعددة هو أن يشهد العام الجديد عددا متزايدا من الأشخاص الذين يشاهدون المحتويات التلفزيونية من الشبكة من مصادر تشمل «نتفليكس»، و«آي تيونز»، و«يوتيوب»، و«أمازون»، و«فيديو»، و«هيولا بلاس»، و«كراكل»، وبالتالي تقليص، أو حتى إلغاء اشتراكاتهم الشهرية بشبكات الكابلات، والأقمار الصناعية، والخدمات التلفزيونية التي تتم عبر الهاتف.

«يستحيل اليوم إجراء نقاش حول الوسائط، من دون التطرق إلى هذا الأمر الذي يتحول إلى الموضوع الرئيسي»، على حد قول كريغ موفيت محلل الوسائط في «بيرشتاين ريسيرتش» للخدمات المالية لجريدة «يو إس إيه توداي».

* تلفزيون شبكي

* وقد كشف المعرض الدولي للأجهزة الإلكترونية في لاس فيغاس، عن أجهزة تلفزيونية جديدة تدعم الشبكة وتطرح في الأسواق في العام الحالي. وطبعا سيحصل الكثير من عدم الاتفاق حول عدد الأشخاص الذين سيلتزمون بتلفزيون الشبكة والسرعة التي يعمل بها. وتقدر شركة أبحاث «إس إن إل كاغان» أن نحو 16.5 مليون منزل تملك حاليا جهازا تلفزيونيا يعمل على الشبكة، وأن 2% منها تستخدم لمشاهدة أفلام وبرامج هوليوود التلفزيونية. وتتفق غالبية الناس على أن اختراق الأجهزة التي تدعم النطاق العريض قد يؤدي إلى ثورة كبيرة في مضمار عادات المشاهدة، منذ قدوم تلفزيونات الكابلات في السبعينات من القرن الماضي.

وإن صح هذا الأمر فسيقوم تلفزيون الشبكة بقلب الصناعة التلفزيونية المدفوعة الأجر رأسا على عقب، التي تجني نحو 140 مليار دولار سنويا من مبيعات الإعلانات ورسوم اشتراكات الزبائن، وفقا للورا مارتن المحللة لدى «نيدهام آند كومباني» للخدمات المالية.

وهكذا يبدو أن الأمور شرعت تسير سيرا حسنا. فقد توقعت «إس إن إل كاغان» أنه بحلول عام 2014 سيكون نحو 46.3 مليون منزل مجهزا بجهاز تلفزيوني واحد على الأقل يتواصل مع الإنترنت بالنطاق العريض، وأن نسبة 7% من جميع المنازل ستعتمد على الشبكة بدلا من التلفزيون المدفوع الأجر، لمشاهدة المحتويات التي أنتجت بشكل احترافي. وهذا قد يؤدي إلى عالم «حيث خدمات البث المنخفضة الكلفة، مثل (نتفليكس)، ستصبح من الجودة بحيث ستتحول في النهاية إلى بديل للتلفزيون التقليدي المدفوع الأجر»، على حد قول سبينسر وانغ المحلل لدى مؤسسة «كريديه سويس» للخدمات المالية.

وغالبية المحتويات المتوافرة قانونيا على الشبكة حاليا هي قديمة، وتتطلب اشتراكا، أو رسوم تأجير، أو تأتي من محطات إذاعة التي تقدم برامجها مجانا. وثمة سبع شركات حاليا هي «سي بي إس»، و«ديزني»، و«ديسكفري»، و«فوكس»، و«إن بي سي يونيفرسال»، و«تايم وارنر»، و«فياكوم»، التي تشكل نحو 90% من جميع الفيديوهات المنتجة احترافيا التي يشاهدها الناس.

* توجهات المستقبل

* «من الصعب تصور قيام هذه الشركات بإلحاق الضرر بنفسها عن طريق تقديم أفضل ما لديها من برامج بأسلوب قد يقوض علاقاتها المثمرة مع مزودي الخدمات التلفزيونية بأجر»، على حد قول موفيت. لكن بعض القوى الكبيرة في الإنترنت تعمل على تغيير ذلك ومنها:

* «أبل» التي قامت مجددا في الخريف الماضي بإطلاق جهاز «أبل تي في» الذي يقوم بتغذية قلبها الإلكتروني بفيديو الإنترنت. وتقوم الشركة حاليا بإبرام عقود وصفقات مع الاستوديوهات، بما فيها «ديزني» و«فوكس»، لحساب «أبل تيونز»، لاستئجار حلقات من بعض البرامج التلفزيونية الأخيرة مقابل 99 سنتا للواحدة منها.

* «غوغل» التي أنزلت خدمة «غوغل تي في» التي تساعد الأشخاص على إيجاد بغيتهم من البرامج التلفزيونية على الشبكة، بما في ذلك الفيديوهات على «يوتيوب» التابع لـ«غوغل». لكن الشبكات التلفزيونية الكبرى تقوم بحجب برامجها عن «غوغل تي في»، حاليا على الأقل.

* «نتفليكس» و«هيوليو» تقومان حاليا بتوقيع اتفاقيات مع الاستوديوهات ومنتجي البرامج، لأن هاتين الجهتين تتنافسان لتصبحا المقدمتين الرئيسيتين لخدمات الاشتراك بالشبكة التي تنطوي على بث الأفلام والبرامج التلفزيونية.

ويقول ستريكلاند من «فيريزون»: «لقد دهشت من وفرة المحتويات المتوافرة على الشبكة. فكل يوم نرى إعلانا جديدا، وهو ما من شأنه أن يحطم الجدار، أو البنية القديمة». وقد ترغم الاستوديوهات على استيعاب تلفزيون الشبكة، إذا ما لاحظت أعدادا متزايدة من الناس الذين يستخدمون الإنترنت في غرف جلوسهم، أو لممارسة الألعاب على الشبكة، أو التسوق، أو التواصل مع أصدقائهم على «فيس بوك»، استنادا إلى جيرمي ألايير المدير التنفيذي لـ«برايتكوف»، وهي شركة لخدمات الفيديو بالنطاق العريض. لكن شركات التلفزيون بأجر تقول إنه لا علاقة للشبكة بتدني وهبوط أعمالها.

بيد أن المشككين يقولون إن الذين يتوقعون حدوث تغيير كبير في الانتقال إلى تلفزيون الشبكة لا يقدرون أهمية التلفزيون بالنسبة إلى غالبية الناس، ومدى ارتياحهم إلى العادات والسلوك الحالي في مشاهدة التلفزيون. ومع ذلك فإن غالبية شركات الكابلات، والأقمار الصناعية، والخدمات التلفزيونية عبر الهاتف تحاول أن يكون لها أيضا موطئ قدم في ميدان تلفزيون الشبكة. فقد شرعت تتيح لمشتركيها مشاهدة برامجها التلفزيونية المدفوعة الأجر، عبر النطاق العريض، لا سيما عبر الأجهزة الجوالة المحمولة، مثل الهواتف الذكية والكومبيوترات اللوحية «فنحن نرغب أن نكون في جميع هذه الأجهزة»، كما يقول بريت، لأنه يرى في تلفزيون الشبكة «فرصة كبيرة وليس تهديدا».