نظام «أندرويد» والأجهزة اللوحية.. نجوم العام الجديد

منجزات تقنية في الإلكترونيات الاستهلاكية الحديثة

جهاز «بلاي بوك» اللوحي الجديد
TT

نجم معرض الإلكترونيات الاستهلاكية لهذا العام لم يكن حتى هناك. وقد يبدو هذا القول ملاحظة في غير محلها، لكنه الواقع. فإيجاز الاتجاهات الرئيسية لأكبر المعارض التجارية في أميركا الشمالية هو أمر ميئوس منه. إذ كان هناك فعلا 2700 كشك و140 ألفا من الحضور. ولكن إذا رغبت في تسمية اللاعب الرئيسي فيه، فلا بد من ذكر «أبل آي باد» الذي غاب مع الشركة المصنعة له عن المعرض.

لكن في الواقع كان عليهم تسمية المعرض «معرض آي باد الاستهلاكي». فقد كانت هناك علب لجهاز «آي باد»، وحمالات له، وحلقات مفاتيح، وساعات تنبيه، و85 استنساخا له، فضلا عن نماذج أولية كثيرة من هذا الجهاز اللوحي من إنتاج شركات آسيوية. «وهذه الشركات كانت مثل فريق كرة قدم مؤلف من الصبيان في سن السادسة من العمر، والجميع يتراكضون مضجين وراء الكرة وهم يتصايحون (جهاز لوحي.. جهاز لوحي.. جهاز لوحي)» كما أسر لي أحد ممثلي الشركات.

* أجهزة لوحية جديدة

* غالبية هذه الأجهزة اللوحية كانت تدعم نظام التشغيل الجوال «أندرويد» من «غوغل» الذي يناسب أكثر الشاشة اللوحية الأوسع. لكن كانت هناك استثناءات. فجهاز «بلاك بيري بلاي بوك» المقبل ذو الشكل الممتاز يشغل نظامه الخاص على سبيل المثال. كما أن الأجهزة اللوحية من «هيوليت - باكرد» (إتش بي) التي طال انتظارها لم تكن معروضة. غير أن الشركة لا تذيع سرا في أنها تدعم نظام تشغيل «ويب أو إس» الذي هو عبارة عن كتلة وافرة من البرمجيات التي طورتها «بالم» لهواتفها «بالم بري أب». وكانت «إتش بي» قد اشترت «بالم» في العام الماضي. وهذه اللوحيات الجديدة تستهدف نقاط الضعف الحالية في «آي باد»، كخلوها مثلا من الكاميرات المدمجة بها، مع تقديم خيارات تتعلق بحجم الشاشات.

وأحد أسباب رواج هواتف «أندرويد» هو أنه لدى شراء «آي فون» عليك الاشتراك في خدمة شركة «آي تي آند تي». لكن إن كنت ترغب في العمل شركة «فيريزون» فعليك التزود بنظام «أندرويد». لكن كل هذه الأمور قد تغيرت طبعا. فابتداء من الشهر المقبل ستدعم «فيريزون» «آي فون» أيضا.

في الواقع قد لا تحتاج بتاتا مع الجهاز اللوحي إلى تواصل مع شبكة جوالة، لأن الكثير من الأشخاص سعيدون جدا بالتواصل فقط مع شبكة «واي فاي» التي تدعم لوحياتهم. بعبارة أخرى ستنحصر المعركة فقط بين «آي باد» والأجهزة الأخرى المستنسخة حول الجودة والأسعار والمميزات الأخرى، وهذا هو الأمر الدارج عادة.

* تقنيات التجسيم

* وكان الموضوع الآخر للمعرض هو التقنيات التي نرغب مستميتين في الحصول عليها، بحيث جرى الترويج لرؤية أخرى عن المنزل المتواصل تماما مع الإنترنت على صعيد السينما والأجهزة المنزلية، وغيرها. ومع ذلك لم يكن لأي أحد اهتمام بذلك.

وفي هذا العام كان هناك جهد منصب على وصل جهاز التلفزيون بالإنترنت، لا لتنزيل الأفلام والبرامج التلفزيونية، فهذا أمر طبيعي ومزية شائعة، بل نتحدث هنا حول تصفح الشبكة والتعامل مع البريد الإلكتروني عبر الشاشة التلفزيونية. وهي فكرة ماتت عاما بعد عام، وستموت مرة أخرى هذه المرة، فلا أحد يرغب في الجلوس أمام التلفزيون ليلتقط لوحة المفاتيح والماوس، باستثناء ربما قلة من الناس.

أما التقنية الأخرى التي ترغب الصناعات إقحامها علينا فهي الأبعاد الثلاثة. فللعام الثاني على التوالي كانت هناك شاشات مسطحة غير واضحة معلقة في كل ركن ممكن من قاعة المؤتمرات في لاس فيغاس، وهي شاشات تلفزيونية تبدو واضحة فقط لدى وضع النظارات السخيفة الثلاثية الأبعاد على العيون. والكثير من هذه النظارات كبير وثقيل وغالي الثمن. ولحسن الحظ بذلت جهود لجعل هذه النظارات أقل بشاعة، أو حتى التخلص منها كلية. وقام عدد أكثر من الشركات بعرض نظارات جديدة، وكانت مقيتة، بحيث تجعلك تجلس في الوسط تماما أمام الشاشة لمشاهدتها، مما يعني جلوس شخص واحد فقط يمكنه المشاهدة. وحتى في هذه الحالة لم تكن الصورة واضحة، بل كما لو كانت مصنوعة من الخرز الصغير. ومع ذلك، فإنه مما لا شك فيه استمرار المهندسين والمسوقين في التركيز على هذا الجانب.

وحتى الآن لم يبد الأميركيون أي اهتمام بالأبعاد الثلاثية، لأن ذلك قد يتطلب شراء تلفزيون جديد، ومشغل أقراص «بلو راي»، فضلا عن أقراص الأفلام السينمائية، التي كلها من المنتجات الجديدة أيضا. غير أن «باناسونيك» و«سوني» وغيرهما عرضت كلها هذا العام كاميرات ساكنة وكامكوردرات (كاميرات ومسجلات فيديو) ثلاثية الأبعاد، أملا في إطلاق عجلة إنتاجها التجاري.

* شبكة 4 جي

* الرسالة الثالثة التي حملها معرض العام الحالي كانت «شبكة 4 جي» القادمة قريبا. فقد أنفقت كل من «فيريزون» و«إيه تي آند تي» ما أنفقته «غوغل» على الإنترنت لتغطية أرجاء المعرض بالإعلانات للترويج لهذه الشبكة التي من شأنها أن توفر للهاتف الجوال تواصلا سريعا جدا مع الإنترنت. ولكن لا تعول كثيرا على تغطية أميركا من الساحل إلى الساحل بها في وقت قريب، لأن ذلك قد يتطلب سنوات.

وكما هو الحال دائما كان المثير في المعرض العثور على الجواهر الأخرى من المعروضات الصغيرة التي لم تكن في لوائح الضروريات أو الأساسيات مثل الأجهزة وأدوات الترفيه في السيارات، ومنها التي تقتفي الرادارات، وأجهزة عرض الصور، وأجهزة رصد الأطفال، وقارئات الكتب التي لا اسم لها بعد.

«جنرال إلكتريك» على سبيل المثال ظهرت لأول مرة في المعرض المذكور لاظهار كيف أن التقنيات العالية يمكنها تحقيق فواتير متدنية من استهلاك الطاقة. وتقدر الشركة أنه في حلول العام المقبل فإن نحو 40 مليون منزل أميركي سيتلقى فواتير وفقا لفترات اليوم التي يستخدم فيها التيار الكهربائي، لأن الأجهزة المنزلية الجديدة من «جنرال إلكتريك» تتواصل مع العدادات الكهربائية، بحيث تقوم بنقل الحمولات الاستهلاكية الكبيرة إلى الأوقات التي لا يكون هناك طلب شديد عليها، وبذلك تنتظر أجهزة تنظيف الأطباق والثلاجات ومسخنات المياه حتى حلول الساعات الرخيصة التكلفة من الليل للقيام بعملها.

وقامت شركات مجهولة بعرض منتجاتها الصديقة للبيئة أيضا، فقد عرضت مثلا جهازا يدعى «ثنك إيكو» الذي هو عبارة عن قابس جداري يستطيع أن يتعلم متى يقطع الطاقة عندما لا يكون قيد الاستخدام.

* كاميرات وهواتف

* وحتى الآن لا يستطيع أحد معرفة ما إذا كانت كاميرا «تايريكس» الرقمية الجديدة من «كاسيو» التي لم تطرح في السوق بعد، بمقدورها التقاط صور جيدة. لكن تصميمها جديد وذو لمسات عبقرية. فإذا قبضت على إطارها الخارجي يقوم جزء الكاميرا ذات الشاشة العاملة باللمس داخله بالتدويم داخله بحرية تماما، كالجايروسكوب. وبذلك يمكن تصويبها بعيدا عنك، أو باتجاهك، أو إلى أي زاوية أخرى، وهذا ملائم جدا لدى استخدام الإطار الخارجي كقاعدة لتشغيل الكاميرا من تلقاء ذاتها.

لكن نجم المعرض كان «موتوريلا أتركس» الذي يبدو من الوهلة الأولى كما لو أنه كأي هاتف آخر عصري بتطبيق «أندرويد» بكاميرتين أمامية وخلفية، وشاشة كبيرة تعمل باللمس. فقط امسح بالإصبع عبر ماسحة البصمات لغرض إقفال الجهاز أو فتحه.

لكن التغيير والتحول هنا هو في اللابتوب المرافق. إنه جميل يشبه «ماك بوك إير»، ورقيق جدا وخفيف الوزن. لكنه يفتقر إلى المعالج، وإلى سعة للتخزين والحفظ، أو ذاكرة. لكن بدلا من كل ذلك، إذا ما وصلت الهاتف بجهاز اللابتوب، من دون إغلاق أي شيء، أو إدخال نمط معين، تكون كما لو أنك وصلت دماغا لفرانكشتاين، ذلك الوحش، ليملأ فجأة كل ما كان على شاشة الهاتف من محتويات شاشة اللابتوب، وليعطيك جميع الإمكانيات، بما في ذلك رقعة التعقب مع لوحة مفاتيح كاملة. ويمكن أيضا إلحاق قرص صلب وماوس. ويؤمن الهاتف معالجا، وذاكرة، وتواصلا مع الإنترنت، وطبعا جميع الملفات من موسيقى وفيديو وصور.

إنها فكرة ذكية جدا. فأنت اليوم لا تملك نسختين من كل الأشياء. ولا ينبغي عليك مزامنة أي شيء أيضا، لأن هاتفك يحتوي على جميع النسخ الحية، فضلا عن ذلك يمكن تشغيل مئات الآلاف من تطبيقات «أندرويد» على شاشة كبيرة مكتملة الحجم. ويبدو أن «أتركس» هذا هو فكرة ناجحة من شأنها توفير الكثير من الوزن الزائد، والإزعاج، وحمل المعدات الإضافية، بالنسبة إلى الموظفين والعمال المتجولين.

* خدمة «نيويورك تايمز»