تصاميم مستقبلية لكومبيوترات «سحابية» محمولة

«غوغل كروم بوك».. لا يحتاج لبرمجيات عاملة

TT

وزعت شركة «غوغل» العملاقة الشهر الماضي دفتر الملاحظات الإلكتروني «غوغل كروم سي آر- 48» Cr-48 الذي طورته، على مجموعة صغيرة مختارة من الخبراء، ولذا لن تتاح لغالبية الناس فرصة الحصول عليه. وهذا النموذج الأولي من الكومبيوترات، هو جزء من برنامج تجريبي، يمكن لأي كان طلبه من الشبكة شرط أن تشعر «غوغل» أن هذا الخبير الطالب له يمكنه أن يزودها بالنتائج وردود الفعل تجاهه. ويعتبر «سي آر- 48» مجرد «جهاز خام» يعبر عن رؤية «غوغل» في مستقبل الكومبيوترات الجوالة، وعلى الأخص وجود برنامج لنظام تشغيل «كروم» في قلبها يعتمد على منصة سحابية.

* كومبيوتر تجريبي

* كومبيوتر جديد «سي آر-48» من «غوغل» التجريبي هو الجهاز الأول من نوعه الذي يقوم بتجربته وفحصه أشخاص من خارج نطاق الشركة الصانعة له. ويبدو البرنامج وسلوكه تماما، مثل سلوك متصفح الشبكة «كروم» الذي يمكن تنزيله على جهاز «ويندوز بي سي» أو «ماك». إلا أنه لا يتوقع طرح مثل هذه الأجهزة الأولى من هذا النوع حتى منتصف العام المقبل. وستكون شركتا «إيسر» و«سامسونغ» من الشركات الأولى التي ستبيع مثل هذه الكومبيوترات. غير أن الأجهزة النهائية قد تبدو مختلفة، لأن «غوغل» تقول إن صانعين آخرين لأجهزة «بي سي» سيتبعون هاتين الشركتين، ولكن لم يجر الإعلان عن أي سعر لها بعد.

* اختبار الجهاز

* ويشير إدوارد بوغ في «يو إس إيه توداي» إلى أنه اختبر الجهاز الذي وصله ووجد أن ثمة أيقونة في أعلى الشاشة يجري النقر عليها للإفادة بوجود فيروسات. وأضاف أن رقعة اللمس في هذا الجهاز تعاني من الفوضى، بحيث يستحيل الاتصال عبر «سكايب» على الرغم من أنه يمكن إجراء اتصالات فيديو عن طريق كاميرا مشيدة داخل الجهاز، عبر «غوغل توك».

مع ذلك كان ثمة أمور يمكن الترحيب بها، فالتركيب والإعداد كانا سهلين للغاية. وقد أمكنه توقيع عملية الدخول والاشتراك عن طريق أوراق الاعتماد الخاصة به في «جيمايل»، والتقاط صورة له خاصة بحسابه، مع القدرة على مزامنة التطبيقات وعمليات الإعداد من متصفحات «كروم» في أجهزة الكومبيوتر الأخرى خلال فترة ضئيلة جدا. ويبدأ الجهاز عمله بسرعة، وينشط للحياة في لحظة، مع توفر شحنة طويلة للبطارية. أما لوحة المفاتيح السهلة الاستخدام فلها قدرات للتجديد والتعديل.

كما أزالت «غوغل» مفتاح الإقفال ذا الغطاء، ووضعت مكانه مفتاحا جديدا للبحث. واختفت أيضا مهمة «إف» F الموجودة على رأس العديد من لوحات المفاتيح. وبدلا عن ذلك ستجد مفاتيح لها غرض في بيئة أساسها المتصفح. والجهاز لم يبدُ سيئا أبدا رغم أنه لا يزال نموذجا أوليا، كما أعجبت بنسيجه المطاطي.

ويتمحور نظام تشغيل «كروم أو إس» حول فكرة أن الأشخاص يعيشون في الفضاء المعلوماتي في غالبية الأوقات. والوعد هنا هو أن جميع تطبيقاتك ومستنداتك وترتيباتك سيكون مقرها بأمان في السحاب، ويمكن الوصول إليها من أي جهاز كومبيوتر «كروم». وكانت «غوغل» قد افتتحت «مخزن شبكة كروم» بوجود مجموعة من التطبيقات المجانية. ومع ذلك فإننا لا نعيش كل أوقاتنا في السحاب، ليس بعد بأي حال. كذلك ثمة أسئلة لم تجر الإجابة عنها بعد، إلى أن تقوم أجهزة «كروم» الفعلية بدخول الأسواق هذا العام.

ومن المحتمل حصول بعض الفوضى نظرا إلى أن «غوغل» شرعت بالانطلاق باتجاه قطاعات مختلفة في سوق الأجهزة الجوالة، مع وجود نظامي تشغيل مختلفين. فـ«كروم» هو لاستهداف سوق دفاتر الملاحظات، لكن «غوغل» شرعت تستثمر أيضا نظام «أندرويد» في أجهزة كومبيوتراتها اللوحية وهواتفها الذكية، وهو قطاع يشغل الناس حاليا. وبالنسبة إلى «كروم» لكي يفوز بمكانة له في سوق الأعمال والمستهلكين عليه أن ينافس «مايكروسوفت ويندوز»، وهو النظام الأم لجميع نظم التشغيل، وإلى حد أقل، نظام تشغيل «ماك أو إس إكس» أيضا من «آبل».

ويتوجب على «غوغل» أيضا إقناع الزبائن المحتملين بأنهم قادرون على تنفيذ ما يحتاجونه عندما لا يكونون متصلين بالإنترنت. فهي تقول إنه عن طريق بروز مواصفات HTML5 Web فإن بمقدور مطوري هذا التطبيق استثماره بحيث يمكن القيام بالكثير من الأمور خارج نطاق الاتصال بالإنترنت. فتطبيق «نيويورك تايمز» المجاني الجديد على سبيل المثال، يتيح قراءة مقالات الصحيفة (النصوص فقط) عندما لا يكون هنالك اتصال بالشبكة. كذلك يستطيع تطبيق «سكراتشباد نوت» العمل أيضا من دون اتصال بالشبكة. وعرضت «غوغل» أيضا استخدام تطبيق «غوغل دوكس» من دون إنترنت. ولمساعدة المستخدمين البقاء متصلين وتعزيز شبكة «واي-فاي» وإكمالها، تأتي أجهزة «كروم» مع قدرة اتصال لاسلكي «3جي» مجاني بالبيانات مقدارها 100 ميغابايت شهريا عبر خدمة «فيريزون» لمدة سنتين.

وتعتبر عملية الطباعة عسيرة هنا، إذ لا تستطيع وصل الكابل إلى فتحة «يو إس بي» الوحيدة الموجودة على دفتر الملاحظات. لكن يمكن الطباعة لاسلكيا عبر طابعة جاهزة سحابيا من «غوغل»، هذا إذا كنت تملك واحدة منها.

هذا وتعهدت «غوغل» بأنها ستدفع بتحديثات وتعديلات للبرنامج بشكل منتظم كل بضعة أسابيع. لكن «كروم» لا يزال بحاجة إلى القليل من الصقل والتهذيب، لكنه بداية جيدة من شأنها، بشكل أو بآخر، أن تجعلنا جميعا معلقين بالسحاب.