تطبيقات سحابية.. لجيل جديد من الكومبيوترات

أجهزة تنتفي فيها البرمجيات الجاهزة

TT

بعد أن كشفت «غوغل» النقاب أخيرا عن كومبيوترها الجديد «سي آر-48» الذي لا يشبه الكومبيوترات الأخرى، فهو عبارة عن دفتر ملاحظات يعتمد على الشبكة في جميع تطبيقاته البرمجية.. فإن عملاقة البحث هذه تعول على أنه يمكن له منافسة الكومبيوترات الأخرى التي توظف جميع البرمجيات المركبة عليها. وهو يقدم طرازا جديدا من نظام التشغيل يدعى «كروم أو إس» الذي يعتمد على الشبكة في جميع مهامه.

* نظام تشغيل شبكي

* وأعلنت «غوغل» أن نظام تشغيل «كروم أو إس» هو رؤيتها الجديدة للشكل الجديد من العمليات الكومبيوترية التي من شأنها تحويل مهام جمع ومعالجة البيانات، وغالبية المهام الأخرى تقريبا التي تتوقعها من كومبيوترك المكتبي إلى «فضاء السحاب الإلكتروني». وسيخضع «كروم أو إس» إلى أكبر اختبار له عندما تشرع شركة «إيسر» و«سامسونغ» ببيع كومبيوترات من نوع دفاتر الملاحظات مكيفة لتشغيل هذا البرنامج في منتصف هذا العام الجديد.

ويمكن فهم منظور «كروم أو إس» Chrome OS ربما بصورة أفضل عن طريق تفحص الفروق بينه وبين نظم التشغيل العادية التي تستخدم اليوم، كما يقول صندار بيشاي نائب رئيس إدارة منتجات هذا النظام. وتتمثل هذه الفروق في العلاقة بين الشخص وجهازه الكومبيوتري على حد قوله.

ويقول بيشاي إن «نظم التشغيل تتمحور اليوم حول فكرة أن التطبيقات يمكن الوثوق بها لتعديل النظام، كما يمكن الوثوق أيضا بالمستخدمين لتركيب التطبيقات الجديرة بالحصول عليها. لكن ظهر أن مثل هذه الأعمال هي من الفرضيات السيئة». لذلك يفترض «كروم أو إس» أنه لا يمكن الوثوق بالتطبيقات ولا بمستخدميها. من هنا هناك تطبيق واحد، وهو المتصفح، كما نقلت عنه مجلة «تكنولوجي ريفيو» الصادرة عن معهد ماساشوستس الأميركي للتكنولوجيا.

ويقول لينوس أبسون نائب رئيس «غوغل» للأعمال الهندسية الخاصة بهذا المشروع إنه «تحصل عادة مجموعة من الأحداث عندما تلتفت إلى هذا الافتراض»، وهي تراوح بين تسهيل الحماية ضد البرمجيات الضارة، إلى تخفيف الحاجة إلى قيام المستخدمين بالعمل كإداريين لنظمهم الخاصة.

ونظام «كروم أو إس» هذا هو نسخة مقلصة من نظام «لينوكس» للتشغيل، يقوم أوتوماتيكيا بتنزيل وتركيب تحديثاته الخاصة به، وأي معلومات أو بيانات يجري تنزيلها في سياق استخدام الشبكة يجري حفظها بعناية في مكان أمين مفصولة عن نظام التشغيل هذا.

* مخزن تطبيقات

* ولا يزال على «غوغل» أن تثبت أن بساطة هذا النظام لا تؤثر على فائدته. ولهذه الغاية قامت بتشييد «مخزن تطبيقات» لتشجيع المطورين على إنتاج برنامج مركزه الشبكة، من شأنه مضاهاة تنوع التطبيقات ومهامها العملية التي يمكن تركيبها في القرص الصلب لجهاز كومبيوتر من نوع «ويندوز» أو «ماك». ومثل هذه التطبيقات هي أساسا عبارة عن مواقع متطورة من الشبكة التي تقدم وظائف ومهام مماثلة لبرمجيات تطبيقات الكومبيوترات المكتبية.

ويمكن لمستخدمي «كروم أو إس» و«متصفح كروم» Chrome browser في الكومبيوتر التقليدي البحث وتصفح مخزن «كروم ويب ستور» على الشبكة، وعن طريق نقرة واحدة فقط يجري تركيب تطبيقات. لكن هذا المخزن يملك تطبيقات برمجية أقل من تلك المتوفرة عادة في الكومبيوترات التقليدية. لكن يمكن لبعض تطبيقات «كروم» منافسة التطبيقات التقليدية، أو الخاصة بالأجهزة المكتبية، ومثال على ذلك محرر «أفياري» لصور «فوتوشوب».

ويقول بيشاي إن مخزن التطبيقات يتلقى رسوما ودفعات سواء مرة واحدة، أو على شكل اشتراكات، وهو أمر يشبه إنتاج تطبيقات التي ينبغي أصلا ألا تكون، نظرا لأن المطورين لم يتمكنوا من جعلها مربحة.

ومن المدهش بعض الشيء على خلفية التزام «غوغل» بالشبكة المفتوحة، هو أن مخزن تطبيقات «غوغل» ليس متطابقا مع متصفحات الشبكة الأخرى. لكن من الممكن بسهولة تعديل التطبيقات المطورة أصلا لمخزن «كروم» لتلائم المتصفحات الأخرى العصرية، وفقا إلى بيشاي، خاصة أنها تستخدم HTML5 ومواصفات الشبكة الأخرى المصممة لتمكين القيام بالعمليات والمهام المتطورة بما فيها العمل خارج الشبكة. والنسخ الأخيرة من «إنترنت إكسبلورر» والمتصفحات الأخرى تدعم هذه المواصفات. بيد أن بعض مميزات تطبيقات كروم تبقى حصرية بـ «كروم» فقط، مثل التأثيرات الثلاثية الأبعاد التي تضاف إلى معالج الصور والرسوم (غرافيكس). «فنحن بحاجة إلى التأكد من أن بمقدور التطبيقات القيام بكل الأمور التي تقوم بها تطبيقات الأجهزة المكتبية»، كما يوضح بيشاي. فهو يتوقع قيام المتصفحات الأخرى باللحاق بـ HTML5 وأن تصبح مواصفات الشبكة الأخرى الجديدة أكثر شيوعا.

ويتوجب على «غوغل» أن تذهب بعيدا أكثر لإثبات أن الكومبيوترات العاملة على نظام «كروم أو إس» يمكنها منافسة الكومبيوترات الشخصية الحالية وبرمجياتها وفقا إلى مايكل غارتنبيرغ مدير الأبحاث في «غارتنر» المتخصصة في تقنية الاستهلاك، الذي أضاف أن «مخزن التطبيقات يبدو حاليا غير مكتمل، وحتى مضطربا ومشوشا قليلا لأن بعض الأمور تبدو كما لو أنها لائحة بالمفضلات، بينما الأخرى أشبه بتطبيقات كاملة».

وتأمل «غوغل» أن يقوم مطورو الشبكة قريبا بتغيير ذلك، والنظر أيضا في أمر تقديم منافذ إلى التطبيقات الحالية لأجهزة المكاتب عن طريق «كروم أو إس»، استنادا إلى غلين واينشتاين المدير التنفيذي لـ«أبيريو» المزودة للتطبيقات السحابية التي سيقوم مستخدموها قريبا ببدء استخدام Cr-48s لأغراض العمل. ومن الملاحظ أن «ستريكس» قد قامت بتطوير نسخة عن «كروم أو إس» من برنامجها الواسع الاستخدام الذي يتيح استخدام تطبيقات مكتبية، يمكن استضافتها على خادم والوصول إليها عبر متصفح للشبكة. ويضيف واينشتاين: أعتقد أننا سنرى مزودين آخرين للتطبيقات الرئيسية يظهرون، من الذين عملوا مع «غوغل» في هذا المجال.

ومع الاعتماد على الاتصال المستمر، ومن دون وجود قرص صلب يمكن وصف دفتر الملاحظات «كروم» بأنه هاتف ذكي مع لوحة مفاتيح. وهذا ما يقود إلى السؤال ما إذا كان «كروم أو إس» قد يظهر في الهواتف والأجهزة اللوحية بحيث تنافس نظم التشغيل الأخرى لـ«غوغل» مثل «أندرويد» الذي طُوّر من قِبَل فريق آخر منفصل ضمن الشركة ذاتها.