هاتف «أندرويد» جديد.. يحمل خصائص «غوغل» بالكامل

هل يتمكن من منافسة «آي فون»؟

TT

الهواتف الجديدة التي تعمل على نظام تشغيل «أندرويد» من «غوغل» شرعت تتوالى، واحدا جديدا في الأسبوع، كل واحد منها يسبق سلفه السابق. والأخير الذي جرى طرحه مثير للاهتمام جدا. ليس ببرنامجه فحسب، بل بالهاتف ذاته أيضا. وقد ظهر على ظهره اسم «غوغل» مع كلمة «سامسونغ» التي قامت بتصنيعه. ويحمل هذا الهاتف الذي يدعى «نيكسوس إس» Nexus S القليل من التشابه مع جهود «غوغل» الأولى قبل سنة في هاتف «نيكسوس» الذي أخفق، كما يقول ديفيد بوغ في «نيويورك تايمز».

ومحاولة «غوغل» مرة ثانية مهمة لعدة أسباب، أولها أنها تمثل التسليم بفشل نماذج «غوغل» المتطرفة التي أرادت تسويقها. فقد رغبت الشركة في إنتاج مخزن على الشبكة لتشتري منه هاتفا وخدمات بشكل مستقل، وبذلك لن يذهب الناس لشراء «آي فون»، من شركة واحدة مثل «آي تي آند تي». لكن اليوم ستشتري «نيكسوس إس» من متاجر «بيست باي» بمبلغ 530 دولارا، أو بموجب عقد مدته سنتان مع «تي - موبايل» بمبلغ 200 دولار.

* مزايا الهاتف الجديد

* وبصورة عامة فإن «نيكسوس» المقبل هذا هو كمنافسيه، أي عبارة عن مربع أسود أكبر حجما من «آي فون»، بشاشة تعمل باللمس المتعدد، ولوحة مفاتيح على الشاشة، مع شريحة إلكترونية سريعة جدا تجعل الجميع يشعرون أنهم متيقظون وقادرون على الاستجابة.

أما الكاميرا الواقعة على الجهة الخلفية منه فهي تعمل بكشاف ضوئي ذي صمام ثنائي باعث للضوء LED، لكن نوعيتها عادية جدا، ولا يمكنها التقاط الفيديوهات العالية الوضوح. أما الكاميرا الأمامية المتدنية الوضوح، فالغرض منها التقاط الفيديو.

والشاشة التي مقاسها 4 بوصات براقة حادة زاهية الألوان. والعلبة مكونة كلها من البلاستيك المعرضة للخدوش وطبعات الأصابع، خلافا لـ«آي فون» المصنوع من الزجاج والمعدن. وهو نحيف الشكل ومظهره عادي. والشذوذ الوحيد في تصميمه هو ذلك الانتفاخ في أسفل ظهره الذي يصعب معه سحبه من الجيب.

وتقول «سامسونغ» أيضا إن الشاشة منحنية قليلا إلى الأمام كي تلائم وجهك بشكل أفضل. لكن في الواقع لا يمكن تمييز هذا الانحناء. والجهاز الجديد تنقصه بعض المميزات مقارنة بجهاز «نيكسوس» القديم، وهي الميكروفون المزدوج لإلغاء الصوت والضجيج، وكرة التعقب التي تعمل أيضا كضوء ينبئ بوصول الرسائل، وفتحة بطاقة الذاكرة. وتبلغ سعة التخزين 16 غيغابايت، غيغابايت واحد منها فقط متوفر لتخزين التطبيقات العادية التي يجري تنزيلها.

على الصعيد الفني يجري بيع الهاتف بشكل «غير مقفل»، أي يمكنك الاستغناء عن استخدام «تي - موبايل» إذا ما رغبت في ذلك. ويمكن إدخال بطاقة حساب صغيرة من «تي آند تي»، أو لدى السفر من ناقل للخدمات الهاتفية الجوالة. لكن حتى مع ذلك، فإن المحدوديات التقنية تحول دون الحصول على «3 جي» من «تي آند تي» لدخول الإنترنت، أو حتى شبكة الإنترنت السريعة جدا «4 جي» من «تي - موبايل».

* تطبيقات جديدة

* والأكثر من ذلك فإن أخبار جهاز «نيكسوس إس» هو قدرته على قراءة بطاقات N.F.C. في حال لم تكن مهندسا. وهذه الأحرف تعني اختصارا «الاتصالات ذات المجال القريب». ومن المفترض أنه سيمكن في يوم قريب أن تمرر الهاتف فوق بطاقة ذكية خاصة لتسديد ثمن سلعة ما. كما يمكن التلويح بهاتفك أمام شخص آخر لتبادل البطاقات الشخصية معه. مع القدرة على استخلاص المعلومات، وروابط الشبكة، أو الفيديوهات من ملصقات خاصة موجودة على لوحات الإعلانات ومواقف الحافلات، فقط عن طريق تمرير الهاتف أمامها.

والجانب الأكثر إثارة في «نيكسوس إس» قد لا يكون الجهاز ذاته، بل البرنامج. فهنا برنامج «أندرويد» بواقعه الحقيقي تماما، كما قصدته «غوغل» تماما. فلا شركة صانعة للهواتف الجوالة قامت بتعديله أو العبث به، أو تخفيفه، أو تعقيده، عن طريق إعادة تصميمه. كما أنه لا يأتي مسبقا بتطبيقات رخيصة من شركو «فيريزون»، أو غيرها. كما أنه الهاتف الأول المجهز بـ«أندرويد 2.3».

وهذا إنجاز كبير. إذ تقوم «غوغل» بتحديث برنامجها مرات عديدة. ولكن إذا رغبت في شراء هاتف «أندرويد» من شركة للهواتف الجوالة، فقد لا تحصل على التحديثات لشهور عدة. غير أن «أندرويد 2.2» على سبيل المثال طرح القدرة على مشاهدة فيديوهات فلاش من الشبكة. لكن حتى اليوم فإن العديد من هواتف «أندرويد» لا يمكنها استغلال هذه المزية نظرا إلى أن الشركات الناقلة للخدمات لم توفر هذا التحديث. لكن قد لا تواجه هذه المشكلة إذا ما قمت بشراء هذا الهاتف من «غوغل». وفي مثل هذه الحالة تكون التغييرات طفيفة. فتحديث 2.3 يقدم تشكيلة متنوعة من التعزيزات وعمليات الدعم على مختلف الصعد التي تسهل العمل. وإذا رغبت بين كل هذه المميزات الحصول على رقم، أو رمز معين، فإن لوحة المفاتيح على الشاشة باتت تعمل الآن مثل «آي فون»، بحيث يمكنك الضغط على زر والإبقاء على ذلك، حتى تبرز لائحة بالمهام المختلفة، مع استخدام أصبعين في وقت واحد، مثل الضغط على مفتاح التغيير في الوقت الذي تطبع فيه الحرف المطلوب.

وهنالك أيضا تطبيق «جي بي إس» كاملا مع التوجيهات الناطقة، فضلا عن زر للميكروفون على لوحة المفاتيح التي تتيح لك إملاء النص في المكان الذي ترغب الطباعة فيه. كل ذلك مع منتجات «غوغل» الأخرى، مثل «بيكاسا»، و«جي مايل»، و«غوغل فويس».

ولا بد من الإشارة هنا إلى أنه لو اخترت هاتف «آي فون»، فقد تحصل على فلسفة مختلفة كلية، أي منطقة مغلقة متحكم بها، لكنها مائة في المائة نظيفة ومتناسقة المهام، خلافا إلى عالم «أندرويد» الفوضوي، الأقل تحكما به. فشركات الهاتف يمكنها إعادة كتابة ميزات «أندرويد»، ومظهرها، والشعور بها، إذا ما رغبت في ذلك. فالمبرمجون يمكنهم إنتاج أي تطبيقات يودونها حتى التي ترفضها «أبل» على أنها مخالفة للحشمة، أو كونها فوضوية.

يبقى القول إن اختيار «أندرويد» يسعد القلب. طبعا «نيكسوس إس» ليس كاملا، لكنه من بين الأفضل بين هواتف «أندرويد»، وسيبقى كذلك خلال الفترة القصيرة المقبلة على الأقل.