أجهزة جوالة.. متميزة

سباق لطرح تصاميم جديدة تتواءم مع متطلبات المستخدمين

جهاز «إكسبيريا بلاي»
TT

المأزق الذي وقع فيه صناع الهاتف العصري الجوال يتمثل في ما يلي: كيف يمكن تمييز صنف من هذه الهواتف عن آخر في عصر الشاشات العاملة باللمس، في الوقت الذي تكون فيه غالبية هذه الأجهزة متشابهة بعضها مع بعض على صورة مربعات زجاجية؟

وللحصول على بعض الاهتمام، أرغم صانعو هذه الأجهزة على البحث عن أساليب لاستقطاب المشترين الذين لا يهتمون بالتفاصيل، كسرعة المعالج، بقدر اهتمامهم بالتطبيقات التي يشغلها الجهاز، وسهولة الوصول إلى البريد الإلكتروني وموقع «فيس بوك».

لكن في النهاية هنالك قدر كبير من الأمور التي تستطيع القيام بها عبر هذه «القطعة من الزجاج»، بحيث إن «البرمجيات يمكنها أن تصنع الهاتف أو تقضي عليه»، كما يقول كريس جونز المحلل في مؤسسة «كاناليس».

* مزايا فريدة

* في المؤتمر الدولي للهواتف الجوالة «موبايل وورلد كونغريس» الذي انعقد مؤخرا في برشلونة في إسبانيا، استجاب بعض صانعي الهواتف لهذا النداء عن طريق إنزال أجهزة خضعت لبعض التحويل، على أمل أن تلفت نظر المشتري بمزية فريدة، كالقدرات الثلاثية الأبعاد على سبيل المثال. بينما قام آخرون مثل «إتش تي سي» بالشراء أو الاستثمار في شركات ألعاب وتسليات، بحيث يمكن استخدام خدماتها في أجهزتهم الجوالة.

وعندما يتعلق الأمر بالتطبيقات فإن «آي فون» تملك الخيارات الأكثر، لكنّ صانعي الهواتف الباحثين عن منافس قوي لتطبيقات «أبل» تحولوا إلى «أندرويد»، نظام التشغيل الجوال الذي طورته «غوغل»، والذي أصبح البرنامج الذي يشغل قلب الأجهزة التي تنتجها عشرات الشركات الصانعة.

وذكر أندي روبن، أحد كبار المهندسين الذين طوروا «أندرويد» في «غوغل»، أن هذا النظام وفر العدد والأدوات الرئيسية التي تتيح لصانعي الهواتف إنتاج طرز جديدة بسرعة، بحيث إن عليهم أن لا يقلقوا بشأن برنامج الهاتف. وأضاف: «عليهم فقط التركيز على ابتكار تصاميم أفضل، من دون الحاجة إلى التفكير في إضافة ذاكرة إدارة متعددة المهام». لكن الإسراع في اعتماد «أندرويد» من قبل الهواتف العاملة باللمس يعني أنها متشابهة كلها.

«وكانت (أندرويد) قد بدأت كقاعدة»، كما يقول ستيف وولكر نائب الرئيس التنفيذي في «سوني إيركسون». وأضاف أنه لا يزال يتوجب على صانعي الهواتف تشييد جهاز يتربع فوق القمة.

من هنا كان جواب هذه الشركة هو «إكسبيريا بلاي»، وهو هاتف «أندرويد» ذكي بأزرار تحكم تنزلق خارجا، الذي يذكرنا بجهاز الألعاب «بلاي ستيشن بورتابل» من «سوني». والمقصود من هذا الهاتف هو إتاحة المجال أمام مستخدميه لممارسة الألعاب التي تكون عادة معقدة بالنسبة إلى أدوات الضبط والتحكم الموجودة على شاشة اللمس.

وعرضت «سوني إريكسون» أيضا ثلاثة أجهزة هاتف من مجموعة «إكسبيريا» تتضمن كاميرات وتقنيات أخرى من «سوني» شريكة شركة «إريكسون» السويدية. وتأمل الشركة أن تساعد هذه الهواتف في اكتساح الولايات المتحدة، حيث يذكرنا صنف «سوني» بالكاميرات الرقمية، وأجهزة التلفزيون، ومشغلات الموسيقى، وليس بالضرورة بالهواتف. ويقول ووكر: «في الماضي وجدنا صعوبة في إدخال أجهزتنا إلى السوق الأميركية».

* تواصل شبكي اجتماعي

* وخلال فترة المعرض قامت الكثير من شركات إنتاج الهواتف الكبرى بعرض أجهزة ذات مميزات متنوعة. فشركة «إل جي» الكورية الجنوبية على سبيل المثال طرحت هاتفا ذكيا بشاشة قادرة على عرض المحتويات بالأبعاد الثلاثة، من دون الحاجة إلى نظارات خاصة، في حين تأمل «آي إن كيو» الشركة الصغيرة البريطانية استقطاب جماهير الشبكات الاجتماعية بمجموعة من الأجهزة التي أساسها «أندرويد» التي تبرز «فيس بوك» بشكل دائم. وتقوم شاشات هذه الهواتف بعرض تحديثات التغذية الإخبارية الخاصة بصاحب الجهاز في «فيس بوك»، كالصور والفيديوهات، مع سهولة الدخول إلى مواقع الدردشة وغيرها.

وتحاول «إتش تي سي» الشركة التايوانية المنتجة للأجهزة والعتاد أيضا استغلال الجنون الحاصل في الشبكات الاجتماعية، فقد عرضت هاتفين هما «تشا تشا» و«صالصا»، يشملان زرا منفصلا في الأمام من شأنه تأمين الدخول السريع إلى «فيس بوك».

وفي المعرض المذكور كشفت «إتش تي سي» أيضا عن أول أجهزتها اللوحية الذي يدعى «فلاير» الذي يأتي مع قلم إلكتروني وبرمجيات جديدة. ويدعم هذا الجهاز بث الأفلام السينمائية، وتنزيل تطبيق يدعى «إتش تي سي ووتش»، إضافة إلى الدخول إلى «أون لايف»، وهو خدمة على الشبكة تتيح للأشخاص ممارسة الألعاب وشراء أجهزة متخصصة.

ولعل أكبر مؤشر للتحديات التي تواجه صانعي الهواتف هو الإعلان مؤخرا بأن «نوكيا» شكلت تحالفا مع «مايكروسوفت» لاستخدام برنامج «ويندوز فون 7» في مجموعتها من الأجهزة الجوالة، مبتعدة عن برمجياتها التي تعدها بنفسها.

ويقول ستيفن إيلوب المدير التنفيذي الجديد لـ«نوكيا» الذي كانت مسؤوليته قيادة التحول الذي حصل في الشركة: «إن العالم يتحول من معركة للأجهزة إلى معركة للنظم البيئية، فنحن في (نوكيا) نصنع الأجهزة والعتاد والتصاميم الصناعية، و(مايكروسوفت) تملك البرمجيات».

* تطوير الهواتف الذكية

* وكانت «نوكيا» قد ساعدت في تشكيل وصياغة سوق الهواتف الجوالة العصرية، التي استثمرت فيها ملايين الدولارات لكي تتأقلم عملياتها مع هذه الصناعة التي تتطور بسرعة. لكن الكثير من أرباب هذه الصناعة يرون في هذا التحالف اعترافا بأن شركات مثل «نوكيا» لا يكفي أن تشيد فقط الأجهزة الجديدة الأنيقة.

«وتوجب على هذه الشركة أيضا تشييد محفظة محتويات حول كيفية جذب المطورين ومساعدتهم على كسب المال. لكن ليس هنالك شركات كثيرة بعد تملك مثل هذه المهارة»، استنادا إلى أل حلوة المحلل الذي يتابع قضايا الصناعة اللاسلكية لشركات أبحاث مثل «آي دي سي». ويشير المحللون إلى تزايد مثل هذه الضغوط مع زيادة انتشار هذه الهواتف الذكية.

وفي العام الماضي، استنادا إلى مؤسسة «غارتنر» للأبحاث، ارتفعت المبيعات الدولية للهواتف الذكية بنسبة 72% مقارنة بمبيعات 2009. ويتوقع الباحثون أنه مع بداية العام الحالي ستحجب الهواتف الجوالة والأجهزة اللوحية الكومبيوترات المكتبية واللابتوب كأسلوب رئيسي لقيام الناس بتصفح الإنترنت. «وهذا وقت عصيب جدا، فكل من شركات الأجهزة والبرمجيات شرعت تعود إلى لوحات الرسم والتصميم لعادة التفكير بخططها التجارية»، وفقا إلى حلوة. وكخطوة سريعة عليها أن تفقه كيفية جعل هواتفها أقل عمومية وشمولية، وعلى صانعي الأجهزة التعامل في كيفية مواجهة المشكلة ذاتها بالنسبة إلى الأجهزة اللوحية. «إذ نرى نقصا في الابتكارات الخاصة بالتصاميم»، كما يقول جونز الذي أضاف: «إنها تشبه قطعا كبيرة من الزجاج، وألواح الآجر التي ينبغي التفريق والتمييز بينها أمام المستهلكين».

* خدمة «نيويورك تايمز»