كومبيوتر المستقبل.. خفيف الوزن سريع وجميل

أجهزة لابتوب جذابة بمعالجات سريعة وشاشات كثيرة

TT

بعد الانطلاقة التي شهدتها الأجهزة اللوحية والهواتف الذكية، شرع الجميع يتساءل ما هو دور جهاز كومبيوتر «بي سي» في المستقبل، وما الشكل الذي سيكون عليه، وهل سيكون له مكان في عالم الحوسبة؟ ومع أخذ مختلف الأمور في الاعتبار يستعرض الخبراء أفضل الاحتمالات حول ما يحمله المستقبل تجاه كومبيوترات «بي سي».

هل سيكون جهاز «بي سي» في المستقبل صغيرا أم كبيرا؟ وما هو شكله: لوحيا أو على غرار اللابتوب؟ إنها أسئلة جديرة بالطرح. كذلك ينبغي التساؤل ما الذي أرغبه من جهاز «بي سي» المستقبلي؟ هل أرغبه أن يكون خفيف الوزن ويمكن حمله، ويملك أيضا شاشة كبيرة؟ بعد كل الأجهزة الجديدة الرائعة التي عرضت في معارض الأجهزة الإلكترونية الاستهلاكية الأخيرة، يمكننا تبيان أن «بي سي» المستقبل قد يأخذ الكثير من الأشكال. ويمكننا تصور ما سوف يجري خلال السنوات الخمس المقبلة:

الشكل والسرعة

* الكومبيوتر الأصغر الأسرع الأرخص هو الهدف. ونظرا إلى سيادة الاتجاه الأخير نحو بناء الأجهزة الصغيرة التي بمقدورها القيام بكل الأعمال تقريبا، فمن الممكن جدا أن «بي سي» المستقبل سيكون قادرا على إجراء جميع عمليات المعالجة عن طريق شريحة إلكترونية واحدة. فالنظام القائم على تقنية الشريحة System on a Chip بات أكثر شيوعا في الأجهزة من أمثال الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية، لذا ليس من المستبعد أن تنتهي في أجهزة «بي سي»، لا سيما أن «ويندوز 8» يدعم نظام الشرائح هذا.

لكن مستقبل «بي سي» قد يستغل أيضا فوائد رزم المعالجة المركزية والبيانية (غرافيكس) أيضا، كتلك الموجودة في «معالج فيوجن». وعلى افتراض أن قانون «مور» - الخاص بتضاعف القدرات مع الزمن - سيظل ساري المفعول، ويعمل في مصلحتنا، ولا تعوقه المشكلات، فإن شريحة المستقبل الواحدة ستحتوي على ما يزيد عن 16 مليار ترانزستور، ما يعني رقم 16 ملحقا بتسعة أصفار (16000000000).

أما بالنسبة إلى أولئك الذين يحتاجون المزيد من السرعة، مثل الباحثين الراغبين في العمل في منازلهم، بدلا من المختبرات، فيمكنهم الاستفادة من القوة الهائلة لمعالجات «1000 - كور» التي يعتقد أنها ستصبح متوفرة أكثر فأكثر في السنوات القليلة المقبلة. وسيمكن الحصول على قوة المعالجة الهائلة هذه عن طريق العمليات الكومبيوترية (الحوسبة) السحابية. فقد شرعنا نرى ما تحمله هذه العمليات من إمكانيات التي نحن بعيدون عنها سنوات قليلة.

التقنيات المجسمة

* لا ننسى أيضا الأبعاد الثلاثة. وهو الاتجاه الجديد الساخن في التلفزيونات العالية الوضوح، وفي الأجهزة الأخرى أيضا. لذلك من المنطقي وصول هذا الأمر إلى أجهزة «بي سي». وسيتميز جهاز «بي سي» المستقبلي كذلك بعروض مجسمة أوتوماتيكية، مما يعني أنه لن تكون هنالك حاجة إلى وضع نظارات للحصول على التأثير الثلاثي البعد. كما أن الشاشة ستتميز باللمس المتعدد الفعلي، خلافا إلى غالبية كومبيوترات اليوم العصرية التي تعمل باللمس. وكومبيوترات الغد «بي سي» المتعددة اللمس ستأتي أيضا بأشكال متعددة. وقد تأتي شبيهة بتصميم تصوري لهاتف ذكي ذي ثلاث شاشات، أي قد نرى أجهزة لابتوب بثلاث شاشات، أو أجهزة لوحية يمكن فردها كالخريطة، كلما احتجنا إلى فسحة إضافية. وسيمكن أيضا سحب الملفات وإسقاطها عبر الشاشات، عن طريق اللمسات المتعددة. وقد نرى أيضا شيئا مثل القرص اللين الذي يمكن طيه وثنيه وليه (بيند ديسك).

والأفضل من ذلك كله، أن هذه الأجهزة المتعددة الشاشات ستكون موفرة جدا على صعيد استهلاك الطاقة، فضلا عن خفة وزنها، وإذا كان التقدم الحاصل في تقنية العروض تشير إلى اتجاه ما، فقد تصبح في يوم قريب مصنوعة من فيلم رقيق لتوفير الكثير من الحيز والمساحات.

وسيتوفر في «بي سي» المستقبل المزيد من المساحة على صعيد الشاشات، مستفيدا من مميزات اللمس حتى أقصى حدودها. وسيصبح الشكل اللوحي هو جهاز «بي سي» المحمول المسيطر، سواء أكان بشاشة أم بثلاث شاشات.

نظم التشغيل

* سيكون نظام تشغيل المستقبل متينا وكفئا للغاية وقادرا على دعم أي شيء تحاول تشغيله عليه. وخلافا لنظام «ويندوز» المنتشر اليوم، فإن «بي سي» المستقبلي سيتضمن نظاما تشغيليا بسيطا مفتوح المصدر، وأقل ذاكرة على غرار «أندرويد»، وأكثر تطابقا مع مجموعة واسعة من البرامج، وهو الأمر الذي فشلت فيه نظم «أو إس إكس» و«ويندوز». وسترتفع أسهم العمليات الكومبيوترية (الحوسبة) السحابية، مع خيار تخزين الملفات أوتوماتيكيا على الشبكة واسترجاعها وفتحها من أي مكان في العالم يوجد فيه تواصل مع الإنترنت.

وستظل «ويندوز» متوفرة، لكنها لن تكون مسيطرة كما هي عليه الآن. وستواجه مزيدا من التنافس مع «أندرويد» ونظم التشغيل الأخرى التي شرعت تبرز أخيرا. وسترغم «ويندوز» على فتح أبوابها، لتصبح أكثر جمالا وصديقة للمستخدم، بغية التنافس مع مستخدمي «ماك».

أقراص ونظم سمعية

* وسيكون بمقدور «بي سي» المستقبلي تشغيل ما يسمى «هولوغرافيك فيرستايل ديسك» (HVD)، وهو قرص جديد عادي لا يزال قيد التطوير، الذي سيكون أكثر كفاءة من قرص «بلوراي»، ويمكنه استيعاب حتى 6 تيترابايت من البيانات، على الرغم من أن الوسائط التي يجري تنزيلها، أو بثها، ستكون الأكثر شعبية. لكن للتعامل مع كميات كبيرة من المعلومات والبيانات، سيجري استخدام «HVD». وسيكون «بي سي» المستقبل قادرا بشكل أفضل على التواصل مع التلفزيون عن طريق استخدام «WHDI».

وعلى الصعيد التقليدي لم يكن جهاز «بي سي» جميل الشكل ويسر المستخدمين، لكن كل ذلك سيتغير، لأن الشركات ستخرج بتصاميم جديدة جذابة، كما سنرى تحسنا كبيرا على صعيد الصوت، بحيث إن الجهاز المقبل سيأتي مع تقنية «دولبي» للصوت المحيط المعزز. وهي خطوة كبيرة للأمام، مقارنة بمكبرات الصوت العادية الحالية. وإلى جانب المعالج المركزي السريع، ستتوفر أجهزة «بي سي» المستقبلية خلال العامين المقبلين بذاكرة «رام» عشوائية من طراز «DDR4»، وخلال 5 أعوام من الآن بذاكرة «DDR5»، مع سماعات للرأس لا سلكية متطورة جدا، وذاكرة سحابية، ومجموعة من الروبوتات. وقد تدفع مبلغا إضافيا مقابل هذه الروبوتات، لكن من المؤكد أن المستقبل يبدو براقا وزاهيا جدا، وفقا لمجموعة «غيك تيك» في مجلة «بي سي وورلد».