أطلقت «مايكروسوفت» «إنترنت إكسبلورر 9» IE9 أحدث نسخة من متصفحات الشركة، قبل أكثر من شهر ونصف الشهر، في الوقت الذي قامت فيه منافستها «موزيلا» بكشف النقاب عن نسختها من متصفح «فايرفوكس 4». وسيقوم الاثنان بمنافسة «غوغل كروم» السريع الذي جرى تحديثه أخيرا إلى النسخة 10.
* متصفحات حديثة
* ويحتل «إنترنت إكسبلورر» الحائز على نسبة 57 في المائة من السوق، و«فايرفوكس» الحائز على نسبة 22 في المائة المرتبتين الأولى والثانية، وهما يملكان حصة في السوق تفوق حصة «كروم» البالغة 11 في المائة، وحصة «أبل سافاري» البالغة 6 في المائة، و«يروب أوبرا» البالغة 2 في المائة. لكن موقع «مايكروسوفت» هنا الذي كان في يوم ما سياديا، تدهور تدريجيا عبر السنوات.
وتروج الجماعات التي تقف وراء المتصفحات الحديثة دائما لها على أنها سريعة، بسيطة التشغيل، يمكن توسيعها والإضافة إليها، فضلا عن أنها آمنة. ويشيرون إلى أن IE9 و«فايرفوكس 4» Firefox 4 و«كروم 10» Chrome10 يضمنان مستويات عالية لدى تصفح الشبكة مثل العمل في لغة الويب بمواصفات HTML5.
طبعا غالبا ما يستخدم الناس ما هو ملائم لهم، أي المتوفر افتراضا في جهازهم الكومبيوتري. لكن قد تصادف أشخاصا عاطفيين جدا فيما يخص المتصفح الذي يستخدمونه. ويقول دافيد بوغ في «يو إس إيه توداي» إنه كان معجبا جدا بمتصفح IE9«بيتا» قبل ستة أشهر عندما قام بمراجعته لأول مرة عندما كان المتصفح لا يزال في طور التجربة، ويضيف أنه لا يزال حتى الآن معجبا به. فالبرنامج قفزة طازجة إلى الأمام بالنسبة إلى متصفح فقد نضارته. فهو سريع ومبسط. وتتصرف تطبيقات الشبكة مثل التطبيقات الموجودة على جهاز «بي سي»، غير أن الخطوط ضبابية طبعا.
* متصفح «إكسبلورر 9»
* ويتيح لك متصفح IE9 تثبيت أيقونات المواقع وتركيزها على شريط المهام الخاص بـ «ويندوز 7». والنقر على الأيقونات المثبتة هذه يطلق صفحة الشبكة، أو التطبيق من دون الحاجة إلى إطلاق المتصفح بخطوة منفصلة. وإذا نقرت باليمين على أيقونة مثبته تظهر لائحة من الطرق المختصرة shortcuts الملائمة لبعض المواقع المحددة عن طريق ما تسميه «مايكروسوفت» لائحة بعمليات القفز.
ومثال على ذلك فإنه لدى النقر باليمين على أيقونة خاصة بـ«باندورا» تظهر لك طرق مختصرة تتيح لك القفز إلى صفحة شبكة خاصة بالبحث الموسيقي، أو مدونة «باندورا». ولائحة القفز إلى صحيفة مثل «يو إس إيه توداي» تقودك إلى طرق مختصرة توصلك إلى الأقسام المختلفة للصحيفة. وثمة مزية أخرى جيدة لـ«ويندوز 7» وهي أنه يمكن «قطع» صفحة الشبكة بتمزيقها وجرها إلى خارج IE9 عن طريق سحب لسانها tab. فإذا سحبت صفحة الشبكة إلى الجانب الأيسر من الشاشة، يمكن عندئذ سحب صفحة الشبكة الثانية التي مزقت إلى خارج المتصفح إلى الجانب الأيمن، وبالتالي مقارنتهما جنبا إلى جنب.
وتقوم «مايكروسوفت» حاليا بتنفيذ المزيد من عمليات التطوير، إحداها «حماية عمليات التعقب»، إذ يوجد في قلب هذه المبادرة الخاصة بحماية الخصوصية قوائم حماية التعقب، التي هي نوع من موازيات الشبكة الخاصة بلوائح «لا تتصل» التي تستهدف المسوقين. وبمقدور مستخدم IE9 إضافة لوائح جمعتها هيئات ومنظمات المحافظة على الخصوصيات. وعلى الرغم من أن النوايا هنا سليمة، فإن القوائم كما هو مفهوم غير كاملة.
وتقوم «مايكروسوفت» بتكملة هذه القوائم بأفضلية «لا تتعقب المستخدم» التي تبلغ الموقع أنك غير راغب في أن تكون موضع تعقب. لكن ذلك يتوقف على نزاهة هذا الموقع لكي يتجاوب مع رغباتك أم لا. كذلك يدعم متصفح «موزيلا» و«فايرفوكس 4» و«غوغل كروم» آليات «لا تتعقب».
* «فايرفوكس 4»
* وتقوم «موزيلا» بدفع مواصفات شاملة خاصة بعدم التعقب الذي يمنع الموقع من تعقب زيارتك لأغراض إعلانية. لكن يبقى عيب واحد مهم بالنسبة إلى IE9 وهو أن هذا المتصفح لا يعمل على كومبيوترات «ويندوز إكس بي»، كما أن هنالك الكثير من هذه المآخذ أيضا. وعلى الرغم من أن IE9 متطابق مع «ويندوز فيستا»، إلا أنه ملائم جدا للاستخدام في أجهزة «بي سي» بنظام «ويندوز 7».
أما «فايرفوكس 4» فله واجهة تفاعل أكثر ترتيبا ولوائح أكثر تبسيطا، الهدف منها جعلك تركز على المحتويات التي بين يديك. فزر الصفحة الأولى الرئيسية موجودة في أعلى الجانب الأيمن من المتصفح. أما البطاقات التي تؤشر إلى مواقع الشبكة فتجلس في أعلى ما تشير إليه «موزيلا» بـ«الشريط الكبير» Awesome Bar حيث تطبع إلى ما يقودك إلى وجهتك على الشبكة، بحيث لا يتوجب عليك تذكر عنوان الشبكة URL. ومع ذلك يبقى «فايرفوكس» الوحيد بين ثلاثة متصفحات الذي يحافظ على إطار خاص مكرس للبحث، مما يجعله يظهر أكثر فوضويا من منافسيه. كما يمكن بسهولة تأسيس علامات، أو بطاقات للتطبيقات مثبتة في أعلى المتصفح، يمثل كل منها تطبيقات للشبكة التي تزورها مرارا مثل بريد «جيمايل».
«موزيلا» من جهته حسّن أيضا «إدارة المضافات» Add-ons manager في «فايرفوكس 4» للمساعدة في إيجاد وتركيب الإضافات من مجموعة يبلغ عددها أكثر من 200 ألف. لكن ليس جميع تغييرات «فايرفوكس» هي حدسية. إذ إن التشويش يحصل عند التعامل مع مزية بانورامية كان من المفترض لها تسهيل عملية سحب وإسقاط العلامات هذه ذات الصلة، في المجموعات التي يمكن إدارتها.
كما يمكن مزامنة تاريخ «فايرفوكس»، وعلامات المواقع المفضلة، والمضافات، والعلامات أو البطاقات المفتوحة، وكلمات المرور، عبر أجهزة كومبيوتر متعددة، عن طريق «فايرفوكس 4» الجوال التجريبي، لكن المزامنة في الوقت الراهن محصورة بهواتف «أندرويد» الذكية وأجهزته اللوحية، وبهاتف «نوكيا إن 900» الذكي. غير أن IE9 لا مقدور له على المزامنة.
وتقول «موزيلا» إن «فايرفوكس» الجديد هو أسرع من سلفه بست أضعاف، ويبدو الأمر كذلك فعلا. ومثل هذه الابتكارات في ميدان التصفح قد تؤدي إلى مناوشات في الصناعة، لكنها تؤدي أيضا إلى نتائج إيجابية لجميعنا الذين يقضون فترات من الزمن في الفضاء المعلوماتي.