نظم جديدة للبحث الإلكتروني المعزز بالصور

تقنية إدخال الفيديو على الأجسام الظاهرة على كاميرا الهاتف

مايكل لينش يعرض تطبيقه الجديد
TT

يبدو أن الخط الفاصل بين عالم الفضاء المعلوماتي والعالم الطبيعي الحقيقي بات يتضاءل مع ظهور تقنية أبحاث جديدة عرضتها «أوتونومي» Autonomy، وهي شركة نشر بريطانية للبرمجيات. وعرضت الشركة نظاما للتعرف على الصور يعتمد على برمجيات إلكترونية موجهة لخدمة الهواتف الذكية والكومبيوترات اللوحية. وبمقدور النظام وضع الصور والفيديوهات مباشرة فوق صورة جسم حقيقي موجود على شاشة المستخدم.

وعلى الرغم من أن تقنيات الواقع المعزز توجد مسبقا في كل من هواتف «آي فون» و«أندرويد»، عن طريق تطبيقات برمجية مثل «غوغل غوغلز». وعلى الرغم من أن مئات التطبيقات الأخرى تضع المعلومات الجغرافية فوق شاشات الهواتف الذكية، فإن «أتونومي» تضع الصور ضمن مجموعة متحركة من صور العالم الحقيقي، بطريقة تقنعك على الصعيد المرئي.

* تضمين الصور

* ومثال على ذلك فقد يوظف منتجو الألعاب هذه التقنية، بحيث إن الشخص الذي يوجه كاميرا هاتفه إلى بناية، قد يرى صورة البناية على الشاشة، مع صورة وحش ملتف عليها.

ويعتمد هذا البرنامج المسمى «اوراساما» على نظام «أيدول» للتعرف على الأشياء، الذي طورته الشركة، بعد أن جرى تقليصه واختصاره لكي يمكنه العمل على «آي فون 4». ويستخدم البرنامج كل القدرة الكومبيوترية لهاتف «أبل» الذكي، بهدف التعرف على قاعدة معلومات نحو نصف مليون جسم. وبعد ذلك يستخدم هذه القوة الحسابية لإدخال صورة فيديو بشكل صحيح على المشهد الذي تلتقطه شاشة الجهاز اليدوي، أو اللوحي عن طريق كاميرته. وفي عرض قدمته الشركة، تمكنت من نسخ التأثيرات التي نراها في أفلام «هاري بوتر» لصور أشخاص على صفحات الصحف وهم يبعثون على الحياة. إذ يعثر البرنامج على فيديو لحدث التقطته الصورة.

وتخطط «أتونومي» لتوفير «اوراساما» كتطبيق مجاني على الهواتف الذكية في شهر مايو (أيار) الحالي، وفقا لما أوردته «نيويورك تايمز». وبالنسبة إلى المستهلكين، فإن التطبيق الأول سيجري إنتاجه من قبل استوديو للأفلام السينمائية، الذي يعمل على لعبة للواقع المعزز سيواكب إطلاق الفيلم الجديد. وسيكون بالإمكان ملاحقة أشياء واصطيادها من الواقع الافتراضي الخفي لأي مدينة. وبعد إطلاق هذه التقنية، يأمل مايكل لينش، المدير التنفيذي لشركة «أتونومي» ومؤسسها، أنه سيملك الجواب عن السؤال الذي يتردد دائما: «ما الذي سيأتي بعد (غوغل)»؟

* عالمان متداخلان

* وهنالك اليوم إجماع واسع على أن مستقبل البحث سيربط ما بين تقنيات البحث والمواقع الجغرافية، على الرغم من أن البرنامج قد يخلط قليلا ما بين ما هو حقيقي، وما هو افتراضي، فإن تطبيقه العملي سيكون التجارة، ومساعدة الأشخاص في البحث عن الصفقات في العالم الفعلي.

يقول لينش: «نحن مقتنعون منذ زمن طويل أن فكرة طباعة الكلمات الأساسية في إطار البحث هي منتج جانبي، وليس النهاية. فإذا رغبت فعلا في تفاعل العالمين الحقيقي والافتراضي، فإنه لا يمكن القيام بذلك وأنت جالس في غرفتك أمام لوحة المفاتيح».

وعلاوة على توفير هذه التقنية على الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية كتطبيق، فإن «أوتونومي» تنوي تقديم وحدة برمجية مجانية من شأنها مساعدة المطورين على تشييد تطبيقاتهم الخاصة. ومثال على ذلك قيام أحد المخازن أو مجمعات التسويق بتعديل نسخة من هذا البرنامج لحساب المتسوقين، بحيث يجعل هواتفهم المجهزة بالكاميرات تتعرف على الأجسام الطبيعية التي يشاهدونها أثناء سيرهم. ولشركة «أتونومي» اتفاقات شراكة مع شركات الاتصالات في كل من أوروبا وروسيا وأميركا اللاتينية.

ويقول لينش إنه يفاوض حاليا لعقد اتفاق مماثل مع الولايات المتحدة. كما تخطط الشركة إلى إيجاد قنوات للمعلنين، على أمل إنتاج شيء شبيه بشبكة «آد وركس» من «غوغل».