«بامب» تطبيق لتبادل الأرقام والبيانات.. بـ «تصادم» الهواتف الجوالة

صمم لخدمة الأعمال فتحول إلى وسيلة للتسلية والترفيه

TT

ولدت فكرة واحد من أكثر تطبيقات الهاتف الجوال شعبية لدى دايفيد لايب، الذي كان يجول في اليوم الأول من دراسته في كلية الاقتصاد والأعمال على رفاقه الجدد في الصف مسجلا أرقام هواتفهم على هاتفه الجوال. وبرزت لديه فكرة التطبيق الجديد «بامب». وتبع ذلك 30 مليون تنزيل لهذا التطبيق الشعبي جدا، بعائد بلغ 20 مليون دولار لبعض شركات الاستثمار. ويحتل تطبيق «أبل» المجاني هذا المرتبة السابعة على صعيد التنزيل، إذ يجري تنزيل 100 ألف نسخة منه يوميا. وهو يتيح للأشخاص الذين يملكون أجهزة «آي فون» و«أندرويد» استخدام الأجهزة سوية - بعد التصادم فيما بين الهواتف نفسها أو ما بين قبضات اليد التي تحمل تلك الهواتف - للتشارك بأرقام ومعلومات التواصل فيما بينهم. وإذا بدا ذلك كنسخة أكثر أناقة من أسلوب «بالم بايلوت» القديم للمشاركة، فهو كذلك.

إن فكرة «بامب» تعتمد على ما يلي: يقترب شخصان من بعضهما ويفتح كل منهما التطبيق على هاتفه، ثم يتصادم bump كل منهما بهاتفه مع هاتف الآخر لكي تنتقل معلومات البطاقة الشخصية من هاتف إلى آخر!

* تشارك الوسائط

* وما بدا على أنه فكرة بسيطة تدور حول تقنية جديدة مبتكرة للتشارك بوسائل الاتصال، تحول إلى فرصة كبيرة للتشارك بالوسائط المتعددة. وبات بمقدور مستخدمي «بامب» Bump التشارك بالصور والموسيقى، مع التواصل على صفحات «فيس بوك» و«لينكدلن» و«تويتر».

يقول جايك مينتز، 28 سنة، الذي شارك في تأسيس «بامب» مع لايب وأندي هيوبرس عندما كانوا في جامعة شيكاغو في حديث لصحيفة «يو إس إيه توداي» الأميركية إن «هناك إمكانيات أكبر لهذا التطبيق. فقط انظروا إلى كل الأساليب التي يجري فيها التفاعل في العالم الحقيقي، وما قد نستطيع أن نصل إليه من هناك».

ويبدو أن التطبيقات الاجتماعية قد أخذت مكان الصدارة وسط أكوام التطبيقات الناشئة والمستثمرين الذين يتطلعون إلى الموجة المقبلة من ابتكارات الشبكات الخاصة بالأجهزة الجوالة. وقد قامت شركات الاستثمارات مثل «كولور»، و«ستميل أبون»، و«نينغ»، وغيرها العديد، بإحراز خطوات تقدمية في ميدان الشبكات الاجتماعية الخاصة بالأجهزة الجوالة.

بالنسبة إلى «بامب» فالفكرة الأساسية منه للقيام بالاتصالات، شرعت تتراجع أمام الأشكال الأخرى من المشاركة في الوسائط المتعددة، بعدما انطلق هذا التطبيق وازدادت شعبيته. يتابع مينتز: توقعنا استخدام «بامب» في الأوضاع الرسمية، مثل الحلول محل بطاقات الزيارة، لكن عندما نظرنا إلى كيفية قيام الأشخاص باستخدامه، لاحظنا أنه كان للتسلية واللهو بعد الساعة الخامسة مساء، إذ تحول إلى تطبيق يستخدم في الليالي وعطل الأسبوع، في المناسبات الاجتماعية. وعندما لاحظنا ذلك، تحولنا إلى تأكيده كوسيلة للهو، بدلا من وسيلة للعمل الجدي، مثل المشاركة في الموسيقى والصور.

بالنسبة إلى الفئة المقبلة من التطبيق، ستجري إضافة الفيديو إلى هذا المزيج. «وهي المزية التي نطلبها بشدة»، استنادا إلى مينتز الذي يأمل أن يوفر هذه الخدمة نهاية العام الحالي.

لكن الأمر الوحيد الذي لم يعرفه مينتز بعد هو كيفية جني الأرباح. إذ تفكر الشركة استخدام الإعلانات في إحدى مراحل التشارك بالاتصالات. ومثل هذا القصور في النظرة المالية لم يفت في عضد المستثمرين من أمثال «سوكيا كابيتال»، التي تدعم «غوغل»، و«لينكدلن»، وغيرهما. كما أنه لم يخف شركة الاستثمار «أندريسين هوروتز» التي راهنت على «فيس بوك» و«غروبون»، و«سكايب»، و«فورسكوير». إذ يجلس مارك أندريسين اليوم في مجلس إدارة «بامب». والأخير مثله مثل «تويتر» وغيرها التي تتميز باستخدام واسع، والحجم الكبير له أهميته الكبيرة. ومثل هذا الترف قد أعطى «بامب» مساحة للتنفس لكي يكتشف السبل إلى جني الأرباح.

* شعبية واسعة

* وكان مؤسسو «بامب» قد أطلقوا التطبيق في الوقت الذي انخرطوا فيه في جامعة شيكاغو كمشروع لليالي والعطل الأسبوعية. وحصلوا على 1.5 مليون مستخدم خلال شهر واحد. فتركوا الجامعة وانتقلوا إلى سان فرانسيسكو ليجمعوا 3.5 مليون دولار من «سيكويا». وجاءت الدفعة الثانية من التمويل وقدرها 16 مليون دولار من «أندريسين» في يناير (كانون الثاني) الماضي.

ويقول لايب إن الشركة لا تنفق مليما واحدا على التسويق. فقد جاء تسويق «بامب» انطلاقا من الشعبية الواسعة للتطبيق، واستقطابه المزيد من الأشخاص عبر مخازن التطبيقات. لكن مؤسسي «بامب» راغبون في نشر هذه التقنية إلى أكثر من حيز انتشارها. فهم يحاولون استمالة المطورين لاستخدام أدواتهم البرمجية لكتابة برمجيات تعمل مع هذا التطبيق. وأحد هذه الأمثلة هي «باي بال» من «ئي باي» الذي يتيح للأشخاص استخدام تطبيق «بامب» لتحويل المال من أحدهم إلى الآخر عبر هاتف تطبيقات «آي فون»، أو «أندرويد».

من الاستخدامات الأخرى «بالص نيوز ريدر»، وهو تطبيق شعبي في «آي باد»، و«آي فون»، و«أندرويد»، الذي يقدم تغذيات إخبارية شخصية، وبالتالي يتيح استخدام «بامب» للتشارك في المقالات الإخبارية بالهواتف الجوالة، والعثور على المطاعم المحلية التي تقدم الأطباق المفضلة لديك، ولدى أصدقائك عن طريق تطبيق «بامب» في الهواتف الجوالة.

ويبدو أن تقنية «بامب» كان لها مردودها. فخلال الأشهر القليلة الماضية قام نحو 400 مطور للتطبيقات بتضمين تقنية «بامب» في تطبيقاتهم، مما أضاف المزيد من احتمالات وفرص النمو للشركة.

يقول لايب: «نحن مندهشون ومسرورون من عدد المطورين الذين قاموا بتضمين «بامب» في تطبيقاتهم، على الرغم من عدم قيامنا بالإعلان والترويج له أبدا». ويعتقد غريك ماكدو شريك «سيكويا» في رأس المال، أن انتقال «بامب» إلى التطبيقات الأخرى سيشكل الورقة الرابحة للشركة. «فنحن نتوقع خلال السنوات القليلة المقبلة بروز التطبيقات المعززة بـ«بامب» وجنيها الكثير من الأرباح»، على حد قوله. ويضيف أن مثل هذه التطبيقات البارزة ستذلل الكثير من العقبات بالنسبة إلى المستهلكين وعالم الأعمال عن طريق أساليب جديدة لم نعرفها قبلا.