حول جدار منزلك.. إلى سطح تفاعلي يعمل باللمس

بهدف إدارة الأجهزة الكهربائية المنزلية بالإيماءات

TT

حياتنا مغمورة كلها بالموجات الكهرومغناطيسية الصادرة عن خطوط الطاقة، والإشارات المستخدمة لإرسال البيانات من شبكات «واي - فاي». وفي هذا الخضم من الإشارات عثر الباحثون في «مايكروسوفت» وجامعة واشنطن، على طريقة لتسخير هذه الموجات لكي تشكل واجهة تفاعل لأجهزة الكومبيوتر.. بمقدورها تحويل أي جدار في عمارة إلى سطح حساس للمس.

وستتيح هذه التقنية التحكم بالمفاتيح الكهربائية، وأجهزة تنظيم درجة الحرارة، وأجهزة الستيريو والتلفزيون، والنظم الأمنية، من أي مكان في المنزل، وبالتالي قد تؤدي إلى واجهات تفاعل جديدة خاصة بالألعاب. ويقول ديزني تان كبير الباحثين في «مايكروسوفت» إن هنالك الكثير من الإشارات التي تملأ الجو، وأوضح أن باستطاعة الهوائيات التقاط بعض هذه الإشارات، وكذلك باستطاعة أجساد الناس أيضا، التي تبين أنها هوائيات جيدة أيضا.

إشارات جسدية

* وتقوم الأجهزة الكهربائية المنزلية، والهواتف الجوالة، والكومبيوترات، والأسلاك الكهربائية داخل الجدران، ببث الموجات الكهرومغناطيسية إلى المحيط. لكن الباحثين اختاروا أن يضعوا الموجات في صلب واجهة التفاعل الجديدة التي يقومون بتطويرها.

وعندما يقوم أي منا بملامسة أحد الجدران الذي يقبع خلفه سلك كهربائي، يتحول جسمه إلى هوائي يقوم بموالفة الإشارات الخلفية منتجا إشارة كهربائية مميزة، وفقا إلى موقع الجسم وقربه من الجدار. ومثل هذه الإشارة الكهربائية الفريدة يمكن جمعها وترجمتها عن طريق جهاز يلامس الجسم البشري هذا أو يجاوره. ولدى قيام الشخص بملامسة بقعة على الجدار خلف أريكته، يمكن التعرف على هذه الإيماءة، وبالتالي يمكن استخدامها مثلا في رفع صوت الستيريو أو خفضه.

وكان الباحثون قد بينوا أن بمقدور الجسم فقط تحويل «الضجيج» (التغيرات الطفيفة في الموجات والإشارات) الكهرومغناطيسي إلى إشارة يمكن استخدامها كواجهة تفاعل أساسها الإيماءات. وقد جرى الأسبوع الماضي تقديم دراسة في مؤتمر CHI الذي عقد تحت عنوان «العوامل البشرية في النظم الكومبيوترية» في فانكوفر بكندا.

وفي التجربة التي أجريت هناك، قام أشخاص بارتداء رباط بموصل كهربائي أرضي على الرسغ يشبه السوار الذي يستخدم لمنع تجمع الكهربائية الساكنة في الجسم البشري. وجرى وصل سلك من ذلك الرباط، إلى جهاز محول للإشارات التناظرية إلى الرقمية، يقوم بنقل البيانات من الرباط إلى جهاز كومبيوتر محمول جرى ارتداؤه كحقيبة ظهر. وقامت برامج إلكترونية تتعلم بشكل آلي، بمعالجة هذه البيانات لمعرفة التغيرات في خصائص الإشارات الكهربائية التي تعكس مدى قرب الشخص من الجدار، وموقع يده عليه، وموقعه بالنسبة إلى المنزل ككل.

ونقلت مجلة «تكنولوجي ريفيو» الأميركية عن شويتاك باتيل أستاذ الهندسة الكهربائية وعلوم الكومبيوتر في جامعة واشنطن الذي شارك في البحث أنه «يمكن الآن تحويل سطح أي جدار عفوي إلى سطح يعمل باللمس». والخطوة التالية كما يقول هي جعل تحليل البيانات يتم في الزمن الحقيقي، ومن ثم تصغير حجم النظام عن طريق هاتف جوال، أو ساعة، بدلا من جهاز كومبيوتر محمول يقوم بجمع بيانات التحليل.

التفاعل بالإيماءات

* «ومع لعبة (نينتيندو ووي) و(مايكروسوفت كنيكت)، شرع الناس يدركون أن واجهات تفاعل مثل هذه التي تعمل بالإيماءات، قد تكون مفيدة ولا بد منها» كما يقول ثاد ستارنر أستاذ الكومبيوتر في كلية «جورجيا تيك» للتقنيات الذي تابع قائلا: «إنها نوع من التقنيات التي تقول: إليكم الآن اتجاها جديدا وفكرة تثير الاهتمام يمكن صقلها وتهذيبها إلى الأفضل مع الزمن».

وتهذيب هذا النظام ليكون أكثر صداقة للمستخدم، هو من الأمور المهمة، كما تقول باتي ماييس الأستاذة في مختبرات الوسائط «ميديا لاب» في «معهد ماسوشوتس للتقنيات» (إم آي تي) في أميركا. وأضافت أن «العديد من واجهات التفاعل تتطلب بعض الاستجابات وردود الفعل المرئية والملموسة والسمعية بحيث يدرك المستخدم أين عليه أن يلمس». وفي حين يقترح الباحثون استخدام الملصقات الصغيرة، أو أي علامات أخرى للدلالة على مكان نقاط الضبط والتحكم على الجدران، فإن مثل هذا المسعى قد لا يجذب الجميع. «فهو أمر شاذ، لكن قد تكون له استعمالاته المحدودة»، على حد قولها.

ويقول جو باراديسو الأستاذ الآخر في مختبر الوسائط في «إم آي تي» إن «الفكرة غريبة ومختلفة بما فيه الكفاية لاستقطاب الاهتمام»، لكنه لاحظ أن الإشارة قد تتراوح في قوتها، وفقا إلى الأسلوب الذي يقوم فيه الشخص بارتداء الجهاز الذي يقوم بجمع الإشارات.

وكان باتيل قد استخدم سابقا التجهيزات الكهربائية والمائية وشبكات التهوية في المنازل لتحديد أماكن الأشخاص داخلها. أما تان فقد عمل مع المستشعرات التي تستخدم قوة الدماغ البشري للقيام بالعمليات الحسابية الكومبيوترية والنشاط العضلي للتحكم بالأجهزة الكهربائية لاسلكيا.