كاميرات صغيرة.. بمستشعرات كبيرة

حلول مبتكرة لمشكلات الحجم ووضوح الصور

TT

إذا رغبت في حل الألغاز فجرب لعبة مكعب «روبك»، وإن رغبت بممارسة لعبة أكبر، فحاول أن تحل مشكلة عجز الميزانيات المالية للدول المفلسة، لكن إن شئت ممارسة أمر أكثر تعقيدا، فحاول تصنيع كاميرا صغيرة بمستشعر كبير! الفيزياء هنا المشكلة. فالمستشعر الكبير يسجل عادة الضوء الشديد البريق مع جميع ألوانه وتفاصيله. لكن لغمر سطحه بالضوء، يتوجب على العدسة أن تكون كبيرة، وعلى مسافة محددة بعيدة. ولهذا السبب فإنه لسنوات كان هنالك نوعان من الكاميرات: جيبية بمستشعرات صغيرة التي تنتج صورا مهزوزة وحبيبة الشكل في الضوء الخافت، وكاميرات بعدسات عاكسة مفردة (إس إل آر) SLR ذات المستشعرات الكبيرة، والجسم الضخم، التي يستخدمها المحترفون.

* صنف جديد

* لكن في السنوات الأخيرة تغيرت الأمور، إذ ثمة صنف جديد من الكاميرات يقع حجمها بين هذين الصنفين المتناقضين. وهذا الصنف يمثل إعادة التفكير بكل عنصر من عناصر التصميم، مع استبعاد كل جزء غير ضروري، سعيا وراء كاميرا صغيرة بمستشعر كبير. وهذا طبعا ما يريده العالم.

انطلاقا من هنا طرحت مؤخرا في الأسواق كاميرتان صغيرتان هما، «باناسونيك لوميكس جي إف2» Panasonic Lumix GF2 و«أوليمبوس إي - بي إل2» Olympus E - PL2، كلاهما بوضوح «12 - ميغابيكسل مايكرو فور - ثيردز» Micro Four - Thirds cameras، وهو نمط حلمت به «باناسونيك» و«أوليمبوس» منذ ثلاث سنوات. وجميع هذه الكاميرات لها مستشعر بالحجم ذاته، ليس بحجم كاميرا «إس إل آر» لكنه أكبر بكثير من الكاميرات الصغيرة المدمجة، وتستوعب العائلة ذاتها من العدسات التي يبلغ عددها حاليا 20.

حجم كاميرا «باناسونيك» يبلغ 4.4×2.7×1.3 بوصة (البوصة 2.5 سم). وهو حجم صغير فعلا. وتقول «باناسونيك» إنها الأصغر في العالم على صعيد تغيير العدسات، مع كشافها الضوئي المبيت فيها. أما «أوليمبوس» فهي أكبر قليلا. لكنهما ليسا صغيري الحجم بحيث يمكن حملهما معلقين في خاصرتك، أو على عنقك، لكن يمكن وضعهما في جيب المعطف، أو في جيب السروال، ولكن مع قليل من الإزعاج. وحتى يمكن وضعهما في الجيب مع العدسات، شرط أن تكون الأخيرة مسطحة كالشطيرة من النوع الأولي البسيط الذي يأتي مع طقم «باناسونيك».

في نهاية المطاف لا يمكنك خداع علم الفيزياء، فكاميرات بمثل هذا الصغر تعني التضحية بأشياء أخرى، ومثال على ذلك فإن كلتا هاتين الكاميرتين مزودة بمصباح كشاف يبرز إلى الخارج عند الطلب، وبشكل عال للتقليل من تأثير العين الحمراء حتى مسافة 6 أقدام.

طبعا الكاميرات مزودة أيضا بأزرار وضوابط يدوية لكون الغرض منها أن تكون كاميرات «إس إل آر» مصغرة، لكنها لا تملك مساحة كبيرة، كما هو الحال بالنسبة إلى كاميرات «إس إل آر»، لذلك فإن الأزرار صغيرة ومحشورة، وتقوم بمهمات متعددة.

* شاشة لمس

* الحل الآخر من «باناسونيك» هو شاشة تعمل باللمس. وهي فكرة جيدة نظرا إلى أنها منحت المصممين مساحة كبيرة لعرض الأزرار. وهي توفر أيضا مزية لمس المكان الذي تود الكاميرا أن تركز عليه في المشهد لتلتقطه، مع القدرة على التكبير والتقريب عن طريق سحب الأصابع والأبعاد في ما بينها. صمم البرنامج لكي تكون الأزرار صغيرة شفافة بحجم رؤوس الأصابع، لكن لسوء الحظ تقوم بحجب الصورة، وأحيانا تقبع على المكان الذي تود النقر عليه لتركيز الصورة عليه. غير أنه يمكن تعديل هذه الأيقونات حسب الطلب، بتحديد أي منها ينبغي ظهوره، وبأي نمط. لكن الكثير من المهام لا تزال تتطلب الكثير من الخطوات. ومن الغريب أن عمل شاشة اللمس ينتهي لدى الدخول إلى لائحة المهام الرئيسية.

وتستخدم كاميرا «أوليمبوس» نظام تحكم تقليديا رباعي الاتجاهات محاطا بحلقة دائرية. وهي صغيرة بحيث أنه من السهل النقر على الأزرار بشكل عرضي لدى إدارة هذه الحلقة.

من الأمور التي ينبغي التضحية بها هو أنه لا توجد فسحة كافية في هذا الجسم الصغير لاستيعاب بطارية كبيرة. إذ تحصل على 300 لقطة بالشحنة الواحدة الذي هو رقم متدن جدا.

والفقيد الكبير هنا منظار الرؤية (العدسة البصرية)، غير أن الكاميرتين مزودتان بشاشتين جميلتين قياس ثلاث بوصات وتقومان بعمل جيد في ضوء الشمس. لكنهما ليستا بجودة المنظار الموجود في كاميرات «إس إل آر» العادية لا سيما في الضوء الخافت. ويبدو فرق الوضوح جليا خاصة لدى مقارنة هذه الكاميرات مع كاميرات «إس إل آر».

ويسعد كل من «أوليمبوس» و«باناسونيك» أن تبيعا لك مناظير إلكترونية يمكن وضعها في أعلى الكاميرا، لكنها تكلف غاليا: 200 دولار بالنسبة إلى «باناسونيك»، و250 دولارا بالنسبة إلى «أوليمبوس».

* حلول مبتكرة

* وعلى الرغم من كل هذه الأمور تظل هذه كاميرات جيدة، ولكنك لن تحصل على الحلم الأقصى الذي يراودك، ألا وهو كاميرا صغيرة بمستشعر كبير داخلها. وهذه الكاميرات جميلة وعريضة، مع قدرة الحصول على تأثيرات خلفية جميلة أيضا، التي هي من الأمور الشائعة في صور المحترفين.

وهي جيدة أيضا بالنسبة إلى الفيديو أيضا. فكل منها مزودة بزر مكرس للتسجيل/الإيقاف بحيث لا تحتاج إلى تغيير النمط إذا ما بدأت بالتصوير. وتسجل كلتا الكاميرتين الفيديو بالوضوح العالي، فكاميرا «أوليمبوس» هي بوضوح «720 بي»، و«باناسونيك» بوضوح «1080 بي»، على الرغم من أنك لا تستطيع تمييز الفرق. وتوفر كلتا الكاميرتين بعضا من التأثيرات الخاصة التي تعمل على الصور الساكنة والفيديو.

* خدمة «نيويورك تايمز»

* وبمقدور كلتيهما أيضا تغيير بؤرة الصورة بسرعة وسلاسة أثناء التقاط الفيديو، كأن تقوم بتكبير المشهد، أو تقريبه على سبيل المثال. وهو من الأمور النادرة بالنسبة إلى كاميرات «إس إل آر».

وعلى الرغم من أن هذه الكاميرات تملك خاصيات شبيهة بكاميرات «إس إل آر» لكنها ليست فعلا «إس إل آر». فهي أولا ليست جيدة مثلها في الضوء الخافت، كما أن المستشعر داخلها هو أكبر بكثير من ذلك الموجود في الكاميرات الصغيرة المدمجة، لكنه ليس بحجم «إس إل آر».

ثانيا نظرا إلى تصميم كاميرات «مايكرو فور - ثيردز» الخالي من المرايا، فإنها ليست سريعة في تركيز البؤرة، كما هو الحال بالنسبة إلى كاميرات «إس إل آر» الفعلية. ووفقا إلى مستوى التقريب والتكبير تحاول تعديل عدستها دخولا وخروجا محاولة التيقن ما الذي يجري.

لكن هذا الأمر لا يحدث كثيرا مع «باناسونيك»، فهي إجمالا كاميرا جيدة ومزودة بميكروفونات ستريو، بدلا من ميكروفونات أحادية الصوت. وهي مصنوعة من الألمنيوم بدلا من البلاستيك. ومزودة بمستشعر دوار لتعديل وضع الصور الملتقطة أثناء وجود الكاميرا على أحد جنبيها. لكنها أغلى من نظيرتها بـ80 دولارا، مع أن صورها قد تحتاج إلى تصحيح ألوانها.

وليس من الواضح بعد ما إذا كانت كاميرا «باناسونيك» قد تغلبت على هدفها الذي تقصده بوضوح، وهو كاميرا «سوني نيكس - 5». فالأخيرة تفتقر إلى كشاف ضوئي مبيت داخلها، لكن لشاشتها وضوح بنسبة الضعفين، كما أن الجسم أصغر حجما، والمستشعر أكبر بحجم كاميرا «إس إل آر». لذا فإن الصور أفضل. لكن على الصعيد الآخر تتوفر 3 عدسات لكاميرا «سوني»، كما أن نظام لائحة مهامها غير كفء مطلقا.

يبقى القول إن كاميرات «مايكرو فور - ثيردز» تكلف تماما، مثل كاميرا «إس إل آر»، وتزخر بالكثير من التسويات. لكن إن أراد العالم حلا لمشكلة الكاميرات الصغيرة بمستشعرات كبيرة، فإن هذه الطرز تقدم حلولا مبتكرة.