الهواتف الذكية.. منصات جوالة للألعاب الإلكترونية

نظم أصنافها المختلفة تمتاز بسماتها الخاصة

TT

إن كنت لم تمارس قبلا ألعابا على الهاتف الجوال إليك بعضها، التي قد تنفع أثناء ذهابك من المكتب لتناول الغذاء مثلا، وفي غير ذلك. ومع كل احترامنا لـ«فيس بوك» وألعاب «وي»، فإن الدافع الأكبر إلى الألعاب اليوم هو انتشار الهواتف الذكية التي باتت دائمة الحضور. فالجميع يصطحبون هواتفهم إلى كل مكان يذهبون إليه، وجميعها قادرة على تشغيل بعض الألعاب الجيدة.

طبعا بمقدور أي هاتف إجراء المكالمات وإرسال الرسائل النصية القصيرة وتسلمها. لذا فعندما يقوم الأشخاص باختيار هاتفهم، فإنهم يأخذون في الاعتبار أيضا أمرين؛ الشبكة المقدمة للخدمة، وتوفر التطبيقات. وأفضل شبكة بالنسبة إليك تعتمد على المكان الذي تعيش فيه، والمكان الذي تسافر إليه. وحاليا فإن هاتف «آي فون» يعمل مع الشبكتين - في الولايات المتحدة - «إيه تي آند تي» و«فيريزون». وبذلك يمكن الاختيار وبصورة مستقلة تماما.

* تطبيقات وألعاب

* عندما يفكر الأشخاص في التطبيقات، فإنهم يفكرون في الواقع بالألعاب. فمنذ أوائل يونيو (حزيران) الحالي كانت أكثر التطبيقات الـ14 مبيعا في مخزن «أبل»، بالنسبة إلى هواتف «آي فون»، من الألعاب. غير أن أسواق «أندرويد» و«بلاك بيري» مختلفة، كما سنشرح لاحقا. لكن ما أجهزة الهاتف التي هي الأفضل بالنسبة إلى الألعاب؟ وما أفضل الألعاب المتوفرة؟

لمعرفة ذلك قمنا بسؤال «أبل» و«غوغل» و«ريسيرتش إن موشن» RIM ليرسلوا لي أفضل هواتفهم وأحدثها. وللأسف فإن «مايكروسوفت» لم تحسم أمرها هذه المرة. وقامت ثلاث شركات أخرى أيضا بإرسال أحدث أجهزتها اللوحية.

بالنسبة إلى الهواتف، قامت «أبل» بإرسال هاتف «آي فون 4» العامل على شبكة «فيريزون». أما «غوغل» فقدمت «سامسونغ نيكسس إس» العامل على شبكة «تي موبايل». وقدمت RIM «بلاك بيري تورش 9800» العامل على شبكة «إيه تي آند تي».

وكانت جميع هذه الأجهزة جديدة بالنسبة إلي، خاصة، ولأنني محرر متفرغ في شؤون ألعاب الفيديو، أنني لم أدخل أبدا في مجال الأجهزة الجوالة خلال السنوات الأخيرة. فأنا أعمل من المنزل، وأقضي الساعات الطوال أمارس ألعاب الفيديو، ولا أرغب بعدها في طمس رأسي في التحديق بالشاشات بعد ذلك. وهاتفي الرئيسي الجوال من النوع القديم بغطاء قلاب، أفضله لكونه متينا، وبطاريته تدوم أياما بحالها.

المهم بعد أسابيع من استخدام أجهزة الهاتف هذه في المنزل، توصلت إلى تقدير كبير لجميع هذه الأجهزة الثلاثة. وهي تختلف كثيرا من جهاز إلى الآخر، أكثر مما توقعت، كما أن جاذبيتها تميزت بوضوح الواحد منها أيضا عن الآخر، وكانت الألعاب جزءا من ذلك، ولكن ليست هذه القصة كلها.

* أفضل هواتف الألعاب

* لم تكن مفاجأة لي في أي حال، إنه على صعيد الألعاب الأكثر جودة وتنوعا، عليك بـ«آي فون 4»، بالنسبة إلى الوقت الراهن على الأقل. فقد تحول «مخزن أبل» منتدى لجيل كامل من مصممي الألعاب الذين لا يملكون الموارد، أو العمق الكافي، أو الموهبة ربما، أو حتى الميل لإنتاج ألعاب ذات ميزانيات عالية، يمكن ممارستها بأجهزتها الخاصة العادية، أو عن طريق أجهزة «بي سي». وهكذا فإن «مخزن أبل» يعج بالألعاب المسلية والعرضية التي تستعمل بكثرة من قبل الأشخاص الذين يستخدمون هواتفهم بالقطارات، والمطاعم، أو عندما ينتظرون في سياراتهم، حتى يخرج أولادهم من مدارسهم، وهكذا.

والألعاب في هاتف «آي فون» خلافا لأفضلها، لا تعمل على أساس السرد والسلوك، وهذا جيد، فالجهاز يبقى في النهاية أداة استهلاكية متفوقة لا تسمح لمستخدمها بالعبث والتخريب بأي شكل من الأشكال.

لكن الذي اكتشفته في نظام «أندرويد» أدهشني فعلا. فتصفح الشبكة والبريد الإلكتروني أفضل بكثير عما هو في «آي فون». فمتصفح «أندرويد» سريع، وإدراجه لتقنية «فلاش» من «أدوبي» يعني أن بعض مواقع الشبكة التي لا تستخدم في «آي فون» تعمل جيدا في «أندرويد».

على صعيد البريد الإلكتروني يقوم «أندرويد» بالتواصل مع «جي مايل» بشكل أقوى وأسلس من هاتف «أبل»؛ إذ يمكن تنزيل الملفات وتشغيل البرامج على «أندرويد» بأساليب يفتقر إليها «آي فون».

والنقطة المهمة هنا أنه في الوقت الذي يشعرني هاتف «أندرويد نيكسوس إس» الذي استخدمته، بأنه متفوق وقوي على صعيد التقنية، شأنه شأن «آي فون 4»، فإنه لا توجد الكثير من الألعاب المتوفرة في «سوق أندرويد»، كالتي هي موجودة في «مخزن أبل». وحاليا فإن أكثر التطبيقات مبيعا في «أندرويد»، هي التطبيقات التقنية، مثل «إدارة الملفات». وتوجد بعض الألعاب الجيدة في «أندرويد»، لكنها تميل إلى كونها نسخا عن ألعاب موجودة أصلا في «آي فون».

والأمر المهم بالنسبة إلى ألعاب «أندرويد» هو الطبيعة المفتوحة للنظام، الذي يعني أن بمقدور الأفراد كتابة برامج لتشغيل عمليات محاكاة للألعاب الكلاسيكية التي تشغلها الأجهزة والآلات، والتي تعود إلى عقود مضت. فرموز آلاف من ألعاب المدارس القديمة موجودة على الإنترنت منذ سنوات. لكن ينبغي الإشارة هنا إلى أن تركيبها يتطلب بعض المعرفة الفنية، كما أن شرعيتها مشكوك فيها.

أما بالنسبة إلى «بلاك بيري»، فقد أعجبت بنظم الألعاب الأساسية الخاصة بالجهاز اللوحي الجديد «بلاي بوك» أكثر من نظم هاتف «تورش 9800». ولقد شرعت «بلاك بيري» في احتضان فكرة تنزيل تطبيقات الفريق الثالث، لكن لا يزال هناك طريق طويلة ينبغي قطعه على صعيد مدى الألعاب المتوفرة وجودتها، وسهولة العثور عليها، وتسديد ثمنها، وتنزيلها، وتركيبها.

لكن «بلاك بيري» تتمحور كلها على مبدأ البريد الإلكتروني، خاصة نظم بريد الشركات، مما يعني أن الأشخاص الذين يستخدمون هذه الأجهزة، عليهم الالتزام بها. لكن ثمة بضع نسخ بسيطة، وأخرى من ألعاب الاستراتيجية العميقة التي تروح عن الذهن وشجون العمل، إلى أن تصل الدفعة الجديدة من البريد الإلكتروني.

* خدمة «نيويورك تايمز»