«فلاير».. جهاز لوحي متين بقلم سحري

سهل الاستخدام ويؤدي مهماته المطلوبة

TT

جهاز «إتش تي سي فلاير» HTC Flyer المعروف أيضا بالجهاز اللوحي مع قلم، هو أداة سهلة الاستخدام وممتعة أيضا. ورغم أن كلمة «القلم الإلكتروني» (ستايلس) قد تستحضر صور أجهزة «المساعد الشخصي الرقمي» ذات الحجم الكبير الشبيهة ببلاطة الآجر، فإن قلم «فلاير» هذا يضفي على الجهاز جاذبية معينة تميزه عن الفيض الكبير الذي لا ينتهي من أجهزة «أندرويد» اللوحية التي تغمر الأسواق حاليا. كما أن الشركة الصانعة «إتش تي سي» لا تسمي هذا الجهاز قلما إلكترونيا، بل تسميه قلما سحريا!

* مواصفات الجهاز

* ثمن الجهاز من دون القلم 499.99 دولار، وثمن القلم 80 دولارا. وهذان سعران مرتفعان مقابل ما تحصل عليه فعليا، لكون الجهاز اللوحي هذا من دون القلم، هو بسعر جهاز «آي باد 2» سعة 16 غيغابايت الذي يدعم شبكة «واي - فاي». ومع القلم، فإنه يقارب سعر جهاز لوحي بنظام «هونيكومب»، مثل «موتورولا زوم». كذلك فهو يكلف أكثر من منافسه الأكبر «غلاكسي تاب» ذي الشاشة قياس 7 بوصات. وتملك شركة «سبرينت» أيضا نسخة من «فلاير» تحت اسم «إتش تي سي إيفو فيو» تعمل على شبكة «واي ماكس»، وبدأت تتلقى طلبات لشرائه.

على صعيد المواصفات، فإن لجهاز «فلاير» شاشة قياس 7 بوصات، ومعالجا أحادي القلب بسرعة 1.5 غيغاهيرتز، مع ذاكرة داخلية سعة 16 غيغابايت، وشقا لبطاقة ذاكرة صغيرة «إس دي»، وكاميرا مزدوجة، وسماعة للرأس. ويعمل القلم الاختياري على بطارية AAAA. والجهاز مزود أيضا بفتحة «يو إس بي» صغيرة. ويمكن شحنه، إما بواسطة السلك التابع له، أو بواسطة هذه الفتحة.

والملاحظ كذلك أن «فلاير» ليس بذلك الجهاز الجميل جدا. فهو مزود بحافة سميكة، وصفائح من البلاستيك الأبيض التي لا تتلاءم مع الجسم المصنوع من الألمنيوم. كما أن اللون يجعله عرضة للأوساخ واللطخات. لكنه من الناحية الأخرى فإن مثبط صدماته المصنوع من البلاستيك، وشاشته طراز «غوريلا غلاس»، تجعلانه متينا للغاية. أما حياة البطارية فإنها كمعدل عام تدوم يوما كاملا من الاستخدام العادي، وأقل من يوم لدى الاستخدام المستمر.

سرعة الجهاز ليست قليلة، لكن يمكن بسهولة الإدراك بأنك تعمل مع معالج أحادي القلب، بدلا من الثنائي، فهو أبطأ من الثاني ولا يستطيع منافسته.

ورغم ذلك فإنه لدى تشغيل عدة تطبيقات معا لم يظهر أي تلكؤ، خاصة أنه سريع بما فيه الكفاية بالنسبة إلى تنفيذ المهام الأساسية، كالكشف على البريد الإلكتروني، وتصفح الشبكة، ومشاهدة فيديوهات «يوتيوب». وتعمل الفيديوهات، وحتى «فلاش» بشكل سلس على «فلاير» بانقطاعات نادرة جدا، أو حتى غير ملحوظة. فقط البث الفيديوي الحي بتطبيقاته المتعددة سبب لي بعض التلكؤ والتأخير الزمني.

وهو سهل الاستخدام جدا، فأي شخص يستطيع استخدام الهاتف الذكي، قادر على استخدام «فلاير». وهو مزود بثلاثة أزرار لتشغيله، واحد للصفحة الرئيسية (المدخل)، وآخر للاختيارات المختلفة، وزر خلفي يتحرك معك لدى تحويل الصفحة من الوضع العمودي إلى الأفقي. وللأسف فإن الجهاز لا يشغل نظام «هونيكومب»، بل نسخة من «أندرويد 2.2 جنجربريد». لكنه سيتلقى تحديثا لـ«هونيكومب» في المستقبل القريب.

وبالنسبة إلى حجمه، فإنه يبدو ثقيلا بوزنه البالغ أقل من رطل واحد (الرطل= 453 غم تقريبا)، ولكن مع طول الاستخدام يزول الشعور بهذا الثقل. ويمكن إدخاله في المحافظ المتوسطة الحجم، وفي جيوب السترات والمعاطف الواسعة، كما أن حمله بيد واحدة لا يشكل مشكلة أثناء ركوب القطارات والحافلات.

وعلى صعيد الصوت والصورة، فإنه لا ينتمي كثيرا إلى نادي الجودة العالية، فالكاميرات تعمل، لكنها ليست رائعة، كذلك مكبرات الصوت، إلا أنها تقوم بالمهمة المناطة إليها. بعبارة أخرى لا يمكن التعويل كثيرا على «فلاير» بالنسبة إلى الوسائط المتعددة، غير أنه يقوم بمهمته بالنسبة إلى الدردشة على الفيديو.

كذلك فإن ممارسة الألعاب عليه مخيبة للآمال نوعا ما، لكن الشركة الصانعة «إتش تي سي» تقول إنه يمكن للجهاز الاستعانة بخدمة الألعاب «أون لايف»، بيد أنني عندما استفسرت عن ذلك، قيل لي إن الأخيرة لا علاقة لها بهذا الجهاز. وكما ذكرت سابقا يعمل الجهاز بنظام «جنجربريد»، لذا فإن تطبيقاته تناسب أكثر أجهزة الهاتف.

وعلاوة على «سوق أندرويد»، يأتي الجهاز معبأ سلفا بـ32 تطبيقا مفيدا تبدو رائعة على الشاشة، وهي تشمل تطبيقات البريد الإلكتروني التي تسمح لك بفتح حسابات متعددة في الوقت ذاته، بالإضافة إلى تطبيق القراءة الذي أساسه «كوبو»، فضلا عن «ويذر أند فريند ستريم» الذي يقوم بتوحيد حسابات تسجيلك في المواقع الاجتماعية في بث واحد.

* قلم حساس

* وأفضل هذه التطبيقات هي «نوتس» التي يمكن مزامنتها مع تطبيق تسجيل الملاحظات «إيفرنوت» الشعبي، كما أنه قادر على تسجيل الملاحظات الصوتية أو الصور، أو تدوين/طباعة الملاحظات، وتعليق البطاقات عليها، وحفظها في «إيفرنوت» من دون أي جهد يذكر. أما بالنسبة إلى القلم، فيمكن استخدام الجهاز من دونه. لكنه مع ذلك فإنه يشكل مزية إضافية تغنيه وتعززه، رغم أنه غالي السعر.

والقلم هذا حساس للمس، فكلما كبست عليه أكثر، كلما بان الخط أسمك. ويوفر لك الجهاز خيارا بين 6 أقلام و8 ألوان، فضلا عن ممحاة. ويمكن تعديل رأس القلم عن طريق النقر على أيقونة القلم الخضراء الموجودة على شريط لائحة المهام. انقر على الشاشة بالقلم خارج نطاق «الملاحظات»، أو «تطبيقات القارئ»، ليلتقط صورة للأشياء التي تنظر إليها في الشاشة. كما يمكن تذييل الملاحظات، وكتابة الحواشي والمشاركة بها عن طريق «إتش تي سي سكرايب»، وهي مزية للخربشة. وللقلم زران، واحد في أعلاه للمحو والشطب، والثاني في أسفله للإضاءة على النص وإبرازه، أو إخفاء الخربشات.

ويقوم برنامج «إيفرنوت» للتعرف على الخط اليدوي بجعل ما تخطه قادرا على البحث فيه، حتى ولو لم يكن دائما دقيقا بنسبة 100%. وهنالك بعض التأخير الزمني لدى الكتابة بخط اليد بالسرعة العادية.

* خدمة «واشنطن بوست» خاص بـ«الشرق الأوسط»