قارئات كتب الكترونية.. بمزايا متفوقة

تبشر بميلاد عصر جديد

TT

نعتقد إننا أصبحنا عصريين جدأ.. ونعتقد أننا من معدن صلب، بعد حصولنا على الاجهزة اللوحية ذات الشاشات العاملة باللمس، وهواتف الفيديو الجوالة، وقدرتنا على تنزيل الافلام السينمائية من الانترنت. لكن هذا سجل كلامي فقط، اذ اننا في الواقع في عصر حقب الحياة الأولى على صعيد التقنية الاستهلاكية.

وسيستمع أحفادنا الينا ونحن نروي لهم حكاياتنا عن التقنية، وتواصلنا عبر الهواتف الجوالة، وقدرتنا على مشاهدة الافلام السينمائية عبر الكومبيوتر على مدار الساعة، وحياة البطاريات التي تدوم ثلاث ساعات، لينفجروا بملء أشداقهم ضاحكين.

وقد يسخرون من بعضنا لأننا لا نستطيع قراءة الكتب الالكترونية على «كيندل» مثلا، لكن جرى اخيرا طرح قارئات جديدة للكتب الالكترونية تعد «الخروج الأول» عن الصنف الأساسي البدائي. فقد أطلقت كل من «بارنيس أند نوبل» و»كوبو» الشركتان المتنافستان قارئات متشابهة تقريبا، من شأنها إحراج الشركة التي تتزعم هذه الصناعة وهي «أمازون كيندل»، وقد اطلق عليها «أول نيو نوك» All-New Nook (140 دولارا) و»كوبو توش إديشن» Kobo Touch Edition (130 دولارا). وقد أسمت «بارنيس أند نوبل» طرازها الجديد بهذا الاسم، الذي يعني «الشكل الكامل الجديد»، تأكيدا منها على إنه جديد فعلا من كل النواحي، ولكن ماذا ستسمي الاصناف الجديدة الأحدث منه التي ستخلفه؟ قارئات الكترونية جديدة

* القارئتان الجديتان هاتان هما من الجيل الأخير الحديث جدا، وتملكان شاشة بحبر ألكتروني قياس ست بوصات، تماما مثل «كيندل» الحديث جدا بلون أسود يتباين مع الرمادي الفاتح. لكنهما أصغر حجما بعدما إستغنيا عن لوحة مفاتيح «كيندل» العاملة بالابهام، وإمتلكا بدلا من ذلك شاشات بحبر ألكتروني عاملة باللمس، تعتمد على مستشعر يعمل بالاشعة تحت الحمراء.

وهذا إتجاه جيد، لاننا في أي حال لا نستخدم هنا لوحة المفاتيح إلا لماما، ربما 0.01 في المئة من الوقت لدى طباعة إسم كتاب أثناء التسوق، او لدى التأشير وتذييل الملاحظات أثناء القراءة. أما بقية الوقت فتبقى لوحة المفاتيح عبئا تجعل الجهاز كبير الحجم، خاصة وان مبدأ الكتاب الالكتروني كله يدور حول الحجم الصغير، خاصة لدى المطالعة ساعات بحالها.

على صعيد الوزن، فان «كوبو» هو الفائز. فهو الأخف من بين جميع منافسيه مثل «كيندل»، و»نوك» العامل باللمس، و»سوني ريدر». فوزنه لا يتعدى السبع اونصات (الاونصة نحو 29 غراما)). وهو الاقل سعرا ايضا من بين الاصناف الغالية، باستثناء «كيندل» الذي يأتي بعرض خاص (114 دولارا) الذي يعرض إعلانات على شاشة التوقف (سكرين سايفر) وفي أسفل شاشة المدخل.

اما «أول-نيو نوك» فهو أثقل قليلا، لكنه أسمك، وأعرض ب0.3 بوصة، وهو ما يعني على صعيد الجيوب الصغيرة إنه اشبه بملعب كرة قدم. لكن مثل هذا الحجم الضخم يخدم غرضا جيدا، وهو ان البطارية تدوم شهرين بالشحنة الواحدة. وهذا ضعف حياة منافسيه.

ولدى الامساك بقارئة الكترونية، فان كل ما تلمسه هو الجانب الخلفي، او المؤخرة. وكلا الجهازين «كوبو» و»نوك» يملكان جانبا خلفيا مكونا من البلاستيك الصلب، مع القليل من المطاط. والجانب الخلفي من «نوك» مزود بانبعاج بيضاوي الشكل يلائم وضع اصابع اليد، مما يعني القبض عليه باحكام مع راحة بالحمل. في حين أن الجانب الخلفي من «كوبو» منحوت بشكل مبطن، مثل مرتبة الفراش. وكلا الجهازين مزود بذاكرة تستوعب 1000 كتاب، علاوة على شق لبطاقة ذاكرة إضافية.

وتمكن مهندسو «بارنيس أند نوبل» من التخلص من غالبية الومضات التي تحصل عادة لدى لدى قلب الصفحات بالكتب الالكترونية التي تستخدم الحبر الالكتروني. لكن في «نوك» الجديد هذا تحصل هذه الومضة مرة لدى قلب ست صفحات، مما يعني سلاسة واستغراقا كاملا في القراءة والمطالعة.

وتشمل مزايا «نوك» التي يتفوق فيها على على «كوبو» ل أيضا التحكم الممتاز بالاحرف (ستة أنواع)، وحجمها، والتباعد بين الاسطر، وحتى هوامش الصفحات. إذ يقدم «كوبو» نوعين من الاحرف من دون تحكم بتباعد الاسطر عن بعضها البعض، او في ما يتعلق بهوامش الصفحات. كما إنه أبطأ من «نوك». وأحيانا قد تحتاج الى الطباعة مرتين متسائلا إن كانت الطباعة الآولى قد إستجابت لك.

ويجري قلب الصفحات في كلا القارئتين عن طريق المسح عبر الصفحة، أو النقر على الحافة الصحيحة. ويمكن وضع اصبعك على كلمة من الكلمات فترة قصيرة للحصول على معانيها المعجمية، كما يجري تحريك الصفحة الى الاسفل، أو الأعلى، عن طريق مسحها باليد تماما، مثل شاشة الهاتف العاملة باللمس. لكنها تختلف عن اجهزة «آي باد» بأن هذا الأمر لا يحصل فوريا، بل عن طريق الانتظار ثانية تقريبا. كذلك فان هذه الشاشات ليست شاشات متعددة اللمس، فأنت لايمكنك فصل أصبعيك على الشاشة بغية تقليص حجم الاحرف، او تكبيرها، أوخلافه.

تواصل شبكي اجتماعي

* ولكلا الشركتين الصانعتين الكثير ما تقدمانه على صعيد المميزات الاجتماعية. فمميزات «نوك فريندز» تتيح لاصدقائك على «تويتر» و»فايسبوك» رؤية ما تقراءه وتسمح لك باعارتهم الكتب التي إشتريتها. ويمكن إعارة الكتب مرة واحدة، ولمدة اسبوعين، إذا سمح ناشرها بذلك.

ويمكن قراءة كتب الشركة على جهاز «ماك»، أو «ويندوز بي سي»، او جهاز «أندرويد»، او جهاز لوحي، أو «آي فون»، او «آي باد». وعلى الصعيد الفني فلن تكون بحاجة الى شراء قارئة الكترونية، لكون «كوبو» تملك تطبيقات للقراءة خاصة باجهزة «بلاك بيري»، وهواتف «بالم بري»، واجهزة «بلاي بوك» اللوحية. وكل نظام لهاتين الشركتين يتذكر الصفحة التي توقفت عندها في القراءة لدى إطفاء الجهاز. كما وان القارئتين هاتين تتواصلان مع مخازن كتبهما عبر «واي-فاي».

ويبد أن «بارنيس أند نوبل» قد قطعت سنينا ضوئية منذ إطلاقها قارئتها الأولى الكبيرة البطيئة، مما يعني أن جهازها الجديد يقدم على صعيد التسويق أفضل مزيج من ناحية الشكل والحجم وحياة البطارية. انه آلة قراءة رائعة. لكن تذكر أن شرائك لقارئة الكترونية يعني تقييد ذاتك بمخزن كتب الشركة. كما وأن مشاريع حماية حقوق النشر تمنعك من قراءة كتب «كيندل» على «نوك»، أو كتاب «نوك» على «كوبو»، أو كتاب «سوني» على «آي باد». لذا فكر جيدا بالذي ترغب في شرائه. فقاريء «نوك» الملون من «بارنيس أند نوبل» قد لا يكون جديدا تماما، بل يملك شاشة لمس ملونة، ومتصفحا بدائيا للشبكة، وبرنامجا للبريد الالكتروني. «أمازون» من جهتها فقد تطلق قريبا «كيندل» الجديد. فقد مضت 10 أشهر على إطلاقها طرازها الأخير. فمعجبيها يأملون في «كيندل» ملون بشاشة لمس يجمع بين جميع ما تقدمه «أمازون» من كتب وموسيقى وفيديو.

* خدمة «نيويورك تايمز».