نظام للبحث عن «النجوم» والمواقع الرائجة في شبكة «تويتر»

يرصد الرسائل الأكثر انتشارا

TT

من السهل في بعض الأحيان معرفة الرسائل التي تسري عبر «تويتر» كالنار في الهشيم. فقط اسأل النائب الأميركي الديمقراطي عن ولاية نيويورك الذي واجه ضغوطا كبيرة واستقال من منصبه، بعد قيامه من دون قصد، بإرسال صورة حميمة له إلى الآلاف من أتباعه ومؤيديه.

ويقوم الباحثون في مختبر المعلومات ونظم القرار التابع لمعهد «إم آي تي» باختبار محرك بحث يقوم بالتعرف على المواقع الخاصة بموضوع معين من شأنها أن تنتشر، وذلك عن طريق دراسة شبكة الاتصالات بين المستخدمين.

«وزن» المواقع

* ويقوم هذا النظام الذي يدعى «ترومور» Trumor بتحديد الأشخاص الذين هم في مواقع جيدة ومناسبة لنشر مثل هذه المعلومات واستخدام ذلك لوزن قيمة المواقع المختلفة الخاصة بموضوع معين. وتنتشر المعلومات عادة بين المستخدمين أثناء محولاتهم «الوتوتة» حول هذه المواقع. وللعثور على مستخدمي «تويتر» المؤثرين من ذوي النفوذ الذين من المحتمل تداول «الوتوتات» في مواقعهم، قام الباحثون بتفحص شبكة «الوتوتات» وإعادة «الوتوتة»، التي تدور حول مواضيع مثل كرة المضرب، وكرة القدم، وجوائز «بيت». وأدت النتائج الأولية إلى أن هذا الأسلوب قد يؤدي إلى أسلوب مؤثر للعثور على المواقع التي تنتشر بسرعة عبر الشبكة.

وقد يكون التمييز الأوتوماتيكي لمستخدمي «تويتر» من ذوي التأثير والنفوذ الكبيرين أمرا نافعا بالنسبة للمعلنين الذين قد يستخدمون ذلك لنشر المعلومات حول منتجاتهم، بشكل فعال أكبر.

وتقرير مثل هذا التأثير أو النفوذ على «تويتر» ليس أمرا بسيطا مثل رؤية عدد أتباع المستخدم. فالمهم هنا هو اهتمام الأتباع بالمواقع ومناقشتهم لها، وانتشار مثل هذه المناقشة إلى ما وراء المستخدم الذي ابتدأ بها. لذا شرع الباحثون في اكتشاف أساليب أفضل لقياس تأثير هذا الشخص ونفوذه، لينمو «ترومور» من رحم هذا العمل.

وقد بدأ الفريق هذا عمله عن طريق دراسة شبكات إعادة الوتوتة على «تويتر». فقد بدأ بتصنيف إعادة الوتوتة عن طريق الموضوع والنظر في كيفية انتشارها عبر الإنترنت. وأخذ الباحثون في الاعتبار أن المستخدمين متواصلون على الشبكة، إذا قام أحدهم بإعادة وتوتة الرسالة من الآخر، فملاحقتهم بعضهم بعضا لم تكن كافية في حد ذاته.

وحال حصولهم على هذه الشبكات، ظهر نمط واضح ومعين، كما يقول «توحد زمان» المرشح لشهادة الدكتوراه في مختبر «إم آي تي» للمعلومات ونظم القرار الذي اشترك في هذا العمل. فبالنسبة لكل موضوع، وجدوا أن هنالك «نجوما» على شكل أفراد متواصلين بعضهم مع بعض بحيث تنتشر مواقعهم بصورة واسعة جدا. وكان تأثير هؤلاء أكثر بكثير من أولئك الآخرين الموجودين ضمن شبكتهم.

وفي كثير من الحالات، فإنه من المفيد جدا تمييز أولئك المستخدمين قبل حدوث الحدث. ومثال على ذلك، فقد يرغب أحد المعلنين في التحدث مع شخص آخر قبل توزيع جوائز «بيت» للحصول على معلومات تتعلق بمنتج خلال هذا الحدث.

بحث عن «النجوم»

* وقام الباحثون باختبار أساليب عدة للقيام بذلك، مثل النظر في عدد الاتصالات التي يملكها المستخدمون، ومدى قربهم من الآخرين على الشبكة، فوجدوا أن بمقدورهم تمييزهم عن طريق استخدام أسلوب يدعى «مركزية الشائعات»، الذي يقيس مدى جودة وضع الشخص لنشر المعلومات. ويقيس هذا الأسلوب عدد الممرات التي يملكها المستخدم لنشر المعلومات. ويقول زمان إن «مركزية الشائعات» هي أداة قيمة لكونها تأخذ الشبكة برمتها في الحساب، وليس فقط الاتصالات الجارية بقرب المستخدم. فعلى سبيل المثال، فقد يكون للمستخدم العديد من الأتباع، لكنهم قد لا يكونون على تواصل جيد بعضهم مع بعض. فالشخص الذي له القليل من الأتباع من ذوي التواصل الجيد وبعضهم يملك العديد من الطرق والمسالك لنشر المعلومة، من ثم فهو قادر على تسجيل رقم عال على صعيد «مركزية الشائعات».

وحال عثورهم على أسلوب لتحديد «النجوم»، شرع الباحثون في تشييد محرك بحث اختباري يدور حول النظام. وبات «ترومور» يعثر على أشخاص بدرجات عالية من «مركزية الشائعات» التي تدور حول مواضيع مطروحة، ليقوم بوزن مواقعهم وما تقدمه من أجزاء من المعلومات التي من المحتمل، أو المتوقع انتشارها.

وبذلك يمكن للمستخدمين اختيار موضوع يرغبون في البحث فيه ليجري توجيههم إلى أجزاء من المعلومات التي قد تثبت أنها شعبية ورائجة. ويميز هذا النظام حسابات التسجيل الشعبية، مثل تلك العائدة إلى «لايدي غاغا»، لكن يضيف زمان أنه يجذب أيضا حسابات مجهولة نسبيا. وأضاف أن «ترومور» لا يزال في مراحل تطويره الأولية، لكن الاختبارات أشارت إلى قيامه بعمل جيد على صعيد التعرف على المعلومات المناسبة ذات الصلة. ويقوم باحثون آخرون بالنظر في أساليب لقياس مثل هذا التأثير في الشبكات الاجتماعية. فقد أجرى أبهيك داس من جامعة تكساس في أوستن دراسات حول التأثير والنفوذ على شبكات الهواتف الجوالة، فوجد أن تركيب الشبكة ككل هو العامل الأساسي. لكنه اكتشف أيضا عن طريق عمله أن تأثير أي شخص ونفوذه قد يتضاءل مع الزمن، أو قد يزداد ويتعاظم، وأن على أي نظام جيد أن يأخذ ذلك في الاعتبار. «فهذا الشخص لا يستطيع أن يستمر في نشر تأثيره ونفوذه إلى ما لا نهاية»، على حد قوله.

ويتفق زمان مع هذا الرأي بقوله إن النسخ المستقبلية من «ترومور» هو قيامها بحساب «مركزية الشائعات» وفقا لنافذة زمنية، مثل «الأسبوع أو الشهر الماضي»، متيحة المجال أمام التغيرات في الشبكة للتأثير على كيفية وزن المعلومات.