أقلام رقمية.. لعشاق الكتابة والرسم الالكتروني

يمكنها التسجيل وتدوين الملاحظات

TT

حتى بعد اختراع الآلة الكاتبة العادية، فإن الكثير من الكتاب والأدباء ظلوا يلازمون عادة الكتابة العادية باليد؛ إذ كتب إرنست همنغواي مؤلفاته بالقلم والحبر، بينما كان يقف على مكتب صنع خصيصا له. في حين كتبت مارغريت ميتشيل روايتها الشهيرة «ذهب مع الريح» على مجموعة من عشرات دفاتر الملاحظات. لكن مع قدوم لوحة المفاتيح، والمزيد من شاشات اليوم العاملة باللمس، يبدو أن عصر القلم والورق قد ولى إلى غير رجعة.

وبينما ظلت التقنيات التي مكنت الفنانين من الرسم بشكل دقيق جدا على شاشات اللمس معنا، معظم فترة هذا العقد الأخير، فإنه في الفترة الأخيرة فقط تمكن مستخدمو الكومبيوتر والأجهزة اللوحية من الرسم والكتابة مباشرة على الشاشة، مستخدمين أقلاما حساسة جدا، بحيث بات متيسرا تغيير شكل السطور ومظهرها، وفقا إلى سرعة الرسم وضغط اليد. كما أن مستشعرات أفضل للشاشة جعلت من السهل بالنسبة إلى المنتجين صنع أقلام رخيصة، يمكن التخلص منها تقريبا فيما بعد، لأغراض استخدامها في الكومبيوتر. كذلك مكنت التطبيقات الجديدة من رسم مخططات للجنائن، وتصميم المكاتب، وتدوين الملاحظات، عن طريق شحطات قليلة.

أقلام إلكترونية صغيرة

* ومثال على ذلك شركة «Thinkgeek.com» التي تبيع أقلاما إلكترونية صغيرة، برأس غروي يمكنه الكتابة على شاشات «آي باد» و«آي فون» من «أبل»، وعلى غالبية الأجهزة اللوحية الأخرى التي تستخدم تقنية اللمس الحديثة. ويقوم مثل هذا القلم الإلكتروني المسمى «بوغو سكيتش» Pogo Sketch (9.99 دولار) بتقليد الخواص الكهربائية للإصبع البشرية، لكنه يقدم المزيد من الدقة عند الكتابة والرسم.

لكن إن كنت تبحث عن شيء أكثر تطورا، فقد أعلنت «واكوم» مؤخرا عن قلم «بامبو ستايلس» Bamboo Stylus (30 دولارا) الذي يعمل عن طريق تطبيقات معينة في «آي باد» بغية تقديم رسومات أدق على شاشة هذا الجهاز. فهو بوزنه وحجمه، يشبه القلم الحقيقي، متيحا المزيد من التحكم، مقارنة بقلم «بوغو سكيتش» الأنحف والأقل أهمية.

رسوم دقيقة

* وللمزيد من الدقة هنالك تقنية «ديو سينس» DuoSense الجديدة من «إن - تريغ» الموجودة في الجهاز اللوحي الصغير «لايف بوك تي 580» من «فيوجيتسو» التي يمكن إعدادها للعمل كجهاز لابتوب. و«تي 580» (999 دولارا) هو جهاز لوحي قابل للتحويل، أي يعني أنه يمكن فتحه كاللابتوب العادي، مع لوحة مفاتيح، أو يمكن لف شاشته، قياس 10 بوصات، إلى الخلف، ووضعه مستويا كالجهاز اللوحي.

وتتيح شاشة «ديو سينس» الرسم مباشرة على الشاشة مستخدما القلم الإلكتروني الذي يأتي مع الجهاز اللوحي، أو شاشة اللمس باستخدام الأصابع للتفاعل مع النوافذ والأزرار. ومثال على ذلك، يمكن ملامسة 4 نقاط على الشاشة، وفتح الأصابع وإغلاقها لتغيير حجم الرسومات والنوافذ، وهي مزية لا تتوافر في غالبية كومبيوترات «ويندوز».

ولدى استخدامه ككومبيوتر يقوم «تي 580» بإنتاج الرسومات، أو النصوص عن طريق لوحة المفاتيح ورقعة اللمس. لكن لدى طي الشاشة إلى الأسفل تنشط «تاتش باك» من «ويندوز 7» الذي يضم تقنية التعرف على خط اليد لأغراض متصفحات الشبكة، ومعالجات الكلمات، والبرامج الأخرى.

وهذا ما يسمح بتشغيل تطبيقات مثل «وان نوت»، التي تتيح لك تدوين الملاحظات عن طريق القلم الإلكتروني على شاشة فارغة، وتسجيل ما دونته، مع التوضيحات والحواشي الخاصة بالمستندات. إن برنامج مثل «فوتوشوب»، أو «باينت دوت نيت» يحول «تي 580» إلى دفتر للرسم والخرطشة.

ويمكن الحصول على المزيد من تجربة القلم العادي عن طريق الجهاز اللوحي «إتش تي سي فلاير» (500 دولار)؛ فهو يستخدم قلما إلكترونيا للرسم مباشرة على الشاشة، الذي يتيح مع البرنامج تذييل الملاحظات الخاصة بالوثائق وصفحات الشبكة، مع الرسم والخربشة. لكن «الأصوليين» الراغبين بالكتابة بالقلم، عليهم إلقاء نظرة على «لايفسكرايب إيكو» Livescribe Echo. فـ«إيكو» هو قلم ذكي، أي كومبيوتر صغير داخل قلم حبر. والنمط من النقاط الصغيرة على الورق، الذي يتوافر من «لايفسكرايب» يجعل القلم يتحسس موقعه وتسجيل شحطاته. ويقوم ميكروفون مشيد داخله بتسجيل كل الأشياء التي تقال في الغرفة، أو في قاعة المحاضرات.

قلم «سحري»

* بمقدور هذا القلم مثلا تشغيل برامج، وإجراء حسابات على الصفحة، والحصول على جواب فورا، أو رسم لوحة مفاتيح لبيانو صغير، وعزف لحن عن طريق النقر على هذه المفاتيح. وتظهر شاشة صغيرة من البلور السائل (إل سي دي) إلى جانب القلم، البنود، مع المطلوب أيضا.

كما تمكن مشاركة الآخرين فيما يبثه القلم على صورة فيديو. وهذا البث من القلم هو عبارة عن تسجيلات صوتية تتزامن مع شحطات القلم. وبذلك يمكن للمعلم مثلا تعليم كيفية رسم شخصيات صينية، أو وصف وعرض معادلات رياضية في الزمن الواقعي.

وبمقدور برنامج «إيكو» تنفيذ عمليات التعرف على كتابة اليد عبر الكتابات المسجلة، متيحا البحث عن الملاحظات، شرط أن تكون الكتابة واضحة ومفهومة إلى حد معقول، وذلك عن طريق طباعة عبارات البحث على برنامج دفتر الملاحظات الذي يتضمنه أيضا.

ويتراوح سعر الأقلام هذه بين 100 دولار للنوع من سعة 2 غيغابايت، و250 دولارا لنوع «برو باك» من سعة 8 غيغابايت، الذي يأتي بحقيبة حمل، وسماعات، مع المزيد من البرمجيات.

وباستثناء قلم «لايفسكرايب»، فلا يوجد واحد من هذه الأجهزة يقلد تماما خبرة الكتابة على الورق. لكن مثل هذه الأقلام الإلكترونية تعيد إنتاج حركات اليد بأمانة كافية، لتسجيل الملاحظات، مع الكثير من التفاصيل، كما أن التعرف على الكتابة باليد المشيدة في «ويندوز 7» تضمن أن لائحة التبضع التي كتبتها بسرعة لا تقرأ على أنها مقطوعة شعرية سخيفة.

* خدمة «نيويورك تايمز»