أدوات رصد متطورة لوظائف الجسم وسلوكه اليومي

تلاحظ الحركات والتغذية والنوم وتغيرات المزاج

TT

بينما كان نديم قسّام يتسكع جيئة وذهابا في قاعة متحف تاريخ الكومبيوتر في ماونتن فيو في ولاية كاليفورنيا الأميركية، كان كل الاهتمام منصبا على رسغه. وكان المتحف يستضيف المؤتمر السنوي الأول لـ«مؤتمر القياس الكمي الذاتي» الذي يجمع الناس الذين يستخدمون العدد والأدوات المختلفة، لتسجيل مجموعة متنوعة من القياسات الشخصية، بهدف تحسين صحتهم وسعادتهم وإنتاجيتهم.

كان قسام يعرض أحدث ما توصلت إليه الأدوات الجديدة لرصد اللياقة البدنية، وهو عبارة عن جهاز يبدو وكأنه يعمل كساعة يد، لكنه يقيس أيضا معدل ضربات القلب والوظائف الفسيولوجية الأخرى. وقد قامت بصنع جهاز الرصد هذا شركة ناشئة تدعى «باسيس» التي شارك قسام في تأسيسها.

جهاز فريد

* الجهاز فريد من نوعه في عدد القياسات التي يقوم برصدها، فهو يقيس معدل ضربات القلب من الرسغ، مستخدما الطيف القريب من الأشعة تحت الحمراء، إضافة إلى حرارة الجلد واستجابته الكهربائية، مع الحرارة المحيطة أيضا، فضلا عن قياس كمية التعرق التي ترتبط عادة بالنشاط الطبيعي والتوتر والإثارة. وجرى اختيار عدد ضئيل من الأشخاص للتجارب الأولية.

وتقول جولي ويلنر مديرة الإنتاج في «باسيس»: «قمنا بتحليل خمسة أنواع مختلفة من بث البيانات، وتعرفنا على ما يفعله الناس في مجريات حياتهم. فالحرارة ومعدل ضربات القلب العالية يعنيان أن الشخص يمارس تمارينه الرياضية». أما النشاط المنخفض الذي سجله مقياس الحركة والتسارع، فيعني أن مرتدي الجهاز يغط بالنوم. ويقوم الجهاز أيضا بتعقب نوعية النوم، وفقا إلى الحركة خلال هذه الحالة. كما يقوم بجمع كل هذه القياسات المختلفة لحساب عدد السعرات الحرارية المحروقة خلال العمل اليومي.

وتساعد البرمجيات المصاحبة، في تعقب مستخدميها لمدى تقدمهم بالتمارين مع الوقت، مثل «هل باتوا أكثر نشاطا؟ أو هل ينعمون بنوم جيد أم لا في أيام معينة من الأسبوع»؟ كما تقول ويلنر.

وجهاز «باسيس» هو واحد من عدد متزايد من العدد الجديدة التي تجمع المعلومات والبيانات بشكل مستتر عن صحة الأشخاص الذين يرتدونها، وسلوكهم بغرض مساعدتهم على تغييرها إلى الأفضل. ومثل هذه الأجهزة هي جزء من حركة جديدة لرصد وظائف الذات، وتمكين جيل جديد من الأجهزة اللاسلكية وتطبيقات الهاتف الذكي لرصد التمارين، والتغذية، والنوم، والمزاج، وغيرها من المتغيرات. وتقول ويلنر في حديث لمجلة «تكنولوجي ريفيو» الأميركية: «في الماضي كان القليل من الأشخاص المندفعين يحافظون على يومياتهم وتسجيلاتهم لأسابيع قليلة فقط. لذلك نحن راغبون في تقديم مثل هذه الأدوات إلى الأشخاص الذين لا يقومون بمثل هذه التسجيلات بأنفسهم، والذين يقررون أسلوب حياتهم الجديد مع مطلع كل سنة جديدة، لكنهم لا يفعلون».

لاصقات رصد

* «غرين غووز» شركة أخرى ناشئة خرجت بتقنية في المؤتمر أحدثت ضجة كبيرة. فقد اتخذت مسارا مختلفا على صعيد الرصد والتعقب عن طريق لاصقات صغيرة معبأة بالمستشعرات تغطي كل الأمور، من فرشاة الأسنان إلى رباط الكلب. إذ تتضمن المستشعرات مقاييس حركة وتسارع، مع أجهزة بث لاسلكية منخفضة الطاقة جدا لإرسال البيانات حول حركة هذه الأجسام إلى محطة مركزية.

وهدف الشركة النهائي تحويل السلوك الصحي إلى لعبة يتمكن المستخدمون معها من وضع أهداف معينة نصب أعينهم، كاصطحاب الكلب في جولة مرتين باليوم، وتنظيف الأسنان بالفرشاة بعد كل وجبة طعام. ومن شأن البرنامج وضع نقاط، كمكافأة. وذكر بريان كريغاسارك المؤسس المشارك لـ«غرين غووز» في المؤتمر أن شركته تعمل على تطبيقين أولين بالنسبة إلى المستشعرات، لكنها تخطط أيضا للتشارك مع الآخرين لإنتاج مجموعة متنوعة من الألعاب والتطبيقات الأخرى.

يقول كريغاسارك إنه حالما تتدنى أسعارك بما هو كافٍ، فإن الخيال سينفجر على صعيد ما يمكنك فعله مع المستشعرات، . فإحدى فوائد مسعى «غرين غووز» أن اللاصقات باتت جزءا مزروعا في الأدوات والأغراض التي نستخدمها يوميا (كل لاصقة مزودة ببطارية تدوم شحنتها سنة كاملة)، فلا يمكن بعد ذلك رميها في الدرج، حالما ينتهي دورها ويذوي سحر ابتكارها مع الأيام.