الخطر الإلكتروني على مستخدمي المواقع الاجتماعية مصدره قراصنة أو حكومات

المدير الإقليمي لـ«سيمانتك» يحذر من انتشار سوق سوداء للهويات الشخصية المسروقة

TT

اعتبرت شركة «سيمانتك»، الأميركية العالمية المتخصصة في أمن المعلومات، أن الحركات الشعبية التي شهدتها المنطقة العربية زادت من الوعي بأهمية حماية المعلومات الإلكترونية، خاصة لدى مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي والشركات المتوسطة، معتبرة أن هناك سوقا سوداء جديدة يفرزها النشاط المتزايد للهجمات الإلكترونية، هي سوق الهويات الشخصية للأفراد التي يتم تجميعها وبيعها للاستفادة منها لدى بعض الجهات.

حماية الهوية الشخصية

* وقال جوني كرم، المدير الإقليمي لـ«سيمانتك»: إن ما يجب أن نفكر به أننا يجب أن نفكر بجدية أكبر بأهمية الأمن الشخصي (الإلكتروني) سواء أكنا أفرادا أم شركات، معتبرا أن الهوية الإلكترونية للشخص هي أحد أهداف القراصنة «لأن القراصنة يهمهم أخذ هويتك لاستعمالها في هجمات إلكترونية أو أخذها لبيعها».

وأضاف كرم، في حديثه لـ«الشرق الأوسط»: «اليوم نرى اقتصادا أسود جديدا يختص ببيع الهويات الإلكترونية بأسعار زهيدة؛ لذلك فإن التوعية مهمة للمستهلكين والأفراد لتأمين الحماية اللازمة لهويتهم الإلكترونية إن كان على الهاتف الجوال أو الكومبيوتر الشخصي، من خلال تأمين الحماية؛ لأن تسريبها يؤدي إلى أخطار نحن في غنى عنها».

وعما إذا كانت بعض حكومات المنطقة قد مارست نشاط القرصنة الإلكترونية في الفترة الأخيرة يرد كرم: «لا أستطيع أن أحكم على الوضع، لكن الجريمة الإلكترونية تكون بسبب قراصنة أو من خلال حكومة، إلا أن ما يجب أن تعرفه أنك اليوم إذا لم تؤمن حماية هويتك الشخصية وكومبيوترك الشخصي فإنك قد تعرض نفسك لخطر إلكتروني موجود اليوم إن كان من خلال حكومة أو قراصنة».

أهمية المعلومات الإلكترونية

* ويرى المدير الإقليمي للشركة الأميركية أن الثورات العربية والإقبال على استعمال المواقع الإلكترونية زادا الوعي بأهمية المعلومات الإلكترونية، بل أصبح هناك وعي لم يكن موجودا بسبب الثورات. ويضيف كرم: «أصبح هناك أشخاص وشركات وأفراد تهتم أكثر بالحماية، وهناك شركات أصبح لديها وعي إلكتروني لأن تسريب المعلومات عند الشركات أمر خطير يؤثر على مستقبل الشركة وليس آخر تلك الأمثلة موقع (ويكيليكس)، كيف كان يضر بالحكومات، الأمر الذي زاد الوعي عند الشركات».

وفي ظل الإقبال الكبير لدى الشباب العربي في الفترة الأخيرة على مواقع التواصل الاجتماعي يرى كرم أن الناس أصبحوا مقبلين أكثر على الحماية بسبب زيادة الوعي من قبل الأفراد والشركات من الأخطار الموجودة وينصح مستخدمي تلك المواقع «بعدم مشاركة المعلومات الشخصية لأن الوعي أساس الحماية والبرامج المقدمة هي المرحلة الثانية»، إضافة إلى عدم إضافة الأصدقاء غير الموثوقين وعدم وضع معلومات أكثر من اللازم، كما أن «هناك برامج لتأمين الحماية على الأخطار الممكن أن تكون موجودة على (فيس بوك) تؤمنها (سيمانتك) على موقع norton.com وهي مجانية».

وينصح كرم بعدم الاستهانة «بهويتكم ووضع الحماية اللازمة على الكومبيوتر أو الهاتف الجوال للحماية من الفيروسات.. أما بالنسبة للشركات فنصيحتنا أن الحماية يجب أن تكون على أكثر من مستوى باستخدام استراتيجية دفاعية ضد الهجمات الإلكترونية (حماية الكومبيوتر - حماية الشبكات ومراقبتها - معرفة المعلومات المهمة وحمايتها)، وإعلان التوعية اللازمة للموظفين»، مضيفا أن الهجمات الإلكترونية هي أمر جدي جدا وخطير «اليوم نرى شركات مهمة مثل (سوني) من السهل الدخول عليها ومعرفة معلوماتها».

ويرى جوني كرم أنه «من خلال دراسة وتفهم التحديات والمخاطر والتهديدات، يمكن للشركات تخطيط وتنفيذ الكثير من المبادرات الاستراتيجية التقنية كالتقنيات الافتراضية، وأمن التقنيات الجوالة، وتقنيات التشفير والنسخ الاحتياطي واسترجاع البيانات، والأرشفة، والحوسبة السحابية بهدف حماية بياناتها وإدارتها بشكل أكثر فعالية وكفاءة».