«آي فون».. الخفي

هاتف خيالي يطلب الرقم على الهواء وتقنيات لإجابة المكالمات بنصوص مكتوبة

TT

تتيح واجهة تفاعل جديدة لك الإبقاء على هاتفك في جيبك، واستخدام تطبيقات للإجابة على المكالمات عن طريق النقر هوائيا باليدين! وقد تحول استخدام شاشة الهاتف الذكي العاملة باللمس على مدى الأيام، إلى عادة طبيعية، إلى درجة يمكن معها القيام ببعض الأعمال من دون النظر إليها. ولذا شرع الباحثون في ألمانيا في النظر إلى نظام يسمح لك بالقيام بهذه الأعمال، من دون حتى الإمساك بالهاتف، بل النقر فقط على راحة اليد، ليجري تفسير هذه الحركات وترجمتها عن طريق نظام لـ«هاتف خيالي»، من شأنه نقل هذه الإشارات إلى هاتف حقيقي.

* نقرات هوائية

* ويعتمد هذا المبدأ على كاميرا عميقة الاستشعار تلتقط هذه النقرات والحركات الانزلاقية على راحة الكف، وبالتالي على برنامج يقوم بتحليل الفيديو، وعلى راديو لا سلكي لإرسال هذه التعليمات ثانية إلى هاتف «آي فون». ويقول باتريك باوديش، أستاذ العلوم الكومبيوترية في معهد «هاسو بلاتنر» في بوتسدام في ألمانيا، إن النموذج الأولي للهاتف الخيالي «يعمل كتوصيلة قصيرة تحرر المستخدمين من ضرورة الإمساك بالجهاز الحقيقي ذاته».

ويضرب باوديش وفريقه مثلا بقيام أحدهم بغسل الصحون عندما يرن الهاتف الذكي، فبدلا من ارتباكه لتجفيف يديه بسرعة للرد على المكالمة، فإن هذا الهاتف الخيالي يتيح له تمرير إصبعه عبر راحة يده للرد على المكالمة من بعيد.

ومشروع الهاتف الخيالي الذي طوره باوديش وفريقه، الذي ضم أيضا طلاب معهد «هاسو بلاتنر» من أمثال شون غوستافسون وكريستيان هولز، يذكرنا بواجهة التفاعل التي أساسها الإيماءات، والتي تدعى «الحاسة السادسة» التي طورها باتي مياس وبرناف ميستي من معهد ماساتشوستس للتقنيات (إم آي تي)، لكن تختلف عنها بأمرين أساسيين: الأول، بأنه لا توجد إيماءات جديدة لكي تتعلمها، فقط تقوم فكرة الهاتف الخفي على نقل شاشة هاتف «آي فون» إلى اليد. الثاني، لا توجد أي استجابات، أو ردود فعل، خلافا للـ«حاسة السادسة» التي تستخدم جهاز عرض لتأمين واجهة التفاعل على أي سطح. فعدم وجود استجابات، أو ردود فعل مرئية يقلل من وظائف الهاتف الخيالي، الذي لا يحل محل استخدام الجهاز الفعلي ذاته تماما، بل إنها تجعل بعض الإجراءات والتفاعلات ملائمة أكثر.

* كاميرا لسبر الإيماءات

* وكان باوديش وزميله غوستافسون قد طورا واجهة تفاعل بحيث تقوم كاميرا يمكن ارتداؤها، أو وضعها على الثياب، بالتقاط الإيماءات التي يقوم بها الشخص في الهواء وترجمتها كرسومات تعرض على الشاشة.

أما بالنسبة إلى المشروع الحالي فيستخدم الباحثون كاميرا شبيهة بتلك التي تستخدم في «كينيكت» من «مايكروسوفت» لغرض «إكسبوكس»، لكنها كانت كبيرة وتقبع على حاملة ثلاثية القوائم. وتقوم هذه الكاميرا بسحب و«طرح» الخلفية، وبالتالي تعقب موقع الإصبع على الراحة. وهي تعمل جيدا في أحوال الإضاءة المختلفة، بما فيها أشعة الشمس المباشرة. ويقوم البرنامج بتفسير مواقع الأصابع وحركاتها، وربطها مع مواقع الأيقونات الموجودة على هاتف «آي فون». ويقوم راديو «واي - فاي» ببث هذه الحركات ونقلها إلى الهاتف.

وفي دراسة قدمت في مؤتمر «برامج المستخدم لواجهات التفاعل وتقنياتها» في الخريف الماضي، وجد الباحثون أن المشاركين بمقدورهم بشكل دقيق تذكر موقع نحو ثلثي تطبيقات «آي فون» على هاتف خال منها، بالدقة ذاتها، على راحة كفهم. وجرى تذكر موقع التطبيقات التي تستخدم مرارا كثيرة، بنسبة من الدقة بلغت 80 في المائة.

«إنها تشبه تعلم الطباعة باللمس على لوحة مفاتيح، ولكن من دون وجود نظام رسمي، أو فوائد الشعور بالمفاتيح». كما يقول دانيال فوغل، الذي يتابع دراسات ما بعد الدكتوراه بجامعة «واترلو». ويلاحظ فوغل الذي لم يشترك في البحث، أنه «من الممكن أن تقوم عملية التحكم بالصوت بالمهمة ذاتها، لكن هذا المسعى الخيالي أفضل عملا في المواقع ذات الضجيج العالي، وأكثر حذقا من النطق مثلا: آي فون، افتح لي بريدي الإلكتروني».

* الإجابة بالكتابة

* وفي تطوير آخر طورت تقنية جديدة للرد على المكالمات الهاتفية في المناطق ذات الضجيج العالي، إذ كثيرا ما يحصل أن تتلقى مكالمة هاتفية عندما تكون وسط مجموعة من الناس، ولا تتمكن من الرد عليها. وقال عاملون في «أبل» إنهم يعملون على تقنية في «آي فون» تحل هذه المعضلة. فهنالك تطبيقان جديدان، يمكنهما تحويل النص إلى كلام منطوق، والعكس بالعكس. وهما صالحان أيضا للاستخدام في المكتبات العامة التي تتميز بالهدوء التام.

ولنبدأ في السيناريو الأول، فأنت موجود في مقهى عام مكتظ بالناس، وتتلقى مكالمة هاتفية من جدتك مثلا، فتلتقط هاتفك للرد عليها. وهنا يأتي دور تقنية «أبل». بداية ينبغي أن يكون هاتف «آي فون» من الذكاء بحيث يقرر أن مستوى الضجيج عال جدا، بحيث يتعذر عليك وعلى المتصل الاستماع لبعضكما. هنا يتحول الهاتف إلى العمل أوتوماتيكيا، أو يحثك على تنشيط «آلية تحويل النص إلى كلام منطوق»، (أو قد يشغل رسالة مسجلة سلفا لجدتك تشرح لها الوضع، وتشرح لها أيضا اللعبة التقنية الغريبة التي هي على وشك مواجهتها).

وهنا ستبدأ أنت في كتابة رسالة نصية لها، بدلا من التكلم إليها، لتقوم تقنية التحويل هذه بتشغيلها كأصوات منطوقة ترسل إلى جدتك في الزمن الفعلي تقريبا. وتقوم الجدة بالرد عليك نصيا. ولكن ماذا لو لم تكن الجدة تملك هاتفا جوالا؟ لا غبار على ذلك. فبمقدور الجدة التكلم عبر هاتفها الأرضي القديم لتقوم خادمات «أبل» بتحويلها إلى نص لك لتقرأه.

* توقيف المكالمة

* وكانت «أبل» قد تقدمت ببراءة ثانية بهذا الخصوص، وهي تتعلق مثلا بوجودك في مكتبة، أو ما شابه، ورغبت في الإجابة على هذه المكالمة الهاتفية، لكنك بحاجة إلى ثوان للخروج إلى البهو الخارجي للرد عليها. وهنا يأتي دور «آلية توقيف المكالمة للحظات». فحال تلقي المكالمة، اكبس على الزر الخاص بذلك، لإرجائها لحظات قصيرة، مع رسالة مسجلة سلفا تشرح للمتصل الانتظار قليلا.

ومن المتوقع أن تحتل تقنية التعرف على الأصوات جزءا كبيرا من الجيل المقبل من نظام التشغيل «آي أو إس»، بعدما حصلت «أبل» على «سيري» الصانعة لـ«المساعد الشخصي الافتراضي» الذي يعتمد على تقنية التعرف على الأصوات. كما برزت أخيرا تقارير تشير إلى أن «أبل» تفاوض حاليا «نيوانس»، التي تعمل في ميدان التعرف على الأصوات أيضا.