أجهزة لوحية هجينة تجتذب العملاء

مع اكتظاظ السوق بأنواع متشابهة التصميم

«إي باد ترانسفورمر» من «أسوس»
TT

إذا رأيت جهازا لوحيا واحدا، فكأنك رأيتها كلها، فجميعها عبارة عن شريحة مسطحة ذات واجهة زجاجية. ولذا ترغب بعض الشركات المصنعة في تخطي هذه الصورة النمطية وتقديم شكل مختلف عبر جهاز هجين.

ويعتمد ذلك على فكرة توسيع استخدام الجهاز اللوحي، حيث يمكن توصيل الجهاز اللوحي بلوحة مفاتيح - تكون مرفقة مع الجهاز، أحيانا، وتكون خيارا إضافيا، في أحيان أخرى. ويعد ذلك خيار كومبيوتر محمول فوري، إذ يتحول الجهاز اللوحي إلى جهاز «نتبوك» (دفتر الإنترنت) منخفض التكلفة نسبيا عندما لا تكون لوحة المفاتيح التي تعمل باللمس كافية.

ويقول المحلل الباحث بشركة «غارتنر» راي فالدز إن «الأجهزة اللوحية الهجينة تمثل محاولة من جانب المصنعين لدراسة التصميمات المتاحة».

* تصاميم متميزة

* وتحتاج الشركات المصنعة إلى جذب الأنظار من خلال عروض الأجهزة اللوحية الخاصة بها أو الوصول إلى «أسواق متخصصة مستدامة»، كما يقول فالدز، من خلال تقديم شيء مختلف عما تقدمه الشركات الأخرى.

ومع طرح أجهزة لوحية جديدة إلى الأسواق كل أسبوع، تقوم الشركات بكل ما تستطيع ليكون لها منتج متميز داخل الأسواق. وقد كانت شركة «إتش تي سي» من أوائل الشركات التي تجرب إضافة قلم إلكتروني مع جهازها اللوحي «فلاير». وتخطط «لينوفو» أيضا إلى طرح جهاز لوحي معه قلم. وقد اتجهت شركات أخرى إلى فكرة الجوانب المادية لمكونات النظم المهمة، وصنعت أجهزة لوحية تتراوح أحجام شاشاتها بين 7 إلى 10 بوصات. ويأتي الجهاز الذي يستخدم كجهاز لوحي وجهاز كومبيوتر محمول كآخر محاولة للوصول إلى هذه الفكرة.

ويقول فالدز في حديث نقلته مجلة «وايرد نيوز» الإلكترونية، إنه «من خلال الأجهزة الهجينة، يتحرك مصممو المنتجات في اتجاه معين وبعد ذلك يعودون عكس الاتجاه من جديد.. في البداية تم الاستغناء عن أشياء محددة بأجهزة النتبوك والكومبيوترات المحمولة، مثل لوحة المفاتيح، وبعد ذلك تغير الاتجاه من خلال إعادة إضافة هذه القطع».

وعلى سبيل المثال، يعمل «أسوس إي باد سلايدر» من شركة Asus على فكرة جهاز نتبوك - لوحي هجين. وبالأساس تعتمد الشركة على فكرة لوحة المفاتيح التي تنزلق في أجهزة التلفونات الذكية وتصوغها في شكل الجهاز اللوحي، مثل هاتف «موتورولا درويد» ضخم. ويعد ذلك تطورا للخيار الهجين الكبير الأول للشركة «إي باد ترانسفورمر».

وبنفس الصورة تخطط شركة «لينوفو» للكشف عن جهازها اللوحي «ثينك باد» خلال فصل الخريف من العام الحالي، وسيكون بسهولة الأكثر إثارة بين ثلاثة أجهزة سوف تعلن عنها الشركة العام الحالي. ويستهدف هذا الجهاز رجال الأعمال ممن يحتاجون إلى الرد على رسائل البريد الإلكتروني سريعا، ويأتي «ثينك باد» مع صندوق اختياري، ويمكن أن تلحق به لوحة مفاتيح. ومما رأينا، يبدو أنه حل لطيف بين حمل صندوق وجهاز إدخال طرفي. وفي محافظة على تراث الكومبيوتر المحمول «ثينك باد»، يكون متحكم الأسهم المميز الأحمر ظاهرا وسط لوحة المفاتيح.

* مشكلات التسويق

* وبالطبع لا يوجد ضمان بأن الجهاز الهجين سوف يكون جيدا، ففي وقت سابق من العام الحالي، أطلقت «موتورولا» هاتفها الذكي «أتريكس 4 جي» مع محطة إرسال خاصة بجهاز كومبيوتر محمول. وإذا قررت شراء محطة الإرسال، يمكن أن توصل جهاز «أتريكس» بالمنفذ الخلفي واستخدام واجهة الهاتف لتكون مثل جهاز كومبيوتر محمول. وعلى الرغم من أن هذه فكرة لطيفة، من الناحية النظرية، فإن مشكلة «موتورولا» تكمن في السعر، حيث إن منصة إرسال الكومبيوتر المحمول تكلف 500 دولار - ويعد ذلك مبلغا كبيرا نوعا ما بالنسبة إلى أحد الكماليات. وفي النهاية برهن السعر على أنه مكلف جدا بالنسبة لمتسوقي أجهزة الهواتف الذكية، مما جعل الجهاز لا يحظى بشعبية كبيرة.

وهناك أيضا قضية المكان الذي تقرر أن تبيع فيه منتجا هجينا مثل «أتريكس». وتقول المحللة سارة روتمان إبسر في شركة «فورستر» للأبحاث لموقع «wired.com» إن «متجرا مثل (بست باي) سيعاني بخصوص المكان الذي يضع فيه منتجا هجينا» وكتبت روتمان إبسر: «حاولت موتورولا بيع (أتريكس) عبر متاجر التجزئة (إيه تي أند تي) وقد كانت هذه خطوة غير موفقة». وأضافت أن «الأجهزة الهجينة تعد شيئا مبتكرا ولكن لا يوجد مكان لبيعها».

ولكن ما زالت التجربة أحد الخيارات الممكنة للشركات المصنعة، حتى خارج نظام تشغيل «أندرويد». وللمنافسة مع النجاح الهائل الذي حققه جهاز «آي باد»، يتوقع فلادز «أن يرى تشكيلة تصميمات متشابهة على منصات الأجهزة المحمولة الأخرى» ومن خلال خيار منصة الإرسال المتصلة بلوحة المفاتيح، يمكن أن تستفيد الأجهزة اللوحية المزوجة بـ«ويندوز 7» مثل «إكونيا تاب دبليو 500» الذي تنتجه «إيسر» من واجهة «ويندوز 7»، الذي لا يزال يعتمد على التصفح باستخدام لوحة المفاتيح والفأرة.

وبأسعار تقل عن 600 دولار، من المحتمل أن يجذب الجهاز اللوحي الهجين من لا يرغبون في دفع 1000 دولار أو أكثر مقابل جهاز كومبيوتر محمول جديد، ولكنهم رغم ذلك يرغبون في تجربة متنقلة لا يمكن العثور عليها في جهاز «نتبوك».

وكتب ماسيك غورزكوسكي من شركة الاتصالات «جاي دبليو تي»، ومقرها لندن: «هناك أشخاص لن يحصلوا على أجهزة كومبيوتر. وتأتي الأجهزة اللوحية في نطاق أجهزة الكومبيوتر المحمول الرخيصة. وإذا كانت مزودة بخدمة الجيل الثالث، فإنها سوف تؤدي المهمات أفضل من جهاز كومبيوتر محمول».

ومن الصعب بالنسبة لنا أن نرى ذلك يحدث في الوقت الحالي، ولا سيما عند دراسة إصدارات مثل «ماكبوك آير» الجديد من شركة «أبل»، الذي يتميز عن الجيل السابق في عدة صور، ولكنه يعطي دفعة لقدرات الحاسوب أفضل مما يرى في أي جهاز لوحي. وهناك خيار «كرومبوك»، وهو جهاز كومبيوتر محمول أشبه بجهاز «نتبوك» مزود بنظام تشغيل «كروم إوس» التابع لـ«غوغل». ويمكن الحصول عليه مقابل أقل من 600 دولار.

سيأتي الجهاز اللوحي الهجين كخيار آخر في سوق تعج بالكثير من الخيارات التي تبدو متشابهة. وعلى الأقل تحاول الشركات الابتكار، أما قضية النجاح فهي نقطة مختلفة تماما.