كاميرات صغيرة.. تلتقط صورا رائعة

تتمتع بمزايا فائقة

TT

بعد مرور 20 عاما، نجح صناع الكاميرات الرقمية في النهاية في اختراع ما يريده العالم بالفعل: كاميرا صغيرة جدا تلتقط صورا مذهلة ومثيرة للإعجاب وذات شكل رائع. ومع ذلك، لا تزال هناك مشكلة واحدة فقط في هذا الاكتشاف الجديد ألا وهي عدم التوصل لاسم لهذه الكاميرا التي تشبه الكاميرات التي توجد بها عدسة أحادية عاكسة S.L.R، لأنها تحتوي على أجهزة استشعار ضخمة وعدسات قابلة للتبديل، ولكنها أصغر بكثير مثل الكاميرات المدمجة.

هل نطلق عليها اسم الكاميرا المدمجة ذات العدسات القابلة للتبديل أو الكاميرا ذات العدسات القابلة للتبديل والتي لا يوجد بها مرآة من الداخل، أم اسم كاميرا النظام المدمج، أو (الكاميرا ذات العدسة الإلكترونية، لأنها لا تحتوي على عدسة زجاجية للنظر من خلالها) أو نطلق عليها اسم الكاميرا ذات العدسة الإلكترونية القابلة للتبديل؟

* كاميرات جديدة

* على أي حال، حققت اثنتان من هذه الكاميرات الجديدة من إنتاج شركتي «سوني» و«أوليمبوس» رقما قياسيا جديدا من حيث السرعة وجودة الصورة، أما فيما يتعلق بالكاميرا الجديدة لـ«أوليمبوس» والتي تحمل اسم PEN EP-3 فهي كاميرا مدمجة ذات عدسات قابلة للتبديل (تحتوي على عدسة زوم 3 X وتبلغ قيمتها 900 دولار) وتتميز هذه الكاميرا بالسرعة، وخاصة في تعديل البؤرة. في الواقع، أظهر الاختبار الذي أجرته شركة «أوليمبوس» أن تعديل البؤرة بها أسرع من الكاميرات التي يوجد بها عدسة أحادية عاكسة مثل «كانون ريبيل» و«نيكون دي 3100»، كما يقول ديفيد بوغ في «نيويورك تايمز».

والآن، إذا كنت من المطلعين جيدا على مجال التصوير الفوتوغرافي، فسوف تعرف أن هناك فرقا كبيرا بين هذه الكاميرا الدقيقة التي توجد بها عدسة أحادية عاكسة وبين الكاميرات الحقيقية، فالكاميرات الدقيقة ذات العدسة الأحادية العاكسة تستخدم نفس نظام تعديل البؤرة الدقيق المستخدم في كاميرات الجيب (تلك التي لا تستطيع التقاط الكثير من الصور في جزء من الثانية)، ولذلك فإن القول بأن التركيز البؤري في الكاميرات EP-3 أسرع من الكاميرات عالية الحرفية سيكون مثلك قولك إن السيارة الـ «بيك آب» لشركة فورد تقطع أميالا أكثر من سيارة «تويوتا بريوس».

ويمكنك فتح هذه الكاميرا وتعديل البؤرة من أجل الحصول على رؤية واضحة والتقاط الصورة في أقل من ثانية واحدة. وقد تم تقليل الوقت بين الصورة والأخرى إلى النصف. وعند التقاط فيديو رائع وعالي الوضوح بدقة عرض بي 1080، يتم إعادة تركيز الكاميرا بسلاسة وسرعة، ويمكنك تقريب الكاميرا من الشيء أو الابتعاد عنه بسرعة بحيث تبدو الصورة وكأنها تزداد قربا أو تزداد بعدا كما يمكنك تدوير أو تحريك الكاميرا عموديا أو أفقيا بغية إضفاء مسحة بانورامية على الصورة، تماما مثل كاميرا الفيديو، وهذا نادر للغاية في الكاميرات.

* كاميرا «أوليمبوس»

* ولكن ما هي المميزات الأخرى الموجودة في هذه الكاميرا التي تبلغ قيمتها 900 دولار؟ تحتوي هذه الكاميرا على فلاش داخلي، وهو ما تفتقر إليه العديد من الكاميرات الصغيرة. وهناك مصباح إضاءة مساعد لتركيز البؤرة والذي يقوم على إشعاع قدر كاف من الضوء حتى تستخدمه الكاميرا للحصول على رؤية واضحة في الظلام. وتحتوي الكاميرا على شاشة تعمل باللمس وتتمتع بتقنية جديدة للشاشات تسمى الصمامات الثنائية العضوية (OLED) وهي تقنية جديدة تسهم في الحصول على صور أكثر إشراقا وألوانا رائعة، وتمكنك هذه التقنية من القيام بأشياء رائعة مثل النقر المزدوج لتكبير الصورة أثناء التشغيل والضغط لإظهار المكان الذي تريد التركيز عليه.

وقد تم صنع هيكل الكاميرا من معدن صلب بأبعاد تبلغ 1.4 × 4.8 × 2.7 بوصة، وهو ما يمكنك من حملها في جيب المعطف، وليس جيب البنطلون. ويمكنك تحريك قبضة الإصبع، وسوف تلاحظ أن الشاشة منمقة للغاية وأن الضوابط المادية ممتازة - حيث تحتوي على الاتصال الهاتفي في الأعلى، واسطوانة في الخلف ووحدة تحكم ذات خمسة اتجاهات أسفله وزر مخصص لتشغيل وإيقاف الفيديو. في الواقع، يمكنك تخصيص كل شيء تقريبا.

وتتبع الكاميرا الجديدة نظام Micro Four Thirds الذي قام بتطويره كل من شركتي «باناسونيك» و«أوليمبوس» بهدف تقليص حجم الكاميرات التي توجد بها عدسة أحادية عاكسة، وذلك باستخدام مجموعة من الحيل التكنولوجية.

ويكمن جمال هذا النوع من الكاميرات في وجود مجموعة ممتازة من العدسات في كل فئة، أما الجانب السلبي فيها فهو أنها تستخدم أجهزة استشعار أصغر في الحجم من تلك المستخدمة في الكاميرات التي توجد بها عدسة أحادية عاكسة. وتلتقط الكاميرات من نوع Micro Four Thirds صورا رائعة في الضوء الساطع، ولكن في الضوء المنخفض، لا تكون الصور بنفس الجودة.

أخذت الكاميرا PEN EP-3 معي إلى أحد عروض الأزياء الراقية. كانت الغرفة مظلمة، ولكن كان هناك ضوء ساطع في معبر ضيق، وشعرت بضيق شديد، حيث كانت الصورة ضبابية الحركة (كانت الكاميرا ساكنة، ولكن كان يجب أن يبقى مصراع الكاميرا مفتوحا لمدة طويلة حتى يحصل على قدر كاف من الضوء). وعندما زدت من حدة حساسية الضوء، كانت الصور تبدو وكأنها محببة.

* كاميرا «سوني»

* وهناك الكاميرا التي تنتجها شركة «سوني»وتحمل اسم NEX-C3 (تحتوي على عدسة زووم 3 X وتبلغ قيمتها 650 دولارا) وهي مختلفة تماما عن الكاميرا السابقة، فهي نسخة محدثة ومعدلة ومصغرة من كاميرات سوني NEX والتي تقول الشركة عنها إنها أصغر وأخف كاميرا مدمجة ذات عدسات قابلة للتبديل في العالم. وتتمتع هذه الكاميرا بمظهر غريب ولا يزيد حجمها على 1.3 × 4.3 × 2.4 بوصة – من دون العدسات. إنها ليست أكبر من أي كاميرا جيب تبلغ قيمتها 200 دولار. ومن الغريب أن العدسات أطول من جسم الكاميرا نفسه، وهو ما يمنح الكاميرا شكلا غريبا، ولكن صدقوني، لن تهتموا بذلك كثيرا.

وتلتقط هذه الكاميرا صورا جيدة بشكل لا يصدق وفيديو عالي الوضوح بدقة عرض بي 720، ففي كل مرة تكون الصور أو الفيديوهات واضحة ومشرقة ومتألقة، ويعود الفضل في هذا، بلا شك، إلى حقيقة أن الكاميرا تحتوي على عدسات ممتازة وجهاز استشعار ضخم بحجم APS-C، وهو نفس حجم أجهزة الاستشعار في الكاميرات التي توجد بها عدسة أحادية عاكسة وأكبر من أجهزة الاستشعار الموجودة في الكاميرات من نوع Micro Four Thirds، ولذا فإنه يعمل بشكل رائع في الضوء المنخفض.

وكما عودتنا «سوني» دائما في الكاميرات السابقة، فإنها تقدم بعض الحيل المذهلة في هذه الكاميرا، حيث تميل الشاشة صعودا أو هبوطا لكي تسهل عملية التقاط الصور سواء في الأعلى أو في الأسفل. ويمكن لهذه الكاميرا التقاط 5.5 إطار في الثانية الواحدة. ويمكن للبطارية التقاط 400 صورة قبل أن يتم شحنها من جديد.

ويمكنك تعديل البؤرة حتى تحصل على صورة أفضل، كما يمكنك تكبير وتصغير الصورة أثناء قيامك بتصوير الفيديو، وهو أمر نادر في الكاميرات. وأثناء عرض رواية «البؤساء» في المخيم الصيفي لابني، شعرت بالسعادة بعد أن اكتشفت أنه يمكنني أيضا ضبط أوضاع الكاميرا في حالة الضوء الخافت وأنا في منتصف التصوير، وكانت هذه طريقة مثالية للتمييز بين الوجوه البيضاء التي تشبه بعضها في إنارة الأضواء على خشبة المسرح، دون الحاجة إلى توقف التصوير.

ودعونا نتوقف لنشيد بتقنية Sweep Panorama، حيث يقوم الفرد بتوجيه الكاميرا في شكل قوس أفقي أو عمودي وتقوم الكاميرا بالتصوير - ثم تظهر لك صورة بانورامية بدرجة 202، وهو ما يعطيك معنى جديدا تماما لمفهوم «زاوية واسعة». وخلاصة القول أن الكاميرا NEX-C3 هي كاميرا مذهلة وسوف تشعر معها بالسعادة الغامرة. ومع ذلك، يتعين عليك أن تدرك أن هناك نقطتين سلبيتين في هذه الكاميرا:

أولا، لا يعمل معها سوى أربع عدسات، عدسة 3X لجميع الأغراض، مقابل 50 دولارا أو أقل، ويوجد معها عدسة 16 ملليمتر غير قابلة للتكبير والتصغير، وهناك أيضا عدسة 11X طويلة بعض الشيء، وعدسة صغيرة جدا.

النقطة السلبية الثانية: دائما ما يكون نظام القائمة في الكاميرات NEX هو مصدر القلق والذعر، حيث لا يوجد سوى ستة أزرار في هذه الكاميرا، ولذا يشعر المستخدم بالضيق والغضب لكونه مضطرا للتنقيب في القوائم التي تظهر على الشاشة للبحث عن كل شيء، بما في ذلك، تغيير نمط الكاميرا (من تلقائي إلى البرنامج، على سبيل المثال).

* برمجة الأزرار

* وفي الكاميرات التي كانت موجودة قبل اختراع الكاميرا C3، كان يتعين عليك الضغط على ستة أزار حتى تتمكن من ضبط مدى حساسية المستشعر للضوء، كما كان يتعين عليك أن تضغط على الأزرار 11 مرة لكي تقوم بتحويل نظام الكاميرا إلى التعديل اليدوي للبؤرة، وفي الواقع كان هذا أمرا مرهقا وشاقا للغاية، أما الكاميرا C3 فقد اتخذت بعض الخطوات إلى الأمام، فعلى سبيل المثال، يمكنك إعادة برمجة العديد من الأزرار للقيام بالوظائف التي غالبا ما تستخدمها (على الرغم من أن هذه الاختيارات لا تعمل في الوضع التلقائي)، غير أنه ما زال الأمر معقدا للغاية فيما يتعلق بتبديل الوسائط.

وعلى الرغم من أن الصور التي تلتقطها الكاميرا C3 تتمتع بجودة 16 ميغابكسل بدلا من 14 مثل سابقتها، فإن دقة وضوح الفيديو تصل إلى 720 بي بدلا من 1080 بي.

ولكن الخوض في مثل هذه العيوب يشبه انتقاد شخص حائز على جائزة «بوليتزر» لأنه أخذ وقتا طويلا في ارتداء ملابسه في الصباح. إن هذه الكاميرا مذهلة ويبدو أن «سوني» قد كسرت قانونا أو قانونين من قوانين الفيزياء للتوصل لهذه الكاميرا الرائعة.

يمكنك أن تطلق عليها أي اسم تحب، ولكني سأطلق عليها اسم الإنجاز الرائع والاختراق الرهيب للحروب الدائرة حول جودة وحجم الكاميرات.