كاميرا «آي زون» المطورة.. ترصد الكثير من الأشياء

لا تحتاج إلى كومبيوتر وتتواصل لا سلكيا مع الأجهزة الجوالة عبر الإنترنت

TT

إن عالم التكنولوجيا الاستهلاكية مليء بأسرار غامضة لا تنتهي.

لماذا يكون البث اللاسلكي فائق الدقة والسرعة (واي فاي) مجانيا في الفنادق منخفضة التكلفة في الوقت الذي تتوافر فيه هذه الخدمة مقابل 14 دولارا لليلة في الفنادق مرتفعة التكلفة؟ ولماذا لا تستطيع أنت أن تقوم باتصال هاتفي حتى عندما تكون الشبكة مكتملة بالهاتف الخلوي الخاص بك؟ ولماذا تقوم الشركات الشهيرة بإرسال رسائل غير مرغوب فيها، رغم علمها أن عملاءهم سيكرهونهم لهذا؟ وفوق كل ذلك، لماذا تصدر الشركات منتجات جديدة تعلم أنها مشوبة بالأخطاء وغير منتهية؟ هل يعتقد مديروها حقا أنه ما من أحد سيلاحظ ذلك؟ لكن حتى النعام لا تضع رؤوسها في الرمال لهذه الدرجة.

* كاميرا مطورة

* على سبيل المثال فإن شركة «ستيم إينوفيشينز» (Stem Innovations) التي طورت فكرة ملهمة للغاية، قامت بإصلاح كل الأخطاء الموجودة في كاميرات الإنترنت الأمنية.

تخيل وجود كاميرا إنترنت بلاستيكية يمكنك من خلالها مشاهدة الفيديو الخاص بها من أي مكان، في متصفح إنترنت أو على الهاتف أو الجهاز اللوحي. كما يمكنك أن تراقب أشياءك أو حيواناتك الأليفة أو أطفالك أو جليسة الأطفال (نعم، هناك أناس حقا يفعلون هذا)، كل ذلك دون أن تؤجر برنامج تنصيب أو تبحث عن أسلاك. وتهدف «ستيم» إلى تطبيق هذه الفكرة، وأن ترى كيف تمكنت الشركات الأخرى من تطبيقها بصورة غير متقنة ومعقدة وقبيحة لكي تقوم بإنتاج نسخة أنيقة وجذابة وسهلة الاستخدام بصورة لا تصدق.

كاميرا «آي زون» (iZon) التي تقدمها شركة «ستيم» أقل حجما وأكثر جمالا وأقل تطفلا من منافسيها. إنها عبارة عن أسطوانة بيضاء صغيرة للغاية، طولها نحو ثلاث بوصات (البوصة 2.5 سم). الكاميرا الشبيهة بلفة «سوشي» صممها جوناثان إيف، وهي تلتصق بطريقة مغناطيسية بقاعدة بيضاء لامعة حتى تتمكن من نقلها ووضعها في زوايا مختلفة.

* كاميرا بلا كومبيوتر

* ولا تتطلب كاميرا «آي زون» وجود كومبيوتر، وهذه ميزة كبيرة. كل ما تحتاج إليه هو مقبس طاقة وشبكة لاسلكية. في الوقت نفسه تتطلب الكاميرات المنافسة لها وجود كومبيوتر لتنصيبها وتشغيلها، في بعض الحالات.

كما أن هناك ميزة أخرى وهي السعر، حيث تباع كاميرا «آي زون» بمبلغ 130 دولارا، وهو ما يقل كثيرا عن معظم أسعار منافسيها.

لكن إذا لم يكن هناك أي كومبيوتر، كيف ستتمكن من تنصيب «آي زون»؟ يمكنك ذلك باستخدام تطبيق مجاني على جهاز «آي فون» أو «آي بود» أو «آي باد»، بل يمكنك حتى تنصيب الكثير من كاميرات «آي زون» في جميع أنحاء المنزل وتنتقل بين فيديوهات البث بنقرة واحدة. (وكما يذكر الكتيب: «ننصح بعدم وضع أكثر من 200 كاميرا (آي زون) في شبكة لاسلكية واحدة»).

إن المفهوم ثابت، فعندما يشتمل جهازك على إشارة، سواء كان «واي فاي» أو هاتفا خلويا، يمكنك أن تشاهد إشارة فيديو المنزل لمدة تصل إلى خمس دقائق في المرة الواحدة.

جودة الصورة والصوت جيدة بصورة مدهشة، حتى في وجود إضاءة خافتة. ويكون الأمر كما لو أن غرفة المعيشة الخاصة بك أصبحت أكثر قناة تلفزيونية مملة في العالم. ويمكنك أيضا أن تقوم بتسجيل جميع اللحظات التي تنبض بالإثارة، حيث يتم تسجيل فيديو مدته 35 ثانية بنقرة واحدة على زر تسجيل صغير. وبإبداع شديد تضع كاميرا «آي زون» هذه المقاطع على حساب «يوتيوب» الخاص بك، سواء لك وحدك أو لكل الناس. وبهذه الطريقة يكون التخزين مجانيا ولا حد له ودائما ومتاحا من أي جهاز كومبيوتر أو هاتف.

كما تعمل أجهزة استشعار الصوت والحركة بصورة جيدة للغاية، فعندما ترى كاميرا «آي زون» شيئا يتحرك في مجال رؤيتها أو تستمع إلى شيء ما، أو كلا الأمرين معا، تقوم بصورة آلية بوضع مقطع مدته 35 ثانية على حساب «يوتيوب» الخاص بك. كما ترسل إلى جهاز الهاتف الخاص بك رسالة تنبيه لتُعلمك بالأمر. ويمكنك أن تشاهد هذه الفيديوهات على جهاز كومبيوتر أو على تطبيق «آي زون».

وعندما تكون في المنزل يمكنك تعديل هذه الميزة. على سبيل المثال، إذا ما كانت السيارات المارة أو الأفرع التي تتحرك خارج النافذة تطلق مقاطع غير مرغوب فيها على «يوتيوب»، يمكنك أن ترسم صندوقا بإصبعك على معاينة الفيديو، مما يجعل جهاز كشف الحركة يقتصر على جزء معين من المشهد. كما تسمح لك نقاط الانزلاق شديدة الحساسية بإزالة التنبيهات الخاطئة الخاصة بالصوت أو الفيديو. ويحصل الأشخاص على الكثير عند اقتنائهم لكاميرا «آي زون». فالتصميم رائع بالنسبة لسعره، كما أنه يشتمل على جميع المزايا، وجودة الصوت والصورة مدهشة للغاية، علاوة على أن الفكرة نفسها، وهي أن تتمكن من رؤية منزلك وأنت على بُعد أميال منه، غريبة وقوية ومطمئنة.

* نقائص الكاميرا

* لكن لسوء الحظ فإن البرنامج الذي تعرضه «ستيم» متذبذب ولا يعتمد عليه. وتقدم «ستيم» منتجين، كاميرا «آي زون» وساعة تنبيه ذكية، فلماذا يكدسون الجهاز بمنتجين لا علاقة لبعضهما ببعض في نفس تطبيق «آي فون»؟ لا أستطيع أن أفهم هذا، فمعظم الناس لن تشتري الاثنين معا.

ونظرا لأن هناك أربع أيقونات أولية فقط في أسفل الشاشة، لماذا لا تستطيع النقر على الأيقونة التي ترغب فيها؟ إن هذا ما يحدث في كل تطبيقات «آي فون» الأخرى، إذا إن عليك بدلا من ذلك أن تنزلق بإصبعك حتى تتمكن من رؤية الأيقونة التي تريدها خلال عملية تشبه الكشف عن الأسرار. أيها الرجال، لقد قمتم باختراع جهاز ليس بحاجة إلى أن يتم اختراعه.

هناك الكثير من الأخطاء أيضا. لكن كيف يكون هناك أخطاء في جهاز مدهش كهذا؟

عندما تقوم بإدخال معلومات حساب «يوتيوب» الخاص بك يقوم تطبيق «ستيم» بصورة آلية بتغيير علامة «@» في عنوانك البريدي إلى «40%». بعبارة أخرى، إذا كان عنوانك البريدي هو [email protected] فإن التطبيق يصر على أن العنوان هو bob40%gmail.com. لهذا فإن التطبيق لا يتمكن من الدخول إلى حساب «يوتيوب» الخاص بك، لذا تفقد بعض أفضل مميزات «آي زون»، مثل الكشف عن الحركة والتسجيل عن طريق نقرة واحدة.

نعم، بإمكانك أن تغير من إعدادات «يوتيوب» وأن تغير اسم المستخدم الخاص بك إلى اسم لا يشتمل على علامة «@»، على سبيل المثال «skibunny23». لكن «يوتيوب» هو الهدف الأساسي لهذا المنتج، فلماذا لم تستطع «ستيم» تصحيح هذا الخطأ الكبير؟

كما أن تطبيق «آي باد» معضلة كبيرة، فهو بطيء، ويتجمد ويتعطل ولا يدور عندما تقوم بلف الجهاز اللوحي في يديك. وبدلا من أن تستغل وجود الشاشة الكبيرة يقوم التطبيق بعرض فيديو «آي زون» في منطقة صغيرة، يحيط بها حد أسود كبير للغاية. ولفترة طويلة للغاية لم أتمكن من إصلاح إمكانية الكشف عن الحركة على جهاز «آي باد». وبعد أن مكثت ما يقرب من ساعة على الهاتف، اكتشف مندوب الشركة المشكلة. هل تتذكر كيف تقوم برسم صندوق على المشهد لتوضح المنطقة التي تريد أن تقوم الكاميرا بمراقبة الحركة فيها؟ حسنا، على جهاز «آي باد» لا يوجد شيء من هذا القبيل. فالكاميرا معدة لتتجاهل الصورة بأكملها. ويمكن للص أن ينهب أمنك، ويفعل ما يحلو له أمام كاميرا «آي زون»، لكنها لن ترى ما يحدث.

وتفضل كاميرا «آي زون» شبكة «واي فاي» سريعة وقليلة الازدحام، كما تفضل موجهات لا سلكية تعتمد على معيار 802.11n. وقد يتجمد بث الفيديو لفترة إذا كانت الشبكة مشغولة، أثناء النسخ الاحتياطي على سبيل المثال.

تدرك الشركة أن لديها بعض العيوب التي ينبغي إصلاحها، منها على سبيل المثال، عندما تستمع إلى فيديو «مباشر»، فأنت ترى مشهدا عمره عشرون ثانية. وتذكر الشركة أنها تخطط لتقليل الوقت بين فترتي البث في برنامج محدث، وهو تحديث سوف يحسن أيضا من جودة الفيديو الذي تم التقاطه، ومؤخرا تخطط الشركة لبيع المزيد من المزايا والخدمات مقابل رسوم شهرية، على سبيل المثال، سوف تتمكن من رؤية فيديو مباشر لمدة تزيد عن خمس دقائق في كل مرة.

* كاميرات أخرى

* وتقدم كاميرات أخرى مزيدا من المزايا، لكنها تشتمل على عيوب أيضا. على سبيل المثال، يمكنك تدوير كاميرا «استاك مول» (Astak Mole)، التي تباع بمبلغ 205 دولارات، إلى الأعلى أو الأسفل أو إلى اليمين أو الشمال من خلال جهاز تحكم عن بُعد، لكن في حالة ما إذا كنت تستخدم متصفح «إنترنت إكسبلورر» فقط. ويجب أن تكون الكاميرا متصلة بصورة مباشرة بالموجه الخاص بالشبكة التابعة لك، مما يحد من حرية موقعه بدرجة كبيرة. كما أنه ضخم للغاية وشديد الوضوح، ويبدو كالكرة السحرية «ماجيك إيت بول» مع سلك الكهرباء. وتقدم كاميرا «ذا لوغي تيك آلرت 700 آي» (Logitech Alert 700i) فيديو شديد الوضوح كما تأتي مع نسخة خارجية، ورؤية ليلية باستخدام الأشعة تحت الحمراء. ويمكنك أن تشاهد ما تلتقطه هذه الكاميرا على جهاز «آي فون» أو «أندرويد» أو «بلاك بيري». لكنها تتكلف 230 دولارا. وتحتاج إلى جهاز كومبيوتر يعمل بنظام الويندوز لتنصيبه والتحكم فيه، كما عليك أن تدفع 80 دولارا سنويا لتشاهد تسجيلات الحركة عن بعد، وتكون التغذية المباشرة هي الشيء المجاني الوحيد.

لذا فإن كاميرا «آي زون» تدخل بيئة تنافسية ممتلئة بمتنافسين مرتفعي التكلفة ومعقدين ويعتمدون على أجهزة كومبيوتر. لكن بإصدار النسخة الأولية التي تشتمل على الكثير من الأخطاء فإن الشركة تفقد مزايا البيع الأولية لها، وهي البساطة دون عناء. وفي المرة القادمة ربما يجب على شخص ما أن يجري بحثا عن مبيعات «ستيم».

• خدمة «نيويورك تايمز» -