تطبيقات جديدة لتوفير مكاتب جوالة لرجال الأعمال المتنقلين

مبان إدارية ومحطات مناسبة للعمل بدلا من المقاهي

TT

يريد أحد المستشارين الذين يعملون من منازلهم عقد اجتماع في مكان ما في جو يتسم بالاحتراف والرسمية.. فيما يريد نائب رئيس في مجال التسويق في الخارج مكانا للعمل غير بهو الفندق أو مقهى «ستارباكس».. ويريد شخص ثالث وهو مهندس برمجيات مكانا لحل مشكلات العمل خلال إجازته.. فماذا يفعلون؟

* مكاتب عمل جوالة

* تتوالى تطبيقات العثور على مكان عمل، مثل «ديسك تايم» Desktime و«ليكويد سبيس» LiquidSpaceو«لوزكيوبس» Loosecubesو«أوبين ديسكس» OpenDesks لتساعد الذين يبحثون عن أماكن مناسبة لإنجاز أعمالهم. وتساعد بعض التطبيقات أصحاب العمل في أن يشغلوا المساحات الإضافية بناس أثبتوا أنه يعتمد عليهم. الطبيعي أن يتم الحصول على الخدمة إما من خلال موقع إلكتروني أو تطبيق خاص بالحجز والدفع عبر الهاتف الجوال. ويتضمن ذلك الحصول على دليل بأماكن المكاتب المؤقتة التي يوجد بعضها في مبان إدارية ومقاه مناسبة للعمل ومراكز رجال أعمال، فضلا عن أماكن أخرى في مكاتب المبتدئين أو الشركات التي لديها مساحات لا تحتاج إليها.

على سبيل المثال يوفر تطبيق «لوزكيوبس» 1800 مكان في 52 دولة، ويهدف إلى الاستفادة من زيادة العاملين المتنقلين. وهؤلاء العاملون لم يعودوا يعملون بالقطعة والمستشارين العاملين لحساب أنفسهم الذين يحملون حقيبة بها جهاز الكومبيوتر المحمول ويبحثون عن إنترنت لاسلكي فحسب، فقد أصبحت نسبة القوى العاملة التي تعمل خارج مباني شركة «آي بي إم» مثلا 40 في المائة. وقد أعلنت إدارة الخدمات العامة الأميركية في نهاية يوليو (تموز) الماضي أنها ستجدد المبنى الإداري في واشنطن العاصمة ليكون أكبر بثلاثة أمثال من خلال إلغاء المساحات الخاصة ووضع نظام يسمح بتنظيم مساحة المكاتب حسب جدول عمل الموظفين. ويوجد في الولايات المتحدة أكثر من 10 ملايين من العمال المتنقلين الذين ليس لديهم مكتب ثابت دائم خارج المنزل، بحسب قول كريس ديفونزو، مؤسس «أوبين ديسكس» والمدير التنفيذي للتطبيق.

* انتهاء حقبة المقاهي

* ظل كثير من العاملين المتنقلين لفترة من الزمن يجلسون في المقاهي، لكن يقول ديفونزو: «حقبة المقاهي ولت». لقد اتخذت المقاهي خطوات تثبط من رغبة الناس في الجلوس لساعات على الطاولات. ربما يكون من الأفضل للعاملين العثور على أماكن عمل جديدة حسب قول أنتوني مارينوس من «لوزكيوبس» في حديث نقلته مجلة «تكنولوجي ريفيو» الأميركية. ويوضح قائلا: «لا أعرف ما إذا كان أحد قد أحب العمل في المقاهي. ما الذي تفعله عندما ترغب في الذهاب إلى الحمام؟ هل تحزم حاجياتك في كل مرة تريد القيام بذلك؟ كم مرة ينبغي عليك طلب مشروب؟».

ويرى مارينوس أن تقاسم المساحات المخصصة للمكاتب ليست فكرة عملية فحسب، بل إنها يمكن أيضا أن توفر فرصة اجتماعية رائعة. ويشير إلى أنه على سبيل المثال يمكن لخريجي الجامعات قضاء بضعة أيام في العمل في مكاتب الشركات التي يهتمون بها، حيث توجد فرصة لإقامة علاقات اجتماعية طبيعية مع الزملاء في العمل بدلا من طلب مقابلات إعلامية. ويفتح تطبيق «لوزكيوبس» مكتبه للعاملين المتنقلين ودخل في شراكة مؤخرا مع مصمم غرافيك وجدته بهذه الطريقة. لكن لجذب المزيد من المكاتب، على التطبيقات تقديم مجموعة متنوعة من وسائل الراحة والمتعة. يقول ديفونزو: «لا تزال المساحات الإضافية قيمة غير مألوفة». وأوضح أن هناك حاجة إلى كثير من التوعية من أجل إقناع الشركات بتقاسم المساحات المتوفرة لديهم مع عاملين متنقلين.

* تقاسم المساحات

* في حين يمكن لتقاسم المساحات في أماكن العمل أن يجلب الكثير من المال على أصحاب العمل، فإن الكثير من الشركات ليست مستعدة بعد لعبء إدارة عمال متنقلين، على حد قول سام روزين مدير «ديسك تايم».

ينبغي أن تساعد التطبيقات الشركات في تنظيم هذه العملية والبحث عن أماكن مؤجرة فضلا عن مهام أساسية أخرى. وطور مارك غيلبريث، الرئيس التنفيذي لـ«ليكويد سبيس»، هذه الأفكار، حيث يقول إن «فكرة السماح لكل الفئات أن تتقاسم مكانا ليست بالجديدة. لكن من الضروري العثور على آلية ثقة».

ويتمثل هدف «ليكويد سبيس» في إنشاء مجموعة من الوثائق لكل مستخدم. يجب أن يتقدم الشخص للحصول على «تأشيرة» أو معرفة ما إذا كان المكان متاحا أم لا. ولن يتم العمل بالنظام حتى تتم الموافقة على المستخدمين وتقديم معلومات حساسة مثل كود للدخول من الأبواب وكلمات سر للاتصال بالإنترنت.

لكن، على التطبيقات أن تلبي احتياجات المستخدمين أيضا، حيث يقول ديفونزو إن مستخدمي «أوبن ديسكس» ينقسمون إلى مجموعتين، مجموعة ترغب في حجز الأماكن مبكرا مثلما يحدث في الفنادق، والأخرى تريد مكان فورا. ويعمل ديفونزو وشركات أخرى على بعض الخصائص في الهواتف الجوالة لمساعدة المستخدمين في الحالتين.

يعتقد أكثر مبتكري التطبيقات أن تقاسم أماكن العمل يمكن أن يساعد في استمرار الأعمال، حيث يقول روزين: «إن الأمر أكثر من مجرد مساحة خالية. إنه يتعلق بحسن استغلال الأماكن المتوفرة لدينا». لكنهم يتفقون أن على طريقة العمل الجديدة أن تكون مناسبة وغير باهظة التكاليف ومفيدة لتلقى قبولا. ويقول غيلبريث إن التطبيقات التي تستهدف العثور على أماكن عمل بحاجة إلى أن تمنح المستخدمين حلا وقتما احتاجوه. وقال: «أنا في (ماركت آند ثيرد ستريت) الآن. أحتاج إلى العمل خلال الساعة المقبلة. أين يمكن أن أعمل الآن؟».