الإنترنت وعالم الجوال.. توجهات المستقبل

خبيرة أميركية تستعرض آفاق التقنيات المعاصرة

TT

في قمة الإنترنت 2011 التي انعقدت في مدينة سان فرانسيسكو الأميركية منتصف شهر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، عرضت ماري ميكر، الشريك بشركة «كلينر بركينز كوفيلد آند بايرز» الاتجاهات الأساسية لشبكة الإنترنت، كما كانت تفعل طوال الأعوام القليلة الماضية.

تضمنت قائمة ميكر، التي تعتمد على العديد من البيانات، بعض التوجهات الإيجابية والأخرى السلبية، ومن أهمها ما يلي:

* عالمية الإنترنت: على الرغم من أن شركات مثل «أمازون» و«أبل» و«فيس بوك» و«غوغل» ما زالت من كبرى الشركات الرائدة، أصبحت شركات الإنترنت الصينية والروسية مثل «بيدو» و«تنسنت» و«ياندكس» من الشركات الناجحة والمؤثرة. فوفقا لميكر، يتمركز نحو 81% من مستخدمي كبرى خصائص الإنترنت العالمية خارج الولايات المتحدة.

* الهواتف الجوالة

* الهواتف الجوالة: ما زال الاشتراك في خدمات الإنترنت على الهواتف الجوالة يزداد بسرعة تعادل الارتفاع الهائل للاشتراك على شبكة الإنترنت، وهو معدل محرج للتقنيات الأخرى مثل «التلفزيون». وتقول ميكر إن معدل نمو المشتركين في الجيل الثالث من الهواتف الجوالة سنويا وصل إلى 35%، كما تجاوز معدل بيع الهواتف الذكية معدلات بيع الهواتف العادية إلى الولايات المتحدة وأوروبا. ورصد أيضا النمو الاستثنائي لهاتف «آي فون» وجهاز «آي باد»، وكذلك وعلى وجه الخصوص الأجهزة العاملة على نظام «أندرويد».

* واجهة المستخدم: مما لا شك فيه أن الواجهة مهمة، كما تقول ميكر: «قبل الراحل ستيف جوبز العقل المبدع لإنجازات (أبل)، كانت الكومبيوترات أدوات نفعية لإجراء العمليات الحسابية. ولكن بعد ستيف، أصبحت هذه الأجهزة أدوات جميلة، يمكن أن نستخدمها بآلاف الطرق لجعل الحياة أفضل». في أعقاب ظهور «آي فون» و«آي باد»، كانت هناك ثورة في الطريقة التي نتفاعل من خلالها مع الكومبيوترات عبر اللمس والصوت، بالإضافة إلى كونها هواتف. وتضيف ميكر كما نقلت عنها مجلة «إنفورميشن وورلد»: «نعتقد أن كبرى الإنجازات القادمة ستكون حول جانبي رأسك؛ أي حول أذنيك». في إشارة إلى الابتكارات التي حدثت في تقنيات الصوت، وصنع الملفات الصوتية ومشاركتها وأجهزة الصوت مثل سماعات الأذن.

* تجارة إلكترونية

* التجارة الإلكترونية: ما زالت التجارة الإلكترونية والتجارة عبر الهواتف الجوالة تشهد نموا مستمرا؛ حيث تمثل التجارة الإلكترونية حاليا نسبة 8% من تجارة التجزئة، ويبدو أنها سوف تظل تمثل نسبة كبرى من مبيعات التجزئة. وذكرت ميكر أن السبب الأول لتخلي مستخدمي الهواتف الذكية الأميركيين عن الشراء من المتاجر هو أنهم يجدون نفس المنتج على الإنترنت بسعر أفضل. والسبب الثاني هو أن مستخدمي الهواتف الذكية يجدون نفس المنتج في متجر آخر بسعر أفضل، فعلى تجار التجزئة إذن التنافس على الإنترنت وعلى أجهزة الهواتف الجوالة.

* الإعلانات: تشهد صناعة الإعلان على الإنترنت ازدهارا. فتقول ميكر إن الإنفاق على الإعلانات اتجه بعيدا عن الأسواق التقليدية، نظرا لأن المسوقين لا يركزون جهودهم على الوسائل التي يقضي الناس فيها معظم أوقاتهم. فقد أصبحت المطبوعات مفارقة من حيث السعر، كما أنها تمثل 8% فقط من الوسائل التي يتجه إليها لقضاء وقتهم و27% من إنفاقهم الإعلاني.

* وعلى النقيض من ذلك، تمثل الهواتف الجوالة نسبة 8% من الوسائل التي يستخدمها الناس لقضاء أوقاتهم، و0.5% من الإنفاق الإعلاني. وما زال النمو الإعلاني لـ«غوغل» في تسارع مستمر؛ حيث قفز من 15% و18%، في الفترة ما بين الربع الثاني من 2010 والربع الثاني من 2011، إلى 28% في الربع الثالث من 2011. وتبدو الأوضاع على ما يرام بالنسبة لـ«فيس بوك» أيضا، حيث إن الوقت الذي يقضيه المستخدمون على الشبكات الاجتماعية أكثر من الوقت الذي يقضونه على المواقع الإلكترونية.

* الهوية والخصوصية

* أزمة الخصوصية: سوف تظل الهوية تمثل إشكالية كبرى، حيث أصبح لدى «فيس بوك» نحو 800 مليون مستخدم، يدخل نصفهم على الموقع طوال الوقت. كما يوجد نحو 835 مليون مستخدم للهواتف الذكية، وهو الرقم الذي من المتوقع أن يتزايد لكي يبلغ 1.4 مليار خلال عامين. فإذا ما تم دخول هؤلاء المستخدمين على الشبكات الاجتماعية والخدمات الأخرى، فسيصبح هناك قدر هائل من الهويات وهو ما له إيجابياته وسلبياته.

* المحتوى: لقد أصبحت صناعة المحتوى مسألة تجارية، إذ كانت عائدات الصحف المطبوعة تنخفض باستمرار لمدة خمسة أعوام متوالية؛ بينما شهدت عائدات «غوغل» ارتفاعا لعائداتها. أي إن ذلك يثمر، وذلك، بالطبع، إذا لم تواجه «غوغل» قضايا تتعلق بحقوق الملكية الفكرية أو إذا لم يتم فرض قانون جديد ينهي عصر «غوغل» الذهبي.

* أهمية الجوال

* انتشار الأجهزة المحمولة: لدى 85% من سكان العالم قدرة على الوصول إلى الشبكة اللاسلكية، أي أكثر ممن لديهم القدرة على الوصول إلى الكهرباء. ويحصل نحو 200 مليون مزارع بالهند على أجورهم عبر أجهزة الهاتف الجوال. كما أشارت ميكر إلى كيف أصبحت تلك الأجهزة فعالة خلال الأزمات، مثلما حدث في زلزال مارس (آذار) والتسونامي في اليابان. وتقول ميكر: «عندما ينظر الناس لاحقا إلى تلك الفترة التي يعيشون فيها حاليا سوف يقولون ذلك كان الوقت الذي مكنت فيه أجهزة الجوال الناس».

* نظم الهواتف الجوالة: تتصدر الولايات المتحدة الابتكار في عالم الهواتف الجوالة، فعلى الرغم من الأزمة الاقتصادية العامة في الولايات المتحدة الأميركية، تزعمت الشركات الأميركية الطريق صوب عصر الهواتف الجوالة.

فقد ارتفعت حصة نظم تشغيل الهواتف الذكية المصنوعة في الولايات المتحدة الأميركية –«أندرويد»، و«آي أو إس»، و«ويندوز موبايل» - في السوق مما قيمته 5% في عام 2005 إلى 65% في الوقت الراهن. وعن ذلك تقول ميكر: «إن معدل التجديد في وادي السليكون غير مسبوق».