لا ينظر أكثر الناس إلى «جنرال موتورز» باعتبارها النموذج الحي لشركة سريعة النمو من الناحية التكنولوجية. لكن هناك جوهرة تكنولوجية تكمن في مجموعة سيارات «جنرال موتورز» وفروعها والشركات التابعة لها.. وهي «أون ستار». إن «أون ستار» OnStar مكان لتجمع الهواتف الجوالة والبلوتوث وأنظمة تحديد المواقع العالمية والميكروفونات والسماعات والعاملين من البشر. وتتضمن قائمة الخصائص عناصر الأمان والملائمة. في حالة حدوث تصادم على سبيل المثال تنبه مستشعرات تعمل على مدار الأربع وعشرين ساعة مركز اتصالات يعمل به ألفا عامل «أون ستار»، ويتصلون بك في الحال من خلال سماعات مثبتة داخليا. وإذا لم تجب على الهاتف أو إذا قلت عبارة مثل «هناك كسر بساقي»، يرسلون إليك سيارة إسعاف على الفور، ويعرفون المكان الذي توجد به ونوع السيارة التي تقودها.
وقد أعجب نحو 4.5 مليون مالك لسيارة من «جنرال موتورز» بالاشتراك التجريبي المجاني لمدة ستة أشهر لـ«أون ستار»، وسجلوا أسماءهم ليحصلوا على اشتراك مدفوع الأجر. وقد ظل الحصول على خدمة «أون ستار» قاصرا على أصحاب سيارات «جنرال موتورز» لمدة 15 عاما، لكن أصبحت هذه الخدمة متاحة حاليا لأصحاب السيارات أيا كانت علامتها التجارية.
* خدمة «نجوم»
* قد تكون الخدمة الجديدة من نظام «أون ستار»، التي أصبح اسمها «أون ستار من أجل سيارتي»، أهم مرآة خلفية في العالم، لكنها أكثرها تكلفة، حيث تبلغ تكلفتها 300 دولار بالإضافة إلى رسوم التركيب. وأفضل العروض على سبيل المثال هو توفير المرآة والتركيب مقابل 374 دولارا. ومن أجل اختبار الخدمة، أقرضتني «أون ستار» سيارة «تويوتا كامري» مع مرآة مثبتة.
بعد التركيب، يتجه سلك غير ملحوظ أعلى الزجاج الأمامي للسيارة من المرآة حول إطار الباب متجها إلى الأسفل نحو صندوق تحكم في الجزء المنخفض. تبدو المرآة في حد ذاتها رائعة، على الأقل من الجهة الأمامية، ويميزها عن المرآة الأساسية وجود بضعة أزرار. أما من الجهة الخلفية أو الجانبية فترى مكوناتها الداخلية، يمكنك كذلك الاشتراك في الخدمة مقابل 200 أو 300 دولار سنويا حسب الخصائص التي تريدها. كذلك يمكنك دفع اشتراك شهري قدره 19 أو 29 دولارا شهريا. من الواضح أن «أون ستار» تفرض ما يمكنك أن تصفه برسوم الخدمة المميزة.
لكن جميع مستويات الخدمة تتضمن الاتصال بك في حال مواجهتك لأي حادث تصادم، الفارق الوحيد في نظام «أون ستار المدمج» هو أنه لديه القدرة على معرفة ما إذا كانت الوسادة الهوائية تعمل أم لا، وما إذا كانت سياراتك قد انقلبت، والسرعة التي تسير بها السيارة واتجاهها وما إذا كانت السيارة صدمت أكثر من مرة أم لا. على الجانب الآخر، يستطيع هذا النظام معرفة وقوع حادث تصادم فقط من خلال مستشعر الحركة في المرآة. لا يبدو هذا جيدا، لكن ما الذي أعرفه؟ فقد رفضت الشركة أن تدعني أصدم السيارة لتجربة الأمر.
ما تمكنت من تجربته كان الاتصال مع العامل على الهاتف. يمكنك الضغط على زر «أون ستار» أثناء قيادتك للاتصال مباشرة بعمال الهاتف. إنهم مدربون وودودون ولديهم القدرة على استشعار أنك في سيارة وفي عجلة من أمرك.
يمكنك أن تسألهم عن أي شيء، مثل مكان أقرب محطة تزويد وقود أو ماكينة صرف آلي، أو عن الطقس أو عنوان أو رقم هاتف. يمكنك الحصول على مساعدة ممتازة على الطريق عندما ينفد منك الوقود أو تحتاج إلى إطار سيارة أو قطر سيارتك. لكن أروع خدمة هي السؤال عن الاتجاهات، حيث يمكنك الضغط على زر «أون ستار» لتسمع رنات على السماعة الخارجية، ثم يتم الإجابة عليك في غضون فترة تتراوح بين 15 و30 ثانية، ويمكنك حينها أن تسأل على الطريق إلى مطار ما، فيجيبك العامل: «أنا أبحث من أجلك عن الاتجاهات يا سيدي. سأرسلها إليك فورا. شكرا لك ويوم سعيد وقيادة آمنة».
بعد ثمانية ثوان تجد مرآتك تتحدث إليك وتقول لك: «إن الاتجاهات ترسل إليك حالا.. إنك على بعد 47 ميلا ومن المتوقع أن تصل إلى وجهتك في غضون ساعة وسبع دقائق. اتجه نحو الشمال على طريق كذا».
* مساعدة صوتية
* يبدو وكأن لديك نظاما جغرافيا عالميا لتحديد المواقع في سيارتك، فهو الصوت نفسه والجودة ذاتها، لكن الفارق الوحيد هو عدم وجود شاشة وخريطة. يعني هذا أنك لا تستطيع رؤية الطرق البديلة، ولا تعرف مكانك بالضبط. لكن من جهة أخرى، تعني هذه المساعدة الصوتية قدرتك على التركيز على الطريق والتعامل مع النظام أثناء قيادتك، ولا تحتاج إلى تحديد نقطة الانطلاق أو الاتجاه.
إنه لمن السهل والرائع أن يكون لديك حبل نجاة إنساني بزر واحد. إن الأمر أشبه بوجود غرفة تحكم للمهمة التي تقوم بها. وسألت ذات مرة إحدى العاملات في «أون ستار» ما إذا كان العملاء يتصلون فقط ليتحادثوا، فقالت: «طوال الوقت»، وبدا عليها الاستمتاع. فسألتها عما يفعلون في تلك الحالة فقالت إنهم يتحدثون معهم، موضحة أن بعض الناس يشعرون بالوحدة بينما يقودون لساعات خلال ظلمة الليل».
يمكنك إرسال خرائط «غوغل» أو اتجاهات «ماب كويست» إلى مرآتك من جهاز الكومبيوتر الخاص بك عن طريق الإنترنت. يا له من أمر رائع، لكن هذا يتطلب وقتا أطول ومجهودا أكبر من طلب أحد العاملين في «أون ستار» بمجرد دخولك السيارة. كذلك تعمل المرآة كهاتف بسماعات خارجية يمكن التحكم فيها، حيث يكون موصلا بهاتفك الجوال عبر البلوتوث أو يمكنك الاشتراك في نظام خدمة هاتف جوال بدفع 40 دولارا شهريا لكل 100 دقيقة على سبيل المثال. يمكنك أن تكون أول شخص في الحي يحصل على المرآة الخلفية برقم هاتف جوال، وتتم هذه العملية بسهولة وسرعة. لم أكن أعرف كيف أستخدم النظام، لذا حاولت الضغط على زر الهاتف، فسمعت صوتا يقول «خدمة أون ستار جاهزة للعمل»، ذكرت رقم الهاتف وأنا غير متأكد من صحة ما أفعله، فاتصل فورا، وتمت العملية دون أن أبعد ناظري عن الطريق. تشمل الخدمة، التي يبلغ سعر الاشتراك فيها 200 دولار، حالات الطوارئ، فمثلا يسألونك: هل وقع حادث تصادم؟ أو هناك حاجة لتتبع سيارتك المسروقة؟ ويبلغ العاملين بوجود حالة طوارئ. وتشمل هذه الخدمة أيضا تقديم اتجاهات ومعلومات ومكالمات للدردشة دون حدود.
* مساعدة أثناء الكوارث وتنوه «أون ستار» بإتاحة كل الخدمات لكل عملائها خلال الكوارث الطبيعية مثل الفيضانات والأعاصير. ساعد العاملون في «أون ستار» الأسبوع الماضي ضحايا إعصار أيرين في معرفة طرق الإخلاء والاتصال بأفراد أسرتهم والحجز في فنادق على الرغم من عدم اشتراك بعضهم في الخدمة المميزة.
يمكن الإيجاز بالقول إن خدمة «أون ستار» تقوم بعمل رائع ويُعتمد عليها، فهي ليست مثل نظام كومبيوتر في سيارة، بل العاملون لديها من البشر وليسوا من الأشخاص المتجهمين مثل أولئك الذين يعملون عادة في خدمة العملاء، فهم متفائلون ويهتمون بالناس ويحسنون معاملتهم. هناك الكثير من الأسباب التي لا تدفعك إلى الاشتراك في «أون ستار من أجل سيارتي» منها تكلفتها الباهظة. ويمكنك الحصول على خصائصها من خلال امتلاك وحدة لنظام التموضع العالمي وبلوتوث ونظام هاتف جوال على لوحة أجهزة القياس. لكن لا يمكن الاستعانة بهذه الخدمة في بعض موديلات السيارات، فهي تلائم السيارات التي مراياها معلقة في الزجاج الأمامي للسيارة لا سقفها.
لاحظ أن سعر الاشتراك في نظام «أون ستار من أجل سيارتي» مثل سعر الاشتراك في نظام «أون ستار المدمج» دون الحصول على الكثير من الخصائص والمزايا. فنظام «أون ستار المدمج» يتيح لك غلق السيارة من على بعد من خلال العاملين في الخدمة، ويزودك بتقارير عن أنظمة التشغيل في السيارة ويبطئ سرعة السيارة عند سرقتها، ويتيح إطفاء الاشتعال عن بعد وتطبيقات ملاحة على «أندوريد» أو «آي فون». لكن الأمر المؤكد الوحيد هو أنك ستحب خدمة «أون ستار من أجل سيارتي» إذا كان في مقدورك تحمل تكلفة الاشتراك بها.
* خدمة «نيويورك تايمز»