قارئات «كيندل فاير» جديدة.. من «أمازون»

متنوعة في وظائفها

TT

إذا كنت تعتقد أن التقدم التقني بات سريعا، فعليك عدم النظر إلى قارئات الكتب الإلكترونية، فقد تنتابك الدهشة هنا. فعلى حين غرة شرعت الشركات المصنعة للكتب الإلكترونية في إغراق السوق بالطرز الجديدة في وقت واحد، كما لو أن موسما للهدايا قد بدأ.

والعنوان الكبير الذي يتصدر أخبار هذه الأجهزة اليوم هو الجهاز اللوحي الجديد ذو الشاشة الملونة العاملة باللمس، الذي يسمى «كيندل فاير» (Kindle Fire) من «أمازون». والواقع أن الخبر الكبير لا يتعلق بالجهاز ذاته، بل بسعره البالغ 200 دولار، في الوقت الذي تكلف فيه أغلبية الأجهزة الأخرى نحو 500 دولار.

وبشكل عام فإن لدى «أمازون» اليوم ثلاثة طرز جديدة من «كيندل»، اثنين من النوع الرخيص سيضيعان وسط هذه المعمعة، وهذا ما يؤسف له، لأنهما جيدان فعلا.

جهاز «كيندل» العادي يدعى فقط «كيندل»، وله نسخة جديدة محسنة عن نسخة شاشة «الحبر الإلكتروني» العادية قياس 6 بوصات، تعرض صورا واضحة سوداء لصور بظلال رمادية على صفحة بلون رمادي خفيف. والبريق الأبيض الأسود المزعج الذي يظهر لدى قلب صفحة الحبر الإلكتروني يظهر حاليا بعد قلب كل 6 صفحات معا. والحبر الأسود يأتي قريبا جدا في شكله من الورق العادي، بحيث لا يظهر أي وهج، مما يعني أنك بحاجة إلى الإضاءة لكي تقرأ عليه.

قارئات جديدة

* والـ«كيندل» الجديد هذا بات صغيرا جدا، بحيث يتسنى وضعه في جيب السروال، لكن الخبر المدهش هنا هو سعره البالغ 80 دولارا.

وهذا سعر رائع، لأن جهاز «كيندل» الأول الذي أبصر النور قبل أربع سنوات، خلال هذا الشهر، كان سعره 400 دولار. ويقل وزن الطراز الجديد عن سابقه بنسبة 40 في المائة، ويحتل حيزا أقل بنسبة الثلث، ويخزن من الكتب سبعة أضعاف الجهاز الأول بنسبة 20 في المائة من سعره. وإذا سرنا على هذا المعدل، فذلك يعني أن على «أمازون» أن تدفع لك في نهاية المطاف، لكي تشتري جهازها هذا! ويمكنك أن تدفع قليلا أكثر للحصول على المزيد من الخصائص. ومثال على ذلك، يقوم الجهاز بسعر 80 دولارا بعرض الإعلانات، ليس أثناء القراءة، بل فقط في نمط السبات، وعلى الشريط الممتد عبر أسفل شاشة المدخل. وغالبية هذه الأجهزة تأتي نتيجة صفقات بحسومات مما يجعلها مستساغة أكثر، لكن يمكن الحصول على جهاز «كيندل» هذا من دون إعلانات، مقابل 110 دولارات.

أما الطراز الجديد الثاني فهو «كيندل تاتش» (Kindle Touch) المماثل للأول تقريبا، لكن بدلا من الإبحار في الصفحات عن طريق النقر على زر ضبط رباعي الاتجاهات، فيمكن فقط ملامسة الشاشة. ويتوافر هذا الطراز أيضا بإعلانات، مقابل 100 دولار، ومن دونها، مقابل 140 دولارا.

وتتصل جميع قارئات الكتب الإلكترونية بنقاط «واي - فاي» الساخنة لتنزيل الكتب الجديدة، لكن جهاز «3 جي كيندل توش» (3G Kindle Touch) يمكنه التواصل مع الشبكة عبر الاتصالات الجوالة، حيثما كنت. ولا توجد حتى الآن رسوم لمثل خدمات الإنترنت هذه، والطراز هذا هو الوحيد الذي يقدمها حتى الآن. وبالنسبة إلى «كيندل فاير» فهو كبير وسميك على شكل لوحة سوداء لماعة قياس 7 بوصات. وهو يعمل على برنامج «أندرويد» من «غوغل» الذي يشغل الكثير من الهواتف والأجهزة اللوحية الأخرى. بيد أن «أمازون» قامت بالتغطية على تصميم «غوغل»، بحيث لم يبق أي أثر منها ظاهر.

وشاشة المدخل الملونة تمثل رفا خشبيا جذابا للكتب تتألف محتوياته من الملصقات الصغيرة لكتبك الإلكترونية، والألبومات الموسيقية، والبرامج التلفزيونية، والأفلام السينمائية، ووثائق «بي دي إف»، والإشارات المرجعية المفضلة. وثمة رف سفلي أيضا يمكن عليه وضع البنود المستخدمة أكثر من غيرها. ويبلغ سعر هذا الجهاز الشبيه بـ«آي باد» 200 دولار، وهو أمر لا يمكن تصديقه.

نواقص محددة

* بيد أن المقارنة هنا تشكل نوعا من الخطر، فجهاز «فاير» ليس بالمرونة ذاتها مثل الجهاز اللوحي الكامل. فهو مصمم للأغراض الاستهلاكية فقط، لا سيما المواد المشتراة من «أمازون»، كالكتب والصحف والفيديوهات. فهو تنقصه الكاميرا، والميكروفون، ووظيفة «جي بي إس»، و«بلوتوث»، وفتحة بطاقة الذاكرة. ويوجد فيه برنامج للبريد الإلكتروني، ولكنه ليس تقويما يوميا مشيدا داخله، أو دفتر ملاحظات.

والمشكلة الأكبر هنا أن «فاير» يفتقد إلى السرعة والمرونة اللتين يتميز بهما «آي باد». فأنت في الواقع تشعر بسعر 200 دولار الرخيص، مع كل عملية تقوم بها بإصبعك على الشاشة. كما أن عمليات المحاكاة بطيئة ومهزوزة، حتى بالنسبة إلى تقليب الصفحات الذي تعتقد أنه من الإنجازات التي يفتخر بها فريق «كيندل»، كما أن عمليات النقر تأتي من دون نتيجة.

ومن المفترض أن تكون المجلات من أفضل مميزات هذه الأجهزة الجديدة، إذ تقدم غالبيتها مشهدين: مشهد الصفحة الذي يظهر ترتيب المجلة الأصلية، غير أنها مقلصة الحجم، بحيث تستعصي قراءتها، خاصة أن عملية تكبيرها محدودة جدا. وهنالك المشهد النصي على شاكلة نصوص بسيطة على خلفية بيضاء. والقراءة هنا رائعة، لكنك طبعا ستفتقد إلى التصميم الجيد الذي يعتبر من عناصر متعة القراءة. كما أن بعض الكلمات وشرح الرسوم الكاريكاتورية لا تظهر على المشهد النصي، وهكذا. وكانت كتب الأطفال واعتمادها على الألوان أمرا غير ممكن على الحبر الإلكتروني في الأجهزة اللوحية، لكنها ظهرت للوهلة الأولى على «فاير».

وتعمل الفيديوهات بشكل جيد، على الرغم من أن الأفلام السينمائية والبرامج التلفزيونية لا تناسب نسب وقياسات الشاشة، ويتوجب عليك تكبيرها للتخلص من هذه المشكلة. كما أن الوهج يشكل مشكلة أخرى على هذه الشاشة اللماعة جدا.

ومن المفترض أن يقوم متصفح الشبكة المبيت في الجهاز بتسريع عملية تسلم صفحات الشبكة، عن طريق تسليم بعض عمليات المعالجة إلى كومبيوترات «أمازون» على الشبكة، لكن ذلك لا يحصل دائما، إذ تكون هنالك أحيانا بعض عمليات التأخير، خاصة إذا قارنا ذلك بجهاز «آي باد». إن التطبيقات التي كتبت خصيصا لأجهزة «أندرويد» اللوحية العادية تتطلب بعض عمليات التأقلم قبل تشغيلها على «فاير»، خاصة أن الأساس هنا موجود.

وتعتبر «أمازون» اللاعبة الأولى في ميدان الكتب. فلديها مخازن ومحلات عديدة على صعيد الموسيقى والأفلام السينمائية، إذ يمكن استعارة كتب «كيندل» من 11000 مكتبة عامة. وأي شيء تشتريه مخزن في محلات «أمازون» على الشبكة. وهي مدعومة دائما ومتوافرة لأي من أجهزة «أمازون» الأخرى. ابدأ بمشاهدة أحد الأفلام على جهاز «فاير»، وإذ بجهاز «روكيو بوكس»، أو تلفزيونك التفاعلي في منزلك يتذكر أين توقفت عن المشاهدة. فمقابل 80 دولارا سنويا تحصل من عضوية «أمازون برايم» على بث غير محدود، لنحو 13 ألف فيلم وبرنامج تلفزيوني.

• خدمة «نيويورك تايمز»