ساعة «نايكي» الرياضية.. مطورة للعمل في المدن الكبيرة

ترصد حركات الرياضيين وسرعاتهم رغم صعوبات التقاط إشارات الأقمار الصناعية فيها

TT

منذ 2003 جرب الكثير من الناس عدة إكسسوارات رياضية تستخدم أجهزة تحديد الإحداثيات عن طريق نظم الملاحة المتصلة بالأقمار الصناعية «جي بي إس» لكي تحدد لهم المسافة والسرعة التي عدوا بها. وكانت تروقهم بصفة عامة، إلا أنها لا تعمل بكفاءة في المدن الكبيرة. ومعظم العدائين لديهم تلك الأجهزة، وعادة ما تكون ساعة تستطيع التقاط الإشارات من نظم الـ«جي بي إس» لكي تحسب المسافة والسرعة، ولكنها لا تقدم خريطة للشوارع بنفس الطريقة التي تعمل بها أجهزة «جي بي إس» في السيارات، وإن كانت بعض النماذج تتوافر بها خصائص تصفح رئيسية للمساعدة على العودة إلى نقطة البداية. كما تحاول بعض تلك الأجهزة المساعدة في التدريب، وسوف تطلق صافرة إذا ما عدوت أسرع أو أبطأ من السرعة المحددة.

* ساعة رياضية مطورة

* ولكن ساعة «نايكي» (Nike SportWatch) الرياضية التي تباع بـ200 دولار لا تفعل ذلك أيضا، بل إن ما تحصل عليه هو جهاز مبسط يعمل على نحو استثنائي في المدن الكبيرة بما فيها مدينة نيويورك.

تكمن مشكلة المدن الكبيرة في أن المباني الشاهقة تعرقل بعض إشارات «جي بي إس»، ومن ثم فقد يحتاج الجهاز من 10 إلى 15 دقيقة لكي يعثر على الإشارات بدلا من دقيقة في الأماكن الأخرى. وعندما يصبح الطقس أكثر برودة يفضل الكثيرون الشروع في الجري مباشرة بدلا من تقضية الوقت واقفين بالخارج في انتظار أن تبدأ الساعة في العمل.

وتعالج ساعة «نايكي» النقيصتين بأسلوبين مهمين، فإذا ما كنت تقوم بتوصيل ساعتك بالكومبيوتر بانتظام، باستخدام منفذ «يو إس بي» العادي، فإن الساعة تحدّث البيانات التي تساعد على التقاط الإشارات على نحو أسرع. كما أن لديها نظاما احتياطيا تلجأ إليه عندما لا تتوافر الإشارات على الإطلاق. وكذلك فإنها مزودة بجهاز استشعار صغير يتم توصيله بحذائك ليقيس المسافة بين خطوتيك والوقت الذي تبقى فيه قدمك على الأرض، ثم تحصل الساعة على تلك المعلومات لا سلكيا وتستخدمها لحساب المعدل والمسافة.

وعبر ذلك النظام الاحتياطي يمكنك البدء في العدو قبل أن تعثر الساعة على إشارات «جي بي إس». ويعمل الجهاز حتى إذا ما كنت تجري داخل نفق أو على مستوى منخفض من جسر، أو أي أماكن لا تستطيع «جي بي إس» في العادة الوصول إليها. وعادة ما تذهب الساعة أوتوماتيكيا إلى استخدام أنظمة «جي بي إس» الدقيقة عندما تستطيع الوصول مرة أخرى إلى الإشارات. ولكن لسوء الحظ تم تصميم نظام جهاز الإحساس الاحتياطي على نحو خاص لأحذية «نايكي»، حيث إنها تحمل منافذ يمكنها حمل أجهزة الإحساس تلك.

بصفة عامة، يجب على العدائين أن يحرصوا على الحصول على الأحذية الملائمة لأن الأحذية غير الملائمة يمكنها أن تؤدي إلى الإصابات. ولكن الخبر الطيب هو أن الكثير من المتاجر التي تبيع أغراض العدائين تبيع منافذ «فلكرو» لكي يتم تركيبها بالأحذية الأخرى، وإن كانت كتيبات «نايكي» لن ترشدك إليها. ولا تفلح تلك المنافذ الخارجية تماما مثل أحذية «نايكي»، وإن كانت خاصية التقويم الآلي من المفترض أن تقلل من الأخطاء في حساب المسافة والمعدل.

* مزايا ونقائص

* ومن جهة أخرى فإن هذه الساعة الرياضية التي تحتوي على نظام «جي بي إس» من إنتاج «توم توم» تحتوي على تعديلات واضحة على النماذج الأقدم التي قدمتها «نايكي» وغيرها، ولكنها لجأت إلى التبسيط إلى حد كبير، حتى إنها لا تترك مساحة كبيرة للتخصيص، حيث لا يمكنك تعديل الكثير من الإعدادات مباشرة من الساعة، بل يجب أن تنشئ حسابا إلكترونيا وتقوم بإنزال بعض البرامج المجانية من «نايكي» لكي تتمكن من إجراء تلك التعديلات عبر الكومبيوتر.

كما يجب أن تدخل على شبكة الإنترنت للحصول على التفاصيل المتعلقة بعمليات العدو التي قمت بها للتو، حيث يتم تسجيل الكثير من التفاصيل المتعلقة بعمليات العدو، ولكن الجهاز لا يقدم لك سوى شذرات، فيعطيك المسافة، ومتوسط المعدل، والوقت الذي استغرقته، والسعرات الحرارية التي قمت بحرقها بالتقريب (إذا ما كنت قد أدخلت وزنك من خلال الكومبيوتر). كما أنه يعطيك أيضا المسافة التي استغرقتها في كل جولة (النقطة التي تقوم بتسجيلها يدويا من خلال النقر على شاشة الساعة سواء كانت إتمام دورة حول الملعب أو إنهاء ميل في سباق ما). ولكن الساعة لا تزودك بمعلومات حول المعدل والمسافة ومقدار السعرات التي تم حرقها في كل جولة، كما تفعل الأجهزة الأخرى. كما لا تعطيك معلومات حول الارتفاع وغيرها من المقاييس التي تقدمها بعض الأجهزة المنافسة.

وإذا ما قمت بتوصيل ساعتك بحساب إلكتروني محدد لا يمكنك تعديل ذلك دون إعادة ضبط الساعة من البداية ومسح كل البيانات الموجودة عليها، بينما تسمح لك الأجهزة المنافسة من «غارمين»، و«تايمكس» بتغيير حسابك. فعلى سبيل المثال قد تحتاج إذا ما أقرضت ساعتك إلى صديق أو أحد أفراد أسرتك إلى حساب مستقل تذهب إليه بيانات العدائين الآخرين مباشرة. كما أن الساعة تذهب إلى وضعية توفير الطاقة بسرعة، فإذا لم تبدأ العدو مباشرة بعدما يعثر الجهاز على الإشارات فإنه سوف يغلق ويحاول البحث مرة أخرى. ولكن الشركة ذكرت أنه سوف يتم إجراء بعض التعديلات على ذلك النموذج. ونقلت وكالة «أسوشييتد برس» عن «نايكي» أنه سيكون بمقدور المستخدم ضبط الوقت والتاريخ مباشرة من الساعة من دون الحاجة إلى الكومبيوتر. كما وعدت بإضافة خاصية الساعة الميقاتية حتى تستطيع استخدام الجهاز عندما لا تكون هناك إشارات «جي بي إس» أو جهاز استشعار في القدم، وهما الخاصيتان اللتان كانا يجب أن تتوافرا في الساعة منذ البداية.

وقد تم تصميم ذلك الجهاز من أجل الشكل أكثر من الخصائص الوظيفية، فهو لا يلائم العدائين المحترفين الذين يحتاجون إلى قدر كبير من التخصيص والحصول على بيانات متعددة، بل إنها ساعة مبسطة للمبتدئين وغيرهم ممن يقنعون بالأساسيات. ويعزز تلك الذهنية تلك الرسائل المحفزة مثل «انطلق» و«أحسنت» بعد إنهاء كل جولة، وهي ما تعد رسائل مهينة للعدائين المحترفين، خصوصا بعد إنهاء جولة فاشلة. ربما في يوم ما سوف يمكن الحصول على جهاز لديه كل الخواص الموجودة في ساعة «غارمين» أو «تايمكس»، ويكون بإمكانه العمل في المدن الكبيرة على غرار ساعة «نايكي». ولا يهم أيهما سيستطيع إنجاز ذلك أولا.