القلم والورقة.. عنصران أساسيان في عصر التقنيات الرقمية

لا يزالان صامدين أمام تطوراته السريعة

TT

تمكن الهاتف الذكي من تحويل الكثير من الأدوات والمعدات الأخرى إلى أجهزة باطلة لاغية لا حاجة إليها، فقد زالت الحاجة إلى ساعة التنبيه، كما أنه ليست هنالك حاجة إلى شراء جهاز الملاحة «جي بي إس» في الوقت الذي نستطيع معرفة الطريق ومنعطفاته واحدا واحدا مجانا. لكن هنالك أمرا لا يمكن نسيانه.. وهو القلم والورقة!

* تدوين القلم

* وحتى عندما نحاول استبدال نشاطاتنا اليومية بحلول رقمية مبسطة، فلا توجد وسيلة ناجحة تحل محل الكتابة والتدوين على الورق. وحتى واجهات وأسطح التفاعل في الأجهزة الجوالة، قد تكون عملية مرهقة أمام أكثر الماهرين في استخدام الإبهام في تسجيل الملاحظات وتدوينها.

والأجهزة مثل «آي باد» من «أبل» أضحت تظهر كثيرا في غرف الاجتماعات، لكن كل من يحاول تدوين الملاحظات عليها أو استخدام التقويم اليومي لتسجيل المواعيد قد يجد صعوبة كبيرة في ذلك، ومع ذلك فإن الإنتاجية وإدارة العمليات تأتي اليوم على رأس التطبيقات التنافسية، مما جعل تطبيقات جديدة تبرز كل أسبوع من شأنها تبسيط حياتنا الرقمية، وربط الأمور والمواعيد بعضها ببعض. ويبدو أن المساعد الشخصي الرقمي «سيري» من «أبل» المبيت في هاتف «آي فون 4 إس»، يتضمن مزية واسعة الرواج للمساعدة في إضافة التذكيرات إلى التقويم اليومي. لكن يبقى القول إنه مع كل المحاولات الجارية في هذا المجال لا يوجد بعد ما يحل محل القلم والورق الذي وجد له حليفا قويا لدى المصمم والمطور ديفيد كلاويتر ومقره مدينة ديترويت في أميركا. فهو حتى عندما يعمل لابتكار واجهات تفاعل رقمية للشبكة والأجهزة الجوالة، فإن عمله يرتكز على العمليات التناظرية. إذ يستهل تصميماته بالتخطيط على الورق، الذي يكثر وجوده في مكتبه كله في مقر مختبرات ديترويت. وفقط عندما تكتمل أفكار كلاويتر يشرع عندها في تنفيذها في تشييد واجهات التفاعل على الكومبيوتر، كما تقول صحيفة «يو إس إيه توداي».

* مذكرات ورقية

* الورق بالنسبة إلى كلاويتر هو الأسلوب الوحيد للتخطيط بحرية من دون القيود التي يفرضها عادة الماوس في الكومبيوتر، أو شاشة الجهاز اللوحي. ويعلق على ذلك بقوله إن «إدخال المعلومات في الأجهزة اللوحية لا يزال غريبا، إذ لا تبدو الأمور صحيحة». والبرهان على ذلك ازدياد مبيعات دفاتر الملاحظات من الورق بشكل ثابت خلال السنوات الأخيرة حتى مع ازدياد عدد مالكي الهواتف الذكية.

وهنالك انجذاب بصورة خاصة إلى دفاتر الملاحظات من نوع «فيلد نوتس» الذي يفضلها الكثيرون. وهي مصنوعة على غرار دفاتر الملاحظات الترويجية التي كانت تعطى في وقت ما إلى المزارعين من قبل شركات بيع الحبوب في الثلاثينات والأربعينات، كما يقول مايكل سيلر مدير هذا النوع من الدفاتر، الذي تابع يقول: «كل الأمور باتت رقمية، بحيث إن الناس شرعت تتوق وتحن إلى مثل هذا النوع من التناظريات، إذ يمكن حمل هذا الدفتر الورقي بيدك والكتابة عليه، والذي يناسب وضعه في جيب سروالك الخلفي».

ومثل هذا السحر الصغير الذي هو بحجم الجيب قد دفع بـ«فيلد نوتس» إلى مجابهة بعض التطفلات والاختراقات من قبل الرقميات في حياتنا. وباتت مثل دفاتر الملاحظات هذه تعرض وتباع في أكبر المحلات ودور الأزياء في بريطانيا والولايات المتحدة. وبذلك يمكنك الانضمام إلى الأعداد المتزايدة من الأشخاص الذين يعولون على القلم والورق، لأن الأنباء عن زوال هذه الأخيرة، لتحل محلها التطبيقات الرقمية، قد بولغ فيها كثيرا!