محافظ إلكترونية داخل الهواتف الجوالة

تنافس شديد بين الشركات الكبرى لتسويقها

TT

يقوم مسؤولون في التسويق يعملون في إطار مشروع مشترك بين ثلاث من أكبر أربع شركات لشبكات الهاتف الجوال في الولايات المتحدة، وهي «فيريزون»، و«إيه تي آند تي»، و«تي - موبايل»، بزيارة محلات تنظيف الثياب، ومحلات بيع الشطائر، ومحلات بيع الخردوات، في مدينة سولت لايك، ومدينة أوستن في ولاية تكساس، لا ليسوقوا مخططات الخدمات اللاسلكية لهم، بل لتسويق برمجيات تعمل في مواقع نقاط البيع بكلفة 100 دولار، وتتيح تسديد ثمن المبيعات من «محافظ إلكترونية جوالة» هي الهواتف الذكية المحملة بشرائح إلكترونية خاصة، يمكنها بث معلومات عن بطاقات الائتمان، وبالتالي تلقي ما تقدمه مخازن البيع.

ويخطط هذا الائتلاف بين الشركات الثلاث الذي يدعى «إيزيس» لإطلاق خدمة البيع عن طريق الجوال في هاتين المدينتين خلال الصيف المقبل، بعدما قامت «غوغل» بإطلاق «غوغل واليت»، أي «محفظة غوغل» بالتحالف مع الشركة الأميركية الكبيرة الرابعة «سبرينت نيكستيل».

* منافسة تقنية

* وتعتبر نشاطات شركات الهواتف الجوالة ضمن الأعمال الكبيرة، فقد جمعت 170 مليار دولار في العام الماضي. لكن العائدات من المستخدم الواحد شرعت تقل، إذ إن المستهلكين يقومون بدلا عن ذلك بالإنفاق أكثر فأكثر على الألعاب والتطبيقات التي تعمل على الهواتف، وهي الفعاليات التي لا تسوقها هذه الشركات.

وقد تشكلت «إيزيس» في عام 2010، «وهي فرصة كبيرة بالنسبة إلى صناعة الهاتف»، وفقا لجيمي جونسون رئيس التسويق في هذا التحالف الذي يوظف نحو المئات من الموظفين في نيويورك ودالاس وسياتل.. «فصناعة المدفوعات هي أكبر بكثير من الصناعة اللاسلكية برمتها»، كما يضيف. ويقول غوين بيزارد مدير الأبحاث في «أيت غروب»، التي مقرها بوسطن، إن شركات الخدمات الهاتفية تواجه خطر قيام «غوغل» بالاستيلاء على القطاعات المربحة من عمليات الهاتف الجوال.. ومع «إيزيس» يحاولون تركيب منصة يمكنها من خلالها المنافسة، لا على صعيد المدفوعات فحسب، بل على صعيد عمليات التسويق المعنية بها بأكملها، كما يقول في حديث نقلته مجلة «تكنولوجي ريفيو» الأميركية.

* تقنية الاتصال القريب

* وتستخدم كل من «إيزيس» و«غوغل» تقنية تعرف بالاتصال بالمجال القريب، أو «إيزيس» بحيث تقوم شريحة هاتف خاصة بالتواصل هوائيا من مسافة بوصة واحدة، أو بوصتين، مع نقطة طرفية للمدفوعات. وحاليا هنالك 25 متجرا من أصل 100 من المتاجر الكبرى في أميركا أعدت لمثل خدمات الدفع هذه العاملة من دون اتصال مباشر، أو ملامسة. كما أن 2 في المائة فقط من الهواتف الذكية التي هي قيد الاستخدام حاليا مزودة بشرائح «إيزيس»، مما يعني أن غالبية الناس لا يتمكنون من الدفع عن طريق استخدام المحفظة الرقمية. غير أن مثل هذه الأرقام قد تتغير بسرعة وفقا للتوقعات.. فعند حلول عام 2015 سيكون نصف 863 مليون هاتف يباع سنويا في نطاق العالم كله مزودا بشرائح، وفقا لـ«فروست آند سوليفان».

وكانت «غوغل» قد سبقت جميع شركات الهاتف عندما أطلقت محفظتها الجوالة في شهر مايو (أيار) الماضي. وكانت شركة البحث العملاقة هذه قد حشدت شركاء لها من أمثال «سبرينت»، وشركات بطاقات التأمين الكبرى، وحتى شركة «نيو جيرسي ترانزت» التي تتيح للمتجولين النقر بغية دفع الرسوم والأجور. ومع قرب شرائها لشركة «موتورولا موبلتي»، يتوقع من «غوغل» المضي قدما في إدخال شرائح «إن إف سي» في هواتف «موتورولا».

ولا تكشف «غوغل» عن عدد الصفقات التي تقوم بها، لكن محطات بيع الوقود، ومحلات بيع الأطعمة السريعة مثل «بيرغر كينغ» كانت من الأوائل التي انضمت إلى هذه الخدمة، و«هذا الأمر شبيه بالعامين 1995 و1996 الأيام الأولى من التجارة الإلكترونية» كما يقول أسامة بدير نائب رئيس «غوغل» للمدفوعات ومحفظة «غوغل».

وخلال السنوات الخمس الماضية تعود الناس على شراء التطبيقات، والألعاب، والأغاني، لهواتفهم، ومع ذلك هنالك 7 في المائة فقط من مبيعات التجزئة تتم على الشبكة، مقارنة بـ4 تريليونات دولار لا تزال تنفق شخصيا في المحلات. «نحن سنستهدف شريحة الـ93 في المائة هذه» وفقا لبدير. وتنوي كل من «إيزيس» و«غوغل» استخدام محافظها الجوالة لتقديم الترويجات والإعلانات الشبيهة بالإعلانات على الشبكة، التي يمكن أن تكون شخصية جدا، وموجهة لأفراد معينين.. فمثل إعلانات المبيعات هذه تصل إلى نحو 200 مليار دولار سنويا من الإنفاق حيث يمر القليل منها جدا عبر قنوات الهواتف الجوالة.

وتتسابق الشركات حاليا لإقناع التجار والمحلات بتركيب برمجيات في نقاط تسديد المدفوعات، بحيث تتقبل محافظهم الرقمية، وبالتالي يمكن إرسال الإعلانات ونقاط الولاء إلى المستهلكين.

في هذا الوقت يزداد حمى التوتر والتنافس بين «غوغل» و«إيزيس»، إلا أن بدير يعلق على ذلك بالقول «إن الوضع برمته سيتفجر، لكن هنالك فسحة كافية لكل من (إيزيس) و(غوغل)». غير أن «غوغل» واجهت بعض العثرات في هذا السبيل، بما في ذلك بعض الخلل الأمني الذي كان قد أتاح لسارقي الهواتف المضي في استخدامها للإنفاق الإلكتروني، لكن بدير يقول إن الخبرات المكتسبة من العالم الحقيقي، ساعدت في تعزيز محفظة «غوغل».. «فقد تمكنا من حل المشكلات التي لم تكتشف عندما كانت نظرية، لكننا اليوم نملك منتجا تجاريا قابلا للتطبيق، يعمل في جميع الظروف والبيئات»، على حد قوله.