كلنا يعلم ما هو الشعور الذي ينتابك لدى التعرض للمضايقات؛ إذ هنالك دائما أشخاص لا يتركونك بحالك؛ فهم دائما يوجهون إليك التعليقات والملاحظات غير الودية.
وثمة فرق بين المضايقة والبريد التطفلي، على الرغم من أن كليهما مزعج. وهذا الأمر يمكن أن يحدث أيضا على الإنترنت، عن طريق البريد الإلكتروني، وشبكات التواصل الاجتماعي. فقد تكون تتلقى رسائل مزعجة بصورة متكررة، وعندما ترد عليها بطلب الكف عن هذا الإزعاج، تشرع بتلقي المزيد منها.
والإزعاج هو أمر غير قانوني، وثمة خطوات يمكن اتخاذها لجعله يتوقف، لكن كيف نعلم أن الذي نتلقاه هو إزعاج فعلي على الصعيد الفني؟
* مجابهة التطفل
* عندما يتعلق الأمر بالرسائل الإلكترونية، فإن السؤال الأول الذي يتبادر إلى ذهنك هو تحديد مصدر هذا البريد الإلكتروني، فإذا كان من النوع المزعج، فهنالك على الطرف الآخر شخص يحاول التنمر عليك، وربما يمارس سلوكا تهديديا.
وفي الكثير من الحالات قد يكون ذلك بريدا تطفليا مؤتمتا؛ فمصدر هذا البريد التطفلي غالبا ما يكون من جهاز واحد، أو أكثر من الكومبيوترات الروبوتية المصابة بالعدوى الموجودة في أي مكان من العالم، وعندما تتصدى لهذا البريد، تزيد الأمور سوءا، بحيث يتم التأكد من هويتك من قِبَل مصدر هذه الرسائل غير المرغوب فيها، وبالتالي تبدأ بتسلم المزيد منها.
والبريد الإلكتروني المتطفل هو مشكلة منذ بداية عصر الإنترنت، لتتحول إلى مشكلة أكثر سوءا مع مرور الزمن. ويقدر بعض الخبراء الأمنيين أن نحو 90% من البريد الإلكتروني العالمي هو بريد متطفل.
بداية، قم برفع شكوى إلى مكتب إساءة الاستعمال في الشركة المقدمة لخدمة الإنترنت ISP مع نسخ من هذا البريد المتطفل بعناوينه الكاملة الموجودة على رأس الصفحة. ومن شأن هذه العناوين أن تقدم المعلومات الوافية التي يحتاجها لتحديد مصدر هذا البريد بدقة. وكن واضحا في العنوان أنك ترفع شكوى تتعلق بالبريد التطفلي. وهذا ما يضع خبراء ISP قيد العمل، للشروع في العمل، وضبط رواشح البريد التي تكافح هذه الآفة. ومثل هذا الأمر يستفيد منه الجميع.
وبعض هذا البريد المسيء قد يكون مصدره عناوين الأصدقاء وأفراد العائلة، وهذا يحصل عندما يقوم فيروس إلكتروني بالسيطرة على بريدهم الإلكتروني؛ لذا قم بالاتصال بهم عبر وسيلة مختلفة، كالهاتف وغيره، وإبلاغهم بأسماء الحسابات المصابة، وانصحهم بتغيير كلمة المرور، وإجراء مسح ضد الفيروسات. وتقوم مفوضية التجارة الاتحادية FTC في الولايات المتحدة بحفظ قاعدة بيانات عن عمليات الغش والخداع والبريد المتطفل الذي تستخدمه لفرض القانون ضد مرسلي البريد المتطفل من الكبار.
في الولايات المتحدة، ووفقا لما تقوله «يو إس إيه توداي» يمكن إرسال نسخ من البريد المتطفل الذي تتلقاه إلى [email protected]، وزيارة http://www.ftc.gov، واملأ طلب شكوى على الشبكة. وهذا من شأنه إبلاغ الجهات الحكومية أن مرسل البريد التطفلي لم يقم بمراعاة طلباتك لإزالة اسمك من بريده السيئ.
* راشحات البريد المتطفل وبغية منع البريد غير المرغوب فيه، استعن براشح البريد المتطفل، وغالبية الخدمات البريدية هذه تملك رواشح ممتازة هذه الأيام. كما يمكن اختيار تركيب راشح «بايسيان - ستايل» الخاص بالفريق الثالث. ومثل هذه المرشحات يمكن «تدريبها وتعليمها» على الأمور الجيدة والسيئة على السواء. ومرشحات «بايسيان» Bayesian filters هي أكثر فعالية من المرشحات التي تعتمد على النظم والقوانين التي تميل إلى منع حتى البريد الشرعي.
* تغيير العنوان
* وإذا فشلت جميع هذه الأمور والتدابير، وما زلت تتلقى بريدا متطفلا، فإن الحل الوحيد عندئذ هو إغلاق الحساب البريدي والشروع في واحد جديد. وحال نجاحك في منع البريد السيئ، أو شروعك في تأسيس بريد جديد، تأكد من اتخاذ الخطوات الصحيحة لحماية الحساب الجديد لئلا يتكرر الأمر مجددا. وكن حذرا في تعميم بريدك الإلكتروني على شبكة الإنترنت؛ لأن مرسلي البريد المتطفل عادة ما يقومون بجمع المعلومات العامة للحصول على الكثير من العناوين.
ويمكن لك تأسيس عنوان، أو عنوانين بريديين يمكن التخلص منهما في ما بعد، يمكنهما تحويل البريد الوارد إلى عنوانك البريدي الدائم. استخدم مثل هذه العناوين في الأوقات التي لا ترغب فيها بكشف أو إعطاء عنوانك البريدي. فإذا حصل أن بدأت هذه العناوين، أو الحسابات غير الدائمة، بالامتلاء بالبريد المتطفل، يمكن إغلاقها من دون التأثير على حسابك الدائم. وحتى الشركة المقدمة لخدمة البريد الإلكتروني قد تدعم مثل هذه العناوين البريدية المستعارة، لغرض الحماية.
لكن إذا قام أحدهم أو أكثر بمضايقتك وتهديدك شخصيا لا تتردد عند ذاك بالاتصال بالشرطة. وإذا كانت هذه التهديدات لا تشكل خطرا وشيكا، لكنها تتدخل في حياتك الخاصة وتعرقلها، لا تتردد في الحصول على إجراءات، أو خطوات قانونية لتقييد حرية المعتدي وحركته.
وفي حالات التنمر عبر البريد الإلكتروني، يمكن التحكم بها عن طريق تصنيف البريد الوارد هذا كبريد تافه لا قيمة له junk. وبعض الخدمات البريدية تتيح لك منع العناوين البريدية مباشرة، وفي مثل هذه الحالة، لا يتوجب عليك حتى التخلص من هذه الرسائل شخصيا.
ومثل هذا المسعى يعمل أيضا في شبكات التواصل الاجتماعي. فـ«فيس بوك» يتيح لك مثلا منع المستخدمين الآخرين. قم بالنقر على المثلث المتوجه إلى الأسفل في الجزء الأيمن العلوي من الشاشة، واختر «ضوابط حفظ الخصوصيات» Privacy Settings. ثم ارجع إلى قسم «لائحة المنع»، وانقر على «إدارة لوائح المنع». قم بإدخال اسم الشخص المسبب للإزعاج، وانقر على «منع». بعد ذلك لا ترى أثرا له.
ويمكن، بدلا من ذلك، النقر ببساطة على لائحة العتاد والمعدات gear menu الموجودة على الجانب الأيمن من الجدول الزمني الذي ترغب في الإفادة عنه، واختر «الإفادة - المنع» Report - Block للإفادة عن الحساب الذي تود الإبلاغ عنه إلى «فيس بوك».