موقع جديد لتعليق الصور وعرضها على الشبكة

ينافس شبكات التواصل الاجتماعي

TT

هل راودك مرة إحساس متوتر بأن عالم الإنترنت أضحى من السرعة بحيث بات من الصعب اللحاق به؟ في كل عام هنالك خدمة جديدة ساخنة على الشبكة، التي من شأنها أن تستغرق وقتك كله. فحالما تتوجه إلى «فيس بوك»، و«تويتر»، و«فورسكوير»، و«غوغل بلاص»، و«تامبلر» و«لينكدلين»، و«إنستاغرام»، و«ريديت» و«باث»، لا يبقى هنالك وقت كاف لبقية شؤون الحياة.

لا بأس، هنالك حاليا موقع آخر مجاني حاز على شعبية كبيرة، لأنه وجد له غرضا آخر لا تقوم بخدمته جهة أخرى، ألا وهو «Pinterest.com»، الذي زعم مؤخرا على أنه أسرع موقع على الشبكة بعدما تجاوز عتبة 10 ملايين زائر شهريا. وقد أخذ يجني ويستثمر على الأحاديث المتبادلة على الشبكة وخارجها بسرعة تدعو إلى الدهشة.

* تعليق الصور

* «بنتريست» (Pinterest) هو لوحة لتعليق الصور الموجودة على الشبكة، بل إنه في الواقع عدة لوحات كل منها صفحة مفردة مستقلة موجودة في حسابك المسجل على هذه الخدمة. ويمكن إعداد واحدة منها مخصصة لفكرة المصنوعات اليدوية الجميلة، وأخرى لفكرة إعادة تصميم المطبخ، وثالثة للأماكن التي يمكن زيارتها قبل أن يفنى العمر. أو ربما عن الكتب التي قرأتها، والأفكار التي تتعلق بحفلات الزفاف، وأفضل مواقع الشبكة الفكاهية، وهكذا فهنا المجال مفتوح إلى ما لا نهاية.

وهنا بعض النقاط المهمة التي تتعلق بنجاح «Pinterest»، لكن إحداها تتعلق ببساطته وبمتعة إضافة الصور إلى واحدة من اللوحات. فعندما تتصفح الشبكة يوميا وترى شيئا ما يبدو جذابا، أو مسليا يمكن النقر على «زر التدبيس» (Pin It button) الموجود على شريط المواد والمواقع المفضلة بغية تعليقها عليها.

وتركيب مثل هذا الزر هناك، هو الأمر الفني والتقني الوحيد لاستخدام (Pinterest). ومرة أخرى إذا كنت لا تعرف كيف تضيف علامة المواد المفضلة إلى متصفح الشبكة، فقد تواجه تحديات أكثر إلحاحا من معرفة وإتقان كيفية التداول مع مواقع التواصل الاجتماعي.

وحال النقر على «زر التدبيس» فسترى مجموعة مرتبة من الصور الظاهرة على صفحة الشبكة التي تتصفحها. انقر على الصورة التي ترغبها، واختر اللوحة التي ترغب في تعليق الصورة عليها، ثم انقر على شرح الصورة، وأخيرا انقر على «زر التدبيس». وإذا قمت بتسليط الضوء على بعض النصوص الواردة في الصفحة، قبل النقر على «زر التدبيس» تتحول هذه النصوص المختارة المضاءة، لتصبح هي شرح الصورة.

وعندما تقوم بزيارة ثانية إلى صفحات «Pinterest» سترى أن الصورة الجديدة التي اخترتها قد انضمت إلى سائر الصور في اللوحة المختارة.

والقدرة على تحويل الأشياء إلى مجموعات مرتبة هي قدرة كبيرة تماما، مثل قص المواضيع والمقالات المهمة من الصحف والمجلات. وغالبا ما تكون لوحات تعليق الصور التي يعدها الأشخاص ملهمة ورائعة، وهي تمثل مواضيع قد تصادفها في مواقع مسلية وغريبة، مثل «ستامبل أبون»، أو «آي ويست سو ماتش تايم دوت كوم».

* أفكار بالصور

* وإذا كان «Pinterest» يتحدث كثيرا عن المطابخ، ووصفات الطعام، والمصنوعات اليدوية، والأشياء الجميلة، فقد تعتقد أن الموقع موجه إلى النساء. هذا صحيح إلى حد ما، إذ تقول الشركة إن النساء يشكلن أكثر من 80 في المائة من الأعضاء.

كما أن الجانب الاجتماعي لـ«Pinterest» هو سبب آخر للخروج بمثل هذا الإحصاء الآنف الذكر. فكلما صادفت موضوعا دسما قام أحدهم بتعليقه على لوحته، يمكنك أنت أن تعلقه أيضا على لوحتك بنقرة واحدة. وبهذه الطريقة تنتشر الأفكار الجيدة بسرعة. وقد تبدي إعجابك أيضا بموضوع ما وتعلق عليه. والأكثر من ذلك، إذا وجدت أحدهم يماثل ذوقه ذوقك، فيمكنك متابعته في الزمن الحقيقي لدى تعليقه لصوره.

كما يمكنك تخصيص لوحات تعاونية مشتركة، بحيث يمكن للأشخاص الذين تقبلهم وتوافق عليهم، المساهمة في تعليق الصور عليها. وهذه مزية رائعة عندما يحاول أصدقاؤك، أو أفراد عائلتك الخروج بأفكار شيقة لمناسبات الأعراس، أو العطلات، أو غيرها من الحفلات والمناسبات. وفي نهاية المطاف هنالك أمور تجعل من «Pinterest» أمرا شيقا، منها إنه صاف ونقي، ومرتب من دون أي وهج، كما وإنه خال من الإعلانات التي تبرز فجأة.

ولا تزال الشركة تبحث عن وسيلة لجني المال، لكن أصحاب المدونات الأذكياء وجدوا في برنامج تقدمه «أمازون دوت كوم» كملحق لها كحل لذلك. وهو الحصول على رسم إحالة الذي هو نسبة صغيرة من سعر المشتريات عندما يقوم أحدهم بإتباع رابط من موقعك على الشبكة إلى «أمازون»، لشراء ما يرغبه. والكثير من المخازن والمحلات التي تعمل على الشبكة، تقدم مثل هذه البرامج. فعندما ترتبط إحدى صورك على «Pinterest» برابط يؤدي إلى منتج مطروح للبيع على الشبكة، تحصل «Pinterest» على رسم الإحالة، لدى إتمام عملية الشراء. الأمر الأخر هو أن «Pinterest» ليس «تويتر»، أو «فيس بوك»، لكونك لا تقوم بنشر التعليقات وإذاعتها. أنت فقط تقوم بإقامة لوحات تعليق خاصة باستخداماتك، وما تثيره ذاكرتك وإلهامك. فإذا ما وجد الآخرون لذة في ما تعرضه أنت، أو فائدة ما، يمكنك إشباع غرورك، وهو أمر لا يمكن أن تجده في مواقع الشبكات الاجتماعية.

وأخيرا فإن «Pinterest» يوفر لك فرصة استراحة من مواقع التواصل الاجتماعي، وذلك عن طريق الاعتداد بالذات وترويجها وتوثيقها.

والجدير بالذكر أنه لا توجد وسيلة حاليا لإبقاء «Pinterest» من الأمور الخصوصية. فكل لوحة تعليق هي متوفرة للآخرين الموجودين على هذا الموقع. فقد لا ترغب دائما بالإعلان عن كل ما تود القيام به كإجراء عملية تجميل للأنف مثلا. لكن كل هذه العقبات قد تكون برسم التحسين أو الحل.

وحاليا فأنت بحاجة إلى حساب تسجيل في «فيس بوك» أو «تويتر» للاشتراك بـ«Pinterest»، أو عن طريق دعوة أحدهم لك. أو قد تطلب ذلك من «Pinterest» ذاته.

والجدير بالذكر أيضا أن «Pinterest» قد تعرض سلفا للغزو من قبل المصالح التجارية، مثل شركات السفر، وشركات المعدات المنزلية، وشركات بيع الجواهر، وغيرها التي بات لها حسابات تسجيل فيه.

وعن طريق نقرتين فقط يمكن إضافة السعر إلى زاوية الصورة، التي عن طريق النقر عليها، تؤدي بك إلى موقع الشبكة التي جاءت منها، حيث يمكن شراء ما تمثله هناك. وبذلك تحولت لوحات «Pinterest» إلى كتالوغ لعرض البضائع. وشرعت خدمة «Pinterest» بزيادة تعزيز ظهورها وانتشارها، فهنالك مثلا تطبيق لها في «آي فون» على شكل إطار جيد للبحث عن المواد في جميع حسابات «Pinterest» المسجلة. وهنالك أيضا «زر لتدبيس الصور وتعليقها» يمكن إضافته إلى موقعك في الشبكة، مع خيار لعرض جميع الصور الجديدة التي جرى تعليقها، على «فيس بوك».

* خدمة «نيويورك تايمز»