سحابات شخصية في الفضاء المعلوماتي لتكامل مختلف الأجهزة الإلكترونية

تسمح بنقل الملفات بين الكومبيوترات والهواتف الجوالة والأجهزة اللوحية والتلفزيونات الذكية

TT

تشهد سوق الأجهزة الشخصية زحفا غير مسبوق من الشركات الصينية، إذ أصبحت تقدم أجهزة متطورة ذات جودة مرتفعة، وبتصاميم باهرة. وأخذت بعض الشركات الأمر إلى درجات مميزة، وأخذت تقدم خدمات تقنية مكملة لتجربة الاستخدام. ومن الشركات المميزة في عالم الكومبيوتر الشخصي شركة «لينوفو» (Lenovo) التي أصبحت ثاني أكبر مصنع للكومبيوترات المحمولة في العالم، وذلك بعد أعوام قليلة على شراء قسم الكومبيوترات المحمولة لشركة «آي بي إم» وتطويره.

وقابلت «الشرق الأوسط» عبر الهاتف الرئيس التنفيذي لمجموعة «لينوفو» في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ونائب الرئيس للشركة ككل، جاك لي (Jack Lee) الذي تحدث عن الاستهلاك العربي للتقنية، واستراتيجية تكامل الشاشات الـ4 للمستخدمين.

* المنطقة العربية

* وترى «لينوفو» أن المنطقة العربية تنمو بشكل غير مسبوق في النواحي التقنية، وخصوصا المملكة العربية السعودية التي تعتبر أكبر سوق للكومبيوترات الشخصية في المنطقة. ومن الواضح أن المستخدمين في المنطقة يريدون حمل أكثر الأجهزة التقنية تطورا، وذلك لتسهيل تواصلهم مع الآخرين وإتمام الأعمال والاستمتاع أيضا، في أي مكان وأي وقت.

وتطور الشركة كومبيوترات شخصية وأجهزة لوحية وتلفزيونات ذكية وهواتف جوالة لإيجاد بيئة إلكترونية متكاملة للمستخدمين على اختلاف أذواقهم وطبيعة استخداماتهم. وبينما كان اهتمام المستخدمين في المنطقة العربية في عام 2011 منصبا على الأجهزة اللوحية المختلفة، يتوقع أن يتحول هذا الاهتمام هذا العام 2012 إلى أجهزة «ألترابوك» ونظام التشغيل «ويندوز 8» المقبل، بالإضافة إلى ازدياد استخدام الأجهزة الشخصية المحمولة داخل بيئة العمل.

وترى الشركة المجال مفتوحا للبدء بتبني الأجهزة اللوحية وأجهزة «ألترابوك» في مؤسسات التعليم العالي في المنطقة العربية، وذلك لارتفاع أداء هذه الأجهزة وانخفاض ثمنها مقارنة بالكومبيوترات المحمولة، ناهيك من سهولة حملها بسبب انخفاض وزنها، وصلابتها المرتفعة. وتقدم «لينوفو» أجهزة تدعم اللغة العربية بالكامل، مع توفير خيارات مختلفة وبأسعار متفاوتة، مع دعمها مسبقا لواجهة التفاعل باللمس لنظام التشغيل «ويندوز 8».

ويؤكد «جاك لي» أن الجهاز اللوحي هو الجهاز المفضل الثاني للمستخدمين في المنطقة العربية، وحتى بالنسبة للأطفال، وذلك بسبب سهولة التعامل والتفاعل معه، ومواصفاته المتقدمة، وسهولة حمله. ويرى أن أجهزة «الكل في واحد» (All - In – One) التي تتكون من شاشة تعمل باللمس في داخلها جميع دارات الكومبيوتر هي فرصة رائعة للمستخدمين الذين يبحثون عن أجهزة مميزة تقدم خدمات متطورة في تصميم رائع يمكن استغلاله كجزء من التصميم الداخلي للمنازل والمتاجر والشركات، ولكن المستخدمين أهملوا هذا النوع من الأجهزة لأسباب مختلفة. ومن أكبر التحديات التي تواجه الشركة في المنطقة العربية عدم معرفة المستهلكين بالعلامة التجارية الخاصة بها، وستعمل «لينوفو» جاهدة لتعزيز تجربة المستخدمين والتعرف على منتجاتها بشكل أفضل.

* استراتيجية الشاشات الأربع

* ومع الانتشار الكبير الذي تشهده الأجهزة الإلكترونية المختلفة، أصبح من الصعب على المستخدم المحافظة على المحتوى بين أجهزته، مثل الكومبيوتر الشخصي (المكتبي أو المحمول) والهاتف الذكي والجهاز اللوحي والتلفزيون الذكي. ويتطلب تعديل وثيقة أو صورة ما على جهاز من هذه الأجهزة حاجة المستخدم إلى نقل الوثيقة لدى استخدام جهاز آخر والعمل عليها، الأمر الذي قد يؤدي إلى الكثير من المتاعب بسبب استخدام نسخ سابقة من الوثيقة غير تلك التي قام بالعمل عليها في جهاز آخر، وبالتالي إضاعة الوقت.

إلا أن للحوسبة السحابية دورا كبيرا في هذا المجال، حيث تستطيع أن تصبح الوسط الخاص بين هذه الأجهزة، إن تم تطوير هذا الوسط بالشكل الصحيح. ويكمن السر في أن الحوسبة السحابية لا تعتمد على جهاز المستخدم، حيث يمكن الوصول إلى الموقع أو الملف المرغوب من أي جهاز، بغض النظر عن فئته أو نظام التشغيل الذي يعمل به، لتصبح عبارة عن مساحة تخزينية هائلة لا تنضب، يمكن التواصل معها من خلال واجهة استخدام مبسطة لأداء الهدف المرجو.

وخلصت دراسة أجرتها شركة «غارتنر» إلى أنه بحلول عام 2014، ستصبح الخدمات السحابية الشخصية مركز ومحور الاستخدام الرقمي للأفراد، لتحول الشركات المصنعة للأجهزة تركيزها نحو تقديم حلول سحابية أيضا، التي من شأنها التكامل مع الأجهزة والبرامج المختلفة. وترى الدراسة أن العالم يتجه اليوم نحو التحرر من استخدام الكومبيوتر الشخصي من خلال الأجهزة المختلفة المحمولة والإنترنت لإتمام الأعمال، ذلك أن ميزة العمل أثناء التنقل في أي مكان تفوق المزايا الحصرية لاستخدام الكومبيوتر الشخصي.

ومن الأمثلة على ذلك تطوير «لينوفو» ما يعرف بـ«سحابة لينوفو» (Lenovo Cloud) التي صممت بهدف تعزيز التواصل الاجتماعي بين العائلات والأصدقاء والزملاء في العمل، واستخدام أجهزة مختلفة للتحكم ببعضها البعض بكل بساطة، لتصبح ذات ارتباط للمستخدم وقطاع الأعمال في الوقت نفسه. وتنقسم هذه السحابة إلى خدمة «لينوفو للتخزين السحابي عبر شوغرسينك» (Lenovo Cloud Storage by SugarSync) وواجهة الاستخدام التفاعلية «ماجيك شير» (MagicShare) التي تقدم تجربة استخدام مريحة وسلسلة للغاية.

وتطلق الشركة مصطلح «استراتيجية الشاشات الـ4» (Four Screen Strategy) على كيفية تفاعل المستخدم مع الأجهزة الإلكترونية الـ4 الرئيسية (الكومبيوتر المكتبي أو المحمول، والهاتف الذكي، والجهاز اللوحي، والتلفزيون الذكي)، التي تدعمها السحابة المذكورة، بحيث سيصبح التعامل مع ملفات المستخدم بين الأجهزة المختلفة خلال الأعوام القليلة القادمة أمرا بديهيا لا يحتاج إلى تعديل خصائص الاتصال اللاسلكي للأجهزة، وسيكون أشبه باستخدام الإنترنت من خلال شبكات الاتصالات اللاسلكية في أي مكان وأي وقت يريده المستخدم، وبكل بساطة وسهولة.

الأمر الذي يميز هذه السحابة هو أنه ليس من الضروري استخدام أجهزة «لينوفو» للحصول على الخدمات، حيث تقدم الشركة حاليا تطبيقات على الهواتف الجوالة والأجهزة المحمولة والكومبيوترات الشخصية التي تعمل بنظم التشغيل المختلفة، إذ يمكن الوصول إليها من خلال متصفح الإنترنت الخاص بالكومبيوتر، أي أنه بإمكان المستخدم التحكم بكومبيوتره المتصل بالتلفزيون من خلال جهاز لوحي أو هاتف جوال، على خلاف الكثير من الخدمات الأخرى التي تحتكرها الشركات على الأجهزة التي تصنعها. وترى الشركة أن هذه السحابة ستسمح للمستخدمين التركيز على إتمام العمل عوضا عن الجهاز الذي يتم استخدامه وكيفية عمل التقنية، وبالتالي تبسيط العملية والسماح للجميع مشاركة الملفات بين الأجهزة والتحكم بها من بعد. وتوصلت الشركة إلى هذه السحابة الشخصية نتيجة اندماج التقنيات وتحول الأجهزة إلى النمط الاستهلاكي للعموم، بالإضافة إلى أنه أصبح بالإمكان حملها أينما ذهب مستخدموها.

* تطبيقات مختلفة

* ويمكن استخدام هذه الآلية لمشاهدة عروض فيديو موجودة في كومبيوتر المستخدم، على تلفزيون ذكي من خلال التحكم به من الهاتف الجوال للمستخدم أو جهازه اللوحي. وتتم هذه العملية عادة من خلال الشبكات المحلية داخل منزل أو مكان عمله (ما دامت الأجهزة متصلة بالإنترنت).

إلى ذلك، يمكن مشاركة ملفات الوسائط المتعددة مع الآخرين باستخدام هذه الآلية، أو الوصول من المنزل (أو من موقع الإجازة أو من السيارة) إلى الملفات المهمة الموجودة في كومبيوتر العمل، وباستخدام الأجهزة المختلفة الثابتة أو المحمولة.

ومن الممكن استخدام هذه التقنية أيضا لإصلاح بعض أنواع المشكلات التقنية في الأجهزة، حيث يمكن لخبير تقني إصلاح عطل ما لأحد الأصدقاء أو الأقارب بغض النظر عن المسافة الجغرافية التي تفصلهم. ويمكن تطبيق هذه الفكرة في قطاع الأعمال، لترسل الشركات الخبراء «الافتراضيين» عبر الإنترنت لإصلاح بعض الأعطال البرمجية أو تعديل خصائص الجهاز. ويمكن للشركات الصغيرة أو الضخمة الاستفادة من هذه الخدمات وتقديمها لموظفيها، الأمر الذي يزيد من تقبل الأجهزة المحمولة في بيئة العمل عوضا عن التخوف منها ومنعها في بعض الأحيان، أي أنه يمكن للأفراد والشركات الاستفادة من هذه الخدمة وفقا للحاجة.

* تخزين «سحابي»

* وبالنسبة لخدمة «التخزين السحابي عبر شوغرسينك»، فهي تسمح تخزين البيانات ونقلها بين الكومبيوترات الشخصية والأجهزة اللوحية، والسحابة، وحفظ نسخ احتياطية من ملفات المستخدم المهمة، مثل ملفات الصور والموسيقى والوثائق وعروض الفيديو، وغيرها. ويمكن للمستخدم الاستفادة من 5 غيغابايت من السعة التخزينية المجانية، مع القدرة على رفع تلك السعة لقاء رسوم محددة، وفقا للكمية المرغوبة.

ويمكن من خلال هذه الخدمة أداء الأعمال الجماعية المشتركة على الوثائق ومشاركة الروابط مع الآخرين عبر الشبكات الاجتماعية (مثل «فيس بوك» و«تويتر» والبريد الإلكتروني عبر برنامج «آوتلوك») وترميزها لحماية البيانات من المتطفلين. ويمكن للمستخدم العمل على ملفاته محليا من دون الاتصال بالإنترنت، ليقوم البرنامج بعمل اللازم لدى الاتصال وتنسيق ومزامنة البيانات تلقائيا.