نزعات تقنية مثيرة في إلكترونيات التسلية

تلفزيونات ذكية تشغل أكثر الألعاب تطورا.. وكتب تعليمية وترفيهية تتفاعل مع المستخدم

تقنية «الزجاج الذكي» من «مايكروسوفت»
TT

انتظم مؤخرا في مدينة لوس أنجليس الأميركية معرض إلكترونيات التسلية (Electronic Entertainment Expo) للعام الحالي، الذي استعرضت فيه مئات الشركات ألعابها وأجهزتها وبرمجياتها، مع تقديم عدة تصورات تقنية باهرة. ونستعرض في هذا الموضوع تصورات تجسد نزعتين جديدتين، هما توسيع رقعة اللعب لتشمل تكامل الهواتف الجوالة والأجهزة اللوحية والكتب التعليمية والترفيهية مع أجهزة الألعاب المنزلية، بالإضافة إلى تقديم ألعاب في غاية التطور على تلفزيونات المستخدمين من دون استخدام أجهزة الألعاب، وذلك بتسخير قدرات الحوسبة السحابية.

* تجربة انغماس معززة

* مع إعلان شركة «نينتندو» عن قرب طرح جهاز الألعاب «وي يو» (Wii U) نهاية العام الحالي الذي يقدم أداة تحكم تستخدم شاشة مدمجة أشبه بجهاز لوحي مصغر، انصب تركيز شركات صناعة أجهزة الألعاب الإلكترونية على تكامل أجهزة الألعاب مع الأجهزة الأخرى. وأعلنت «مايكروسوفت» عن إطلاق تقنية «الزجاج الذكي» (Smart Glass) التي تحول الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية الحالية إلى أدوات تحكم إضافية لجهاز «إكس بوكس 360»، من خلال تطبيق يمكن تحميله على الأجهزة التي تعمل بنظم التشغيل «ويندوز فون» و«آي أو إس». ومن الأمثلة على ذلك عرض خريطة اللعب على شاشة الجوال أو الجهاز اللوحي أثناء اللعب، أو عرض معلومات إضافية مرتبطة باللعبة.

إلى ذلك، يمكن عرض معلومات مرتبطة بعروض الفيديو أو الموسيقى التي يشغلها جهاز الألعاب، مثل معلومات حول المغنين والممثلين وقصة العرض وصور التقطت أثناء تصويره، وغيرها.

وقدمت شركة «سوني» كتبا تفاعلية سمتها «ووندر بوك» (Wonder book) تقوم كاميرا خاصة بمراقبتها أثناء تفاعل المستخدم معها، لتعرض عناصر إضافية على الشاشة تزيد من انغماس المستخدمين لها، وذلك باستخدام تقنية الواقع المعزز (Augmented Reality). واستعرضت الشركة قصة أطفال من تأليف «جيه كيه رولينغ»، الكاتبة البريطانية التي ألفت سلسلة روايات «هاري بوتر»، حيث تبدو القصة غير مقروءة لدى مشاهدتها بالعين المجردة، ولكنها تنبض بالحياة لدى تعرف الكاميرا عليها، حيث تعرض شخصيات تتحرك وتتفاعل مع بعضها البعض، ومع المستخدم أيضا. ويمكن استخدام هذه التقنية للمساعدة في عملية التعليم، حيث من الممكن أن تعرض كتب الفيزياء والعلوم تجارب مرئية تستعرض المفاهيم المختلفة، ليتعلم الطالب من القراءة والمشاهدة والتجربة، مع القدرة على حل المسائل الرياضية بالتدريج وتوضيح كيفية تطويرها وحلها خطوة خطوة، أو مراقبة أسلوب حل الطالب للمسألة وتوضيح الخطأ الذي يقع فيه وأسلوب الحل الصحيح، وغيرها من التطبيقات الممكنة باستخدام الكتب الذكية.

* ألعاب إلكترونية «سحابية»

* ومن النزعات الأخرى تحويل شاشات التلفزيون إلى منصات ألعاب متطورة تستطيع تشغيل أحدث الألعاب وأكثرها تطلبا، وبمجرد تحميل تحديث برمجي من الإنترنت، حيث أعلنت شركة «سامسونغ» عن تحالفها مع شركة «غاي كاي» (Gaikai) لتقديم خدمات الألعاب السحابية على التلفزيونات الذكية من «سامسونغ». ومن الممكن من خلال هذه التقنية تحويل التلفزيونات الساكنة إلى أجهزة ألعاب ترفيهية تقدم تجارب مميزة، ومن دون تحميل أي برامج إضافية أو شراء معدات متطورة، إذ يستطيع المستخدم اللعب مباشرة بعد الاتصال بالإنترنت، حيث تتم معالجة كل شيء في الأجهزة الخادمة السحابية. ويمكن وصل أداة تحكم بمأخذ «يو إس بي» الموجود في التلفزيون للتفاعل مع عالم اللعبة بكل سهولة.

إلى ذلك، تقدم شركة «أون لايف» (On Live) خدمة شبيهة، ولكن يجب على المستخدم شراء جهاز صغير يتصل بالتلفزيون لتحقيق ذلك، الأمر الذي تناقشه حاليا شركة «إل جي» مع مزودي هذه الخدمة. إلا أن العامل الأكثر أهمية في هذه النزعة هو سرعة إرسال واستقبال الأوامر بين المستخدم والأجهزة السحابية، وتأثير ذلك على سرعة استجابة اللعبة له، الأمر الذي يعتمد بشكل أساسي على سرعة الاتصال بين الطرفين.

وكانت «سامسونغ» قد أعلنت في وقت سابق عن إطلاق مجموعة من التلفزيونات الذكية لعام 2012 في المنطقة العربية تعتمد على 3 محاور رئيسية، هي نظام التفاعل الذكي (Smart Interaction) والمحتوى الذكي (Smart Content) والتطور الذكي (Smart Evolution). ويركز نظام التفاعل الذكي على مزايا التحكم بالتلفزيون من خلال الأوامر الحركية والصوتية والتعرف على الأوجه باستخدام الكاميرا الرقمية المدمجة في التلفزيون. وإلى جانب تعرف الجهاز على 26 لغة تشمل العربية، يمكن للمستخدم تشغيله أو إيقافه أو تشغيل التطبيقات المختارة أو البحث عن المحتوى الرقمي عبر متصفح الإنترنت المدمج من خلال الأوامر الصوتية أو الإشارة باليد، حيث يمكن، مثلا، التحكم في الصوت والانتقال بين القنوات المختلفة والتصفح واختيار رابط أو محتوى عبر متصفح الإنترنت.

ويشمل المحتوى الذكي توسع المحتوى القابل للتخصيص حسب الطلب من خلال تطبيقات التلفزيونات الذكية. ومن التطبيقات على ذلك «قصة العائلة» و«اللياقة» و«الأطفال». ويتيح تطبيق «قصة العائلة» للمستخدم تبادل المحتوى (مثل الصور والرسائل وملاحظات التذكير) على لوحة إعلانات افتراضية يمكن الوصول إليها عبر الكثير من الأجهزة، مثل التلفزيونات والهواتف الذكية والأجهزة اللوحية والكومبيوترات الشخصية. ويقدم تطبيق «اللياقة» للمستخدم أسلوبا ملائما للحفاظ على لياقته، بحيث تعمل الكاميرا الأساسية في التلفزيون على تقسيمه إلى شاشتين لتوفير مرآة افتراضية تتيح للمستخدمين مراقبة تمارينهم المعتادة. كما يمكن للمستخدمين ربط تلفزيونهم الذكي شبكيا مع هواتف «سامسونغ» الذكية عبر تطبيق «فيتنيس آب» (Fitness App)، أو الربط مع ميزان يدعم تقنية «واي فاي» اللاسلكية لتتبع تغير وزنهم حسب برنامجهم. ويقدم تطبيق «الأطفال» برامج تعليمية ترفيهية وألعابا ضمن واجهة استخدام تلائمهم، يمكن للوالدين التحكم بها ومراقبتها.

وتشمل مجموعة التلفزيونات الذكية التي طرحتها الشركة على سلسلة «إي إس 8000» (ES8000) التي تأتي بطرازات يبلغ قطرها 46 و55 بوصة، وسلسلة «إي إس 7500» (ES7500) التي تتوفر أيضا بمقاسات 40 و46 و55 بوصة. وتدعم هذه التلفزيونات العروض العادية وثلاثية الأبعاد، بالإضافة إلى دعمها مشغل «فلاش 10.2» (Flash 10.2) لتشغيل المحتوى عبر المتصفح المدمج. ويبلغ سمك التلفزيون 0.5 سنتيمتر، وهو يدعم تشغيل أكثر من تطبيق في الوقت نفسه بفضل استخدام معالج ثنائي الأنوية.