تقوم الشركات الصانعة للأجهزة التلفزيونية بتسخير التطورات التقنية في قطاعات الهواتف والأجهزة الجوالة والألعاب، مثل التعرف على الأصوات، ومستشعرات الإيماءات، وتطبيقات الهواتف الذكية، لإعادة تصميم أجهزة التحكم بالتلفزيون عن بعد، التي تأخر تطويرها.
ويجري طرح أجهزة التحكم الجديدة هذه مع أحدث أجيال التلفزيونات الذكية. وإن كانت ثورة التحدث إلى التلفزيونات مباشرة محصورة بالذين اعتمدوا التقنيات في وقت مبكر، الذين كانوا يتساهلون مع الأخطاء والعيوب الأولى، فإن خبراء الصناعة يراهنون اليوم على أن هذه التقنية ستتحسن عبر الزمن، لاستيعاب قاعدة واسعة من الزبائن الذين يجدون أجهزة التحكم العادية التقليدية المصممة بشكل رخيص عبئا عليهم.
* تحكم ذكي
* إن «المعاناة مع أجهزة التحكم هي أمر واضح. إذ من الصعب العثور على الأشياء المراد منها»، كما يقول مات ريفيز، نائب مدير الأجهزة اليدوية وتجارة التلفزيونات في «نيوانس» الشركة المتخصصة في تطوير برمجيات التعرف على النطق التي عملت مع «سامسونغ»، و«إل جي»، و«باناسونيك»، وغيرها، لتعزيز قدرات الأوامر الصوتية في أجهزتها، وفقا لما أوردته «يو إس إيه توداي».
وعندما بدأت «إل جي» ببيع تلفزيونها «غوغل تي في» في شهر مايو (أيار) الحالي، فإنها باعت معه جهاز التحكم عن بعد «ماجيك موشن» Magic Motion، الذي يحافظ على شكله الرشيق الطويل، لكنه يعمل على شاكلة جهاز التحكم «نيتيندو وي»، وبالتالي سيسمح للمشاهدين باستخدامه عن طريق توجيهه، والنقر على خيارات المهام والوظائف الرئيسية. كما أنه مزود بعجلة للف لتصفح الشبكة. أما خدمة التعرف على النطق فهي محدودة، بحيث تسمح لك فقط التحدث إلى الجهاز هذا للبحث عن البرامج. وباتت خدمة النقر الخاصة بمستشعر الحركة، وعجلة اللف من المميزات القياسية العادية في جميع تلفزيونات «إل جي» الذكية.
* أوامر صوتية
* ويقوم صانعو التلفزيونات أيضا بالتجارب على التعرف على النطق في منتجاتها، فقد أطلقت «سامسونغ إلكترونيكس» مؤخرا ثلاثة نماذج ذكية من التلفزيونات مزودة بنظام تحكم من بعيد ذي «تفاعل ذكي» يتيح لك تشغيل الجهاز، والإبحار في لائحة المهام، ثم الإنترنت، فقط عن طريق الوقوف قريبا منه والتحدث إليه، من دون الحاجة إلى جهاز للتحكم عن بعد. وتقوم خاصية التعرف على الوجوه بتسجيلك في حسابات التطبيقات. ولا تحتاج إلى جهاز التحكم عن بعد للأوامر الصوتية، إلا عندما لا تكون قريبا جدا من الميكروفون المشيد داخل الجهاز.
وستأتي ثمانية أجهزة تلفزيونية ذكية من طراز «إل جي» مزودة بأجهزة تحكم عن بعد، مزودة بدورها بميكروفونات يمكن استخدامها لإملاء النصوص والبحث في الإنترنت، وفقا إلى جاي فاندبري، رئيس الأعمال الإلكترونية الاستهلاكية في «إل جي» في الولايات المتحدة.
كذلك يقوم صانعو التلفزيونات بالتركيز على إمكانيات الهواتف الذكية، ففي أوائل 2011 طورت «غوغل» نموذجا لتطبيق «أندرويد» هو «غوغل تي في ريموت»، الذي يعمل مع «تلفزيونات غوغل» من «سوني» للأغراض والمهام الأساسية مثل تغيير القنوات، ورفع درجة الصوت وتخفيضها.
ويعمل «سامسونغ ريموت»، وهو تطبيق لأجهزة «أندرويد» و«آي أو إس» من «أبل»، في الكثير من تلفزيونات «سامسونغ» التي أطلقت مؤخرا، ومشغلات أقراص «بلو - راي». أما تطبيق «سمارت ريموت» الذي طور معا من قبل «سامسونغ» و«بييل»، وهي شركة ناشئة، فهو يحول الكومبيوتر اللوحي «غالاكسي تاب» المزود بأداة لإرسال الأشعة تحت الحمراء، إلى جهاز تحكم عن بعد يتطابق مع غالبية الأجهزة التلفزيونية، ومشغلات «بلو - راي»، بما في ذلك المنتجات التي لا تصنعها «سامسونغ»، كما يقول رايان بيدان مدير تسويق الإنتاج فيها.