تقنيات الواقع المعزز في الهواتف الجوالة تطلعك على العالم حولك

تطبيقات حديثة تسلط الضوء على المعالم المحيطة

TT

ربما لم تكن تلك فرصة مناسبة لكي أختبر ما يمكن أن يكون تقنية عالية بالنسبة إلى أحد تطبيقات الأجهزة الجوالة وأنا أتنزه في إحدى الأمسيات على شاطئ البحر.. لكنها كانت كذلك. فقد لاحت لي في البحر سفينة شحن عملاقة على متنها رافعات ضخمة وكبيرة، وأعجبني المنظر، وأثار في حب الاستفهام لعرفة اسمها ومنشأها. لكن لحسن الحظ كان هناك تطبيق لهذا الغرض، ألا وهو تطبيق الواقع المعزز.

* الواقع المعزز

* ويغطي الواقع المعزز الكثير من الأساليب لإضافة المعلومات الرقمية، إلى العالم الذي حولك، وعادة يجري ذلك عن طريق إضافة إشارات على الشاشة خاصة بتغذية الفيديو، عن طريق كاميرا الهاتف الذكي. والتطبيق هذا ذكي ومستقبلي، ويمكن تجربته بسهولة تامة.

وللتعرف على سفينة الشحن هذه على سبيل المثال، استخدمت تطبيقا مجانيا هو «لايار» Layar الذي يمكنه سحب من مصادر عدة مختلفة معلومات معززة. وفي حالتي كانت البيانات من Vesseltracker.com التي تملك معلومات محدثة جدا عن مواقع السفن في قاعدة بياناتها.

وتطبيق «لايار» كان يعلم مكان وقوفي، والاتجاه الذي أسدد إليه هاتفي، وكل ما كان علي فعله هو تسديده كما قلت، إلى السفينة. وأظهر التطبيق إشارة فوق السفينة على شاشة الهاتف تقول إنني أتطلع إلى سفينة «ساغيتا» البالغ طولها 450 قدما. وإذا كان هذا الأمر يشبع فضولي، يمكن في الوقت ذاته تصور ما يجنيه البحارة من وراء مثل هذه البيانات المفيدة.

وتطبيق «لايار» لا يملك معلومات عن السفينة فحسب، بل يقدم أيضا الكثير من مستويات معلومات الواقع المعزز التي هي في الأساس تطبيقات صغيرة. وكل منها لها أنواع مختلفة من المعلومات المتوفرة لدى النظر حولك عن طريق كاميرا الهاتف. إذ يمكن التعرف على طائرة تحلق فوق رأسك، والعثور على شواطئ بحرية، ومواقع سياحية، وحتى الكشف على الشقق المعروضة للإيجار في المكاتب العقارية القريبة.

وتختلف فائدة هذا التطبيق، وأحدها العثور على أمكنة الصرف الآلي للنقود التي غالبا ما أستخدمها أنا. وهي تظهر اسم المصرف، وبعده عني، وكل ما هو مطلوب مني، هو مسح الأفق بالكاميرا للعثور على مكان للصرف قريب، وبالتالي توجيهي إليه سيرا على الأقدام.

وللمساعدة في العثور على مستويات «لايار» الأكثر فائدة، قام الأخير بجرد لائحة به خاصة في ما يتعلق بالأمكنة القريبة، أو تلك التي يجري اختيارها كثيرا، أو تلك التي تناسب لائحة طويلة من المطالب، مثل العمارات الفنية التي تثير الاهتمام، ونقاط «واي - فاي» الساخنة، بحيث يمكن تجربة كل منها لمعرفة صلاحيتها، وبالتالي حفظها بلائحة المفضلات للدخول إليها لاحقا.

* تطبيق جوال

* ويقوم «لايار» باختبارات حاليا للتعرف على الأجسام والأشكال، بحيث إذا ما جرى تسديد الكاميرا على ذلك الغرض، يمكن التعرف إليه، وتوفير معلومات حوله، كسعره مثلا، وأين يتوفر، والإعلانات المنشورة عنه في الصحف والمجلات، التي قد تتضمن معلومات، أو رابطا في الشبكة، أو حتى شريط فيديو.

والتطبيق هذا ليس سهل الاستخدام، وقد يكون بطيئا أحيانا، ويصاب بالتشوش حول المشهد الذي صوبت الكاميرا نحوه. كما أنه في غالب الأوقات يستخدم الناس التطبيق خارج المنازل، بحيث لا يمكنهم من التواصل مع شبكة «واي - فاي»، لذلك فإن التواصل عبر شبكة «3 جي» ضرورية، للحصول على كل هذه المعلومات الضرورية. ويعمل التطبيق بالأساليب ذاتها في كل من «آي فون»، وهواتف «أندرويد»، وهو بتفرعاته المختلفة مجاني.

وتطبيق «جونايو» Junaio من «ميتايو» هو مجاني أيضا على هواتف «آي فون» و«أندرويد»، الذي يقوم بالمهمة ذاتها، رغم أن واجهة تفاعله، هو من بعض الوجوه، أكثر بساطة في الاستخدام، نظرا إلى أيقوناته على الشاشة. لكنه ليس جيدا جدا في تقديم المستويات المختلفة المتوفرة من المعلومات، غير أنه عمليا هو مشابه لـ«لايار»، مع ميزة إضافية هي احتواؤه على أداة مسح بشريط مرمز، وقارئ للرموز «كيو آر» للحصول على معلومات معززة لدى الوقوف في محل للكتب. وهو كـ«لايار» مزود بتقنية «إيه آر» التي تلمح إلى جوانب قوية من الوسائط الاجتماعية لمثل هذه التقنية التي تظهر أين التقطت صور «إنستاغرام» و«بانوراميو» القريبة منك، وهذه معلومات قيمة، إذا كنت تبحث عن منطقة جميلة في المدينة، أو أين جرت تحديثات «تويتر» الأخيرة.

وإذا كنت تخشى من أن للتطبيقات هذه فائدة عملية محدودة، فتش عن «أوغ سات ناف» AugSatNav المجاني من «أندرويد» الذي يعمل كتطبيق «جي بي إس» ملاحي عادي، لكنه بدلا من أن يريك خريطة تفسيرية للطريق الذي ترغب في اتباعه، فهو يستخدم مشهد كاميرا الهاتف، مع خط مسلط عليه يمثل الطريق الذي يؤدي إلى وجهتك، مما يغنيك عن الاهتمام بالتعليمات والإرشادات مثل القول «300 ياردة إلى اليمين». وفي مثل هذه الحالة يكون التطبيق بسيطا، لكنه ليس فعالا كالبدائل غير المعززة، إلا أنه يلمح إلى الأمور الكبيرة المقبلة في مستقبل الواقع المعزز.

وقد يكون جديرا التآلف مع الواقع المعزز هذا، لا لأنه مسل، وأحيانا مفيد جدا، بل لأنه هو مستقبل الأجهزة الجوالة، لا سيما إذا أصبحت نظارات العرض التي يمكن ارتداؤها من «غوغل» شعبية الاستخدام. وبذلك يمكن الاستغناء عن حمل الهاتف أمامك بشكل محرج، لأن «غوغل» ستقدم نتفا صغيرة من المعلومات المعززة في مجال النظر.

وإذا كانت كل هذه الأمور مرهقة جدا، جرب تطبيق «بوب إت سماش» المجاني الجديد والمسلي الخاص بـ«آي فون»، الذي تجاوز «بوب» كلعبة، والذي يتطلب أن تكون قاسيا جسديا مع الهاتف، فلعبة «تيمبل رن: برايف» الجديدة هي نسخة عن التطبيق الحالي الذي جرى تعديله بالتعاون مع «ديزني - بيكسار» ليضفي عليه رسوما بيانية (غرافيكس) مفرحة تجاري الفيلم الكرتوني. وهو يكلف 99 سنتا بالنسبة إلى نظم «آي أو إس» ونسخ «أندرويد».

* خدمة «نيويورك تايمز»