تحديثات جديدة لنظام تشغيل «آبل».. تستحق تكلفتها

يمكن تطبيقها على جميع أجهزتها

TT

إن كانت النسخة الجديدة من «ويندوز» أمرا كبيرا، لأنها خضعت لتغييرات كبيرة، وفي الأسعار والتركيب أيضا، فإن «ماونتن لايون» التي هي نسخة من برنامج «أو إس إكس» الخاص بـ«ماك»، تبدو جيدة. وهي تتميز بأكثر من 200 خاصية جديدة مقابل 20 دولارا، المقصود من غالبيتها مساعدة مالكي كومبيوترات «آبل» المنزلية، وأجهزة «آي باد»، و«آي فون» لكي تعمل معا بصورة سلسة جدا.

تتخذ «آبل» مسعى مختلفا مع برنامجها «أو إس إكس» الخاص بـ«ماك»؛ فهي تنوي تقديم نسخة جديدة منه متواضعة كل عام. فتركيبها لا يستغرق أكثر من 15 دقيقة، بحيث تعمل بنقرة واحدة، مقابل سعر زهيد. أما بالنسبة إلى «أو إس إكس 10.8 ماونتن لايون» OS X 10.8, Mountain Lion الذي صدر أخيرا، فسعره يبلغ 20 دولارا بحيث يمكن تركيب نسخة واحدة بالعديد من أجهزة «ماك» التي تملكها، من دون الحاجة إلى طباعة أرقامها التسلسلية، أو التعامل مع عقبات وعوائق الحماية من الاستنساخ.

وإذا كنت من مالكي أجهزة «ماك»، فقد يتبادر إليك السؤال التالي: هل «ماونتن لايون» يستحق سعر الـ20 دولارا؟

* 200 مزية جديدة

* إن ثمة وسيلة واحدة للإجابة عن ذلك، ألا وهي تحديد قيمة دولار واحد لكل مزية جديدة. واليوم تزعم «آبل» أن هنالك أكثر من 200 مزية جديدة، لكن بعضها لا يتعدى كونها تعديلا طفيفا للموجود، أو معالجة تقنية بسيطة. و15 منها هي تحسينات خاصة بالزبائن الصينيين، التي هي رائعة لمخططات «آبل» للسيطرة على الأسواق العالمية، لكن لا علاقة لها بالناطقين بغير الصينية.

إذن ما التحسين الباقي الحاصل؟

يستمر «ماونتن لايون» في وضع القيود الذهبية في معاصم الأشخاص المالكين لهواتف «آي فون»، و«آي باد»، وأجهزة «ماك» الأخرى. ومثال على ذلك، هنالك ثلاثة تطبيقات لـ«آي فون/ آي باد» موجودة في أجهزة «ماك» أيضا. وكلها تتزامن مع أجهزة «آبل» الأخرى لاسلكيا، بفضل خدمات «آي كلاود» المجانية المعقدة لـ«آبل». وتنضم التطبيقات الجديدة إلى البريد الإلكتروني، والتقويم اليومي، ولائحة الاتصالات، فإذا قمت مثلا بتغيير رقم أحد الهواتف في هاتفك، إذا به يحدث ويتغير أيضا على جهازك اللوحي والكومبيوتر المكتبي. وإذا قمت بوضع ملاحظة تذكير على جهاز «ماك»، إذا بهاتفك يزقزق أيضا في الموعد المحدد، وحتى بالمكان. وكلها مميزات مفيدة، وفيها شيء من السحر، خاصة إذا كنت تملك أكثر من جهاز «آبل» واحد. ومن الواضح أن الشركة هذه ترغب أن تظل حبيسا سعيدا بين جدرانها الجميلة.

لكن ما قيمة هذه التطبيقات المتزامنة الجديدة؟ حسنا! إذا كانت تطبيقات الهاتف تكلف دولارا واحدا، أو دولارين، والبرامج المشاركة الأخرى في الكومبيوتر نحو 20 إلى 30 دولارا، تكون قيمة التطبيقات الجديدة هذه نحو 7 دولارات تقريبا.

كذلك فإن «مركز التبليغ والإخطار» Notification Centre الجديد قد جرت نمذجته وفقا لمزية «آي فون/ آي باد»، الذي هو عبارة عن لوحة رمادية داكنة تنزلق داخل الشاشة لدى سحب أصبعين على رقعة التتبع. وهنا تجد جميع الشكاوى والرسائل والتحذيرات التي قامت برامجك بإصدارها مجمعة كلها في لائحة واحدة مرتبة مخصصة لذلك، على شكل «مواعيد اليوم»، و«الرسائل الواردة»، و«التحديثات البرمجية»، و«تحديثات تويتر»، وهكذا. وهي تترتب في نظام «ماونتن لايون» الجديد للتحذير، حيث التحذيرات الواردة تظهر بهدوء على أنها فقاعات في الزاوية منتظرة أن تفتحها وتطلع عليها عندما يسنح لك الوقت.

ولدى إغراقك بهذه الفقاعات التي قد تشكل إزعاجا، فإن تطبيق «البريد» الجديد «في آي بي» يتيح لك تسمية أشخاص معينين لا ترغب أن تفوتك رسائلهم، مثل رئيسك في العمل، وأفراد عائلتك، وغيرهم من المهمين لك. وهذا التطبيق يكلف 3.50 دولار.

* تحديث عبر الإنترنت

* والإملاء وصل إلى «ماك» أيضا لدى النقر مرتين على زر Fn الموجود على لوحة المفاتيح، وبذلك يمكن الطباعة عن طريق النطق والإملاء. وهو تماما كتقنية التعرف الموجودة على «آي فون». وهو لا يتطلب أي تدريب صوتي، ولا ميكروفونات خاصة، لكنه يتطلب تواصلا مع الإنترنت، على الرغم من أن الدقة هنا ليست كبيرة مثل التي نجدها في «مارتن سكورسيس»، وغيرها، ومع ذلك، فهي سريعة ومفيدة بسعر 5.75 دولار.

وزر المشاركة Share button هو حافظ وقيم على الأمور أيضا؛ إذ يبرز كل شيء بلوائح مهام موجزة ومختصرة، فضلا عن حوافي النوافذ، والبرامج، مثل «سفاري» و«بريفيو». ولائحة المواد التي تبرز هنا تجيز لك نقل ما تريده من الأشياء التي تنظر إليها مثل الصور، والمستندات، والروابط، والفيديوهات، والملفات. وبذلك يمكن إرسال أي شيء إلى «تويتر»، أو عن طريق البريد الإلكتروني، أو رسالة نصية، أو صورة وفيديو، إلى «فليكر» و«فيميو». أو حتى إرسال ملف لاسلكي إلى جهاز «ماك» آخر، وهكذا. كل ذلك من دون الحاجة إلى فتح تطبيق خاص، أو تحميل صفحة معينة على الشبكة. يبلغ سعر هذه الميزة 10 دولارات.

ولعل أكثر التعزيزات التي تتغير روتينيا هو «باور ناب»، تلك المزية الخاصة بآخر أجهزة لابتوب من «آبل» الخالية من الأقراص الصلبة. وهي تتيح للابتوب أن يحدث بياناته الإنترنتية، حتى وإن كان مغلقا وفي حالة السبات. فهو يستيقظ كل ساعة من دون تشغيل مراوحه أو أضوائه ولكن لمدة كافية لتلقي الرسائل الإلكترونية الواردة، وتنزيل التحديثات، وتشغيل عمليات الدعم. ولدى تشغيل اللابتوب في وقت لاحق، تكون سعيدا باكتشاف أن كل الأمور باتت جاهزة حاضرة على ما يرام.

وتقول «آبل» إنه في حال كانت شحنة البطارية ضعيفة جدا، وإذا كنت قلقا من ذلك، فيمكن إبلاغ «باور ناب» بعدم بذل أي نشاط من هذا إلا لدى وصل اللابتوب بالتيار الرئيسي. سعر «باور ناب» الرائع هذا 11 دولارا.

أما الرسائل، وبرنامج الحوار السابق «آي شات»، فقد جرى تعزيزهما ليتولجا رسائل «آي ماسيجيس»، التي هي عبارة عن رسائل نصية مصدرها الإنترنت التي لا تكلف شيئا. فكلما انخرطت بحديث مع عضو آخر في «آي كلاود»، سواء كان على جهاز «ماك»، أو «آي فون»، أو «آي باد»، فإن الحديث هذا يظهر في وقت واحد على جميع الأجهزة الموجودة لديك، ولدى الذين تتحدث إليهم. سعر الخدمة هذه 3.35 دولار.

وتتطلب مزية «إير بلاي» جهاز تلفزيون «آبل» (100 دولار)، لكنه قادر على تحقيق المعجزات. فعن طريق نقرة واحدة يمكن إرسال ما هو موجود على شاشة «ماك» من صور وأصوات إلى جهاز التلفزيون لاسلكيا. وهي موجودة سلفا في هواتف «آي فون» و«آي باد»، كما أنها أكثر فائدة على جهاز «ماك»، وبذلك يمكن إرسال صور سلايد فوتوغرافية إلى الشاشة الكبيرة، وحتى تنظيم صفوف مدرسية، وتشغيل فيديوهات من الشبكة.

لكن ليست الأمور كلها تجري بهذه السلاسة. فقد حاولت «آبل» العام الماضي تهذيب مزية «أوتو سيف»، لكنها عادت مجددا إلى «سيف آز» القديمة لتكون النتيجة أكثر تشويشا من قبل، مما يعني أنك بت مقيدا بأسلوبين فقط لحفظ الملفات، مما يعني ضرورة خصم 3.25 دولار، سعر الخدمة هذه.

كما أن محاولات «آبل» لنقل إيماءات اللمس المتعدد من «آي باد» إلى رقعة التتبع في «ماك» ظلت غير مقنعة أيضا. فالطرق المستخدمة عن طريق الأصابع، سواء كانت أصبعين أو أكثر، وطريقة تمريرها على الشاشة، لتغيير شكلها، والتعبير عن المطلوب منها، محيرة، ولا يمكن تذكرها واستيعابها كلها. لذا يجب حسم 1.77 دولار أيضا من السعر!

* خدمة «نيويورك تايمز»