شبكات ومواقع جديدة للتواصل الاجتماعي بعدد محدود من المشتركين

لخدمة العائلات وحلقات الأصدقاء الضيقة

TT

قد تعتبر «فيس بوك» عملاقة شبكات التواصل الاجتماعي، لكن ثمة مواقع أخرى أصغر لأؤلئك الباحثين عن تجارب أكثر شخصية. ومع تنامي «فيس بوك» إلى نحو مليار مشترك، شرعت مواقع أخرى ناشئة، مثل «كاير2» (Care2) و«إبفريمي» (Everyme)، تتلقى طلبات من أشخاص راغبين في شبكات أصغر أكثر حصرية، ومحدودية.

* شبكات أكثر خصوصية

* ومع وجود أكثر من 955 مليون مشترك، شرعت «فيس بوك» تقدم تواصلا مع الجميع تقريبا، لكن مع تضاؤل في حماية الخصوصيات. وهذا ما يوفر دفعا لتطبيقات ومواقع شرعت تستقطب اهتمامات على صعيد أضيق. ومثال على ذلك التطبيق الاجتماعي «باث» ((Path الذي تشكل عام 2010، الذي يضم نحو ثلاثة ملايين مشترك، حيث إن حلقة الأصدقاء للشخص الواحد لا تضم أكثر من 150 شخصا. ويقول مايت جونسون نائب رئيس التسويق في «باث»، «لقد قامت (فيس بوك) بتشييد مدينة وبنيتها الأساسية، بينما شيدت (تويتر) منصة إذاعية كبيرة». بيد أن «باث» صممت لتكون مكانا حيث المشتركين يشعرون أنهم مرتاحون جدا بها، «فنحن نحاول جهدنا أن نشيد منزلا»، وفقا لما ذكرته صحيفة «إس آيه توداي».

وتجني «باث» عائدات عن طريق بيع أشياء مثل مرشحات الصور، إذ يقول جونسون إنه لا توجد دعايات، كما إنه لا يجري بيع معلومات عن المشتركين. كما أن قائمة المواقع الأخرى المستخدمة للمزيد من الخصوصيات، أو لمصالح نخبوية عالية شرعت تتوسع دائما. فمواقع مثل «فوتو - شيرنغ» و«بنتريست»، والشبكات ذات الحلقات الضيقة، مثل «فاملي ليف» و«إيفريمي» و«كاير2»، شرعت تستقطب المشتركين الذين يهوون المواقع الاجتماعية عن طريق المزيد من الوعود الخاصة.

* مواقع اجتماعية

* «كاير2» تشكل هذا الموقع عام 1998، وهو يوصل بين ناشطين يتشاركون بعواطفهم حول قضايا معينة. وما إن دخلت «فيس بوك» على الخط بشكل كبير حتى عانى «كاير2» من هبوط في شعبيته ومشتركيه، كما يقول مؤسسه ومديره التنفيذي راندي باينتر. لكن المشتركين هؤلاء بدأوا يتزايدون مع تقدم «فيس بوك» بالعمر، وشروع المستخدمين بالتفتيش عن مواقع للاشتراك بها ترضي مصالح الذين يبحثون عن أشياء مختلفة، وفقا إلى باينتر.

* «تاتش» (Touch) التطبيق الوحيد الجوال «تاتش» يجيز للمجموعات والحلقات الضيقة من الأصدقاء القريبة من بعضها البعض، مراقبة بعضهم البعض عن طريق تحديثات للوضع والصور، وتبادل الرسائل النصية بينهم. فعوضا عن التمرير السريع وفقا للجدول الزمني، أراد كل من المؤسسين ديريك تينغ، وجون ليرنر، والمدير التنفيذي لـ«إينفليك»، وهي الشركة التي كانت وراء «تاتش»، التأسيس لتطبيق للأجهزة الجوالة يركز فقط على التفاعل في الزمن الحقيقي، كما يقول تينغ. ويتيح التطبيق للمشتركين أيضا الاطلاع على الذين كشفوا على الصور التي قاموا بتحميلها. وقد أوحيت لهم الفكرة في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، التي هي نسخة رقمية لحديث يدور وجها لوجه في الغرفة ذاتها بين الأصدقاء المقربين من بعضهم البعض، كما يقول تينغ.

* «فاملي ليف» (FamilyLeaf) صمم هذا الموقع لأعضاء العائلة الواحدة لكي تجتمع سوية. فقد وجد مؤسسوها أجاي مهتا، ووسلي زهاو، أنه ما إن اشترك آباؤهم وأمهاتهم بـ«فيس بوك»، حتى أصبحت الأمور غريبة بعض الشيء، إذ وجدوا إما التداول بترتيبات معقدة للحفاظ على الخصوصيات، أو منع أقاربهم تماما من التواصل معهم، لذا أسس هذان الرجلان مكانا تتواصل فيه العائلات في ما بينها عن طريق الشبكة، لكن بعيدا عن مواقع التواصل الاجتماعي.

وكان الموقع قد أطلق في أوائل مارس (آذار) الماضي، الذي ولد من صلب الحاضنة الناشئة «واي كوبينيتور»، الذي هو برنامج يوفر توجيها ودعما ماليا. وحاليا يمكن الانضمام إلى «فاملي ليف» عن طريق الدعوة فقط، لكن هناك مجموعة صغيرة، لكنها ناشطة، من العائلات على الموقع، كما يقول مهتا.

والهدف هو وصل الأقرباء القريبين والأبعد قليلا جغرافيا. ويقول مهتا إنه يرغب في نمو الموقع على هيئة فيروس بنمط الشجرة العائلية. وهو يؤكد أن الموقع يحمي المعلومات الخاصة بالمشترك، ويجني عائدا ماليا عن طريق الخدمات فقط التي يقدمها، مثل طباعة ألبومات الصور، ومساعدة العائلات على شراء الهدايا التي يتبادلونها في ما بينهم.

* صداقات متينة

* «إيفريمي» أطلق في أبريل (نيسان) الماضي، وهو يبتعد عن فلسفة الإعلانات التي تتبعها «فيس بوك»، بل يدعم مشتركيه على عقد صداقات متينة في حلقات مؤلفة من أفضل الأصدقاء لدى التسجيل في هذه الخدمات. والهدف من وراء ذلك هو محاكاة علاقاتك الخاصة، لكن داخل إطار الإنترنت. «ففي الحياة الواقعية لا أملك 150 صديقا، لكن على «فايسبوك» يبدو إنني أملك مثل هذا العدد»، استنادا إلى مؤسس «إيفريمي» ومديرها التنفيذي أوليفر كاميرون.

ولا يوجد هناك خيار للنشر العلني على «إيفريمي»، كما يقول كاميرون؛ لأن المقصود من ذلك تعزيز المزيد من التفاعل المتكرر بين المشتركين والأشخاص الذين يثقون بهم. فالمعلومات هنا يملكها تماما المشتركون الذين يرسل لهم ملف بجميع المعلومات التي يضعونها على الموقع، في حال قرروا توقيف نشاط حساب اشتراكهم، كما يقول.

ويتيح الموقع للمشتركين متابعة التغيرات الحاصلة في إطار سياستها الخاصة بالخصوصيات على الشبكة، كما تبين «إيفريمي» في سياستها هذه أن بمقدور مستخدميها شطب حساب كلي من قاعدة بياناته، ومن كل البيانات التي لها صلة بها. ولا يزال كاميرون يقوم بتطوير أساليب لجني عائدات ومداخيل من الموقع.

وأساليب حماية الخصوصية هذه قد تصبح بسرعة غير فعالة، مع إمكانية حصول شركات أخرى على هذه المواقع وامتلاكها له، أو إفلاسها وفقا إلى محلل «آي دي سي» الصناعي الفني آل حلوة. فبيانات المشترك تعتبر من ممتلكات الشركة، بحيث يكون لخبراء التصفية خيار شرائها، «بحيث تزول كل الشروط في حال الإفلاس، ويصبح من غير الواضح ما الذي يحصل لهذه البيانات»، كما يقول آل الحلوة. لذلك فهو ينصح الآخرين درس كيفية قيام الشبكات هذه بجني الأرباح، «لأنها تفسر ما الذي تفعله ببيانات المشتركين»، حسب قوله.