نظارات ذكية تنافس «غوغل غلاس»

تصمم بسمات متقدمة وتتواصل عبر الهواتف الذكية

TT

يمكن أن تصبح الشاشات التي يتم ارتداؤها على الرأس والتي تصمم بتطبيقات «الواقع المعزز» ولها خصائص التحديثات الفورية للمعلومات، وسيلة جديدة واسعة الانتشار لاستخدام أجهزة الكومبيوتر. وكانت «غوغل» قد أذهلت قطاع التكنولوجيا هذا العام حينما أعلنت عن نيتها طرح «غوغل غلاس»، وهي نظارات تضع شاشة كومبيوتر صغيرة في مجال الرؤية للشخص. غير أن بعض الشركات الأقل شهرة تروج شاشات يمكن ارتداؤها منذ سنوات، والتي تستهدف الجيش كزبون أساسي، وتنتج إحدى الشركات منتجا منافسا له تصميم مماثل. ويمكن اعتبار تلك الخطوة تفعيلا لفكرة «غوغل»، غير أن هذا لا يعني أن المستهلكين سوف يرحبون بتلك الأجهزة.

* نظارات ذكية

* تعتبر شركة «فوزيكس»، التي تتخذ من روتشستر في نيويورك مقرا لها، المنافس الجديد لـ«غوغل». ولمنتج الشركة اسم أقل جاذبية من «غوغل» - «فوزيكس سمارت غلاسيز إم 100» - لكنه يشتمل على ميكروفون وسماعة وكاميرا وأجهزة تحديد مواقع الجغرافية، وهو من القوة الكافية لتشغيل أحد إصدارات نظام تشغيل الهواتف «أندرويد».

ويسمح كل من تقنيات «البلوتوث» و«الواي فاي» باتصالها بهاتف ذكي. وتزود شاشة عرض صغيرة موضوعة في محيط رؤية مرتدي النظارة منطقة رؤية مكافئة لامتلاك هاتف ذكي أربع بوصات.

تقوم شركة «فوزيكس» بالفعل بترويج شاشات عرض يمكن ارتداؤها – للزبائن الذين يرغبون في الانغماس في الأفلام، كما أنها تقدم مزيدا من المنتجات باهظة الثمن، مثل نظارات الواقع المعزز المزودة بكاميرا وشاشة عرض في كل عدسة، للباحثين ووزارة الدفاع. ومن المنتظر أن تطلق النظارات الذكية ذات التصميم الأقل سمكا من تلك المنتجات العام المقبل بقيمة أقل من 500 دولار.

* تطبيقات مطورة

* يقول بول ترافيرس، الرئيس التنفيذي للشركة ومؤسسها، إن الجهاز سوف يبدأ بسمات محدودة نسبيا، ولكنه سيصبح أكثر فاعلية مع تصميم مطوري التطبيقات برامج خصيصا له. يقول: «يظهر في البداية كجزء ملحق بهاتف، مثل سماعة رأس». ويضيف: «إذا رن هاتفك، سوف تعلمك النظارة بأن أختك، على سبيل المثال، تتصل بك عن طريق عرض اسمها وصورتها». سوف تستخرج النظارات بيانات المتصل من تطبيق مثبت على الهاتف الذكي الخاص بالمستخدم. ويقول ترافيرس إن هذا الأسلوب سيسهل على المستخدمين التكيف مع جهاز محمول مختلف عن الأجهزة التي اعتادوا استخدامها من قبل.

لكن بول ترافيرس يقول إنه يعكف على العمل مع مهندسي برمجيات من أجل ابتكار تطبيقات أكثر تقدما للتصفح وأغراض أخرى. بإمكان هاتف خاص بالمستخدم تشغيل التطبيق، وسوف تخبرك شاشة «فوزيكس» الموضوعة على عينيك بـ«الموضع الذي يمكنك الذهاب إليه». لشركة «فوزيكس» تاريخ طويل في هذا المجال، وتحمل 60 براءة اختراع. لكن على غرار «غوغل»، ربما تواجه مشكلات في إقناع الناس بارتداء تلك الأجهزة.

يقول ناتان ليندر، الباحث الذي يقوم بتصميم وإنشاء أنظمة الواقع المعزز «إم آي تي ميديا لاب»، في حديث نقلته «تكنولوجي ريفيو»: «فكر في الشكل الذي سيكون عليه اجتماع مع شخص يرتدي سماعة بلوتوث أو حتى نظارة شمسية – هناك بعض الحرج الاجتماعي». يعتبر هذا عائقا لم يواجهه «آي فون» مطلقا. لم تلب أجهزة «غوغل» أو «فوزيكس» توقعا شائعا لمثل تلك الأجهزة: إنها تعرض المحتوى – في صورة توجيهات – في مركز رؤية الشخص. «كان فيديو (غوغل) الترويجي المصغر مضللا في هذه النقطة».

مع التصميمات الحالية، التي تضع الشاشات بالجزء الجانبي، قد تظهر الاتجاهات في صورة إخطارات بسيطة يمكن أن يراها المستخدمون بالنظر بتلك الطريقة. على الرغم من أن «غوغل» قد أوضحت كيف يمكن أن يبث «غلاس» مقطع فيديو حيا لوجهة نظر أي شخص، إلا أنها لم تنشر أي معلومات حول الصورة التي تعتزم من خلالها عرض المعلومات لمرتدي النظارة.

* صورة أمام العين

* لدى «فوزيكس» بالفعل تكنولوجيا يمكن أن تضع الصور أمام عين أي شخص؛ وقد أوضحت هذا في معرض الإلكترونيات الاستهلاكية في لاس فيغاس في يناير (كانون الثاني) الماضي. تعمل تلك التكنولوجيا باستخدام عدسات لها توجيهات إضاءة مضمنة لدفع المخرجات من شاشة عرض صغيرة إلى وسط عدسة النظارة.

ويقول ترافيرس إنه قد باع إصدارات من تلك التكنولوجيا لوكالة مشاريع أبحاث الدفاع المتقدمة التابعة للبنتاغون، وسوف يطلق شاشات يمكن ارتداؤها في عين واحدة للاستخدام الصناعي في شهر ديسمبر (كانون الأول)، وسوف تحصل النظارات على تلك التكنولوجيا أيضا. وعلى الرغم من ذلك، فإن التكاليف ستنخفض بشكل حاد. ومن المتوقع أن تبلغ تكلفة النظام أحادي العين 2500 دولار وأعلى من ذلك، بحسب خصائصها وسماتها.