كاميرا جيبية صغيرة من «سوني» تنافس الكاميرات الكبيرة

تصميم مبتكر يصلح للمحترفين والهواة

كاميرا «آر أكس 100» الجيبية من «سوني»
TT

لسنوات كان صناع الكاميرات يخشون في إطار المنافسة من مصدر واحد، وهو صناع الكاميرات الآخرون. لكن في نهاية المطاف، كان المنافس الأكبر والأهم، هو الهواتف الجوالة.

واليوم فإن أغلبية الصور الملتقطة تأتي عن طريق الهواتف، وليس عن طريق الكاميرات من نوع سدد والتقط. وفي مواقع الصور مثل «فليكر»، يعتبر «آي فون» مصدر غالبية الصور، وليس الكاميرات. فلا عجب إذن أن تهبط مبيعات كاميرات الجيب الثمينة سنة بعد أخرى.

لكن من ناحية أخرى تعتبر كاميرا الهاتف أمرا جيدا بالنسبة إلى صناع الكاميرات، الذين يتوجب عليهم مضاعفة جهودهم في النواحي التي تعد ضعيفة، وغير مجدية بالنسبة إلى الهواتف الذكية، مثل عدسات التكبير والتقريب، والوضوح والمحدودية العاليتين، وجودة الصور العالية، والمرونة والمميزات المتطورة. وهذا هو السبب الذي يجعل الكاميرات من الصنف العالي ترتفع على الرغم من هبوط مبيعات الكاميرات الجيبية.

* كاميرا صغيرة متطورة

* والآن قد ندرك لماذا إطلاق الكاميرا الجديدة «سوني سايبر - شوت دي إس سي - آر إكس100» Cyber - shot DSC - RX100 في الصيف الماضي كان مناسبا. فهي صغيرة يمكن وضعها في جيب البنطال، وتتوفر بسعر 650 دولارا. والمهم هنا أن نوعية صورها ممتازة جدا، ولا تتوفر من أي كاميرا بمثل هذا الحجم الصغير.

وسبب ذلك أنه من السهل الإمساك بها. فهي مزودة بمستشعر ضخم قياس بوصة واحدة، وهو الأكبر الذي جرى حشره في مثل هذه الكاميرا الجيبية المزودة بعدسة للتقريب والتكبير، على الرغم من أنه ليس بكبر المستشعرات في الكاميرات الأحادية العدسات (إس إل آر)، والعدسات الأخرى القابلة للتبديل، لكن نوعية صوره هي أربعة أضعاف الكاميرات الجيدة السابقة الأخرى من النوع الجيبي، من أمثال «أوليمبوس إكس زد - إل» و«إس 100».

والمستشعر الكبير يعني بيكسلات كثيفة التي تقلل من الحبيبات، في الإضاءة الضعيفة، مع عمق أفضل للألوان، ومدى ديناميكي واسع بالنسبة إلى طيف الألوان، من المعتم إلى الأكثر وهجا. كما يعني شرطا أساسيا ولازما لالتقاط المشاهد الخلفية الضبابية بشكل احترافي.

العامل الآخر الرائع في كاميرا «سوني»، كما يقول ديفيد بوغ في «نيويورك تايمز»، هو عدسة «كارل زايز» التي تبلغ سعة فتحتها القصوى «إف 1.8.»، وهي الأوسع التي يمكن شراؤها على كاميرا جيبية. وهذا من شأنه أيضا أن يساعد في تفسير القدرة على جعل الخلفيات ضبابية، مع النتائج الرائعة في الإضاءة الضعيفة. وهكذا تتمكن الكاميرا هذه من التقاط صور رائعة فعلا بالألوان الزاهية الحية التي تشابه ألوان الشفق بالنمط السريع، بسرعة 10 إطارات في الثانية، ولقطات كبيرة ممتازة عن قرب. فأي كاميرا «إس إل آر» نموذجية لا يمكنها الاقتراب أكثر من 10 بوصات من الجسم المراد تصويره عن طريق عدساتها الذاتية، في حين أن كاميرا «آر إكس 100» هذه تستطيع التركيز بؤريا من مسافة لا تتعدى البوصتين فقط.

* وظائف أوتوماتيكية

* والكاميرا مهيأة للاستعمال البسيط، ويمكن التحكم بها يدويا مثل كاميرات «إس إل آر»، لكنها تملك أيضا بعضا من الوظائف الأوتوماتيكية الجذابة، مثل الأشكال التوضيحية التي تحول الصورة إلى رسم بالخط الملون، والطلاء المسمى «هاي دايناميك راينج بينتينغ»، والقدرة الشاذة الأوتوماتيكية «أوتو كروب»، وإن كانت مشرقة أحيانا، على تقليم «حصاد» الصورة، التي تنتج نسخة عن الصورة الذاتية التي تعتبرها لقطة أفضل بكثير. وأحيانا تكون محقة في ذلك.

وهنالك مزية «سويب بانوراما»، بحيث يجري التلويح بالكاميرا على شكل قوس، مع كبس زر المصراع طوال الوقت. وعند التوقف، تكون هنالك على الشاشة صورة بانورامية من دون خروق، بزاوية قدرها 220 درجة. وهذه هي أوسع درجة للعدسات. وثمة مميزات أخرى كثيرة قد لا تتصور كم هي مفيدة.

وبالنسبة إلى الصور الذاتية، يمكن إعداد المؤقت كالعادة، أو استخدام النمط الأكثر ذكاء، بحيث تنتظر الكاميرا لكي ترى وجهك ضمن الإطار، قبل القيام بالتقاط صورة كل ثلاث ثوان، حتى تقوم أنت بمغادرة المكان.

وكما هو الحال عادة في جميع الكاميرات الصغيرة المدمجة، لا يوجد منظار للعين صغير، وهو خسارة قد نفتقدها. بيد أن الشاشة قياس ثلاث بوصات، تبقى واضحة وبراقة، حتى تحت أشعة الشمس الساطعة، وذلك بفضل البيكسل الأبيض الإضافي الذي قامت «سوني» بوضعه بين كل مجموعة من الأحمر والأخضر والأزرق.

وما يلتقطه الفيديو «1080 بي» ليس بوضوح وبهرجة الصور الساكنة، غير أنه يمكن مع ذلك استخدام جميع التأثيرات الخاصة بالصور لدى التصوير. كما يمكن خلال التصوير تقريب المشاهد وتكبيرها، وتغيير نقاط التركيز، وحتى التقاط الصور الساكنة.

* مزايا ونقائص

* بيد أن «سوني» قامت باتخاذ خطوة خاضعة للنقاش في إعادة مسألة شحن الكاميرا ذاتها. أي أنه لا يوجد شاحن خارجي للبطارية التي تستطيع التقاط 330 صورة في الشحنة الواحدة. فالكاميرا هي الجهاز الشاحن، كلما جرى وصلها إلى فتحة «يو إس بي»، كالتي توجد في اللابتوب عادة، أو مأخذ التيار المركب على الجدار، وبذلك لا توجد أداة شحن تأخذها معك في سفرياتك، ثم تفقدها، لكن لا توجد أيضا بطارية إضافية أثناء القيام بالتصوير الخارجي.

الأمر الآخر، هنالك فسحة قليلة للأزرار الطبيعية، فجميع مهام الكاميرا «آر إكس 100» التي تصل إلى المئات، موضبة في 5 أزرار فقط موجودة في ظهرها. وقد يجدها المبتدئون بالتصوير أمرا أخاذا، على الرغم من أنها تبدو أنها غير مصممة لهم. ولكن في النهاية تبدو معقولة، ولها معنى.

وهي مزودة بعدسة تكبير وتقريب 3.6 إكس، مقابل كاميرا «كانون إس 100» المنافسة، التي تقرب وتكبر أكثر (5 إكس)، لكن كاميرا «سوني» تستطيع التقاط صور بوضوح 20 ميغابيكسل، مقابل «كانون»، التي يبلغ وضوح صورها 12 ميغابيكسل.

وفي الواقع، فالكثير منا غير معجبين بالمزيد من البيكسلات في الكاميرات، وكأنها خدعة للتسويق. فالصور العالية البيكسلات تستغرق وقتا أطول لنقلها، وتملأ القرص الصلب بشكل أسرع، وقاتلة بالنسبة إلى الكثير من الأغراض الطباعية. لكن في مستشعر «سوني» تعتبر هذه بيكسلات مفيدة فعلا، بحيث يمكن اقتطاع، أو تقليم (حصاد) الجزء الأكبر من الصورة، ومع ذلك تتبقى لديك كثير من البيكسلات للحصول على صور كبيرة مطبوعة. وفي الواقع أنت تقوم بزيادة درجة التكبير والتقريب.

وتعتبر «آر إكس100» الكاميرا الثانية المثالية للمحترفين. والكاميرا الأولى لأي هاو راغب في التقاط صور تبدو احترافية، من دون الحاجة إلى حمل حقيبة كاميرا.

طبعا سعرها البالغ 650 دولارا يعتبر عاليا جدا، وبالسعر هذا يمكن شراء كاميرا «إس إل آر» كاملة المواصفات والبلوغ. لكن في كل مرة نقوم فيها بنقل رزمة من لقطاتها إلى جهاز الكومبيوتر، نستوعب لماذا أن سعرها عال جدا. فكلما نقرنا عليها نعجب بجودتها ونوعيتها، فقد استطاعت هذه الكاميرا فعلا تحدي الحكم القائل: «اللقطات من النوعية الاحترافية بحاجة إلى كاميرا كبيرة».