«كانون» تتحدى الهاتف الذكي.. بكاميرا جديدة

تصميمها يتمتع بخصائص لا يمكن مجاراتها

TT

التقنيات تأتي عادة كالأمواج، وقد شرعت أخيرا في المجيء والذهاب بسرعة أكبر. والموجة التي أتت أخيرا مثلا هي الأجهزة اللوحية، والكتب الإلكترونية، والأفلام الموجودة على الشبكة. أما الموجات التي ولت، فهي أجهزة «بي سي» المكتبية، والهواتف الأرضية، والمحتويات الموجودة على الأقراص، والأشرطة، أو الورق.

ومن المذهل مراقبة الصناعات التي في طريقها إلى الزوال، وهي تكافح من أجل البقاء، ولنأخذ مثالا على ذلك كاميرات الجيب، فليس من العجب أن يتوقف الناس عن شرائها الآن.. والسبب أن هاتفك يلتقط صورا حاليا، بالجودة ذاتها، إن لم تكن أفضل، خاصة أن الهاتف معك دائما، ويمكنه بث الصور لاسلكيا حال التقاطها.

* كاميرا متميزة

* بيد أن «كانون» الشركة الأولى الصانعة للكاميرات، فكرت في الرد بطريقة ذكية على التهديد الذي تمثله الهواتف لها، عن طريق ثلاث جبهات: الجبهة الأولى التأكيد على الخصائص التي لا يستطيع الهاتف الذكي مجاراتها، كالعدسات التي تكبر وتقرب، والثانية تقليد عمل الهاتف الذكي ومميزاته التصميمية، والثالثة إمكانية بث الصور الجديدة إلى الهاتف فورا وآنيا، أو عن طريق النشر على الشبكة الإلكترونية.

والنتيجة، تصميم كاميرا «كانون إن» Canon N (سعرها 300 دولار) التي يبلغ حجمها نصف حجم الجيب، وتملك نصف ملحقات التصوير الموجودة في الهاتف.

على صعيد المزايا، فإن كاميرا الهاتف تنقصها مزية «كانون إن» التي تقدم عدسات تقريب وتكبير بقوة 8 أضعاف (8 إكس) مقارنة بعدم وجودها (صفر إكس) في الهاتف الذكي. ولا يحسب التكبير والتقريب الرقمي عندما تقوم الكاميرا بتكبير الصورة لجعلها تبدو أقرب إليك. كما أن «كانون إن» لها مستشعر وعدسات أكبر حجما، وأكثر حساسية. والمستشعر هنا حاليا ليس كبيرا بالنسبة إلى كاميرا؛ إذ يبلغ قياسه 0.4 بوصة أفقيا، لكنه أفضل بكثير مما هو موجود في الهاتف العادي. وأخيرا تنقلب شاشة «إن» بمقدار 90 درجة بحيث يمكن التقاط الصور بزوايا مختلفة جذابة.

وتقليد تصميم الهاتف وعمله هما أكثر إثارة للاهتمام.. فشكل «كانون إن» هو الأكثر غرابة، فهي تبدو ككتلة مربعة سوداء، أو بيضاء تقريبا. وهي مزودة بثلاثة أزرار عادية فقط، وجميعها صغيرة؛ واحد لتنشيط الطاقة، والثاني للتشغيل، والثالث للتواصل مع الهاتف. وكما هي الحال مع الهاتف، فإن بقية أدوات التحكم موجودة على الشاشة العاملة باللمس.

* مزايا متنوعة

* والكاميرا غير مزودة بزر للمصراع، وبدلا من ذلك يمكن التقاط الصور عن طريق الكبس صعودا أو نزولا على حلقة بلاستيكية فضية اللون موجودة نحو العدسات، التي تنزاح قليلا وتقرقع. كذلك تعمل الكاميرا سواء كان وضعها مستويا، أو مقلوبا، حتى ولو كان بقياس 90 درجة. فهي كالهاتف تقوم بقلب الشاشة، وتصحيح المشهد، بغض النظر عن الطريقة التي تمسك بها. ومثل هذه الخاصية تساعد الأعسر (الذي يستخدم اليد اليسرى) أيضا، حيث تحرره من وجود أزرار للمصراع بالجانب الأيمن. كما أنها تلطف من محدودية الشاشة التي تبرز خارجا عن طريق مفصل، مع أنها ليست بجودة تلك الموجودة في الكاميرات الأخرى. فلدى الإمساك بأي كاميرا بشكل قائم، فإن الشاشة البارزة تساعد على التقاط صور الأجسام السفلية فقط. ولكن لكونك تستخدم هذه بكاميرا «إن»، في أي وضع واتجاه، فإن الشاشة البارزة هنا تساعد على التقاط صور، حتى ولو كنت ترفعها فوق رأسك، أو عند الزوايا. لكن الشاشة هذه لا تستطيع مواجهتك، وبذلك لا تساعد كثيرا عند التقاط صورة ذاتية لوجهك.

ويمكن شحن بطارية الكاميرا عن طريق وصل كابل «يو إس بي» إلى الكومبيوتر، أو مصدر كهرباء جداري. وهي تبدو أشبه ببطارية من نوع «إيه إيه» الصغيرة. وتقول «كانون» إنها تكفي لـ200 صورة، وهذا عدد غير كاف. كما أنها تستخدم نوع «مايكرو إس دي» ذاته من بطاقات الذاكرة المستخدمة في العديد من الهواتف الذكية. وهذا أمر غير مناسب، نظرا لأنه يعني عدم القدرة على نسخ الصور في الكومبيوتر عن طريق إخراج البطاقة وإدخالها في «اللابتوب»، بل يتوجب عليك استخدام كابل «يو إس بي»، أو الوصل اللاسلكي.

وهناك على الجانب مفتاح صغير يتحرك بين النمطين «الأوتوماتيكي» و«الإبداعي». فلدى الكبس على حلقة المصراع في «الإبداعي»، تلتقط الكاميرا ست صور بدلا من واحدة، براشح مختلف لكل منها. في النمط «الأوتوماتيكي» تكون الكاميرا بسيطة ومباشرة، أي «سدد والتقط»، من دون أي ضوابط فوتوغرافية. ومع النقر على زر «لائحة المهام» يمكن الوصول إلى برنامج يتيح لك القيام بالتعديلات اليدوية مثل درجة التعرض إلى الضوء (البريق)، ودرجة حساسيته، وهكذا.

ومع «كانون إن» يمكن القيام بثلاثة أمور عن طريق «واي- فاي»؛ فبداية يمكن إرسال الصور الملتقطة من الكاميرا إلى الهاتف. ويتطلب الترتيب هنا تركيب تطبيق «آي فون»، أو «آندرويد» لوصل الكاميرا بالهاتف. وهذه هي وظيفة «زر الوصل» الموجود على الجانب. وبذلك تظهر فورا الصور الصغيرة (التي على شاكلة طابع البريد) على الهاتف. ونسخها لإرسالها من الكاميرا يتطلب نقرتين على كل منها، كما يتوجب نقل واحدة واحدة في كل مرة، بحيث لا يمكن اختيار مجموعة منها، وطلب «نقلها» كلها. وإذا كانت الكاميرا في نقطة «واي -فاي» ساخنة، فإنه يمكنها نقل الصور إلى «تويتر» و«فيس بوك» وغيرها مباشرة من دون الحاجة إلى الهاتف. والترتيب هنا معقد بعض الشيء، لكن حالما يجري تنظيمه، يمكن النقر على أيقونة الخدمة التي ترغب في إرسال الصورة إليها، الموجودة على الشاشة.

وأخيرا يمكن إرسال الصور من الكاميرا إلى الكومبيوتر عبر «واي - فاي» بدلا من استخدام الكابل، أو بطاقة الذاكرة، وهذا ما يترتب عليه بعض الترتيبات والتنظيمات أيضا.

وعلى الرغم من المستشعر الصغير، فإن «إن» تلتقط صورا جيدة، وهي في حالات كثيرة أفضل مما تحصل عليه من كاميرا الهاتف. واللون ممتاز أيضا، كما أن التركيز الأوتوماتيكي يعمل جيدا وبسرعة. والفيديو جيد أيضا: ثابت، وواضح، وسريع التركيز لدى التنقل بين المشاهد والمسافات المختلفة. وزر التسجيل موجود دائما على الشاشة، بحيث يمكن النقر عليه عند التصوير، فلا توجد هناك أنماط خاصة بالتحويل، مع ضرورة التعمق في لائحة المهام.

*خدمة «نيويورك تايمز»