برامج «مايكروسوفت أوفيس».. لهاتف «آيفون»

تسهل التعامل مع مختلف الملفات ولا تمتاز كثيرا عن منافساتها

TT

يعتبر طرح برنامج «أوفيس» على جهاز «آيفون» خبرا هاما، ولكن ليس لأن البرنامج ذو تأثير كبير. كلا، إنه خبر مهم بالأساس، فهنا تظهر شركة «مايكروسوفت» عملاق البرمجة العالمي، أقوى من قبل، بعد سنوات من إخفاقاتها المتتالية في إنتاج هاتف ذكي ناجح خاص بها، بإنتاج تطبيق يقوم بتحرير ملفات «وورد» و«إكسل» و«باور بوينت» على الجهاز الذي كان السبب في إلحاق الهزيمة بها.. وهو جهاز «آيفون» من «أبل». يبدو الأمر كأن مسؤولي شركة «مايكروسوفت» بدأوا في فترة ما على طول الخط، يلبسون قمصانا رياضية تحمل عبارة: «إذا لم يكن باستطاعتك هزيمتهم، فلتنضم إليهم»! بالطبع لا تنظر شركة «مايكروسوفت» إلى الأمر بتلك الصورة، إذ أنها تحقق زيادات محدودة ولكنها ملموسة في مبيعات هاتف «ويندوز فون» الذي تطرحه (وهو عبارة عن هاتف مذهل بالفعل). إذن، لماذا صممت «مايكروسوفت» تطبيق «أوفيس موبايل» لجهاز «آيفون»؟

* «أوفيس موبايل»

* وإليك التلميح التالي: لا يمكنك شراء تطبيق «أوفيس موبايل» Office Mobile app بشكل فوري، فهو يكون متاحا مجانا من خلال اشتراكك المدفوع في خطة 365 على برنامج «أوفيس مايكروسوفت»، والذي تبلغ تكلفته 100 دولار سنويا. إنها خدمة تسمح لك بتنزيل برامج «وورد» و«إكسل» و«باوروبوينت» على عدد يصل إلى خمسة أجهزة كومبيوتر تعمل بنظام تشغيل «ماك» أو «ويندوز». ومنذ وصول «أوفيس 365»، عكفت شركة «مايكروسوفت» على محاولة إضفاء عامل جذب على العرض، فبحصولك على عضوية في برنامج «أوفيس 365»، تحصل على ساعة من الاتصالات الهاتفية المجانية كل شهر باستخدام برنامج «سكايب». علاوة على ذلك، فإنها تمنحك مساحة تخزين بقيمة 20 غيغا بايت إضافية على «سكاي درايف»، وهو محرك أقراص صلبة على الإنترنت لعمل نسخ إضافية من المستندات أو نقلها (يحصل غير المشتركين على 7 غيغا بايت مجانا).

والآن، يأتي لك بهذا التطبيق لجهاز «آيفون» («آيفون 4» وما بعده) و«آي بود تاتش» («آي بود تاتش 5» وما بعده). ولهذا، فإن اسمه الكامل غير الملائم هو «أوفيس موبايل» لمشتركي «أوفيس 365». (يتوفر «أوفيس موبايل» بالفعل على هواتف «ويندوز فون» ولا يتطلب أي اشتراك). يمكنك تشغيل التطبيق على عدد يصل إلى خمس أجهزة «آيفون». وإذا توقفت عن دفع مقابل عضويتك في نظام «أوفيس 365»، فسيتوقف التطبيق عن العمل. ورغم ذلك، فإن مستنداتك تكون آمنة في تلك الحالة. يوجد كلا التطبيقين على هاتفك (إلى أن تقوم بحذف التطبيق) وعلى «سكاي درايف» المجاني خاصتك.

ولاستخدام التطبيق، عليك بإدخال اسم وكلمة المرور الخاصة بـ«أوفيس 365» خاصتك.

وبمجرد تسجيل دخولك، تظهر لك قائمة بكل ملفات «وورد» و«إكسل» و«باور بوينت» التي وضعتها على «سكاي درايف». وعندما تختار اسم مستند، يتم تنزيله بسرعة على هاتفك، ويمكنك أن تعمل عليه من دون اتصال بالإنترنت. في المرة التالية التي تكون فيها متصلا بالإنترنت، يعاد إرسال التغييرات مرة أخرى إلى «سكاي درايف» الأصلي. يمكنك أيضا استخدام تطبيق «أوفيس موبايل» في تحرير المستندات التي يرسلها الناس إليك في صورة مرفقات تطبيق «ميل» على جهاز «آيفون».

وبمجرد أن تضغط على مستند لفتحه، سرعان ما تكتشف أن هذا التطبيق ليس مشابها على الإطلاق لبرنامج «مايكروسوفت أوفيس» الكامل – وإنما هو أقرب إلى «مايكروسوفت فستيبيول». إنه مقلص. فهو يوفر فقط السمات التي ترى «مايكروسوفت» أنك ستستخدمها بحق في الحافلة أو في عيادة الطبيب، حينما لا تحمل أي شيء في يدك سوى هاتفك.

على سبيل المثال، تقدم وحدة «وورد» المصغرة تعليقات ونمط «المخطط التفصيلي» (Outline View) وأنماط الخط الأسود العريض والخط المائل والخط الذي أسفله خط والخط الذي يتوسطه خط وألوان الخلفية وإبراز الخط. إنك تكتب وتقص وتنسخ وتلصق باستخدام أشكال مختلفة على إشارات الأصابع القياسية على جهاز «الآيفون». وعندما تفتح مستند «وورد»، يتحرك إلى الموضع الذي كنت تقرأه آخر مرة على جهاز الكومبيوتر خاصتك.

* عناصر غائبة

* عنصر غائب ملحوظ: أوراق نمط (عادية، عنوان 1. الخ). تدقيق إملائي وأمر التراجع. القدرة على تغيير الخط أو تضمين رسم غرافيك. يمكنك أن تجعل الكتابة أكبر أو أصغر، ولكن ليس بإمكانك تحديد حجم بالأرقام. أحيانا لا تأتي المستندات كثيفة التخطيط – كثير من المربعات ورسوم غرافيك مضمنة وما إلى ذلك – إلى الهاتف سليمة تماما.

تعتبر وحدة «إكسل» أكثر التطبيقات المعروضة بالكامل. فهي تعرض معظم عناصر ورقة إلكترونية، بما في ذلك المخططات ورسوم الغرافيك. يمكنك أن تتنقل مستخدما إصبعك وأن تكبر وتصغر الصورة بإصبعيك وتغلق صفا أو عمودا، وأن تلف الهاتف لرؤية أوسع نطاقا أو تحرر التعليقات أو تنتقل إلى عرض مخطط أو تحرر الصيغ أو تنتج رسوما بيانية أو تغير الأرقام أو تفرز النصوص والأرقام وتبحث عنها وتقوم بتصفيتها وتنسيقها. إذا كانت الورقة تشتمل على عدة صفحات، يمكنك التنقل بينها باستخدام أزرار الحافة السفلية، تماما كما هو الحال عند استخدامك جهاز كومبيوتر. هناك أمر تراجع. (لماذا هنا، وليس في برنامج «وورد»؟).

* عنصر غائب بشكل ملحوظ: لا يمكنك إعادة ترتيب الصفوف أو الأعمدة (رغم أنه بإمكانك ضبط ارتفاع الصفوف وعرض الأعمدة) ولا يمكنك تضمين أخرى جديدة.

بعدها، هناك وحدة «باور بوينت»، والتي تعتبر مجرد صورة لصدى ذاكرة للشيء الحقيقي. لا يمكنك حتى إنتاج مستندات «باور بوينت» في «أوفيس موبايل»؛ فبإمكانك فقط فتح المستندات الموجودة. وحتى حينها، لا يمكنك إضافة شرائح جديدة أو مضاعفة الشرائح الموجودة.

يمكنك تحريك السلايدات وإخفاؤها وتحرير النصوص المكتوبة عليها وتحرير ملاحظات المتحدث خاصتك أو تشغيل عرض الشرائح. (تكون ملاحظاتك مرئية عندما تحمل الهاتف في وضع عمودي. وحينما تقلبه جانبا، تختفي الملاحظات وتملأ الشريحة الشاشة).

* عنصر غائب بشكل ملحوظ: كل شيء آخر. يبدو أن شركة «مايكروسوفت» ترى أنه لن يقوم بقدر كبير من العمل الإبداعي على عرض شرائح على شاشة الهاتف الصغيرة وأن العمل الوحيد العملي هناك هو موالفة حديثك والتدريب عليه.

* ثمة عنصر غائب بشكل ملحوظ من الوحدات الثلاثة جميعها: القدرة على تحرير الملفات التي تحمل الامتدادات .doc و.xls و.ppt، أنواع الملفات التي استخدمها الجميع بمختلف أنحاء العالم إلى أن طرحت «مايكروسوفت» تنسيقات ملفات أحدث قبل بضعة أعوام. يعمل «أوفيس موبايل» فقط مع التنسيقات الجديدة، التي تنتهي أسماء الملفات فيها باللاحقات .docx و.xlsx و.pptx. إذا أرسل لك شخص ما ملفات من النوع الأقدم الأكثر شيوعا، يمكنك أن تفتحها، لكن لا يمكنك أن تدخل تغييرات.

* العنصر المفقود أيضا من كل وحدات التطبيق هو تعقب التغييرات. ماكرو. نسخة من «أندرويد» ونسخة من «آيباد». (يمكنك تشغيل «أوفيس موبايل» لجهاز «آيفون» على جهاز «آيباد» من دون ميزة اتساع منطقة الشاشة).

يعتبر «أوفيس موبايل» ميزة جيدة بالنسبة للمشتركين في «أوفيس 365». فهو مصمم ببساطة وانسيابية. ومن السهل تعلم استخدامه. لن يمكنك مطلقا تخمين أنه تربطه صلة قرابة بعيدة ببرنامج بنفس رشاقة وجمال «جابا ذي هات». وكنسخة «آيفون» من «مايكروسوفت أوفيس»، يعتبر محدودا على نحو مضحك.

* تطبيقات لشركات أخرى.

* وعلى نحو مفاجئ بالدرجة الكافية، تعج الإنترنت بتطبيقات «أوفيس» لجهاز «آيفون» - من تصنيع شركات خلاف «مايكروسوفت»، لها تطبيقات أفضل وأكثر اكتمالا ولا تتطلب اشتراكا.

على سبيل المثال، بإمكان تطبيقات Pages وNumbers وKeynote (سعر الواحد منها 10 دولارات) تحرير مستندات «أوفيس»، مثلما يستطيع أن يفعل تطبيق «غوغل درايف» المجاني (النصوص ومستندات الجداول الإلكترونية فقط).

وبإمكان تطبيقات أخرى أكثر أهمية، مثل Documents to Go Premium (بسعر 16 دولارا)، وPolaris Office (بسعر 13 دولارا) وQuickOffice Pro (بسعر 15 دولارا) إنشاء وتحرير كل أنواع مستندات «أوفيس»، بما فيها ملفات «باور بوينت» وتنسيقات الملفات الأقدم.

وهي لا تقيدك بـ«سكاي درايف». فبإمكان هذه التطبيقات الدخول على أقراص أخرى على الإنترنت أكثر شيوعا مثل «دروب بوكس» (Dropbox) و«شوغر سينك» (SugarSync) و«Box.net» و«غوغل درايف» ((Google Drive.

علاوة على ذلك، فإنها أكثر اكتمالا. على سبيل المثال، توفر تطبيقات «وورد» بها خاصية البحث والاستبدال وقوائم التعداد النقطي والرقمي وخاصية المسافات بين الأسطر وعناصر ضبط محاذاة الفقرات (مع وجود أوراق نمط محدودة وعدم توفر خاصية تعقب التغييرات). كذلك، فإن كل هذا يضيف قليلا من التشوش للتصميم.

في النهاية، دائما ما يمكنك استخدام النسخ المتاحة على الإنترنت من برامج «وورد» و«إكسل» و«باور بوينت» - دون مقابل. يبدو استخدامها غريبا إلى حد ما على شاشة هاتف صغيرة، لكنها على الأقل مجانية.

ولست بحاجة لأي برامج إضافية لفتح مستندات «أوفيس» الأخرى وقراءتها، ولكن دون تحريرها. بإمكان جهاز «آيفون» أن يفعل كل هذا بنفسه.

في النهاية، يبدو أن تطبيق «أوفيس موبايل» لجهاز «آيفون» صغير جدا ومتأخر جدا. تبدو التطبيقات الأخرى المنافسة له التي ليست من إنتاج «مايكروسوفت» أكثر نفعا. ما لم تكن ترغب في الاشتراك في «أوفيس 365»، فإن التطبيقات الأخرى تعتبر ذات قيمة أفضل.

* خدمة «نيويورك تايمز»