تقنيات مذهلة للعروض في الأجهزة الجوالة تتفوق على أجهزة الألعاب المتطورة

أسرع بطاقة ذاكرة بأكبر سعة تخزينية في العالم تساعد قطاعات الإنتاج السينمائي والسيارات

بطاقة «إن فيديا كوادرو كيه 6000» تعد بتقديم ثورة رسومات غير مسبوقة
TT

مع التطور الكبير الذي يشهده عالم معالجات الكومبيوتر، ما تزال شركات صناعة معالجات الرسومات تقدم تقنيات مذهلة ومبهرة من شأنها التأثير إيجابا على الكثير من الصناعات، وليس لمحبي الألعاب الإلكترونية فقط. وكشفت شركة «إن فيديا» nVidia أخيرا عن أول بطاقة رسومات تحتوي على 12 غيغابايت من الذاكرة و2880 نواة رسومات (يمكن استخدامها كأنوية موازية للمعالج الرئيس أيضا).

وأطلقت الشركة اسم «كوادرو كيه 6000» Quadro K6000 على هذه البطاقة، وهي تعمل بتقنية 384 بت، وتسمح بنقل البيانات بين الذاكرة والأنوية بسرعات تصل إلى 288 غيغابايت في الثانية. وتقدم هذه البطاقة 5 أضعاف أداء البطاقة السابقة، وضعف سعة الذاكرة، وتدعم عرض الصورة بالدقة الفائقة 4K، وعلى 4 شاشات في آن واحد للحصول على صورة ضخمة في غاية الوضوح، وتعمل ذاكرتها بتقنية «جي دي دي آر 5» GDDR5 فائقة السرعة لنقل البيانات.

وستسمح هذه البطاقة للكثير من الشركات التي تعتمد على التصاميم والرسومات تطوير مستوى أعمالها وتسريعها بشكل كبير، مثل شركات صناعة السيارات التي تستطيع استخدامها في تصاميم السيارات الجديدة ومحاكاة أثر انسياب الهواء من حولها بشكل مباشر، مع إمكانية تعديل بعض التفاصيل وملاحظة النتيجة فورا من دون إعادة بناء هيكل السيارة رقميا والانتظار. الأمر نفسه ينطبق بالنسبة لأداء القطع الميكانيكية لدى مواجهة العوامل المختلفة للطرقات، وتقديم نماذج أكثر واقعية للسيارات لدى استعراضها وبالتالي تصحيح الأخطاء المكلفة جدا في التصاميم التي قد تحدث بعد بدء عملية تصنيع السيارات في المصانع.

القطاع الثاني الذي سيستفيد من المستوى الكبير للأداء هو شركات صناعة أفلام الرسوم المتحركة المتقدمة، مثل شركة «بيكسار» Pixar التي ستستفيد من الذاكرة الكبيرة في إضافة المزيد من الواقعية إلى المؤثرات البصرية والتفاعل مع البيئة بشكل أكبر، والسماح للرسامين مشاهدة المزيد من التفاصيل للمشاهد المختلفة والتفاعل معها أثناء الرسم، وإيجاد بيئة تحتوي على عناصر وتفاصيل أكثر من السابق عوضا عن تقديم نماذج بدائية وتخيل أثر محاكاتها أو مشاهدتها بشكل مبسط، كما هو الحال الآن، وبالتالي فسح المجال أمام المزيد من الإبداع. ومن المتوقع أن تتأثر أفلام استوديوهات الأفلام السينمائية بهذه التقنية، وذلك بسبب قدرتها على تقديم المزيد من المؤثرات الخاصة إلى العروض الحقيقية، وبالتالي إضافة المزيد من الخيال إلى الأفلام، وفسح المجال أمام إخراج إبداعي يمزج الواقع بالخيال، مثل إضافة خلفيات مختلفة وانفجارات حقيقية وآليات غير موجودة إلى بيئة الفيلم.

أما قطاع الطاقة، فسيستفيد من هذه التقنية بمحاكاة المواقع التي يمكن العثور فيها على حقول الغاز، مثلا، إذ إن الحفر في أماكن خاطئة سيكلف الحكومات والشركات ملايين الدولارات من الخسائر. وتعتمد هذه المحاكاة على الكثير من البيانات الجيولوجية المعقدة لتحديد وجود مصادر الطاقة وعمقها والمخاطر المرتبطة بذلك، في دقائق فقط. هذا، ويمكن لأجهزة الرصد الجوي الاستفادة من السرعة الضخمة والسعة الكبيرة للذاكرة لمحاكاة تقلبات الجو والحصول على توقعات أكثر دقة للأعاصير والعواصف وموجات البرد والحر، وتوقع حصول الفيضانات في وقت مبكر وفقا للبيانات التي يحصل المركز عليها من مختلف نقاط جمع المعلومات حول العالم، وفي زمن قياسي.

* الأجهزة المحمولة وستطلق الشركة إصدارا خاصا من هذه البطاقة خريف العام الحالي للكومبيوترات المحمولة يقدم أعلى مستويات أداة ممكنة لغاية الآن على جهاز محمول، من طراز «كوادرو كيه 5100 إم» Quadro K5100M بالتعاون مع الشركات المصنعة للكومبيوترات المحمولة، مثل «لينوفو» و«ديل» و«إتش بي».

وكانت الشركة قد استعرضت حديثا قدرات المعالج الجديد للهواتف الجوالة والأجهزة اللوحية أطلقت عليه اسما رمزيا هو «لوغان» Logan، والذي يعد بتقديم مستويات رسومات داخل الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية تتفوق على تلك الموجودة في أجهزة الألعاب المتقدمة، مثل «بلايستيشن 3» والكومبيوترات المتطورة. واستعرضت الشركة محاكاة افتراضية لوجه شخص بشكل شديد الواقعية، والذي كان سابقا ممكنا من خلال بطاقة رسومات تبلغ تكلفتها 1000 دولار أميركي، لتصبح هذه التقنية متوفرة في جيب المستخدم في المستقبل القريب. وعرضت الشركة رسما بيانيا يقارن تقنيات معالجات الرسومات الحالية للأجهزة الجوالة بالمعالج الجديد، حيث يستطيع المعالج الجديد تقديم نحو 6 إلى 7 أضعاف قدرات جهاز «آي باد 4»، ونحو 200 ضعف قدرة هاتف «آي فون 4».

وتضيف الشركة أن هذه القدرات الرسومية المتقدمة ستكون لطيفة على الطاقة الكهربائية وتعمل في النطاق المقبول للأجهزة المحمولة من حيث استهلاك طاقة البطارية (2 إلى 3 واط، مقارنة بـ250 واط في الكومبيوترات الشخصية)، بل وتستهدف الشركة العمل بثلث الطاقة التي تحتاجها معالجات الرسومات الحالية للأجهزة المحمولة، ومن بينها معالج «إيه 6 إكس» A6X المستخدم في أجهزة «آي باد». وهذا الأمر يعني أن شركات برمجة الألعاب تستطيع تطوير ألعاب متقدمة للغاية على الكومبيوترات الشخصية، ونقلها بسهولة إلى عالم الهواتف الجوالة والأجهزة اللوحية بعد إجراء بعض التعديلات البسيطة. وتجزم الشركة بأن هذا المعالج سينقل قطاع الرسومات في الهواتف الذكية 7 سنين إلى الأمام يوم إطلاقه.

ومن المتوقع ظهور هذه المعالجات في الأجهزة المحمولة في النصف الأول من عام 2014. وكانت شركة «كوالكوم» قد أطلقت اخيرا معالج «سنابدراغون 800» للهواتف الجوالة والأجهزة اللوحية الذي يتميز بتقديم مستويات أداء متقدمة، ومعالج رباعي الأنوية يعمل بسرعة 2,3 غيغاهيرتز، ودعم لتسجيل وعرض الصورة بالدقة الفائقة 4K، والقدرة على دعم مجسات الكاميرا بدقة تصل إلى 55 ميغابيكسل وتقنية «بلوتوث 4,0»، وعرض الصور المجسمة 3D.