«سيرفيس 2» جهاز لوحي متفوق من «مايكروسوفت»

تصميم هجين يتمتع بمزايا الجهاز اللوحي والكومبيوتر المحمول

TT

اكتظت المنازل بالأجهزة الإلكترونية خلال السنوات العشر الأخيرة، مع منافسة الأهل على المقابس الكهربائية لشحن القارءات الإلكترونية والأجهزة اللوحية والهواتف الذكية والكومبيوترات المحمولة ومشغلات الموسيقى والسماعات اللاسلكية، وغيرها. ولذا فإنني أتوقع أن يجني مراهق ما يبلغ من العمر 14 عاما ثروة لقاء تصميمه منضدة تحتوي على منافذ «يو إس بي» بحجم سيارة ضخمة، مثلا!

* «سيرفيس 2» حتى الآن، فإنني أناصر الأجهزة التقنية التي تسمح لي الاقتراب أكثر نحو «نعيم» المنفذ الواحد. وفي الواقع، فقد عثرت على أول جهاز من صنع شركة غير تلك التي تخترع منتجات لا تعلم أنت أنك لا تحتاجها، والمعروفة باسم «أبل». وعوضا عن ذلك، فإن هذا الجهاز من صنع شركة «مايكروسوفت»، وهو «سيرفيس 2» (Surface 2)، (يبلغ سعره 450 دولارا أميركيا لإصدار 32 غيغابايت)، ويعد هجينا بين الجهاز اللوحي والكومبيوتر المحمول، وهو بخلاف الإصدار السابق منه والأجهزة المنافسة، قد يساعد في الطلب المتزيد على الوصلات الكهربائية في المنزل.

على الرغم من اعتماد شركة «مايكروسوفت» على استراتيجية السير ببطء ولكن بثبات نحو الأجهزة المحمولة، نظرا لأنها تأخرت في الدخول إلى هذا القطاع، فإن استمرار هيمنة الشركة بنظام التشغيل «ويندوز» ومجموعة «أوفيس» المكتبية سمح لها بتطوير استراتيجية للأجهزة المحمولة مع المحافظة على مكانة رائدة في الأجهزة المكتبية، وطورت برمجياتها للأجهزة المحمولة في الوقت الذي كانت فيه «أبل» و«آندرويد» تتنافسان.

ولكن الشركة لا تزال تعاني في مجال التطبيقات والعتاد، إذ إن العتاد الجيد بدأ بالظهور في أكتوبر (تشرين الأول) 2012 من خلال جهاز «سيرفيس»، ومن ثم «سيرفيس برو» في فبراير 2013 (شباط)، واللذين يعدان جهازين لوحيين يستطيعان العمل مثل كومبيوتر محمول بسبب التصميم الجميل والقدرة على فصل ووصل لوحة المفاتيح الإضافية (يبلغ سعرها 130 دولارا أميركيا)، أي أنها تعد أجهزة ترفيهية يمكن العمل عليها بكل موثوقية. ويعد إصدار «سيرفيس» المستوى الأساسي من حيث البرمجيات ونظام التشغيل من خلال نظام التشغيل «ويندوز آر تي 8.1»، بينما يعمل «سيرفيس برو» بنظام التشغيل «ويندوز برو 8.1».

وأخيرا أصبح لدينا أجهزة محمولة تعمل بنظام التشغيل «ويندوز» تسمح للمستخدمين بتجربة برمجيات الشركة للأجهزة المحمولة والمكتبية في جهاز واحد، من خلال واجهة استخدام أنيقة، مع توفير لوحة المفاتيح التي تسمح بالانتقال السلس بين طور الجهاز اللوحي والكومبيوتر المحمول (يمكن الحصول على لوحة مفاتيح أصغر بسعر 80 دولارا أميركيا). إلا أن الجوانب السلبية هي عدم توفير منصة وقوف سلسة، وتقديم بطارية ذات عمر قصير، وعدم وجود برنامج «أوتلوك» للبريد الإلكتروني في الإصدار الأساسي لجهاز «سيرفيس».

* تجاوز السلبيات الإصدار الجديد «سيرفيس 2» الذي أصبح متوافرا في الأسواق في أكتوبر 2013 تجاوز غالبية هذه السلبيات، إذ يحتوي على برنامج «أوتلوك»، وبطارية مطورة، ومنصة ذات زاويتي مشاهدة، ومنافذ «يو إس بي»، وغيرها من المزايا الأخرى الجيدة. ويقارب الجهاز سماكة ووزن «آي باد»، ويبلغ قطر شاشته 10.6 بوصة الأمر الذي يمنح المستخدم مساحة أكبر للمشاهدة. ويقدم الجهاز 10 ساعات من الاستخدام العادي (أكثر بساعتين مقارنة بالإصدار السابق) أو ثماني ساعات ونصف الساعة من مشاهدة عروض الفيديو بأعلى شدة إضاءة للشاشة.

ويبلغ سعر جهاز «سيرفيس برو 2» 900 دولار (من دون لوحة المفاتيح الإضافية)، ويجب عليه تقديم تجربة شاملة لتبرير تكلفته العالية. وعلى الرغم من تقديمه لشاشة عالية الدقة (1080 التسلسلية p) ووزنا خفيفا، فإنه بالإمكان الحصول على الكثير من التطبيقات المصممة خصيصا للأجهزة المحمولة على أجهزة «أبل» والأجهزة التي تعمل بنظام التشغيل «آندرويد». وعلى الرغم من عدم وجود عدد تطبيقات يقارب ذلك الموجودة في متاجر «آي تونز» و«غوغل بلاي»، فإن المستخدم يستطيع تحميل التطبيق الأكثر استخداما على هذه الأجهزة اللوحية، مثل «فيس بوك» و«تويتر» و«فليب بورد» و«سلاكر»، والألعاب الإلكترونية المختلفة، مثل «آنغري بيردز سبيس» و«آنغري بيردز ستار وورز»، ولكنها تباع بسعر 3.50 دولار أميركي، بينما يمكن تحميلها لقاء أجور أقل أو مجانا على أجهزة «أبل» و«آندرويد». الأمر نفسه ينطبق على الكثير من الألعاب والتطبيقات الأخرى.

* مزايا ونواقص ومن مزايا الجهاز أنه سيعرض جزءا من الصفحة الثانية أمام المستخدم لتعريفه أن الوصول للصفحة الثانية سهل، في المواقع التي تقدم محتوى يحتاج لأكثر من صفحة لعرضه، ويمكن التنقل بين واجهة الاستخدام الكلاسيكية لـ«ويندوز» والواجهة الخاصة بالأجهزة المحمولة بمجرد الضغط على الزر الرئيس للجهاز، مع توفير القدرة على تخصيص جزء صغير من الشاشة لتطبيق واحد، مثل «تويتر»، واستخدام بقية الشاشة لأداء الوظائف الأخرى، وبكل سهولة. وعلى الرغم من عدم تجاوب منطقة اللمس في لوحة المفاتيح الإضافية بالشكل المتوقع، فإن المستخدم ليس بحاجة لها، إذ إنه يستطيع التفاعل مع الشاشة باللمس عوضا عن محاكاة ذلك من خلال المنطقة الخاصة.

ويجب التنويه بأن تجربة استخدام مجموعة تطبيقات «أوفيس» المكتبية على جهاز «سيرفيس 2» أو «سيرفيس برو» ليست كما قد يتوقع المستخدمون وليست مشابهة لتلك الموجودة في الكومبيوترات المحمولة. ولن يستطيع المستخدم، مثلا، إجراء العمليات الحسابية المعقدة في «إكسيل» من خلال «أوفيس آر تي»، ولكنه أفضل بكثير من ذلك الموجود في مجموعات الهواتف الجوالة. وتجدر الإشارة إلى أن نقاد التقنية لم يعجبوا بشراء «غوغل» لمجموعة «كويك أوفيس» المكتبية المنافسة.

هذا، ولا يستطيع الجهازان الاتصال بشبكات الاتصالات، ولكن يجب استخدام شبكات «واي فاي» عوضا عن ذلك، مع عدم تقديم جودة صوت عالية. وسيحزن الأطفال كذلك لأنهم لن يستطيعوا تحميل لعبة «ماينكرافت» أو أي تطبيقات خاصة بالإصدار المكتبي لنظام التشغيل «ويندوز» على جهاز «سيرفيس 2».

* «نوكيا 2520» وإن لم يلب «سيرفيس» احتياجاتك، تستطيع الحصول على جهاز «نوكيا 2520» اللوحي الجديد الذي يسمح الاتصال بالشبكات اللاسلكية للاتصالات، وهو متوافر بسعر 400 دولار من خلال عقود لمدة عامين مع شركات الاتصالات، ولكن يجب شراء لوحة المفاتيح الإضافية بشكل منفصل (بسعر 150 دولارا)، وهي ليست بنفس جودة لوحة «مايكروسوفت»، إذ إنها أكثر سماكة، وأصعب للكتابة. ومن المتوقع أن تطور «نوكيا» لوحة مفاتيح أفضل بعد شراء «مايكروسوفت» لـ«نوكيا». وفي الوقت الراهن، تستطيع «مايكروسوفت» الاستمتاع بتقدمها وإطلاق أول جهاز من هذه الفئة!

* خدمة «نيويورك تايمز»