«منارات إلكترونية» تتعرف على الأشياء القريبة ومواقعها

نظم تسهل تفاعل الإنسان معها في المنازل والمتاحف والمتاجر

يمكن للهاتف التعرف على المشروبات المتوفرة قربه وأسعارها مثلا بالاستفادة من نظام المنارات الإلكترونية - تصميم لـ«منارة الكترونية»
TT

طالما استخدمت تطبيقات مثل «غوغل مابس» و«فور سكوير» البيانات المتعلقة بالموقع والمكان في محاولة لتحسين تجربة المستخدمين الجوالة وحركيتهم. لكن هذا قد لا يكون سوى قمة جبل الجليد الخاص بالمواقع والأمكنة، لأن أحدث تقنيات «بلوتوث» تحاول تطوير كيفية قيام الأشخاص بالتفاعل مع الأشياء اليومية وأمكنتها.

ومع نظام تشغيل «آي أو إس 7» كشفت «أبل» النقاب عن «آي بيكون – iBeacon» (المنارة الإلكترونية)، وهي مزية تستخدم «بلوتوث 4.0»، التي هي تقنية تعتمد على تحديد الأمكنة. وتشكل هذه المنارات الإلكترونية نظاما ملاحيا مخصصا لتحديد المواقع داخل المباني يتواصل م «آي أو إس 7». ويمكن للمستشعرات الموجودة فيه تحري مكان وجود الهاتف العامل على نظام التشغيل بحدود بضعة سنتمترات. وهذا ما يفتح الباب على مصراعيه لخدمات رائدة من شأنها أن تغير الحياة اليومية للإنسان.

* «منارة إلكترونية» «وهذه قد تكون التقنية الكبيرة المقبلة»، وفقا لمارك والاس كبير مديري «راديوس نيتورك»، الذي يضيف: «أعتقد أن هنالك فرصة كبيرة بالنسبة إلى المطورين لاستغلال هذه التقنية وتطوير تطبيقات جذابة». وواحدة من التطبيقات الأولى في هذا الصدد، قيام «راديوس نيتورك» بالانضمام إلى «كونسورتيوم إلكترونكس أسوسيشن» لإطلاق «زبال نابش للقمامة» يعمل على «آي بيكون»، الذي عرض في المعرض الأخير للإلكترونيات الاستهلاكية في لاس فيغاس.

وخلال الفترة المقبلة ستكون هنالك الكثير من التجارب لسبر غور هذا الإنجاز واستثمار إمكانياته مع بائعي التجزئة والمفرق، وفقا لروب ميرفي نائب رئيس قسم التسويق في شركة «سوريل»، الذي أضاف: «ستكون هنالك قصص نجاح كبيرة، وكذلك بعض الإخفاقات أيضا خلال هذه الفترة».

ولكن كيف ستقوم «بلوتوث» و«آي بيكون» بتغيير العالم؟ إليكم تسع إمكانيات:

1 - احصل على قسيمة حسم بنسبة 10 في المائة لشراء جهاز تلفزيون، بمجرد حضورك إلى محل البيع. ويتفق المحللون على أن البيع بالتجزئة هو المكان الذي ستختبر غالبية المستهلكين فيه «آي بيكون» لأول مرة، على الرغم من أن بروتوكول «أبل» الخاص بـ«بلوتوث» يستخدم كلمة «آي بيكون» أيضا للإشارة إلى المستشعرات التي تدعمها «بلوتوث»، التي يضعها بائعو التجزئة في جميع أنحاء محلاتهم ومتاجرهم. فإذا قام الزبون بتنزيل تطبيق المحل، واختار أن يشارك موقعه مع الآخرين، يمكن للمحل عند ذاك تعقب مكانه بدقة، بعدة سنتمترات قليلة.

وعلى الرغم من أن هذا الأمر يثير مسائل تتعلق بالحفاظ على الخصوصيات، وقد يبدو نوعا من التلصص على الزبائن، لكن ثمة إمكانية هناك للزبائن للاستفادة من هذا الأمر، وبذلك يمكن لبائعي التجزئة تسويق عروض لزبائنهم الذين يعلمون أنهم مهتمون بخدمات معينة، كما يمكن لـ«آي بيكون» مساعدة الزبون التجول في أنحاء المتجر الكبير للعثور على ضالته من السلع التي يبحث عنها.

* منزل إلكتروني 2 - قيام منزلك بالتفاعل معك تلقائيا: فقط تصور أنك تقترب من باب منزلك الأمامي لينفتح لك أوتوماتيكيا على بعد خطوات، لتتوجه مباشرة إلى جهاز التلفزيون الذي اشتغل أوتوماتيكيا هو الأخر على القناة التي تريدها. «وهكذا تعرف كل الأجهزة الذكية في المنزل أنك هناك، وتبدأ بالتحادث بعضها مع بعض». ويقول والاس الذي شرع يختبر هذه التقنية في منزله أنه شرع يتلقى رسائل إلكترونية كلما خطا أولاده عبر الباب الأمامي.

3 - هاتفك يتحول دليلا خلال تجوالك في المتاحف. يقول سوكي جاواندا كبير مديري التسويق في «بلوتوث سيغ»: «لنفترض أنني متوجه إلى متحف اللوفر، وأنني أود تحديد فترة محددة لذلك، ويمكن هنا رسم خريطة خاصة بي لغرض التجوال». فلدى وصول الزائر أمام القطعة المعروضة، يقوم الهاتف الذكي الخاص به بعرض معلومات إضافية عن التحفة الفنية هذه أوتوماتيكيا. ويقوم هذا التطبيق بتعديل ذاته أثناء التجوال، وفقا لمعرفته بالمكان الذي تصل إليه.

4 - تنظيم ألعاب مشتركة بين أطفال البيوت المجاورة. ماذا لو كانت ألعاب «نيرف» لكرة القدم موصولة بعضها ببعض؟ فإذا قمت مثلا باصطحاب لعبتي هذه إلى خارج المنزل، فهذا من شأنه تعريف لعبة طفل الجيران بأنني موجود بالقرب منهم، وبأنني في طريقي إلى الحديقة العامة لممارسة اللعبة، مما يشجعه ويشجع أطفال الجيران الآخرين على الخروج والمشاركة بها، كما تقول جين كوينلان مديرة التسويق في «ميوتشوال موبايل».

5 - تحضير التذاكر تلقائيا قبل دخول الملاعب الرياضية. بمقدور «آي بيكون» التعرف على قاصد الملعب الرياضي، وهو على مسافة خطوات من الباب الحديدي الدوار، لينفتح تطبيق خاص على هاتفه. ويقوم تنبيه عاجل بسؤاله بالكشف عن تذكرته، وبذلك لا يتوجب على مثل هؤلاء الأشخاص البحث عن التذكرة في بريدهم الإلكتروني عند الباب مباشرة، مما يسبب ازدحاما كبيرا، وهو مشكلة حقيقية كما يقول والاس.

6 - الفوز بشيء ما لدى زيارتك وكالة للسيارات. للشركات محفزات كثيرة لكسب الزبائن وتشجيعهم على زيارة متاجرهم ومحلاتهم. وقد اقترحت كوينلان أن تقوم وكالة للسيارات بتنظيم سحب يانصيب لكي يكسب الزبون جائزة، عندما يكون من أول الداخلين إلى وسط مجموعة من أجهزة «بيكون» مخبأة ومخفاة عشوائيا في المكان.

* تشارك بالألعاب 7 - ألعاب تعرف كل منها الأخرى. تصور أن تشتري لأولادك سيفين ضوئيين كالتي ظهرت في أفلام حرب النجوم. فحالما يقترب هذان السيفان بعضهما من بعض على مسافة بضعة أقدام يضيئان تلقائيا.

8 - الحصول على شطائر طعام أو فنجان قهوة لدى تعبئة سيارتك بالوقود، فالزبائن يصبحون أكثر فائدة لدى شرائهم أكثر من الوقود في محطات تعبئتها. فبفضل «آي بيكون» تعرف المحطة أن الزبون يقوم بتعبئة الوقود في سيارته، فتقوم بعرض الشطائر أو المشروبات عليه بأسعار مخفضة»، وفقا لوالاس.

9 - التأكد من عدم اختفاء دراجتك أو سيارتك من مرأب المنزل، فقد يكون ابنك الصغير قد استعار سيارتك من دون إذنك وخرج بها، كما تقول كوينلان، لكن وجود «آي بيكون» في المرأب، وفي السيارة أيضا، يمكن لهذه المعلومة أن ترسل إليك بالبريد الإلكتروني، أو عن طريق التطبيق، أو من خلال إخطار سريع.

وقد بيّن كاشف الدخان من إنتاج شركة «نيست» إمكانية تحويل الأشياء القديمة المملة إلى أمر يمكنه تغيير نمط حياتنا مع آخر التقنيات. ويبدو أن هذا الاتجاه مقدر له أن ينمو ويزيد خلال العام الحالي، بعدما أصبح «بلوتوث» و«آي بيكون» من الأمور العادية. لكن هذا لن يحدث من دون قيام المستهلكين بالوثوق بالشركات، واختيار تنزيل تطبيقاتها والمشاركة بها على صعيد تبيان الأماكن والمواقع. لذا يتوجب على المسوقين إثبات أن التضحية قليلا بالخصوصيات جديرة بالمكافآت.

* خدمة «واشنطن بوست» خاص بـ«الشرق الأوسط»