جهاز مطور لتنظيم فوضى الصور والفيديوهات

يوفر تطبيقات لمختلف الأجهزة الجوالة ويخزن الصور بعيدا عن السحاب الإلكتروني

TT

قمت أخيرا بتركيب جهاز صغير في مكتب منزلي يقوم بجمع وتنظيم جميع الصور والفيديوهات التي التقطتها بواسطة كاميرتي الرقمية. وأنا لا أحسد الجهاز، فخلال العقد الماضي، شأني شأن كل فرد على هذا الكوكب، أكثرت من التقاط الصور والفيديوهات. وحسب تقديري فلدي أكثر من 20 ألف صورة وشريط فيديو موزعة بين الهواتف والأجهزة اللوحية، وبضعة ملفات موجودة على أجهزة الكومبيوتر.

وعبر السنوات جربت الكثير من الخدمات التي تزعم أنها تستطيع التحكم بهذه الفوضى وضبطها، ووجدت بعضها مناسبة، وخصوصا خدمة صور «غوغل»، على الشبكة مع برنامجها المرافق. لكن ولا واحدة منها قدمت لي الخدمة التي كنت أتمناها.

لكن ما هذه الخدمة؟ إنها الموقع الذي يتمناه الجميع لدى اعتمادنا لأول مرة الصور الرقمية، والوصول إليها دائما حيثما كنا. فقط تصوروا القدرة على استرجاع أي صورة بسرعة وسهولة وأمان، من تلك ألتي جرى التقاطها بأي جهاز. أليس ذلك رائعا؟

* منظم الصور هذا هو الوعد الذي قدمه الجهاز الجديد «لايف هوم» Lyve Home، وهو على الرغم من أنه غير كامل، لكنه يقدم ما هو مطلوب منه. فقد تمكن من جمع هذه الفوضى العارمة من الصور في مجموعة عقلانية يمكنني الوصول إليها من أي مكان. إذ يمكنني طلب تطبيق «لايف» على هاتفي، أو جهاز «آي باد»، أو «ماك»، أو هاتف بنظام «أندرويد»، للقيام برحلة آنية في عالم الصور التي التقطتها في الماضي، مضيفا إليها مسحة عميقة من المعاني الدفينة والذكريات الممتعة، التي كان يصعب الوصول إليها في يوم من الأيام.

وسعر «لايف هوم» البالغ 299 دولارا ليس رخيصا. كما أن الجهاز تنقصه مميزات مهمة التي كانت ستمنعني من شرائه حتى يجري إصلاحها. لكن الجهاز كما هو مثير للفضول، لا لأنه يؤدي وظيفته، بل في كيفية عمله. فهو لا يقوم بتخزين الصور على أساس قاعدة بيانات واسعة على الشبكة، على شاكلة «غوغل»، و«فليكر»، و«فيسبوك»، و«دروبوكس»، بل يقوم بتفادي استخدام السحاب الذي كثيرا ما روج له. فهو يقوم إضافة إلى نسخ جميع الصور ووضعها على قرصه المركزي، بإدارة حيز التخزين في جميع أجهزتك، لإنتاج نسخ متعددة كثيرة من صورك.

ولدى طلبك صورة من الصور، يقوم النظام بذكاء بتحويلها من جهاز إلى آخر، وبهذا الأسلوب يجري تخزين كل من صورك في الجهاز الذي تملكه، حيث يقبع «لايف هوم» في الوسط مديرا ومنظما لهذا الدفق من الصور بين جميع الأجهزة.

وبالنسبة للأشخاص الذين يرغبون في الوصول الواسع إلى صورهم، لكنهم يخشون مضاعفات وتعقيدات على صعيد الخصوصيات، أو التكلفة العالية طويلة الأمد للحفاظ على مجموعة واسعة في حيز تخزين على الشبكة، يقدم هذا الجهاز بديلا ذكيا ومبتكرا.

ويقول تيم بوشر مؤسس «لايف» وكبير مدرائها التنفيذيين، إن هذه المكتبة من الصور التي أقيمت عن طريق استخدام الأجهزة الحالية التي يملكها الأشخاص، أمنت تسهيلات الخدمات السحابية، مع إضافة طبقة من التحكم والضبط التي يرغب بها غالبية الناس. «فلقد رغبنا في إعطاء المستهلكين القدرة على تقرير أين يرغبون في تخزين غالبية بياناتهم الثمينة»، كما يقول.

* إشكالات التأخير لكن ثمة مشكلتين مع هذا النظام. الأولى هي أنه بطيء، لأن تطبيق «لايف» يخزن الصور بأحجام صغيرة، كنسخ عن الصور الأصلية الكبيرة، وذلك على كل جهاز من الأجهزة، مما يمكن بسرعة إجراء مسح عليها عن طريق هاتفك، أو جهازك اللوحي. لكن لدى النقر على أي من الصور الصغيرة هذه لرؤية النسخة الكبيرة، فقد تسنح فرصة كبيرة في تحويل الصورة الكبيرة ونقلها من «لايف هوم» إلى هاتفك. فإذا كان الأخير في الغرفة المجاورة، فقد يستغرق الأمر أجزاء من الثانية قبل تحميلها، وهو أمر غير سيء بتاتا، لكنه ليس خاليا من العيوب أيضا. لكن إن كنت خارج منزلك، فقد تأتي الصور بطريقة أكثر بطئا بثانية أو ثانيتين لكل صورة من الصور على الأقل. ويكون الانتظار أكثر إزعاجا لتحميل الفيديوهات.

وبالتأكيد فقد تتوقع تأخيرا لدى تنزيل الصور من خدمات السحاب الإلكتروني أيضا، لكنه غالبا ما يكون ضئيلا. والسبب أن شركات السحاب الكبيرة تملك منفذا لأقنية واسعة على الإنترنت. فهي أوسع نطاقا من نطاق «لايف هوم» في منزلك، مما يعني أن الصور المخزنة على «دروبوكس»، أو «غوغل» يجري تحميلها بصورة أسرع من تلك الموجودة على «لايفي هوم». والمشكلة الأوسع هي الكثرة، فمن بعض النواحي جرى تصميم «لايف» للمستقبل عندما يكون لكثير منا هواتف كافية إضافية وأجهزة كومبيوتر هنا وهناك التي يمكن رصفها سوية ووصلها مع سحابة شخصية متينة. وبذلك يبرز عامل الأمان من انتشار هذه الأجهزة. فإذا ما جرى نسخ كمية كافية من الصور على كمية كافية من الأجهزة المنتشرة في أماكن عدة، فقد يمكن فقدان أحد هذه الأجهزة ولكن من دون فقدان أي من الصور. وفي يومنا هذا لا تملك غالبية الناس هذا العدد الكبير من الأجهزة، ونظام «لايف» في صورته الحالية، فإن تخزينه الرئيس للصور هو في الجهاز المنزلي، وهذا ما يجعله من أكثر النظم تعرضا للمخاطر أيضا، فإذا ما احترق منزلك لا سمح الله، فإنك ستخسر الجهاز، ومعه كثير من الصور.

وحتى لو قمت باختيار «لايف هوم» بنوع خاص لتجنب خدمات الصور على الشبكة، فإنه من الحكمة إقرانها مع نظام دعم سحابي مثل «موزي»، أو «كاربونايت»، أو «كاش بلان»، الذي يقوم بإنتاج نسخ من بياناتك على الشبكة، التي من الممكن استحصالها ثانية في حال وقوع أي سوء.

* خدمة «نيويورك تايمز»