«آبل» تسهل التنقل بين أجهزتها المكتبية والمحمولة بتحديثات لنظم تشغيلها

تطبيقات لمراقبة الصحة والدردشة تنافس «واتس آب» وبحث في الملفات الموجودة داخل كومبيوترات المستخدم

TT

يشهد قطاع الهواتف الجوالة منافسة متزايدة، إذ إنها تتشابه في التصميم والمواصفات التقنية، إلا أنها تتفرد عن بعضها بعضا في مزايا التطبيقات والبرمجيات. ولمواكبة هذه التطورات والمنافسة بشكل أفضل، كشفت شركة «آبل» في «المؤتمر العالمي للمبرمجين» WWDC الذي عقد الأسبوع الماضي في مدينة «سان فرانسيسكو» عن تحديثات جديدة لنظام التشغيل «آي أو إس» الخاص بأجهزتها المحمولة، وإصدار آخر لنظام التشغيل «أو إس إكس» الخاص بالكومبيوترات الشخصية. ويقدم النظامان مزايا جديدة كثيرة ستفيد المستخدمين في إتمام أعمالهم بشكل أفضل. وسيُطرَح هذان النظامان مجانا للمستخدمين في خريف العام الحالي، وللمبرمجين حاليا على شكل إصدار تجريبي.

* «آي أو إس 8» من أول المزايا التي سيلاحظها مستخدمو النظام الجديد القدرة على استخدام تقنية «كويكتايب» QuickType التي تتوقع الكلمات التي يكتبها المستخدم وتصحح الأخطاء الإملائية في الكلمات، مع القدرة على تثبيت لوحات مفاتيح رقمية جديدة تعجبهم عوضا عن تلك التي يقدمها النظام، سواء كانت ذات شكل أو ألوان جديدة، أو تقدم مزايا إضافية تسهل الكتابة على المستخدم. وتستطيع ميزة «سيري» Siri الآن التعرف على اسم الأغنية من حول المستخدم، وتفعيل الميزة من دون الحاجة للمس الشاشة على الإطلاق، مع دعمها لـ22 لغة إضافية (لم تقدم الشركة قائمة اللغات الجديدة التي تدعمها هذه الميزة).

وأطلقت الشركة كذلك تطبيق «هيلث كيت» HealthKit الذي يسجل البيانات الصحية للمستخدم، مثل ضغط الدم ومعدل نبضات القلب ونمط النوم ومعدل سكر الدم، وغيرها. وتعاقدت الشركة مع عيادات طبية كثيرة، من بينها «مايو كلينيك» Mayo Clinic، للسماح للأطباء بتبادل البيانات مع المرضى بكل سهولة.

وللملاحظة، فقد ازداد التركيز لدى الشركات المتنافسة أخيرا على تطبيقات وملحقات الصحة، مثل إطلاق «سامسونغ» لهاتف «غالاكسي إس 5». وكانت الشركة قد كشفت الأسبوع الماضي عن عزمها إطلاق هاتف «غالاكسي زد» Galaxy Z في الربع الثالث من العام الحالي الذي يعمل بنظام التشغيل الخاص بها «تايزن» Tizen الذي يقدم أداة متخصصة بمراقبة معدل نبضات القلب. وقدمت «آبل» كذلك تقنية لتسهيل التفاعل مع أجهزة المنزل اسمها «هوم كت» HomeKit، التي تسمح للأجهزة الموجودة داخل منزل المستخدم الاتصال ببعضها بعضا بكل سهولة وأمان. وتسمح هذه التقنية للمستخدمين التحكم بالإضاءة والكاميرات الرقمية والقفل الذكي وميزان الحرارة الرقمي، وغيرها من التقنيات المنزلية الذكية الأخرى، من أجهزتهم المحمولة. ويمكن للمستخدم كذلك مراقبة موقع الأطفال أثناء وجودهم خارج المنزل، وطلب الحصول على موافقة الأهل قبل شراء الأطفال للألعاب الإلكترونية الرقمية أو شراء الإضافات الخاصة بالألعاب. هذا، ويمكن مشاركة ملفات الوسائط المتعددة مع أجهزة أفراد العائلة فقط، وبكل سهولة من خلال تطبيق «فاميلي شيرينغ» Family Sharing.

وستسهل الشركة البحث عن التطبيقات في متجر «آي تونز» الإلكتروني واكتشافها، وذلك بتقديم عروض فيديو ترويجية للتطبيقات والقدرة على تجربة التطبيقات التي لم يطلق الإصدار النهائي منها، بعد. ويمكن للمستخدمين كذلك الرد على الرسائل الواردة من الشبكات الاجتماعية من قائمة التنبيهات (أو شاشة القفل)، وبكل سهولة، عوضا عن تشغيل تطبيق «فيسبوك» للقيام بذلك، مثلا. ويمكن للمستخدم الضغط مرتين بسرعة على زر الهاتف لعرض قائمة بأكثر الأصدقاء اتصالا وتوفير القدرة على التواصل معهم من خلال الاتصال الصوتي أو البريد الإلكتروني أو الرسائل النصية.

وأطلقت الشركة كذلك تقنية «ميتال» Metal التي تسرع من قدرة النظام على معالجة الرسومات المتقدمة، الأمر الذي يفتح المجال لتطوير تطبيقات وألعاب عالية الجودة حصرية لنظام التشغيل «آي أو إس». ويقدم النظام كذلك حماية مطورة لبيانات العمل وتطبيقا جديدا للرسائل يسمح بتسجيل الرسائل الصوتية ومشاركتها مع الأطراف الأخرى.

وتعتبر هذه الخطوة منافسة مباشرة مع تطبيق «واتس آب» الذي اشترته شبكة «فيسبوك» بداية العام الحالي. ويمكن إرسال الرسائل الجماعية بكل سهولة، سواء كانت رسائل نصية أو صوتية، مع توفير القدرة على حذف الرسائل من صناديق الآخرين بعد مرور فترة محددة وبغض النظر عما إذا كان الطرف الآخر قد قرأ الرسالة أم لا. كما أعلنت الشركة عن إطلاق لغة «سويفت» Swift للبرمجة، والتي تعتبر بديلا سلسا للغة البرمجة «أوبجيتكيف سي» Objective C التي اعتمدت عليها الشركة في السابق لسنوات كثيرة.

ويذكر أن «آبل» كانت قد اشترت شركة «بيتس إلكترونيكس» Beats Electronics نهاية مايو (أيار) الماضي لقاء ثلاثة مليارات دولار أميركي، والتي تختص بتطوير السماعات الرأسية ذات الجودة الصوتية العالية (والمكلفة أيضا). ويمكن تحميل «آي أو إس» الجديد على أجهزة «آي فون 4 إس» أو أحدث، والجيل الخامس لـ«آي بود تاتش» أو أحدث، و«آي باد 2» أو أحدث.

* «أو إس إكس 10.10» وبالنسبة لنظام التشغيل «أو إس إكس 10.10» الخاص بالكومبيوترات الشخصية، فستطلق عليه الشركة اسم «يوسيميتي» Yosemite، وهو يقدم واجهة استخدام معدلة مقتبسة عن تلك المستخدمة في نظام التشغيل «آي أو إس» الخاص بالأجهزة المحمولة. وتحرر تطبيق «سبوتلايت» Spotlight للبحث من مكانه الثابت ليصبح في مكان أكثر وضوحا وأهمية، إذ ستظهر النتائج في المتصفح كذلك، مع قدرته على البحث في الملفات الموجودة داخل كومبيوتر المستخدم.

وسيدعم النظام خدمة «آي كلاود درايف» iCloud Drive للتخزين السحابي والتي تعتبر امتدادا لخدمة «آي كلاود» الخاصة بالشركة ومنافسا مباشرا لخدمة «دروب بوكس» DropBox وخدمات التخزين السحابية الأخرى، حيث سيستطيع المستخدمون حفظ وثائقهم وصورهم وملفاتهم الشخصية مباشرة من جهازهم إلى الخدمة السحابية أو بالعكس، ومن داخل تطبيقاتهم المكتبية وكأن الملفات السحابية والمحلية أصبحت بمتناول يد المستخدم في أي وقت (يتطلب هذا الأمر وجود اتصال دائم بالإنترنت). ويمكن مزامنة (تنسيق) هذه الملفات بين أجهزة «آبل» المختلفة وحتى مع الأجهزة التي تعمل بنظام التشغيل «ويندوز» أيضا.

وأصبح متصفح «سافاري» يدعم تقنية «إتش تي إم إل 5» بريميوم فيديو، لحماية نسخ عروض الفيديو من الإنترنت بشكل مدمج ومن دون الحاجة لاستخدام إضافات أو ملحقات خارجية. هذا، وأصبح تطبيق «إيردروب» AirDrop لنقل الملفات لاسلكيا بين الأجهزة وبسرعات عالية يدعم نظام التشغيل «آي أو إس». وأطلقت الشركة كذلك ميزة «كونتينيويتي Continuity التي تنقل بيانات التطبيقات بين الأجهزة المختلفة، وذلك لإكمال الأعمال بسهولة لدى الانتقال بين الأجهزة. ويدعم تطبيق البريد الآن إرسال واستقبال الرسائل المرمزة (المشفرة) بأحجام تصل إلى خمسة غيغابايت! وكانت «أبل» في الوقت نفسه قد عدلت من شروطها لقبول التطبيقات التي تستخدم العملات الافتراضية لتنص على احتمال قبول التطبيقات التي تستخدم العملات الافتراضية، شريطة أن تكون العملات والتطبيقات لا تخترق أي قانون، وأن تكون متماشية مع قوانين الدول التي يعمل فيها التطبيق. ويدل الشرط الأخير على ضرورة اعتراف الدول بالعملات الافتراضية، وإلا فإن «أبل» تحتفظ بحق سحب التطبيق من المتجر. ومن العملات الافتراضية المشهورة «بت كوين» Bitcoin التي من المتوقع أن تزداد شعبيتها في حال السماح بتحميل التطبيقات التي تستخدمها في متجر «آي تونز» الإلكتروني.