«سيرفيس برو 3» من «مايكروسوفت» جهاز هجين جديد لمجابهة «آبل»

يعمل كجهاز لوحي وكومبيوتر لابتوب

TT

وضعت «مايكروسوفت» «أبل» في مرماها عندما طرحت أخيرا «سيرفيس برو 3» Surface Pro 3، فكل الشركات من منافسي «أبل» التي تنتج أجهزة لوحية تحسد «آي - باد». وتقول «مايكروسوفت» بأن المقصود من جهازها «سيرفيس» الجديد هذا، مجابهة جهاز «أبل» الشعبي جدا «ماك بوك إير لابتوب» أيضا. لكن الشيء الذي لم تذكره «مايكروسوفت» هو أنه قد يجابه كذلك أجهزة «الترابوك» النحيفة خفيفة الوزن. وإن ترددت «مايكروسوفت» من ذكر ذلك علانية، لكون برمجيات «ويندوز» تشكل دم الحياة الذي يسري في عروقها، أي عروق «الترابوك».

* جهاز متميز لكن لا يوجد أي ضمانة بأن «سيرفيس» سيلاقي ترحيبا كبيرا، وبالتالي إنتاجية كبيرة مع الزبائن الذين تفكر بهم «مايكروسوفت». ومع ذلك ووفقا للاختبارات التي قام بها إدوارد بيغ في «يو إس إيه توداي» فإن هذا جهاز لوحي متين يقوم بوظيفة ازدواجية مع بعض التحديدات، يعتبر بديلا قويا لجهاز اللابتوب. فقد صممت «مايكروسوفت» جهازا نحيفا أنيقا بنظام «ويندوز 8.1» هجين جيد للأعمال، التي تجعل من السهل الإعجاب به.

لكنه لا يناسب جميع الراغبين فيه. فحيز التخزين به، لا سيما بالنسبة إلى الجهاز المدخلي الأولي منه (799 دولارا) محدود، لا يتجاوز 64 غيغابايت، الذي يأتي مع النظام، مما يعني أن 37 غيغابايت فقط منها متوفرة للمستخدم. لكن يمكن دعم هذه السعة وزيادتها عبر شق لبطاقة «إس دي» صغيرة مخفية، أو عبر «وان درايف» من «مايكروسوفت».

ومن الأشياء المفيدة به، الغطاء المغناطيسي الاختياري «تايب كوفر» مثلا، الذي يبلغ سعره 129.99 دولار، ولوحة المفاتيح «كويتري» الفسيحة الأكثر من السابق، التي تضاء مفاتيحها الآن من الخلف، ورقعة اللمس التي تحسنت جدا، ومع ذلك فهي ليست كوجود لوحة مفاتيح مركبة فيها من النوع الممتاز.

وبالنسبة للمستخدم يبدو أن الغطاء «تايب كوفر» هو ضرورة، والواقع أنه لا يزال بعد اختياريا هو خيار خاطئ، والسبب أن لوحة المفاتيح هي من المقومات الأساسية بالنسبة لجهاز لابتوب، لذا ينبغي اعتبار مبلغ 928.99 دولار هو السعر الأولي الحقيقي.

وغالبية أجهزة الكومبيوتر الهجين التي شاهدتها قد سويت بحلول وسط فيما يخص عملها، ففي نمط عملها كجهاز لوحي فهي لا تعمل جيدا كجهاز لوحي مستقل بذاته، ولا كجهاز لابتوب فعلي في النمط المقابل. لكن جهاز «مايكروسوفت» هذا يعمل على النمطين بصورة جيدة، بدءا مع المحدودية العالية (2160 × 1440) لشاشة تعمل باللمس قياس 12 بوصة. وهنالك مساحة واسعة على الشاشة لعرض نافذتي «ويندوز» في آن، مثل «وورد» و«إنترنت إكسبلورر» مثلا، وهو أمر متعذر مع «ويندوز 8.1». وكانت طرز «سيرفيس» السابقة مزودة بشاشات قياس 10.6 بوصة. كما وأن الجيل الرابع من معالجات «إنتيل كور آي3»، أو «آي5»، أو «آي7»، الموجودة داخل جهاز «سيرفيس برو 3» هي في قمة التقنيات. كذلك يملك الجهاز فتحة «يو إس بي 3.0» كاملة الحجم، فضلا عن فتحة لشاشة عرض صغيرة (ميني ديسبلاي بورت). والصوت الصادر عن مكبرات الستيريو جيد. وهنالك أيضا كاميرتان أمامية وخلفية بقوة خمسة ميغابيكسل.

* تطبيقات كومبيوترية كاملة ويزن الجهاز أقل من 1.8 رطل، أي أثقل من «آي باد إير»، الذي يزن رطلا واحدا، لكنه أخف من «ماك بوك إير» برطل واحد المزود بشاشة قياس 13.3 بوصة. أما الوزن مع غطاء «تايب كوفر» فيبلغ 2.4 رطل، المساوي إلى «ماك بوك إير» الصغير بشاشة قياس 11 بوصة. وتبلغ حياة البطارية وفقا إلى «مايكروسوفت» تسع ساعات، أي أقل ما تزعمه «أبل» بالنسبة إلى «آي باد إير»، و«ماك بوك إير»، بشاشة قياس 13.3 بوصة.

ولا يمكن لـ«مايكروسوفت» منافسة «آي باد» على صعيد التطبيقات طبعا، لكن الناحية المهمة هنا هي لأن «سيرفيس» هو لابتوب كامل تقريبا فهو يشغل افتراضيا جميع برامج «ويندوز» التي يشغلها جهاز «بي سي» مكتبي، ابتداء من «فوتوشوب» إلى «كويكن»، مرورا بـ«أوفيس سويت» المملوك من «مايكروسوفت» ذاتها.

وللحصول على معاملة «بي سي» كاملة من هذا الجهاز، ما عليك سوى الانتظار حتى أواخر الصيف لإضافة 199.99 دولار على سعر الجهاز للحصول على مرساة، أو قاعدة له موصولة به، مع فتحات وموصلات إضافية. ولا يقوم «سيرفيس برو 3» بتركيب «وورد» و«إكسيل» و«باوروبوينت» سلفا.

ومن الإضافات المهمة على هذا الجهاز، هو استخدام القلم الخاص الحساس للضغط، الذي يجيز لك الرسم على الشاشة، وتدوين الملاحظات وهكذا. والنقر على رأس القلم يطلق «مايكروسوفت وان نوت» الذي هو تطبيق لتدوين الملاحظات. وهنالك مكان لحفظ هذا القلم على الجهاز اللوحي ذاته.

لقد استطاعت «مايكروسوفت» جعل كل الأمور صحيحة مع «سيرفيس برو 3»، رغم أنه ليس بذلك الجهاز اللوحي الكامل، ولا باللابتوب الكامل أيضا، لكنه جمع بين الاثنين معا بصورة جيدة.